لا يزال اعتقال بافيل دوروف، وهو مؤسس تطبيق "تلغرام"، في فرنسا، الاثنين، كجزء ممّا وُصف بكونه "تحقيق في جرائم تتعلّق باستغلال الأطفال في مواد إباحية والاتجار بالمخدرات ومعاملات احتيالية على المنصة"؛ يثير عدّة ردود فعل ويُشعل النقاش بين رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خاصّة فيما يرتبط بالخصوصية على التطبيق.



وفيما قال عدد من المُتابعين، إن اعتقال دوروف، في فرنسا، أتى جراء "متابعة سياسية"، قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الإثنين، عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" إنّ "الخطوة اتّخذت في إطار تحقيق قضائي جار، وليست قرارًا سياسيًا. الأمر متروك للقضاة".
???????? وجهت #فرنسا 12 تهمة جنائية إلى مؤسس تطبيق #تلغرام بافيل دوروف، منها استغلال الأطفال جنسيا وبيع المخدرات والاحتيال وأنشطة إجرامية أخرى. pic.twitter.com/rLqUNAgBYI — صــــــــلاح (@mafihachk) August 26, 2024
وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الفرنسية، الأربعاء، عن تمديد توقيف دوروف الذي اعتُقل في مطار لو بورجيه الفرنسي، السبت الماضي؛ فيما أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية، أنّها تتابع من كثب قضية مواطنها دوروف، مشيرة إلى أنّها تقدّمت بطلب للحكومة الفرنسية لتقديم كافة الخدمات القنصلية له بشكل عاجل.

ما القصّة؟ 
"تلغرام يجب أن يظل منصّة محايدة وليس لاعبًا في الجغرافيا السياسية" هكذا قال الملياردير الروسي دوروف، ذو 39 عاما، والحامل الجنسيتين الفرنسية والإماراتية، في نيسان/ أبريل الماضي، مبرزا أنّ بعض الحكومات سعت إلى الضغط عليه. 

كلمات دوروف، الذي يقيم حاليًا في دبي، حيث يتواجد المقرّ الرئيسي لمنصة "تلغرام"، أتت عقب ما يوصف بـ"تاريخ طويل في مواجهته السلطات الحكومية"، حيث إنّه غادر روسيا عام 2014، جرّاء رفضه الامتثال لمطالب الحكومة الروسية بخصوص منصّته السابقة "في كيه".

بخصوص الاعتقال الجاري الآن، لم يكشف تطبيق "تلغرام" أي تفاصيل، غير أنّه قال إنّ "الشركة تلتزم بقوانين الاتحاد الأوروبي"، وإنّ إدارتها "ضمن معايير الصناعة وتتحسن باستمرار".

وأوضح التطبيق، عبر بيان: "ليس لدى الرئيس التنفيذي لشركة تلغرام بافيل دوروف ما يخفيه وهو يسافر كثيرا في أوروبا؛ ومن غير المنطقي الادعاء أنّ منصة أو مالكها مسؤولان عن إساءة استخدام هذه المنصة".


وبحسب المدعية العامة في باريس، لوري بيكو، فإن دوروف اعتُقل كجزء من تحقيق مع شخص لم يتم الكشف عن اسمه، بدأته وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لمكتب المدعي العام في الثامن من يوليو/ تموز الماضي.

وأضافت المدعية العامة، في بيان، إنّ "التحقيق يتعلّق بالاشتباه في الضلوع في جرائم مختلفة تتضمّن إدارة منصّة على الإنترنت تسمح بمعاملات غير مشروعة، والتواطؤ في جرائم والجريمة المنظّمة على المنصّة (الاتجار بالمخدرات، والمواد الإباحية المتّصلة بالأطفال، والاحتيال وغسل الأموال في إطار مجموعة منظمة)".

كذلك، "توفير خدمات التشفير التي تهدف إلى ضمان السرية من دون إعلان يضمن توافق الخدمات مع التشريعات، فضلًا عن رفض تقديم معلومات إلى السلطات" وفقا لبيان لمدعية العامة في باريس.

بدوره، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح صحافي، الاثنين: "لا نعرف حتى الآن ما هو الاتهام الذي يُواجهه دوروف تحديدًا؟ وما الاتهامات التي يحاولون إدانة دوروف بها تحديدًا؟ ومن دون معرفة الاتهام، ربما يكون من الخطأ الإدلاء بأي تصريحات".

تفاعل مُتسارع
منذ اللحظات الأولى من اعتقال دوروف في مطار لو بورجيه، السبت الماضي، بعد وصوله من أذربيجان. كثُر النقاش وتسارع على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص التطبيق، الذي بات يعتبره الكثيرون "المنصة الأكثر أمانا في التواصل، لحدود اللحظة"، فيما سلّط الإعلام العالمي الضوء على كافة زوايا هذا الاعتقال.

وسعى دوروف، منذ إطلاق تطبيق "تلغرام" خلال عام 2013، وجعله رمزا للخصوصية والحرية، متميزا عن منافسيه مثل "فيسبوك" و"غوغل" عبر رفضه تسليم بيانات المستخدمين أو بيعها. حيث أدّت هذه الاستراتيجية إلى جذب مئات الملايين المستخدمين حول العالم، ليصل عدد المستخدمين إلى 950 مليون مستخدم، خلال عام 2024. ومع اعتقال مؤسس التطبيق تسلّل الخوف تعالت الاستفسارات بخصوص مصيره. 
بعد اعتـ ـقال دوروف.. ارتفاع شعبية "تلغرام" في فرنسا والولايات المتحدة.

After Durov's arrest, the popularity of "Telegram" rises in France and the United States.

Après l'arrestation de Durov, la popularité de "Telegram" augmente en France et aux États-Unis. pic.twitter.com/y74EAvFY1v — الندى نيوز (@alnadanews) August 27, 2024
وفي السياق نفسه، قال فلاديمير زيكوف، وهو مدير رابطة المستخدمين المحترفين للشبكات الاجتماعية وتطبيقات المراسلة، "لن يغلق تطبيق تلغرام". فيما قالت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، عبر تقرير لها، إن "الاعتقال يتعلق بإسكات المعارضة والتحكّم في المعلومات. إنهم يريدون تحويل الإنترنت إلى مجسات أخرى لآلة الدعاية الخاصة بهم. نرى كيف يتم الاعتداء على حرية التعبير أمام أعيننا".

بدورها، أبرزت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن "اعتقال دوروف يثير تساؤلات حول ما إذا كان ينبغي أن يكون رؤساء التكنولوجيا مسؤولين عن المحتوى الموجود على منصاتهم"، مبرزة أن "المنظمين في الاتحاد الأوروبي كثّفوا التدقيق على عمالقة التكنولوجيا، فيما استندوا إلى سلسلة من القوانين الجديدة المصممة لكبح جماحهم".

وأشار موقع "أكسيوس" الأمريكي، إلى أن الاعتقال "مرتبط بسياسات "تلغرام" الأكثر مرونة للإشراف على المحتوى، وعدم رغبة الشركة في التعاون مع سلطات إنفاذ القانون، وأن الاعتقال أثار تساؤلات حول مخاطر المسؤولية التي يواجهها المسؤولون التنفيذيون في وسائل التواصل الاجتماعي بشأن المحتوى الذي يشاركه المستخدمون على منصاتهم".

ووصفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اعتقال دوروف بـ"الخطوة المفاجئة"، موضّحة أنها "أدت إلى تصعيد الجدل العالمي حول حرية التعبير وإثارة التوترات مع موسكو"، مردفة أن "السلطات الفرنسية تحقق فيما إذا كانت إخفاقات "تلغرام" قد ساعدت في تسهيل الأنشطة غير القانونية بما في ذلك الإرهاب وتجارة المخدرات وغسل الأموال والاحتيال واستغلال الأطفال".

أما الصحيفة الفرنسية "تي في 1" فقد قالت إن "مذكرة الاعتقال صدرت بحق دوروف، 39 عاما، بناء على مزاعم تشير إلى أن منصته استخدمت لغسيل أموال واتجار بالمخدرات والسماح بمشاركة محتوى مرتبط بالاستغلال الجنسي للقصر".


إلى ذلك، فرنسا، ليست الدولة الوحيدة التي انتقدت تطبيق "تلغرام"، فقد سبق وأن قامت دول مثل إيران، روسيا، إسبانيا، والبرازيل، بعدّة محاولات رامية لحظر التطبيق أو تقييد نشاطه، وذلك بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي أو حقوق الملكية الفكرية. 

وعلى مستوى الدول العربية، كانت الحكومة العراقية، قد قرّرت فرض حظر شامل على استخدام التطبيق في البلاد، بمبرّر حماية الأمن القومي وسلامة المواطنين. فيما أوضحت وزارة الاتصالات العراقية أن "الحظر جاء نتيجة لعدم استجابة تلغرام لطلبات حكومية بحظر قنوات تنشر بيانات شخصية ورسمية لمواطنين عراقيين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية تلغرام فرنسا روسيا إيران إيران فرنسا روسيا تلغرام المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التواصل الاجتماعی اعتقال دوروف فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

العدو يصدر أوامر اعتقال إداري بحق 29 أسيراً فلسطينيا من الضفة الغربية

الثورة نت/..
أصدر العدو الصهيوني اليوم الخميس، أوامر اعتقال إداري بحق 29 أسيراً فلسطينياً من الضفة الغربية، تنوعت بين أوامر اعتقال إداري جديدة وتجديد لمعتقلين سابقين لفترات متفاوتة بين ثلاثة أشهر وستة.

وحسب وكالة فلسطين اليوم توزع الأسرى على محافظات الضفة بينهم 11 من جنين، وثلاث من القدس، وثلاث من نابلس، واربع من طولكرم، وثلاث من الخليل.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم الخميس (12) مواطناً على الأقل من الضّفة.

ومن بين المعتقلين مواطن من قلقيلية أصيب أثناء عملية اعتقاله ولم تعرف طبيعة إصابته بعد، بالإضافة إلى أسرى سابقين.

وتوزعت عمليات الاعتقال على محافظات نابلس، الخليل، رام الله، بيت لحم، وقلقيلية رافقها اعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير في منازل المواطنين.
يُشار إلى أن عدد حالات الاعتقال منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على أبناء شعبنا، بلغ أكثر من 11 ألف و700 مواطن من الضّفة بما فيها القدس.

ومن الجدير ذكره يواصل الاحتلال اعتقال المدنيين من غزة وتحديداً من الشمال، منهم النساء، والأطفال، والطواقم الطبيّة، والصحفيّين، وينفذ جريمة الإخفاء القسري بحقهم، مع العلم أن المؤسسات المختصة ومنذ بدء حرب الإبادة لم تتمكن من حصر حالات الاعتقال من غزة والتي تقدر بالآلاف.

مقالات مشابهة

  • العدو يصدر أوامر اعتقال إداري بحق 29 أسيراً فلسطينيا من الضفة الغربية
  • أستراليا تقدم مشروع قانون لحظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عامًا
  • أستراليا تحظر مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين
  • أمر اعتقال نتانياهو وغالانت والضيف.. كيف يُنفَّذ القرار؟
  • اتصالات النواب تدرس حظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن تقل أعمارهم عن 16 عامًا
  • دولة تعلن حظر وسائل التواصل الاجتماعي لمن تقل أعمارهم عن 16 عامًا
  • «الملك جيمس» يعتزل «التواصل الاجتماعي»!
  • أستراليا تقر قانوناً يمنع الأطفال من استخدام التواصل الاجتماعي
  • كيف يمكن إبعاد الأطفال عن أضرار التواصل الاجتماعي؟
  • شريف سلامة وداليا مصطفى يثيران الجدل من جديد.. ما القصة؟