ما يمكن معرفته عن رائدي الفضاء العالقين بين السماء والأرض
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
الولايات المتحدة – حطت رحلة فضاء تجريبية لمركبة جديدة من إنتاج شركة “بوينغ” الأمريكية عند محطة الفضاء الدولية، قبل أن يتعطل أحد محركاتها الستة في 6 يونيو/حزيران الماضي .
الرحلة التي كانت تقل رائدي فضاء كان من المخطط أن تمضي 8 أيام قبل عودتها إلى الأرض، إلا أن تعطل أحد المحركات أبقى رائديها عالقين داخل محطة الفضاء الدولية حتى اليوم.
والسبت، أعلنت وكالة “ناسا” في مؤتمر صحفي، أنها أسندت مهمة إعادة رائدي الفضاء لشركة “سبيس إكس” والتي يرأسها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك.
وقالت الوكالة إن الموعد المتوقع لعودة رائدي الفضاء إلى الأرض سيكون بحلول فبراير/شباط المقبل، أي أن الرحلة التي كانت يفترض أن تستغرق 8 أيام، فإنها ستمضي 8 شهور بالفضاء.
رائدا الفضاء هما باري بوتش ويلمور (61 عاما)، وسونيتا سوني ويليامز (58 عاما)، وكلاهما من رواد الفضاء المخضرمين، سبق لهما أن نفذا عدة رحلات إلى الفضاء خلال السنوات الماضية.
والرائدان من ضباط البحرية وطياري الاختبار السابقين، إذ يعتبر ويلمور رائد فضاء بوكالة ناسا منذ عام 2000، وويليامز منذ عام 1998، وكلاهما يتمتع بخبرة كبيرة في الفضاء.
ويليامز حاملة الرقم القياسي السابق لأكبر عدد من عمليات السير في الفضاء من قبل امرأة (سبعة)، وأكبر وقت للسير في الفضاء لامرأة (50 ساعة و40 دقيقة).
في عام 2009، قاد ويلمور مكوك الفضاء أتلانتس في مهمته إلى المحطة الدولية، وفي 2014 كان جزءا من طاقم محطة الفضاء الدولية الذي استخدم طابعة ثلاثية الأبعاد لتصنيع أداة – مفتاح ربط – في الفضاء، وهي المرة الأولى التي يصنع فيها البشر شيئا خارج العالم.
ما هي مهمتهم؟
سافر ويلمور بصفته قائدا، وويليامز بصفتها طيارة، إلى محطة الفضاء الدولية على متن كبسولة عرضها 15 قدما من صنع “بوينغ” تسمى “ستارلاينر”.
وانطلقت الرحلة في 5 يونيو الماضي، والتحقت بمحطة الفضاء الدولية في اليوم التالي؛ وكانت “ناسا” تأمل أن تمنح مركبة ستارلاينر طريقة جديدة لنقل الطواقم من وإلى المحطة الدولية.
وكونه من صنع “بوينغ” هي علامة أخرى على أن وكالة “ناسا” بدأت تعتمد على القطاع الخاص في خيارات رحلات الفضاء البشرية، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
كان من المفترض أن تستمر مهمة ويلمور وويليامز إلى محطة الفضاء الدولية لمدة ثمانية أيام فقط، حيث سيختبران جوانب “ستارلاينر” ويريان كيف تعمل مع طاقم بشري في الفضاء.
وتأخرت رحلة المركبة “ستارلاينر” في مايو بسبب مشكلة في صمام بالصاروخ؛ ثم اضطر المهندسون إلى إصلاح تسرب الهيليوم؛ قبل إقلاع الرحلة في 5 يونيو، وهي حوادث سيئة لشركة “بوينغ”.
و”بوينغ” تتنافس مع شركة “سبيس إكس” التي تنقل رواد الفضاء إلى المحطة الدولية منذ عام 2020، حيث قامت بأكثر من 20 رحلة ناجحة إلى المحطة.
وأخيرا، انطلقت “ستارلاينر” على متن صاروخ “أطلس الخامس” في 5 يونيو، ولكن ظهرت بعض المشاكل معها. أعلنت ناسا أنه تم تحديد ثلاثة تسربات للهيليوم في أحد المحركات، كان أحدها معروفًا قبل الرحلة، واثنان جديدان.
وإضافة إلى التسريبات، كان على الطاقم استكشاف أخطاء محركات التحكم، رغم أن المركبة تمكنت من الالتحام بنجاح بمحطة الفضاء الدولية.
رائدا الفضاء آمنان
وكالة “ناسا” سارعت إلى الإعلان عن أن رائدي الفضاء ليسا في خطر، وأنهما ليسا عالقين تماما.
وقالت في بيان السبت: “لا يوجد أي عجلة لإعادة الطاقم إلى الوطن، هذا درس مستفاد من حادث مكوك الفضاء كولومبيا، فرقنا التابعة لوكالة ناسا وبوينغ تقوم بفحص البيانات”.
ومن المتوقع أن تعود “ستارلاينر” المعطلة إلى الأرض بحلول سبتمبر/أيلول المقبل، بدون رائدي الفضاء، تجنباً لأية مخاطر قد تنشأ للمركبة أثناء رحلة عودتها.
بينما ستتم إعادة ويلمور وويليامز إلى الأرض على متن مركبة الفضاء “سبيس إكس كرو-9 دراغون” بحلول فبراير، وهو أقرب موعد يمكن أن يتم الإعلان عنه.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: محطة الفضاء الدولیة رائدی الفضاء إلى المحطة إلى الأرض فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
يوم توارى “الشمس”
د.أسماء عبدالوهاب الشهاري
كأنّ وتدًا نُزع من الأرض فارتجت واضطربت وتصدّعت وأشرفت على الإنهيار.
لكن لا والذي رفع السماء بغير عمد. فلا يزال لهذا الوتد جذورا ممتدة في الأعماق. وبراعم باسقة الأوراق تشربت نهجه وغُرست في ذات أرضه. وعندما ذرتها الرياح أنبتت مقاومةً حيدرية تمسك الأرض من أطرافها لئلا تزول.
وليست الشمس من ستوارى يوم الثالث والعشرين من شباط. وليست أرواحنا وأفئدتنا ومهج قلوبنا فحسب. بل عالما وكونا من العظمة والشموخ والعزة والكبرياء بكواكبه ومجراته.
بل كأنَّ السماء ستطوى من أطرافها والأرض ستطبق على أهلها..
أيُّ هولٍ عظيم وأيُّ حدثٍ أعظم !
هل سمعتم يوما ان رحم الأرض تتسع لمجرة بأكوانها وعوالمها!
وكيف ستقوى السماوات ان تحمل هذا الثّقّل!
فكيف بحال قلوبنا وارواحنا.!
ولا والله فقدت البواكي مثلك. وإن كادت ان تُظلم العيون وتالله لقد كدّنا ان نهلك.
لم يكن فردًا ولا حتى أمة.. بل كان إرث الأنبياء وتسابيح الملائكة وتراتيل الشهداء..
كان الكتب السماوية في بشر. ولو كان مَلَكًا يمشي على الأرض مطمئنًا ما كان غيره على الأرض من بشر.
ويّحَ قلوبنا.
لن نكون أيتاما من بعدك فحسب. بل الحرية والإنسانية وكل القيّم البشرية.
أبا هادي وما أدراك ما فعل الفراق بنا. فلو أنّا تصّعّدنا في السماء أو هوت بنا الريح في مكانٍ سحيق لكان أهون ألف مرةٍ من فراقك.
ولا طيب لنا الله العيش بعدك.
وما طلبناه بعدك إلا أخذًا لثأرك وتنكيلًا بأعداء الله وأعداءك وحتى يظل ثغرك الوضّاء باسمًا في سماء مجدنا وأمنياتنا بتحقيق حلمك والإيفاء بوعدك الذي افنيت لأجله سنون حياتك.
القدس يا سيدي.نعم. نعدك بالقدس ولا والله نرضى غيرها ثمنًا مهرًا لدمائك التي تحنّت بها اكناف بيت المقدس. وإنّا لكلِّ الطغاة بقوة الله وببركة دمائك الطاهرة قاهرين. وكيف نرى نحن أنفسنا وإياك بها مصلين. ويظنون أنّهم بغيرها قد يكونوا ظافرين. ولا يعلمون ان بعدك رجالا ما كانوا ولن يكونوا يومًا لعهدك من الناكثين.
وفي القدس ستكون انت إمامنا بها ونحن أباةً مكبرين منتصرين أو شهداءًا خلف مقامك تصلي بنا فيها صلاة العيد و ركعتين.
وإنّا على العهد .