الإرهاب والنفوذ الروسي وأشياء أخرى.. ماذا يعني انقلاب النيجر لدول الخليج؟
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
كانت استجابة دول الخليج للانقلاب العسكري في النيجر، والذي أطاح بموجبه العسكريون برئيس البلاد المنتخب محمد بازوم في 26 يوليو/تموز الماضي، حذرة لعدة أسباب، حذرة لعدة أسباب أبرزها حالة عدم اليقين التي تكتنف البلد الأفريقي، والثاني هو دخول هذا الانقلاب في لعبة تكسير العظام بين الدول الغربية وروسيا، وهما الطرفان اللذان تمتلك دول الخليج علاقات متميزة معهما، ولا ترغب في الاصطفاف مع واحد ضد آخر.
ما سبق كان خلاصة تحليل كتبه جورجيو كافيرو، الرئيس التنفيذي لشركة Gulf State Analytics، ونشره موقع "the new arab"، وترجمه "الخليج الجديد".
ويرى كافيرو أن ردود فعل دول الخليج المعلنة على انقلاب النيجر تباينت، حيث بادرت الإمارات بإدانة ما حدث مستخدمة لفظ "الانقلاب"، في حين تجنبت السعودية وقطر المصطلح، واكتفت الرياض بالقول إنها تراقب "الأحداث" في النيجر "بقلق بالغ".
اقرأ أيضاً
بموقعها الاستراتيجي.. هل تتحول النيجر إلى "أوكرانيا جديدة"؟
ازدهار التنظميات الجهاديةويضيف الكاتب أن مخاوف دول الخليج الأساسية إزاء تفجر الأوضاع في النيجر تتركز في جانب أساسي منها على التنظيمات الجهادية العنيفة في منطقة الساحل الأفريقي، والتي ازدهرت خلال الفترة الماضية، بسبب حالة عدم الاستقرار التي طالت عددا من دول تلك المنطقة، مثل تشاد ومالي وبوركينا فاسو، والبلدين الأخيرين يقعان حاليا أيضا تحت سيطرة طغمة عسكرية.
ويقول رايان بوهل، محلل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وقالت شركة استخبارات المخاطر RANE، إنه بشكل عام، لدى دول مجلس التعاون الخليجي مخاطر أقل في النيجر مما هي عليه في السودان، لكنها مع ذلك لا ترحب بانعدام الأمن في منطقة لا تزال تستضيف الجهاديين.
ويضيف: "من منظور أوسع، فإن دول مجلس التعاون الخليجي قلقة بشأن كيفية تأثير تنامي النشاط الإرهابي وتراجع الاستقرار في منطقة الساحل الغربي الأفريقي على الحلفاء الذين هم أقرب لدول الخليج، مثل المغرب وتونس وليبيا".
لكن المقاربة الخليجية مع ما يحدث بالنيجر لا تزال ترتكز في الأساس على الحذر والانتظار، حيث تنتظر تلك الدول لترى كيف سيتغير هذا الأمر برمته ، وما إذا كان سيتم إعادة تثبيت بازوم أو ما إذا كانت النيجر هي قطعة الدومينو التالية التي ستقع تحت النفوذ الروسي، وفقا للتحليل.
اقرأ أيضاً
فشل محتمل.. 7 عراقيل أمام تدخل إيكواس عسكريا في النيجر
مراقبة بحذرويقول الكاتب إن صناع السياسات بدول الخليج سيراقبون عن كثب الحراك الإقليمي الناتج عن انقلاب النيجر، وعملية التدويل المحتملة للأزمة، لا سيما بالنظر إلى قيام دول مجلس التعاون الخليجي، مثل الإمارات العربية المتحدة، بالاستثمارات في البلدان المجاورة.
وفي 6 أغسطس/آب الجاري، أرسلت الإمارات عربات مدرعة ومعدات عسكرية أخرى إلى تشاد المجاورة للنيجر ، لأغراض مكافحة الإرهاب وأمن الحدود، ووقعت أبوظبي والدولة الأفريقية اتفاق تعاون عسكري، قبل شهرين، عندما كان الرئيس التشادي في زيارة للإمارات.
النفوذ الروسيوبالنسبة للولايات المتحدة وفرنسا والدول الغربية الأخرى التي لها حصص في النيجر، يجدر طرح أسئلة حول الصورة الجيوسياسية الأكبر ومدى توافق مصالح الدول الغربية مع مصالح أعضاء مجلس التعاون الخليجي في الدولة الساحلية، يقول الكاتب.
ورغم أن الغرب ودول الخليج يشتركون في مصلحة تحقيق النيجر استقرارًا طويل الأمد ولعب دور فعال في جهود مكافحة الإرهاب الإقليمية والدولية، إلا أنه عندما يتعلق الأمر بنفوذ روسيا في النيجر، فمن غير المرجح أن تتفق الدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي على أسلوب للرد، فلا أحد ينكر أن المسؤولين في واشنطن وباريس وعواصم غربية أخرى لديهم مخاوف جدية بشأن الانقلاب في النيجر تقف على زيادة تمكين روسيا في أفريقيا.
اقرأ أيضاً
محلل ألماني: انقلاب النيجر كنز لبوتين.. وخطوة لحرب عالمية ثالثة
ومع ذلك، من غير المرجح أن يشعر صانعو السياسات في دول الخليج العربية، لا سيما في الإمارات التي نسقت مع موسكو فيما يتعلق بليبيا، بقلق شديد بشأن النفوذ الروسي في النيجر.
وتحافظ العديد من دول مجلس التعاون الخليجي على علاقات جيدة مع موسكو، لذا فإن النفوذ الروسي المتنامي في النيجر، لن يؤدي بالضرورة إلى تجميد دول الخليج خارج هذا البلد.
لكن هناك شد وجذب مستمر بين المصالح الأمريكية / الغربية ومصالح الكرملين، وهنا تسعى معظم دول مجلس التعاون الخليجي إلى تجنب الوقوع في الوسط وإجبارها على اختيار جانب.
المصدر | جورجيو كافيرو / the new arab - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: انقلاب النيجر الجماعات الجهادية دول مجلس التعاون الخلیجی انقلاب النیجر الدول الغربیة دول الخلیج فی النیجر
إقرأ أيضاً:
“البديوي”: نشيد بالجهود التي تبذلها وزارات الدفاع بدول المجلس لتبادل الخبرات والتجارب
الجزيرة – عوض مانع القحطاني
أشاد معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالجهود المشتركة التي تبذلها وزارات الدفاع في دول المجلس لتبادل الخبرات وتعزيزها بين منتسبيها، وأكد معاليه أن هذه الورش تسهم في تعزيز التكامل الدفاعي والأمني بين الدول الأعضاء، مما يرفع من جاهزية القوات المسلحة لمواجهة التحديات المشتركة.
جاء ذلك خلال كلمة معاليه في افتتاح ورشة العمل الأولى لفريق العمل الأمني للقوات المسلحة بدول مجلس التعاون، والتي تعقد خلال الفترة 19-20 نوفمبر 2024م، بمقر الأمانة بالرياض، وبحضور كبار الضباط بدول مجلس التعاون وعدد من الأمناء المساعدين ومسؤولي القطاعات بالأمانة العامة .
اقرأ أيضاًالعالمبوتين يصادق على مرسوم يوسع نطاق استخدام “الردع النووي” لروسيا
وفي بداية كلمته قدم معاليه الشكر لسعادة اللواء الركن طيار عيسى بن راشد المهندي، الأمين المساعد للشؤون العسكرية، ومنتسبي القطاع، على الإعداد والتحضير لهذه الورشة، لما لها من أهمية قيمة في تبادل الخبرات والتجارب وتطوير المحتوى العسكري والخروج بتوصيات وآلية عمل مشتركة وموحدة بين القوات المسلحة بدول مجلس التعاون.
كما تم خلال الورشة استعراض عدد من المحاور العسكرية والأمنية ذات الاهتمام الخليجي المشترك، بمشاركة متحدثين من القوات المسلحة بدول مجلس التعاون.