حزب الله يحسم القرار…. لا تسوية تحت القصف
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
تعمل القوى السياسية الداخلية على تمرير الوقت ترقّباً للتسوية الكبرى، على اعتبار أن لدى الجميع قناعة كاملة بأن لا تسوية حاسمة قبل انتهاء المعارك في المنطقة. لكن هذه المعارك، حتى وإن انتهت، لن تؤدي بالضرورة الى تسوية في لبنان، خصوصاً اذا ما واصلت الولايات المتحدة الاميركية ضغوطاتها على "حزب الله" لأنه، وبحسب تصوراتها، فإنّ أي حلّ في الداخل اللبناني سيصبّ حتماً في مصلحة "الحزب".
انتهاء الحرب في المنطقة لا يحسم بشكل قاطع شمول لبنان بأي نوع من التسويات، خصوصاً أن ما يجري تسريبه عن قيادات "حزب الله" يؤكّد بأنّ "الحزب" لا يريد، أقلّه في المرحلة الراهنة، وقف إطلاق النار بعد حصول ترتيبات سياسية حول الوضع على الحدود الجنوبية، بل يريد وقف إطلاق النار وبعد ذلك يذهب الى مفاوضات مع مختلف الأطراف، وهذا ما لا يعجب واشنطن على الإطلاق.
تسعى واشنطن الى حلّ سياسي كامل قبل وقف إطلاق النار أو بالتوازي معه، لكن "الحزب" رافض تماماً لفكرة إبرام أي تسوية "تحت القصف" بل أبلغ المعنيين أنه إذا كان لا بدّ من التفاوض، فإن ذلك سيكون "على البارد" بحسب ما نقلت مصادر مطّلعة، ووفق التوازنات التي تفرضها المعركة، ومن الطبيعي بعد انتهاء المعركة أن يكون الواقع الاسرائيلي سيئاً للغاية، وتحديداً الواقع الداخلي، ما من شأنه أن يحسّن شروط "حزب الله" بشكل كبير.
وتعتقد المصادر بأن "حزب الله" سيذهب الى وقف إطلاق النار من دون أي اتفاق مُسبق، ما سيدخل البلاد في مرحلة مراوحة طويلة ومرحلة تفاوض أطول، عندها سيبدأ "الحزب" حواراً قد يمتدّ لأشهر أو ربما لسنوات للوصول الى اتفاقات مرتبطة بملف الغاز وملفّ الحدود البرية والاستحقاقات الداخلية حتى يقبل بمناقشة عدم تجديد اي اشتباك مع اسرائيل.
وترى المصادر أن كل ما يحصل اليوم لن يؤدي الى حلّ سريع، وفي حال استمرار رهان القوى السياسية الداخلية على الخارج، فإن الوصول الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لن يكون أمراً بسيطاً وسهلاً بل على العكس من ذلك، وسيبقى الملف الرئاسي من بين الملفات العالقة حتى الوصول الى تسوية تشمل كل الملفات ضمناً. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله نحو تحميل الدولة مسؤولية الدفاع؟
لا يرغب "حزب الله" في فتح معركة في الظرف الحالي لعدة اسباب، الاول هو ان الظرف الاقليمي والدولي لم يعد مناسباً لتحقيق اي انتصار او انجاز فعلي، اما السبب الثاني فهو تلقي الحزب ضربات كبيرة، علماً انه يعمل بشكل متسارع على ترميم قدراته الاشتراتيجية التي خاض الحرب الاخيرة من دونها تقريباً وعليه فإن التطور الحاصل في البنية العسكرية، ايا كان حجمه، سيكون في مصلحة الحزب بالكامل، اما السبب الثالث فهو رغبته بإراحة بيئته بعد الدمار الذي اصابها خلال السنتين الاخيرتين وعليه فإن "حزب الله" سيضع كل اوراقه عند الدولة والعهد الجديد.
من وجهة نظر "حزب الله" فإن العهد يجب ان ينجح واحد شروط النجاح هو الاثبات للرأي العام انه قادر على ردع اسرائيل وهذا ما سيساعده عليه الاميركيون الذين يحاولون القول إن الانهيار والخراب والدمار والحروب تنتهي تلقائياً بمجرد اضعاف "حزب الله" وان الخيار الثاني سيكون الانماء والاعمار والاستقرار، وعليه سيصبح العهد قادراً على تأمين استقرار مستدام يعوض للحزب عن انهيار منظومة الردع العسكرية.وفي هذا الوقت قد يقوم الحزب بتعزيز قواته وايجاد بدائل او انتظار التبدلات في المشهد والظروف الدولية والاقليمية التي ستعيده الى مستوى قوة سبق وتمتع بها في السنوات الماضية.وعليه قد يكون انكفاء الحزب عن العمل العسكري في جنوب الليطاني طويل المدى واطول من مرحلة ما بعد حرب تموز.
كما ان التقارب الحاصل بين الادارة الاميركية الجديدة من جهة وبين ايران من جهة اخرى سيزيد من قدرة "حزب الله" على استيعاب التطورات الحالية والانكفاء وانتظار التسوية او اقله انتظار تبدل الظروف، لذلك من المرجح ان يستمر صبر الحزب على الانتهاكات الاسرائيلية ومن المتوقع ايضاً ان تستمر الخروقات وحرية الحركة الاسرائيلية وان بشكل محدود بعد انتهاء مهلة 18 شباط من دون ان يكون هناك ردّ جدّي من "حزب الله" حتى لو بقيت القوات العسكرية الاسرائيلية في بعض النقاط في الجنوب. لذا من المتوقع ان يكرس اداء الحزب الاستقرار لمرحلة من الزمن، خصوصاً ان كل التوقعات تتحدث عن عدم جدية ترامب في الحديث عن تهجير الفلسطينيين لكنه يطرح هذا الامر ليتنازل عنه في اطار التسوية مع المملكة العربية السعودية كمقابل لاستكمال صفقة القرن. المصدر: خاص "لبنان 24"