الجزيرة:
2025-04-23@23:10:10 GMT

ردّ حزب الله والقصف الاستباقي

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

ردّ حزب الله والقصف الاستباقي

في فجر يوم 25 أغسطس/آب 2024، نفّذ حزب الله وعده بالردّ على اغتيال الشهيد السيد فؤاد شُكر (المعروف بالحاج محسن)، الذي كان يشغل منصب رئيس هيئة أركان المقاومة الإسلامية، الجناح العسكري لحزب الله.

وتجسّد الردّ بتوجيه ضربة بمسيّرات، لموقع جهاز المخابرات في غليلوت التي تبعد عن لبنان 110 كيلومترات، أي في عمق الكيان الصهيوني، بما يُعتبر من ضواحي تل أبيب، كما وجّه ضربات للقاعدة العسكرية الجويّة في عين شيمرا أيضًا، في العمق، وهي بعيدة من لبنان بخمسة وسبعين كيلومترًا.

ولكن قبل الوصول إلى هذين الهدفين، أطلقت المقاومة 340 صاروخًا من طراز كاتيوشا المعدّل، فضلًا عن مئات المسيّرات.

الأمر الذي اخترق القبة الحديدية، وضرب هدفين على مستوى هام من الناحية العسكرية، ولبّى الجزء الأساسي من الردّ المطلوب من حيث الموقع الجغرافي، في العمق المطلوب، ومن حيث المستوى العسكري والأمني، إضافة إلى ما مثله من الناحية العملياتية المعقدة، وما حققه من مستوى لائق إلى حد بعيد.

تفاهم غير مباشر

وقد اعتبر السيد حسن نصر الله قائد المقاومة، والأمين العام لحزب الله، أن هذا الردّ استوفى الشروط المطلوبة، بما يجعله كافيًا ومُرضيًا، شريطة ألّا يقدم نتنياهو على ما يجعله، ردًّا أوليًا يتبعه ردّ آخر. وهو ما يشكل تهديدًا لجيش الكيان الصهيوني، إذا ما ردّ بدوره، ولم يكتفِ بما قصف، أو ما ادّعاه ردًّا استباقيًا، قبيل الردّ، وفي أثنائه وبعده. وقد جاء متقيّدًا بتجنب قتل المدنيين، كذلك.

وبهذا يكون الوضع قد تجاوز أزمة اغتيال الشهيد السيد فؤاد شُكر، سواء أكان من ناحية، ما التزم به حزب الله، بالردّ على عملية الاغتيال، أم بالنسبة إلى ما التزم به الكيان الصهيوني، من ردّ على الردّ من خلال القصف الاستباقي. وما تلاه خلال اليوم الخامس والعشرين من أغسطس/آب الجاري.

ما يعني أن المطلوب، ولنقل اصطلاحًا، بعد الانتهاء من خطاب السيد حسن نصر الله، هو العودة بالوضع إلى ما كان عليه، قبل الاغتيال.

وهو الأمر الذي سمح بالاستنتاج أن ثمة "تفاهمًا" غير مباشر من خلال الوسيط، أو الوسطاء، على السقف الذي "يراعيه" ردّ حزب الله، كما على السقف الذي على الكيان الصهيوني أن يراعيه بعد الردّ، وبعد مساء الخامس والعشرين من أغسطس /آب اللهاب، والقابل للالتهاب.

ما يعني العودة إلى الحياة العادية، ضمن السقف السابق لقواعد الاشتباك، بين الجيش الصهيوني والمقاومة الإسلامية في لبنان. وهو أقرب إلى تقاطع موضوعي، وليس توافقًا أو "صفقة". وذلك تمامًا، كما حدث طوال الوقت، بالنسبة إلى قواعد الاشتباك التي مرّ عليها أكثر من عشرة أشهر.

فالإشارة في الخطاب بالعودة إلى الهدوء، أي إلى الحالة التي حكمت الوضع، قبل التصعيد الحاد الذي أدّى إليه اغتيال الشهيد السيد فؤاد شُكر، أي العودة إلى التقاطع الموضوعي والذاتي العدائي، كما عبّرت عنه قواعد الاشتباك السابقة.

وبهذا يكون اليوم السادس والعشرون وما بعده من الشهر الجاري، قد أخذا الوضع إلى مرحلة جديدة، تختلف عن سابقتها، مهما تشابهتا من حيث الشكل، بين المرحلتين.

عزلة نتنياهو

وكذلك تتشابه، إلى حدّ بعيد، حالة التفاوض التي تتشكل الآن في ظل أزمة التصعيد التي يريد نتنياهو إفشالها، وتكريس استمرارية الحرب البريّة، وحرب الإبادة في غزة، ولكن مع عزلة أشد لنتنياهو، بالرغم من زيادة الدعم له من "جمهور" المستوطنين (سكان الكيان الصهيوني) الذين زاد تأييدهم له، بعد الحفاوة التي استُقبل بها في الكونغرس الأميركي.

هذه العزلة زادتها سياسة بايدن المزدوجة، أو كما لا يمكن أن يراها البعض، سوى منافقة، لا خلاف داخلها بين بايدن ونتنياهو. أما وصف "مزدوجة" فليشدد على ما بين أميركا والكيان الصهيوني من علاقة عضوية، إلّا أن ثمة تناقضًا بينهما، من دون توقف الدعم الأميركي للكيان الصهيوني، عسكريًا وسياسيًا وماليًا. بل استمرار الانحياز في مرحلة التفاوض، وذلك من حيث الانحياز ضد حماس، وتبرئة نتنياهو من مسؤولية إفشال المفاوضات.

إن مصدر كل من هذه الازدواجية، والنفاق، هو بايدن الذي يتناقض مع نتنياهو، في موضوعَين:

الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، حيث تحتاج أميركا لإنجاز اتفاق يخدم الحزب الديمقراطي، ومرشحته كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية القادمة. وفي تجنب الانتقال بالوضع بعد قرار نتنياهو، اغتيالَ الشهيدين الكبيرين في كل من طهران وضاحية بيروت، إلى وضع يتجه لاندلاع حرب إقليمية. نفاق وازدواجية

فأميركا لا تجد أن المرحلة الراهنة، هي الأنسب بالانتقال إلى الحرب الإقليمية، فيما نتنياهو يريد دفع أميركا وأوروبا للتورط بحرب مع إيران وحزب الله، فضلًا عن مشاركة نتنياهو في الحرب ضد المقاومة والشعب في قطاع غزة.

هذا ما يفسّر السياسة المزدوجة، والنفاق الأميركي، كما يفسّر لماذا إلحاح أميركا لإنجاح المفاوضات، ولماذا يسعى نتنياهو بكل أنيابه ومخالبه لإفشالها.

تبقى ثمة ضرورة لاستكمال تقدير الموقف الراهن هذا، وهي أن يُشار إلى أن المقاومة في غزة ومحور المساندة، يجدان في قواعد الاشتباك السابقة، أفضل لهما من الذهاب إلى حرب إقليمية. وهي حرب ستكون شديدة الضراوة، كثيرة الخسائر، بالرغم من أن النصر فيها سيكون إلى جانب محور المقاومة.

فالمتضرر والخاسر عسكريًا وسياسيًا وأخلاقيًا، طوال أحد عشر شهرًا، هو نتنياهو. وهو الذي يجد في استمرار الحرب في غزة، أو في اندلاع الحرب الإقليمية، منجاة له من أزمته الشخصية الداخلية، والتي ينتظره السجن مع نهايتها.

في 25 أغسطس/آب 2024، انتهت أزمة اغتيال الشهيد فؤاد شُكر بنتيجة كانت فيها الغلبة لحزب الله. وقد جاءت رياح موازين القوى بشكل عام بما لا يخدم مصلحة نتنياهو.

طبعًا هنا يجب عدم إغفال، ما يتلقّاه نتنياهو من دعم أميركي – أوروبيّ، ودعم داخليّ لسياساته، مما يسمح له بالبقاء، وتعطيل كل اتفاق لوقف إطلاق النار، كما التصعيد، وصولًا إلى الحرب الإقليمية، إن أمكن.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الکیان الصهیونی اغتیال الشهید حزب الله من حیث

إقرأ أيضاً:

أذكار الصباح اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء»

أذكار الصباح اليوم.. تعتبر أذكار الصباح، أفضل ما يبدأ به المسلم يومه، حتى ينال رضا الله، ويُفتح له أبواب الرزق، وتُجلب له السعادة والسكينة والهدوء النفسي، ولذلك يبحث الكثير عن أذكار الصباح اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.

أذكار الصباح اليوم

وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص أذكار الصباح اليوم وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.

أذكار الصباح اليوم أذكار الصباح مكتوبة

- اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك، بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمداً عبدك ورسولك.

- أصبحنا وأصبح الملك لله، و الحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم و خير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر.

- رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.

- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.

- أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.

- حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم.

أذكار الصباح أذكار الصباح مختصرة

- اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور.

- اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت. أبوء لك بنعمتك علي، و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

- اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا أنت. اللهم إني أعوذ بك من الكفر، والفقر. و أعوذ بك من عذاب القبر، لا إله إلا أنت.

- اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السموات والأرض.. رب كل شيء ومليكه.. أشهد أن لا إله إلا أنت.. أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه.. وأن اقترف على نفسي السوء أو اجره إلى مسلم.. بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.

- اللهم yني اسالك العفو والعافية في الدنيا والآخرة.. اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي.. اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي واعوذ بك اغتال من تحتي.. رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صل عليه وسلم نبيا ورسولا.

اقرأ أيضاً«أصبحنا وأصبح الملك لله».. أذكار الصباح اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025

أذكار الصباح اليوم الأربعاء 16 أبريل 2025.. أصبحنا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص

أذكار الصباح اليوم الإثنين 14 أبريل 2025

مقالات مشابهة

  • غزة تحت الحصار والقصف : معاناة إنسانية تتجدد بين الأنقاض
  • ما التناجي الذي نهى عنه الرسول ومتى يجوز؟.. الإفتاء تجيب
  • أذكار الصباح اليوم الأربعاء 23 أبريل 2025.. «بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء»
  • مواطن يستعرض إمكانيات سيارته التي لا تتجاوز قيمتها 10 آلاف ريال .. فيديو
  • “يافا”.. التسمية التي أظهرت غيظ نتنياهو
  • ما هو “المصطلح” الذي يستخدمه “اليمنيون” ودفع “نتنياهو الى الجنون (فيديو) 
  • الردّ بالنار.. ماذا يواجه لبنان اليوم؟
  • الصحة الفلسطينية: شهيد اختناقًا بغاز العدو الصهيوني قضاء رام الله
  • نتنياهو يتوعد الحوثيين.. ردنا الصارم عليكم آت .. عاجل
  • نتنياهو يهدّد لبنان: الردّ القاسي سيشملكم