بغداد – يُعد سوق الهرج القائم منذ العهد العثماني بالعاصمة العراقية بغداد مكانا يحفظ الذاكرة الاجتماعية والسياسية للبلد، ويسلط الضوء على تاريخه القديم والحديث.

وهذا السوق التاريخي الواقع بمنطقة “الميدان” وسط العاصمة من أهم أسواق بغداد القديمة المليئة بمحلات بيع التحف والأغراض القديمة.

ويعود تاريخ بناء السوق إلى العهد العثماني، إذ بناه الوالي ناظم باشا، ويقع في شارع خليل باشا، واسمه “الهرج” يدل على الحركة والضوضاء.

ويُباع في السوق سبحات وخواتم نادرة مصنوعة من الخرز والأحجار الكريمة المتنوعة، وهو من الأماكن الأكثر زيارة لا سيما في أيام الجمعة.

وفي السوق دكان يحتوي على قصاصات من الصحف القديمة وصور فوتوغرافية لشخصيات وأحداث مهمة لعبت دورا في تاريخ العراق الحديث.

في حديثه للأناضول لفت كريم حسن، أحد بائعي السبحات إلى تاريخ السوق بقوله: “هذا المكان يعود إلى العهد العثماني، وكانت الحكومة العراقية في تلك الفترة موجودة هنا أيضا”.

وأضاف: “كانت الثكنات (العثمانية) موجودة هنا في ذلك الوقت، كان الملك يقيم العروض العسكرية هنا”.

من جانبه أشار صاحب مقهى “المدلل” التاريخي حسين ظاهر إلى أن السوق كان مكانا للتدريب على ركوب الخيل.

وقال ظاهر: “سمي سوق الهرج بهذا الاسم بسبب وجود القطع الأثرية فيه. كان هناك العديد من الباعة المتجولين هنا، وسمي الهرج بسبب الازدحام والضجيج”.

 

وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

هل الفقر أصبح عائقًا أمام التحصيل العلمي للطلاب العراقيين؟

12 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة: يشهد سوق المستلزمات المدرسية في العراق ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار، وهو ما يثقل كاهل الأسر المتوسطة والفقيرة التي تعاني من صعوبة تأمين احتياجات أبنائها الأساسية من قرطاسية وملابس مدرسية.

وهذه الأزمة أدت إلى تفاقم الضغوط المالية على العائلات، مما أثر بشكل مباشر على قدرة الطلاب على مواصلة تحصيلهم الدراسي بصورة طبيعية.

تقول أم محمد من بغداد: “كل عام نتفاجأ بارتفاع أسعار الملابس والحقائب المدرسية. هذا العام كان الأسوأ؛ بالكاد استطعنا شراء بعض الدفاتر والكتب لأبنائي الثلاثة. لا أستطيع تأمين كل ما يحتاجونه، وأشعر بالعجز أمامهم. أبنائي محرومون من قرطاسية جيدة وزملاؤهم يأتون إلى المدرسة بأدوات أفضل، وهذا يخلق لديهم شعورًا بالنقص.”

 

وفي بداية كل عام دراسي، يشرع التجار وأصحاب محلات القرطاسية والملابس المدرسية بعرض منتجاتهم بأسعار مرتفعة، ما يعمق الأزمة المالية للأهالي.

وتعاني الأسر العراقية من غلاء هذه المستلزمات، حيث أن أسعار الحقائب، الدفاتر، والملابس المدرسية قد تضاعفت.

ويتحدث أبو علي: “كنت أتوقع أن ترتفع الأسعار قليلًا، لكن ما يحدث الآن غير معقول. حتى أبسط الأشياء أصبحت فوق قدرتنا المالية. لا أستطيع شراء ملابس مدرسية جديدة لأطفالي كل عام، فالملابس المستوردة تتلف بسرعة وعلينا البحث عن بدائل باهظة الثمن. أشعر بأن الفقر أصبح عائقًا أمام تعليم أبنائي، وأخشى أن يضطروا لترك المدرسة.”

و أشار أحد المواطنين إلى أن بعض الأسر باتت تكتفي بشراء الأدوات الأساسية فقط، نظرًا لعدم قدرتها على تغطية الاحتياجات الكاملة.

وتكشف أم فاطمة من بابل: “ابنتي الصغيرة بدأت تشعر بالخجل لأنها لا تملك الأدوات المدرسية نفسها التي يملكها زملاؤها. حقائبنا تتمزق سريعًا والكتب باهظة الثمن، لا نملك خيارًا سوى شراء الأرخص، لكنها لا تدوم طويلًا. هذه الأزمة جعلتنا نشعر بالعجز أمام توفير أبسط حقوق أبنائنا في التعليم.”

الأدوات ذات الجودة المنخفضة التي تكون أسعارها أقل قد لا تكون الحل الأمثل للأسر، إذ تعاني من التلف السريع، مما يضطر الأسر لشراء بدائل بأسعار أعلى. مثلًا، الحقائب المدرسية ذات الجودة المنخفضة لا تتحمل وزن الكتب الثقيلة، فتتمزق سريعًا، مما يزيد العبء المالي على الأسر.

التأثير على التحصيل الدراسي

تفاقم الأزمة الاقتصادية جعل الفقر عائقًا أمام التحصيل العلمي للعديد من الطلاب. وغياب الدعم الحكومي في توفير القرطاسية والكتب المدرسية مجانًا أو بأسعار مدعومة أدى إلى زيادة المعاناة.

اما الأطفال الذين لا يستطيعون الحصول على المستلزمات الجيدة يشعرون بحالة من التمييز مقارنة بزملائهم الذين يستطيعون شراء أفضل الأنواع، مما يؤدي إلى خلق فجوات اجتماعية في المدرسة ويؤثر نفسيًا على الطلاب.

ويقول أبو حسن من كربلاء: “لم أكن أتخيل أن توفير مستلزمات مدرسية بسيطة سيصبح معاناة. كنا نضطر لتوفير المال لشهور قبل بداية العام الدراسي، والآن حتى ذلك لا يكفي. الحقائب المدرسية والقرطاسية أصبحت أسعارها تضاعف ما كانت عليه، ولا أستطيع شراء المستلزمات لكل أطفالي. الحلول قليلة والمشكلة تزداد يومًا بعد يوم.”

المطالبات بتدخل حكومي عاجل

ووسط هذه الأزمة المتفاقمة، تزداد المطالبات الشعبية بتدخل حكومي عاجل لتخفيف العبء عن كاهل الأسر. الأهالي يطالبون بتوفير الكتب والمستلزمات المدرسية مجانًا أو بأسعار مدعومة، لضمان حصول جميع الطلاب على فرص متكافئة في التعليم وعدم خلق فجوات بين الطلاب.

وتتزايد أيضًا الدعوات إلى إطلاق مبادرات خيرية وتطوعية تهدف إلى تقديم المساعدة للأسر المتضررة. في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة، يمكن لهذه المبادرات أن تكون حلاً مؤقتًا للتخفيف من حدة الأزمة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مناشدة من حقل مجنون.. عشرات العراقيين يواجهون المجهول في العمل
  • ما هي التأثيرات النفسية والاجتماعية للتعرض لمحتويات الإنترنت المظلم؟
  • مصرف الرشيد يصدر توجيهاً بشأن بيع الدولار للمسافرين العراقيين
  • واشنطن تتهم موالين لإيران بمهاجمة مقرات أميركية ببغداد
  • السفارة الأمريكية: الميليشيات المتحالفة مع إيران هاجمت مجمع الدعم الدبلوماسي ببغداد
  • هل الفقر أصبح عائقًا أمام التحصيل العلمي للطلاب العراقيين؟
  • الداخلية توضح خطوات الحصول على إجازة السوق
  • خبير تربوي: «صريخ الأمهات» سبب كٌره الطلاب للمٌذاكرة (فيديو)
  • توقف شبه تام لحركة سير العجلات على جسر الجادرية ببغداد
  • قصف قرب المركز اللوجستي للسفارة الأمريكية ببغداد.. كتائب حزب الله تنفي صلتها بالعملية