5 أسئلة محورية يجب طرحها بعد ردّ "حزب الله" وخطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله يوم الأحد الماضي على إسرائيل وهي: هل طوى الحزب صفحة الرّد حقاً؟ لماذا لم يكشف عن فيديوهات لعمليته؟ لماذا لا يعتمد على مبدأ الاغتيالات مقابل الاغتيالات؟ ما هي رسالته لغزة و"حماس" من هجومه؟ وما هي المعادلة الجديدة "غير المُعلنة" التي أرساها؟

بالنسبة للسؤال الأول، يبدو واضحاً أن "حزب الله" بات معنياً بمرحلة جديدة، ويمكن القول إن الرّد على اغتيال أحد أكبر قادته وهو فؤاد شكر، قد انتهى، والسبب الأبرز والأكثر بروزاً هو أن نصرالله أبلغَ من نزحوا عقب هجوم الضاحية بالعودة إلى منازلهم، وكأنه يقول لهم إنه الأمر انتهى رغم أنهُ فتح باب "التأويلات" لما قد يفعله الحزب لاحقاً في حال لم يجد أن نتيجة هجومه كانت مُرضية تماماً.



هنا، يمكن أن يكون "حزب الله" في هذا الإطار قد فرض حرباً نفسياً جديدة على إسرائيل ولكن بوتيرة أضعف من السابق، فيما الهدف من ذلك هو إبقاء إسرائيل "قيد التوتر" بانتظار أيّ عملية جديدة قد تشهد على تبدلات نوعية.

الخبير العسكريّ والإستراتيجي خالد حمادة يقول عبر "لبنان24" إنّ "حزب الله" قد "طوى صفحة الرّد التي كانت تُلقي بثقلها على لبنان"، مشيراً إلى أن الحزب لم ينفذ ردّه إلا بضوءٍ أخضر من إيران.

بالنسبة لحمادة، فإنه "حتى لو أنهى الحزب ردّه، إلا أن مواصلة العمليات العسكرية في الجنوب من ناحيته، يمثل استمراراً لإنتهاك القرار 1701"، وقال: "هناك مسؤولية على حزب الله تتحدد في تطبيق القرار المذكور، علماً أن لبنان ما زال في عين العاصفة، فيما إيران ترسم التسويات على طريقتها".

الأهم من كل ذلك هو أن ما فعله "حزب الله" عبر ردّه والاحتواء الذي حصل، يؤكد بشكل واضحٍ أن الأمور ذاهبة نحو "ستاتيكو" ما قبل اغتيال فؤاد شكر، أي إلى قواعد اشتباك كانت مرسومة قبل 30 تموز الماضي. لهذا، صحيح أن الحزب "قلب ورقة الرد"، لكنه لم يقلب ورقة التصعيد، فهي مستمرة وقائمة وبالتالي فإن جبهة الجنوب مفتوحة ومستمرّة مع استمرار جبهة غزّة.

على صعيد السؤال الثاني، كان واضحاً أن "حزب الله" لم يكشف عن أي فيديو يُظهر ويوثق العملية التي نفذها. خلال خطابه، تحدّث نصرالله عن إطلاق عشرات الطائرات المُسيرة، علماً أن هذه المسيرات بإمكانها تصوير الهدف الذي تتجه إليه، وقد أظهر "حزب الله" هذا الأمر سابقاً، ناهيك عن فيديو "الهدهد" الذي كشف قدرة الحزب على تصوير ما يريده فوق إسرائيل.

في هذا الإطار، يطرحُ مصدران متقطعان، الأول مُطلع على أجواء "حزب الله" والثاني "مناوئ" للأخير، سلسلة فرضيات بشأن الأمر المطروح وهي:

1- يمكن أن يكون الحزب قد التقط مقاطع فيديو للضربات عبر الطائرات التي تمكنت من الوصول إلى هدفها

2- إن كان الحزب قد وثق الهجوم والضربة، فإن الاحتفاظ بمضمون هذا الأمر قائم وبمثابة "تكتيك ما"، وقد يظهره في الوقت المناسب  خصوصاً إذا أراد أن يُثبت أكثر زيف الإدعاءات الإسرائيلية التي تحدثت عن إفشال هجوم الحزب.

3- من الجائز تماماً أن تكون الطائرات التي تم إطلاقها والمجهزة بكاميرات قد أُسقطت، وبالتالي يتعذر توثيق ضربات أخرى قد تكون وصلت إلى الهدف.

4- حزب الله لم يكشف كافة أوراقه بشأن تلك الطائرات المسيرة التي عبرت، كما أنه لم يتحدث عن تلك التي وصلت والتي لم تصل، ما يطرح تساؤلات عن نجاح العملية بشكل كامل.

في ما خصّ السؤال الثالث المرتبط بأسباب عدم اعتماد "حزب الله" سياسة الاغتيالات، يجيبُ مصدرٌ معارض لـ"حزب الله" قائلاً إن "الحزب" قد لا يكون قادراً على هذا الأمر لاعتبارات استخباراتية وعسكرية، فالقوة بهذا الإطار غير معروفة كما أن مثل هذه العمليات تتطلب تقنيات كبيرة.

ضمنياً، قد يكون الحزب قد نأى بنفسه عن هذه الخطوة المرتبطة بالاغتيالات لأسباب ترتبط بمدى نجاحها، ولهذا السبب فإن مسألة التخطيط لرد من هذا النوع لا تحصل بين ليلة وضحاها، كما أن الوسائل المطلوبة لمثل هذه العمليات يجب أن تكون ضخمة، بينما إمكانية تنفيذها في هذا الظرف بالذات قد تصطدم بعقبات كثيرة.

بالنسبة للسؤال  المتعلق برسالة "حزب الله" إلى "حماس"، فإن الأساس في إجابته هو أن "الحزب" لم يُلبّ مُجدداً رغبة الحركة في فتح جبهة كبيرة ضد إسرائيل، وذلك لاعتبارات خاصّة به.

في الواقع، فإن "حماس" ضغطت كثيراً على الحزب لشنّ ضربة كبيرة وموسعة، لكن الأخير آثر الردّ المضبوط والمدروس. هنا، تقولُ مصادر معنية بالشأن العسكريّ إنّ "حزب الله التزم العملية المرسومة وفق قواعده وليس وفق قواعد حماس التي كانت ترغب في توريط الحزب بحرب أكبر، لكن هذا الأمر لم يحصل".

كذلك، فإن "حزب الله" وبرسالته من الضربة، خاطب زعيم "حماس" يحيى السنوار قائلاً له إنه "ليس كل ما يتمناه المرءُ يدركه".. فإذا كان السنوار يريد من الحزب حرباً، فإن الأخير سيكون بمنأى عنها، وكان بإمكانه بدء ذلك منذ فترة وليس الآن.

بشأن السؤال عن المعادلة الجديدة "غير المُعلنة" التي أرساها "ألحزب"، بكل بساطة، فإن "حزب الله" بإطلاقه طائرات مُسيرة باتجاه عمق أكثر من 100 كلم داخل إسرائيل، يشير إلى أن معادلة الجغرافيا لا تقف عائقا أمام قدرات الحزب الجوية. أيضاً، فإن ما يظهر هو أن "حزب الله" أراد الرد على إسرائيل بضربة في العمق عبر القول لها: إذا كنت تعتقدين أنك باستطاعة ضرب البقاع في عمق الـ100 كلم، فإننا قادرون على استهدافكم في عمق مماثل".

لهذا السبب وأكثر، فإن المعادلة التي أرساها "الحزب" هي معادلة "100 كلم مقابل 100 كلم"، و "تل أبيب مقابل بيروت"، بينما المعادلة الميدانية اليومية تتصلُ بطرح الحزب مواقع إسرائيلية جديدة لتدخل ضمن دائرة نيرانه مثلما حصل، أمس الإثنين، مع ثكنة شراغا، والتي تبعد 15 كلم عن الحدود وقد قصفها الحزب لأول مرة منذ بدء الحرب يوم 8 تشرين الأول الماضي.

  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: هذا الأمر حزب الله

إقرأ أيضاً:

عندما تتكلم الأرض: خواطر من لحظات الزلزال

لكل شيء في هذا الكون لغة، حتى الأرض الصامتة تحت أقدامنا تحدثنا أحيانا.. بطريقتها. بالأمس تكلمت الأرض في تركيا بصوت مسموع، فاهتزت بقوة 6.2 على مقياس ريختر، وترجمت حركتها إلى لغة فهمتها القلوب قبل العقول. رجت الأرض رجا، وهز الخوف النفوس هزا، فهرع الناس إلى الخلاء، وباتوا في المساجد والشوارع والمدارس، يلتمسون الأمان تحت سقف السماء المفتوح.

همسات الأرض.. وصرخات الفطرة

"إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا" (الزلزلة: 1-3).

في تلك اللحظات التي تميد فيها الأرض، يتساءل الإنسان في دهشة: "ما لها؟".. سؤال الحيرة والعجز. تساؤل يختصر الموقف الإنساني أمام قوى الطبيعة، لكن السؤال الأعمق الذي ينبغي أن نسأله: "ماذا تقول الأرض؟ ما هي رسالتها؟".

الأرض تتكلم بصمت عن عظمة خالقها، تحدثنا عن قدرة من أمسك السماوات والأرض أن تزولا. تهمس في أعماقنا أننا عابرون على ظهرها، وليس لنا فيها مقام دائم. قال تعالى: "وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ" (الأنبياء: 34).

في هذه الهزات العنيفة، تصرخ الفطرة الإنسانية وتتجلى في أنقى صورها. ففي لحظات الخطر، لا يتذكر الإنسان إلا ربه، ولا يلهج لسانه إلا بذكره. "وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدا أَوْ قَائِما فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ" (يونس: 12).

لغة الأرض.. وأبجدية السماء

لو أنصتنا جيدا للغة الأرض، لوجدناها تنطق بكتاب الله المسطور. تتجلى فيها آيات الكون، وتتضح معاني القرآن. فالزلزال يجعلنا نفهم معنى قوله تعالى: "يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ * تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ * قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ" (النازعات: 6-8).

لعل أجمل ما في هذه اللغة الكونية، أنها تحييي فينا لغة أخرى كادت تندثر.. لغة السماء، لغة الدعاء والتضرع والإنابة إلى الله. فجأة، وجد الناس أنفسهم يرددون أدعية كانوا قد نسوها، ويلهجون بأذكار ربما هجروها
ولعل أجمل ما في هذه اللغة الكونية، أنها تحييي فينا لغة أخرى كادت تندثر.. لغة السماء، لغة الدعاء والتضرع والإنابة إلى الله. فجأة، وجد الناس أنفسهم يرددون أدعية كانوا قد نسوها، ويلهجون بأذكار ربما هجروها.

شهد أحد شهود العيان أن كثيرا من الناس تجمعوا في ساحات المساجد، يصلون ويدعون بخشوع نادر. كأن الزلزال أثار في النفوس غبارا من الخشية تراكم فوق فطرتهم، فكشفه وأظهر ما تحته من جوهر التوحيد الصافي.

صرخة الأرض.. ويقظة القلوب

الزلزال ليس مجرد حركة في القشرة الأرضية.. إنه صرخة توقظ القلوب الغافلة، ونداء يخترق جدران اللامبالاة. عندما تهتز الأرض، تستيقظ فينا معانٍ عميقة:

معنى العبودية الحق: حين تتزلزل الأرض، نكتشف حقيقتنا كعبيد ضعفاء أمام قوة الله. نتخلى عن أوهام القوة والسيطرة، ونعود إلى الافتقار إلى الله.. "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" (فاطر: 15).

معنى الأخوة الإنسانية: في لحظات الخطر، تذوب الفوارق الطبقية والاجتماعية. لا فرق بين غني وفقير، ولا بين قوي وضعيف. الكل يواجه المصير نفسه، ويشعر بالخوف ذاته. رأينا في تركيا كيف تلاحمت القلوب، وتكاتفت الأيدي، وصار الناس كالجسد الواحد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" (رواه البخاري ومسلم).

معنى زوال الدنيا: الزلزال يذكرنا بحقيقة هذه الدنيا.. أنها دار ممر لا دار مقر. فالبيوت التي كانت آمنة مطمئنة، أصبحت في لحظات مصدر خوف ورعب. والشعور بالاستقرار الذي بنيناه على أساس مادي، تبخر في لحظات. قال تعالى: "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ" (الرحمن: 26-27).

شهادات من قلب الزلزال.. دروس من رحم المعاناة

من بين أنات القلوب ونظرات العيون، ومن ساحات المساجد المكتظة بالمصلين، ومن قلب المعاناة، تتجلى شهادات حية تروي لنا دروسا في الإيمان:

- تروي إحدى السيدات كيف كانت تصرخ "الله أكبر" طوال مدة الزلزال، وكيف لم يخطر ببالها سوى هذا الذكر. إنها حقيقة الفطرة التي تبرز وقت الشدة.

- يحكي عم خلف أن أحد الشباب كان همه نطق الشهادتين وقد نطقهما، بينما يعتب هو على نفسه أنه كان مشغولا بالفرار من الموقف عن التشهد.

- يحكي أحدهم أنه كان مشغولا بتخليص أهله.. زوجه المريضة وابنته الحامل في الشهر الأخير وحفيدته الصغيرة، وكان يطمئنهن بسلوكه أكثر من حديثه.

- يحكي الأستاذ الجامعي كيف بات في المسجد الجميل المدفأ بخدماته الراقية ليلة صعبة على النفس يسميها تجربة الـ 1/1000، بينما أهلنا في غزة الأبية في العراء لا يملكون من حطام الدنيا غير حطام منازلهم دون خدمات إنسانية تذكر.

وحكايات أخرى ملأى بالعبر..

رسائل الأرض.. خواطر للقلب

لو ترجمنا همسات الأرض إلى رسائل روحية، ماذا ستقول لنا؟

1- رسالة التواضع: لا تغتر بقوتك وعلمك وثرائك.. فأنا أهتز فجأة فتصبح كل هذه الأشياء بلا قيمة.

2- رسالة التوازن: تستخرجون مني الثروات، وتبنون فوقي ناطحات السحاب، لكن احذروا الإسراف والبطر.. فأنا أهتز لأذكركم بالتوازن.

3- رسالة الاستعداد: اعملوا لآخرتكم كما تعملون لدنياكم، واستعدوا للقاء ربكم، فقد يأتي الأجل فجأة كما يأتي الزلزال دون سابق إنذار.

4- رسالة التضامن: في لحظات المحن، تتلاشى الفروق بينكم، وتتوحد قلوبكم.. فلماذا لا تعيشون هكذا دائما؟

5- رسالة الرجاء: مهما بلغت شدة الزلزال، فإنه ينتهي ويأتي بعده سكون.. "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا" (الشرح: 5-6).

6- رسالة العودة للفطرة: في لحظات الخوف، تعودون إلى فطرتكم النقية.. فكل الحجب التي بناها العقل تسقط، وينكشف جوهركم الحقيقي. هذه هي حقيقتكم، فلا تنسوها في أوقات الأمان.

7- رسالة تجديد العهد: اهتزازي يذكّركم بالعهد الأول الذي قطعتموه قبل أن تأتوا إلى الدنيا.. "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ" (الأعراف: 172).

8- رسالة الإصلاح: ما أصابكم من مصائب فبما كسبت أيديكم.. فراجعوا علاقتكم بربكم وبأنفسكم وبالأرض التي استخلفكم الله فيها. واعلموا أن إصلاح ما بداخلكم هو طريق إصلاح ما حولكم.

9- رسالة الرضا والتسليم: قدّر الله فعل ما يشاء.. والإيمان الحق هو الرضا بالقضاء مع الأخذ بالأسباب. فاجمعوا بين التوكل والأخذ بالأسباب، بين الإيمان بالقدر والسعي للوقاية.

10- رسالة الحضور: في لحظات الخطر، تعيشون في اللحظة الحاضرة تماما، وتستشعرون معنى الحياة بعمق.. فتذكروا هذا الحضور في كل لحظة، ولا تضيعوا أعماركم بين أوهام الماضي وقلق المستقبل.

الزلزال يهز الأرض، لكنه لا يستطيع أن يهز الإيمان الراسخ في القلوب. قد تتصدع المباني، لكن روح المؤمن تبقى ثابتة تستمد قوتها من الله. وتلك هي الحكمة العظمى التي تهمس بها الأرض في أذن كل من يصغي
11- رسالة التجدد: كما تتجدد قشرتي بعد كل زلزال، فإن روحكم بحاجة للتجدد بعد كل محنة. الاهتزاز ليس نهاية بل بداية جديدة، فلا تخافوا التغيير، بل اجعلوه فرصة للنمو والارتقاء.

12- رسالة الترابط الكوني: أنا جزء من منظومة كونية متكاملة، وما يصيبني يؤثر في كل شيء من حولي.. كذلك أنتم، فكل فرد فيكم مرتبط بالآخرين، وما تفعلونه يؤثر في الكون بأسره. هذه هي حقيقة الميزان الكوني.

الثبات وسط الاهتزاز.. سر السكينة

في النهاية، يبقى السؤال: كيف نجد السكينة وسط اهتزاز الأرض من حولنا؟

الجواب يكمن في قلب صاف متصل بالله، وفي يقين راسخ بأن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وما أخطأنا لم يكن ليصيبنا. وفي ذكر دائم يثبت القلب حين تهتز الأرض.

قال تعالى: "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28). وقال: "وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ" (البقرة: 115).

الزلزال يهز الأرض، لكنه لا يستطيع أن يهز الإيمان الراسخ في القلوب. قد تتصدع المباني، لكن روح المؤمن تبقى ثابتة تستمد قوتها من الله. وتلك هي الحكمة العظمى التي تهمس بها الأرض في أذن كل من يصغي.

خاتمة.. حوار القلب مع الأرض

تكلمت الأرض بلغة الاهتزاز، فلنتحدث نحن بلغة الإيمان. ولنهمس في أعماق تربتها أننا فهمنا الرسالة.. أننا سنكون أفضل، أرحم بأنفسنا وبالآخرين وبالطبيعة من حولنا.. وأننا لن ننتظر زلزالا آخر لكي نستيقظ من غفلتنا.

الأرض همست.. والقلوب استجابت.. فهل من مدكر؟

اللهم احفظ بلاد المسلمين وسائر بلاد العالم من الزلازل والكوارث، واجعلنا ممن يعتبرون ويتعظون، ويستمعون القول فيتبعون أحسنه، آمين.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل التي تحترف إشعال الحرائق عاجزة عن إطفاء حرائقها
  • ننتظر تسجيلات السنوار بعد عبد الناصر
  • تقرير أمريكي: حزب الله أداة استراتيجية لطهران على حساب سيادة لبنان
  • حزب الله غير راض عن الحكومة: على المعنيين ردع إسرائيل
  • عن العشق المغربي لفلسطين.. حالة عشق لا تتكرر يا عبد الله!
  • أفضل الصدقة التي أخبر عنها النبي .. اغتنمها
  • من التّحرير إلى الانتفاضة.. محطات مفصلية في رحلة صعود حزب الله
  • الجيش داهم أكثر من 500 موقع لـ الحزب.. في هذه المناطق
  • حكم التصوير أثناء مناسك الحج و العمرة .. الإفتاء تحذر من هذا الأمر
  • عندما تتكلم الأرض: خواطر من لحظات الزلزال