كانت استجابة دول الخليج للانقلاب العسكري في النيجر، والذي أطاح بموجبه العسكريون برئيس البلاد المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو/تموز الماضي، حذرة لعدة أسباب، حذرة لعدة أسباب أبرزها حالة عدم اليقين التي تكتنف البلد الأفريقي، والثاني هو دخول هذا الانقلاب في لعبة تكسير العظام بين الدول الغربية وروسيا، وهما الطرفان اللذان تمتلك دول الخليج علاقات متميزة معهما، ولا ترغب في الاصطفاف مع واحد ضد آخر.

ما سبق كان خلاصة تحليل كتبه جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لشركة Gulf State Analytics، ونشره موقع "the new arab"، وترجمه "الخليج الجديد".

ويرى كافيرو أن ردود فعل دول الخليج المعلنة على انقلاب النيجر تباينت، حيث بادرت الإمارات بإدانة ما حدث مستخدمة لفظ "الانقلاب"، في حين تجنبت السعودية وقطر المصطلح، واكتفت الرياض بالقول إنها تراقب "الأحداث" في النيجر "بقلق بالغ".

اقرأ أيضاً

بموقعها الاستراتيجي.. هل تتحول النيجر إلى "أوكرانيا جديدة"؟

ازدهار التنظميات الجهادية

ويضيف الكاتب أن مخاوف دول الخليج الأساسية إزاء تفجر الأوضاع في النيجر تتركز في جانب أساسي منها على التنظيمات الجهادية العنيفة في منطقة الساحل الأفريقي، والتي ازدهرت خلال الفترة الماضية، بسبب حالة عدم الاستقرار التي طالت عددا من دول تلك المنطقة، مثل تشاد ومالي وبوركينا فاسو، والبلدين الأخيرين يقعان حاليا أيضا تحت سيطرة طغمة عسكرية.

ويقول  رايان بوهل، محلل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وقالت شركة استخبارات المخاطر RANE، إنه بشكل عام، لدى دول مجلس التعاون الخليجي مخاطر أقل في النيجر مما هي عليه في السودان، لكنها مع ذلك لا ترحب بانعدام الأمن في منطقة لا تزال تستضيف الجهاديين.

ويضيف: "من منظور أوسع،  فإن دول مجلس التعاون الخليجي قلقة بشأن كيفية تأثير تنامي النشاط الإرهابي وتراجع الاستقرار في منطقة الساحل الغربي الأفريقي على الحلفاء الذين هم أقرب لدول الخليج، مثل المغرب وتونس وليبيا".

لكن المقاربة الخليجية مع ما يحدث بالنيجر لا تزال ترتكز في الأساس على الحذر والانتظار، حيث تنتظر تلك الدول لترى كيف سيتغير هذا الأمر برمته ، وما إذا كان سيتم إعادة تثبيت بازوم أو ما إذا كانت النيجر هي قطعة الدومينو التالية التي ستقع تحت النفوذ الروسي، وفقا للتحليل.

اقرأ أيضاً

فشل محتمل.. 7 عراقيل أمام تدخل إيكواس عسكريا في النيجر

مراقبة بحذر

ويقول الكاتب إن صناع السياسات بدول الخليج سيراقبون عن كثب الحراك الإقليمي الناتج عن انقلاب النيجر، وعملية التدويل المحتملة للأزمة، لا سيما بالنظر إلى قيام دول مجلس التعاون الخليجي، مثل الإمارات العربية المتحدة، بالاستثمارات في البلدان المجاورة.

وفي 6 أغسطس/آب الجاري، أرسلت الإمارات عربات مدرعة ومعدات عسكرية أخرى إلى تشاد المجاورة للنيجر ، لأغراض مكافحة الإرهاب وأمن الحدود، ووقعت أبوظبي والدولة الأفريقية  اتفاق تعاون عسكري، قبل شهرين، عندما كان الرئيس التشادي في زيارة للإمارات.

النفوذ الروسي

وبالنسبة للولايات المتحدة وفرنسا والدول الغربية الأخرى التي لها حصص في النيجر، يجدر طرح أسئلة حول الصورة الجيوسياسية الأكبر ومدى توافق مصالح الدول الغربية مع مصالح أعضاء مجلس التعاون الخليجي في الدولة الساحلية، يقول الكاتب.

ورغم أن الغرب ودول الخليج يشتركون في مصلحة تحقيق النيجر استقرارًا طويل الأمد ولعب دور فعال في جهود مكافحة الإرهاب الإقليمية والدولية، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بنفوذ روسيا في النيجر، فمن غير المرجح أن تتفق الدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي على أسلوب للرد، فلا أحد ينكر أن المسؤولين في واشنطن وباريس وعواصم غربية أخرى لديهم مخاوف جدية بشأن الانقلاب في النيجر تقف على زيادة تمكين روسيا في أفريقيا.

اقرأ أيضاً

محلل ألماني: انقلاب النيجر كنز لبوتين.. وخطوة لحرب عالمية ثالثة

ومع ذلك، من غير المرجح أن يشعر صانعو السياسات في دول الخليج العربية، لا سيما في الإمارات التي نسقت مع موسكو فيما يتعلق بليبيا، بقلق شديد بشأن النفوذ الروسي في النيجر.

وتحافظ العديد من دول مجلس التعاون الخليجي على علاقات جيدة مع موسكو، لذا فإن النفوذ الروسي المتنامي في النيجر، لن يؤدي بالضرورة إلى تجميد دول الخليج خارج هذا البلد.

لكن هناك شد وجذب مستمر بين المصالح الأمريكية / الغربية ومصالح الكرملين، وهنا تسعى معظم دول مجلس التعاون الخليجي إلى تجنب الوقوع في الوسط وإجبارها على اختيار جانب.

المصدر | جورجيو كافيرو / the new arab - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: انقلاب النيجر الجماعات الجهادية دول مجلس التعاون الخلیجی انقلاب النیجر الدول الغربیة دول الخلیج فی النیجر

إقرأ أيضاً:

السعودية تعلن عن لقاء لقادة دول الخليج ومصر والأردن بالرياض غدا الجمعة

يمن مونيتور/ وكالات

كشفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، الخميس، عن عقد لقاء لقادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن بالرياض، غدا الجمعة، وذلك بدعوة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وقالت الوكالة نقلا عن مصدر وصفته بأنه “مسؤول” دون تسميته، إنه “بدعوة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، يلتقي في مدينة الرياض، يوم الجمعة، قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وفخامة رئيس جمهورية مصر العربية”.

وذكرت أن اللقاء “أخوي غير رسمي”، ويأتي في سياق “اللقاءات الودية الخاصة التي جرت العادة على عقدها بشكل دوري منذ سنوات عديدة” بين قادة مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.

وأشارت أيضا إلى أن اللقاء المرتقب سيكون في “إطار العلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمع القادة والتي تسهم في تعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس والأردن ومصر”.

وأكدت أن أي قرارات تخص العمل العربي المشترك ستصدر “ضمن جدول أعمال القمة العربية الطارئة القادمة” التي تستضيفها مصر في مارس/ آذار المقبل.

والأحد الماضي، أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، عقد اجتماع عربي خماسي يضم مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات في الرياض، قبل القمة العربية الطارئة في القاهرة.

وأوضح في مقابلة متلفزة على قناة “أون” المصرية (خاصة) أن سبب اجتماع تلك الدول الخمس على وجه التحديد قبل قمة القاهرة “لأنها نسقت مع بعضها البعض منذ بداية الحرب على غزة (في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023)، وكانت تجمعهم اجتماعات عديدة على مستويات عديدة بينها المستوى الوزاري”.

ولفت إلى أن تلك الدول تجتمع هذه المرة في الرياض “للتنسيق فيما بينها حول الأفكار والمقترحات المصرية التي سيتم طرحها على القمة العربية”.

وخلال حديثه، أشار زكي إلى أنه من الوارد أن “يتم دعوة فلسطين للاجتماع الذي سيناقش الإطار العام للمقترح المصري الذي سيطرح على القمة العربية”، وهو المقترح الذي لم تتطرق إليه وكالة الأنباء السعودية في بيانها الخميس.

وأعلنت مصر، الثلاثاء، تحديد 4 مارس المقبل موعدا جديدا للقمة العربية الطارئة بشأن التطورات في فلسطين، بدلا من 27 فبراير/ شباط الجاري، وذلك لأسباب “تحضيرية ولوجيستية”.

وركزت القاهرة على أن الهدف من القمة هو “رفض مخطط التهجير الإسرائيلي والذي تبنته الإدارة الأمريكية، وتقديم طرح عربي عام يقابل هذا الطرح الأمريكي”.

بدوره، أبرز ملك الأردن عبد الله الثاني خلال لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في واشنطن قبل نحو أسبوع، أنه سيكون هناك “رد عربي موحد” على أي مخطط من شأنه تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وكشف آنذاك عن احتمالية عقد لقاء في السعودية لبحث سبل إعادة إعمار القطاع دون أي تهجير للفلسطينيين منه، موضحا: “سنناقش في السعودية كيفية العمل مع الولايات المتحدة بشأن غزة، ونحن كعرب سنأتي للولايات المتحدة ونناقش الخيارات”.

ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.

وبدعم أمريكي ارتكبت “إسرائيل” بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • 804 مليارات دولار احتياطيات أجنبية لدى دول التعاون
  • السعودية تحتضن لقاءً لقادة التعاون الخليجي ومصر والأردن
  • رئيس الدولة يشارك في لقاء أخوي مع عدد من قادة دول مجلس التعاون والأردن ومصر
  • بغياب مسقط.. الرياض تشهد لقاء لقادة "التعاون الخليجي" ومصر والأردن
  • رئيس الدولة: شاركت في لقاء أخوي مع عدد من قادة دول مجلس التعاون والأردن ومصر
  • السعودية تستضيف اليوم لقاء أخويا غير رسمي لدول مجلس التعاون والأردن ومصر
  • سلطنة عمان تشارك في الاجتماع الـ 84 للجنة محافظي البنوك المركزية الخليجية
  • "بنك أبوظبي الأول": النمو الاقتصادي الخليجي يفوق العالمي في 2025
  • السعودية تعلن عن لقاء لقادة دول الخليج ومصر والأردن بالرياض غدا الجمعة
  • السعودية تستضيف غدا لقاء أخويا غير رسمي لدول مجلس التعاون والأردن ومصر