ليلة مرعبة في غزة.. هكذا أنقذت الأم ابنتها بجسدها
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
في بداية هذه الحرب، تعرضنا للقصف وأخرجنا من منزلنا الجميل الذي دمر في مدينة غزة، ومنذ ذلك الحين، نزحنا إلى منازل مختلفة وملاجئ مؤقتة وحتى خيام في خان يونس ورفح ودير البلح والبريج.
بهذا المقدمة البسيطة تروي لجين (14 عاما) وهي فتاة من غزة لموقع "ذا نيشن" الأميركي كيف نجت في هذه السن من العديد من الحروب في غزة، وكيف تعيش أسوأ حرب مرت بها، وكيف اضطرت هي وعائلتها إلى مغادرة المكان الذي كانوا يعيشون فيه بعد أن هددت قوات الاحتلال بغزو رفح.
تحدثت لجين عن خروجهم للمرة التاسعة منذ أكتوبر/تشرين الأول بحثا عن مكان أكثر أمانا، مما يسمى بالمناطق الآمنة التي أحرق فيها جيش الاحتلال الأطفال أحياء في الخيام، فكان منزل صغير في البريج أفضل ما وجدوه، رغم تكرار القصف.
سردت لجين قصتها كما يلي:
كان يوما مليئا بالقصف والدمار. في المساء التالي سمعنا الدبابات تقترب من الشرق. ورغم أن قوات الاحتلال كانت هنا في وقت سابق، فإنها دخلت مرة أخرى.
مساء مرعببعد الثالث من يونيو/حزيران المليء بالدمار، سمعنا الدبابات تقترب قادمة من الشرق، كان المساء مرعبا، وكانت السماء مليئة بالطائرات، وارتجت الأرض تحت الدبابات. حاولنا الابتعاد عن النوافذ والاحتماء بالجدران. جعلتني والدتي آكل بعض الذرة المعلبة ولم تأكل هي أي شيء. عرفت أنها كانت تدخر الطعام لي. توسلت إليها أن تأكل قليلا لكنها رفضت.
استلقينا على الأرض. جعلتني أمي بجانب الحائط، واستلقت على الجانب المكشوف، وأحاطت رأسي بالوسائد. غفوت قليلا لأستيقظ على صوت الرصاص المتطاير في الشارع والقنابل والشظايا التي تضرب الجدران والنوافذ. حمتني أمي بجسدها المنهك وابتسمت لي وقالت "نحن بخير لا تخافي".
كتف أمي حماية لرأسي
استمر ذلك لعدة دقائق، ثم شعرت بشيء دافئ على يدي. لم أستطع أن أرى ما هو في الظلام. ثم أدركت أنه دم. لقد اخترقت قطعة من الشظايا كتف أمي التي كانت تستخدمها لحماية رأسي، ولم تصدر أي صوت. لم أستطع أن أسألها إن كانت لا تزال على قيد الحياة. أصابني الخوف بالشلل، وتساءلت إن كان الموت قد أخذها. واصلت البحث بيدي عن نبض قلبها. أذهلني صوتها الخافت "هل أنت بخير؟" فأخبرتها أنها مصابة، فأجابت بهدوء "لا شيء. لا تقلقي".
بقينا على هذا الحال مع القصف من حولنا حتى بزغ فجر الخامس من يونيو/حزيران ونحن على قيد الحياة. حاولت أمي علاج نفسها، وساعدتها في إزالة الشظايا الملعونة من كتفها التي ظلت تنزف. لم تتمكن أي سيارة إسعاف من الوصول إلينا في مثل هذه الظروف.
الموت يتربص بنا في كل مكانلم أكن أعلم أنني أستطيع تحمل رؤية الكثير من الدماء، لكنني فعلت ذلك من أجل أمي. بدون جسدها كانت الشظايا ستضرب رأسي. بدلا من ذلك استقرت في كتف أمي التي لم تتعافَ بعد من الضرر الذي أحدثته.
إنه شعور غريب أن تعلم أن الموت يتربص بك في كل مكان. لم تكن لدي أي أخبار عن والدي الذي كان يحتمي في مكان آخر في غزة، ولا عن أصدقائي. كل واحد منا يواجه الموت الذي يحيط بنا. كنت أعلم أن علي أن أخبر عمي عن أمي، وهذا ما فعلته.
وختمت الفتاة بأنها تكتب هذه السطور والقصف مستمر، وقد لا تتمكن من إنهاء قصتها، في وقت تتواصل فيه مناقشة مقترحات وقف إطلاق النار دون اهتمام بدمائهم، متسائلة هل سيأتي ذلك اليوم الذي لا نسمع فيه صوت الرصاص والقنابل والصواريخ؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
الإعلام الإسرائيلي يكشف خسائر جيش الاحتلال خلال الحرب على غزة.. أرقام مرعبة
مع دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ منذ الأحد الماضي، كشفت وسائل إعلام عبرية، عن خسائر جيش الاحتلال خلال حربه على القطاع والتي استمرت لأكثر من 15 شهرًا، منذ انطلاقها من 7 أكتوبر 2023، ووصلت تكلفتها إلى نحو 150 مليار شيكل، ما يعادل 42.2 مليار دولار.
خسائر ضخمة لجيش الاحتلالوكشف موقع «كالكاليست» الاقتصادي العبري، أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة قد يكون بداية النهاية لوقف الحرب التي تعتبر الأطول والأصعب في تاريخ دولة الاحتلال، حيث وصلت التكلفة الإجمالية المبدئية للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ انطلاقها في 7 أكتوبر 2023 إلى حوالي 150 مليار شيكل، وهذا المبلغ خاص بالمؤسسة العسكرية فقط.
ووفقاً للتقرير، أسفرت الحرب عن مقتل 840 جندياً إسرائيلياً وإصابة ما يقارب 14 ألفاً آخرين، بمعدل إصابات شهري يقدر بـ1000 جريح، في الوقت الذي يواجه جيش لاختلال نقص حاد في الجنود في مثابل زيادة هائلة في حجم نشاط الجيش، بينما يستمر «الحريديم» اليهود المتشددين في التهرب من الخدمة العسكرية.
رواتب الجنود البند الأكثر استنزافا لخزينة الجيشوفي بداية العدوان على غزة، تم تجنيد أكثر من 220 جنديا احتياطيا، والذين تم استدعاؤهم بشكل متكرر للخدمة لـ3 و4 جولات، وهو ما تسبب في آثار اقتصادية هائلة ستسمر على المدي البعيد حسب الصحيفة العبرية.
ومع استمرار الحرب، انخفض عدد جنود الاحتياط إلى حوالي ربع العدد الأصلي الذي تم استدعاؤه عند بداية العمليات العسكرية، ما يشكل تحدياً إضافياً لجيش الاحتلال الإسرائيلي في ظل استمرار النشاط العسكري المكثف.
وأوضح التقرير، أن من أصل التكلفة الإجمالية للحرب التي وصلت لـ150 مليار شيكل، تم تخصص حوالي 44 مليار شيكل لدفع رواتب جنود الاحتياط ونفقات الأفراد.
وأشار التقرير إلى أن رواتب الاحتياط كانت البند الأكثر تكلفة، متفوقة على الإنفاق على الأسلحة وتشغيل المنصات العسكرية مثل الطائرات، ويبلغ الحد الأدنى للإنفاق الشهري على كل جندي احتياط حوالي 15 ألف شيكل، يشمل المنح والمكافآت.
مليار شيكل لاعتراض الصواريخوأوضح التقرير أن جيش الاحتلال دفع نحو مليار شيكل لاعتراض صواريخ المقاومة والهجوم المتكرر على الأراضي المحتلة، موضحه أنه يستخدم منظومات دفاع هي الأغلى في العالم، فمثلا صاروخ آرو 3 الذي يقدر سعره ما بين 2 إلى 3 ملايين دولار، والذي تم استخدامه بشكل موسع لاعتراض الصواريخ البالستية التي أطلقتها إيران في أبريل وأكتوبر، وكذلك اعتراض الصواريخ التي أطلقها الحوثيون.
وفضلا عن التكلفة التي تحملها الجيش خلال الحرب، فإن جيش الاحتلال تعاقد مع وزارة الدفاع الألمانية في صفقة ضخمة قيمتها 14 مليار شيكل لتوريد صواريخ آرو 3، فضلا عن تعاقد وزارة جيش الاحتلال الخميس الماضي لطلب طلبية ضخمة من الصواريخ الاعتراضية لنظام القبة الجديدية، بقيمة 5.2 مليار دولار.