عربي21:
2024-09-13@18:55:36 GMT

ما ذنب غزة يا عرب؟!

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

غير معقول أن تكون فلسطين مع أهميتها لملياري مسلم، نظرا لوجود الأقصى المبارك مسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومعراجه، بهذا القدر الضئيل من الاهتمام بالنسبة للمسلمين، فغير معقول بأن تتواجد الدولة صاحبة القدس الشريف وفيها قطاع غزة الذي يتعرض لأكبر عملية إبادة جماعية في التاريخ، وسط 22 دولة عربية تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم!

ولا يصح القياس بما حدث للبوسنة والهرسك التي افترستها صربيا الأرثوذكسية بتواطؤ أوروبي حقير، لكنها كانت في قلب أوروبا المسيحية! أما فلسطين التي تحيطها الدول العربية السنية من كافة جوانبها فغير معقول أن تصل الأوضاع فيها إلى تلك الحالة المشينة، والاحتلال الصهيوني جاثم على صدر فلسطين منذ 75عاما والعجز العربي هو عنوان القضية، وغير معقول أن يكون العرب في قمة الذل والمهانة؛ فلا احتلال أنهوه ولا أذى عن شعب غزة وفلسطين رفعوه، ناهيك عن التواطؤ والخيانة الصادرة من البعض في حق الأقصى ورجاله وفي القلب منهم أهل غزة الأبية.

.

فلسطين التي تحيطها الدول العربية السنية من كافة جوانبها فغير معقول أن تصل الأوضاع فيها إلى تلك الحالة المشينة، والاحتلال الصهيوني جاثم على صدر فلسطين منذ 75عاما والعجز العربي هو عنوان القضية، وغير معقول أن يكون العرب في قمة الذل والمهانة؛ فلا احتلال أنهوه ولا أذى عن شعب غزة وفلسطين رفعوه، ناهيك عن التواطؤ والخيانة الصادرة من البعض في حق الأقصى ورجاله وفي القلب منهم أهل غزة
تُرى هل لأن غزة وفي قلبها المقاومة قد انبرت للدفاع عن الأقصى، فقامت بإيقاع الألم في أطراف العدو الغاشم المعتدي على حرمة مسجدنا ومعراج نبينا -معركة سيف القدس نموذجا- دون مساندة من الدول العربية والإسلامية، بل ودون دعم معنوى من المنظمات الرسمية المعنية بالدفاع عن القدس! والتي استمدت عجزها من الأنظمة الحاكمة -منظمتا الجامعة العربية التعاون الإسلامي نموذجا- فكان العقاب لأهل غزة دون مساعدتهم عملا تمارسه الأنظمة كلٌ بحسب قربه أو بعده الجغرافي عن فلسطين وبحسب الدور المرسوم له من سيد البيت الأبيض؟!..

أتراه ذنبا لغزة لأن الله قدر لأهلها أن يقفوا في مواجهة عدو فاجر طلبا لحريتهم وانتصارا لكرامتهم التي يقاضيهم عليها بنو صهيون! فضربوا الحصار عليهم قرابة عشرين سنة من البر والبحر والجو دون أن ترف لهم عين أو تتصدر لرفع الظلم عنهم دولة واحدة عربية كانت أو إسلامية، ناهيك عن التواطؤ من ذوي القربي ممن يسارعون دون خجل إلى تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية مع دولة الاحتلال، بل ويسخِّرون إعلامهم الفاجر لتشويه صورة المقاومة وتوهين عزيمة رجالها وإلصاق التهم الرخيصة بهم؛ مرة بأنهم يكنزون الأموال والثروات في حساباتهم البنكية، ومرة أخرى بأنهم يعيشون في الخارج مع أبناءهم بالفنادق المكيفة ويتركون سكان غزة بالمحرقة وحدهم؟!..

ما ذنب غزة يا عرب حتى تُمارَس ضدها أفظع الجرائم وأشد عمليات الإبادة فيتصبّحُون ويتمَسُون، صغيرهم قبل كبيرهم وضعيفهم قبل قويهم وأصحاب الحاجات فيهم قبل غيرهم، بأزيز الطائرات وصوت الانفجارات الصادرة من دك الصواريخ وقصف المدفعية، فتشيب لها رؤوس الولدان وتضع لهولها النساء الحوامل في أحشائهن أجِنّة في طور التكوين، وتتحول البنايات الشاهقة إلى ركام والأسواق العامرة إلى خرابات والزراعات الوارفة إلى بوار قبيح؟!..

ماذا كنتم تنتظرون من غزة ورجالها؟! هل كنتم تريدون منهم أن يرضوا بالدنية وأن يصبح همهم هو لقمة الخبز المغموسة في الذل والمهانة؟! هل كنتم تريدون منهم أن يحذوا حذو رجال السلطة ممن ابتلي بهم الشعب الفلسطيني، ورضيت عنهم أمريكا، واستقبلتموهم في صالات كبار الزوار، وأفسحتم لهم المساحات الكبيرة عبر شاشات فضائياتكمهل كنتم تريدون منهم أن يحذوا حذو رجال السلطة ممن ابتلي بهم الشعب الفلسطيني، ورضيت عنهم أمريكا، واستقبلتموهم في صالات كبار الزوار، وأفسحتم لهم المساحات الكبيرة عبر شاشات فضائياتكم ليتحدثوا عن السلام وعن الحب الكبير الذي جمعهم بزعماء إسرائيل! ليتحدثوا عن السلام وعن الحب الكبير الذي جمعهم بزعماء إسرائيل! وعن حكمة الرئيس والأمير وجلالة الملك، وعن العطاء الكبير الذي تبذله دولته من أجل القضية الفلسطينية؟!

ورغم ذلك -وأنتم تعلمون- فقد نأت المقاومة عن التورط في أي سياسة داخلية لأي من الدول العربية، ولم يتعرض رجالها لأي من أنظمة حكمكم بسوء، وأنهم لم يتورطوا في أي حوار صحفي أو متلفز يحسب عليهم، وكان همهم كما أعلنوا دوما: قضيتهم، قدسهم وأقصاهم، أسراهم القابعين في سجون العدو الصهيوني، ورغم ذلك ناصبتموهم العداء! لا أعرف لماذا!، ربما لبغضكم الدفين لمنهجهم! ربما لكراهيتكم أن يكلل نموذجهم بالنجاح!، ربما تقربا منكم للسيد الأبيض! وتقديمكم فروض الولاء والطاعة له! ربما..

أخيرا يا عرب قليلا من المروءة لا يضر! ارحموا آهات المعذبين والمشردين في غزة لا سيما الأطفال والنساء ممن تقطعت بهم السبل وهاموا على وجوههم دون مأوى أو ملجأ، قدموا لهم، وهم إخوانكم في العروبة والدين والدم، بعضا من بعض موائدكم الفاخرة والعامرة بما لذ وطاب والتي تلقون بالكثير منها في سلات القمامة!، افعلوها مروءة ورحمة إن لم تفعلوها ديانة! فالله لن يسامحكم على ما اقترفتموه في حق غزة وأهلها..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأقصى غزة العربية المقاومة الاحتلال غزة العرب الأقصى الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة صحافة مقالات تكنولوجيا سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يشارك في اجتماع مجموعة العمل الوزارية العربية بشأن دعم الصومال

شارك صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، اليوم، في اجتماع مجموعة العمل الوزارية العربية بشأن دعم جمهورية الصومال الفيدرالية في مواجهة الاعتداء على سيادتها ووحدة أراضيها، وذلك بحضور عددٍ من الدول العربية الشقيقة، والتي انعقدت على هامش اجتماع جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بدورته الـ (162) بمقر الجامعة في القاهرة.
وناقشت مجموعة العمل الوزارية، تعزيز العمل العربي في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأهمية احترام سيادة الدول وفقاً للقوانين والأعراف الدولية ذات الصلة.
حضر الاجتماع، مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية عبدالعزيز المطر.

مقالات مشابهة

  • من هم الأطفال الأكثر رفاهية في الدول العربية؟
  • أول حالة إصابة بجدري القردة في الدول العربية
  • إسبانيا تستضيف اجتماعا أوروبيا ـ إسلاميا بشأن فلسطين.. هذه أجندته
  • عالية المخاطر.. ما هي الدول العربية الأكثر تعرّضا للكوارث الطبيعية؟
  • ما سر اهتمام الجامعة العربية بتركيا من جديد؟
  • أبو الغيط يؤكد دعم الجامعة العربية لـ"الأونروا"
  • اجتماع عربي لاتيني بالجامعة العربية لدعم حصول فلسطين على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة
  • متى موعد عيد الفطر 2025/1446؟ وكم عدد أيام الإجازة بالدول العربية والإسلامية؟
  • برلمانات الدول الإسلامية تدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على فلسطين
  • وزير الخارجية يشارك في اجتماع مجموعة العمل الوزارية العربية بشأن دعم الصومال