رونالدو يتحدث عن الاعتزال بألوان النصر.. لأنه "بفريق يسعدني"
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
بدا النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو حاسما إلى حد كبير مسألة الفريق الذي سينهي فيه مسيرته الاحترافية الأسطورية، بقوله إن النصر السعودي، حيث يلعب منذ بداية عام 2023، قد يكون فريقه الأخير، مع الإقرار أنه لا يعلم متى سيتخذ قرار تعليق حذائه.
وقال رونالدو، البالغ من العمر 39 عاما والذي ما زال يبحث عن لقبه الكبير الأول بألوان نادي النصر، للقناة البرتغالية "ناو": "لا أعلم إذا كنت سأنهي مسيرتي قريبا أو بعد عامين أو 3 أعوام".
وأضاف "لكن من المرجح أن يحصل هذا الأمر مع النصر، في الفريق الذي يسعدني، حيث أنا في وضع جيد.. ويراودني شعور جيد، إن كان في البلد أو الدوري"، وفقا لفرانس برس.
وتابع النجم السابق لمانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي "لهذا السبب، من المرجح جدا أن أنهي مسيرتي كلاعب في النصر. أنا سعيد باللعب في المملكة العربية السعودية وأريد مواصلة المشوار".
ورغم تقدمه في السن، لم يفقد أفضل لاعب في العالم 5 مرات شيئا من حسّه التهديفي، إذ سجل ما مجموعه 67 هدفا في 73 مباراة خاضها مع النادي السعودي في جميع المسابقات، بينها كأس العرب للأندية الأبطال، التي منحته لقبه الوحيد حتى الآن بألوان النصر في صيف 2023 حين سجل ثنائية في الفوز على الجار اللدود الهلال 2-1 بعد التمديد.
وتطرق رونالدو إلى مشواره مع المنتخب البرتغالي، قائلا "عندما أقرر مغادرة المنتخب الوطني لن أخبر أحدا بالأمر. سيكون قرارا عفويا من جانبي"، بحسب الوكالة الفرنسية.
وأضاف "ما أريده الآن هو أن أتمكن من مساعدة المنتخب الوطني" الذي يتحضر حاليا لخوض الجولتين الأوليين من دوري الأمم الأوروبية حيث يلعب مع كرواتيا واسكتلندا في الخامس والثامن من سبتمبر ضمن منافسات المجموعة الأولى للمستوى الأول.
وخاض رونالدو هذا الصيف ما قد تكون بطولته الكبرى الأخيرة مع البرتغال وذلك في كأس أوروبا حيث انتهى مشوار فريق المدرب الإسباني روبرتو مارتينيس عند ربع النهائي على يد فرنسا بركلات الترجيح.
ويتصدر رونالدو لائحة اللاعبين الأكثر مشاركة مع البرتغال بـ212 مباراة في انجاز لم يصل إليه أي لاعب دولي في العالم، واللاعب الأكثر تهديفا بـ130 في انجاز قياسي أيضا على الصعيد العالمي.
ونفى رونالدو الذي بدأ مسيرته كلاعب دولي عام 2003 وخاض مع بلاده 11 بطولة كبرى بينها كأس أوروبا 6 مرات في انجاز قياسي آخر يضيفه إلى رقمه كأفضل هداف في النهائيات القارية (14 هدفا)، أن تكون لديه نية للانتقال إلى التدريب، قائلا "في الوقت الحالي، لا أفكر بتدريب الفريق الأول (للبرتغال) أو أي فريق. لم يخطر ذلك على بالي، لم أفكر به يوما"، كما ذكرت فرانس برس.
وشدد "لا أرى أني سأختبر ذلك في المستقبل"، مضيفا "أرى نفسي أقوم بأشياء أخرى خارج عالم كرة القدم، لكن وحده الله يعلم ما يخبئ المستقبل".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات رونالدو نادي النصر مانشستر يونايتد ريال مدريد يوفنتوس السعودية كأس العرب المنتخب البرتغالي دوري الأمم الأوروبية البرتغال كأس أوروبا أخبار كرة القدم الدوري السعودي منتخب البرتغال فريق النصر السعودي فريق النصر كريستيانو رونالدو اعتزال رونالدو رونالدو نادي النصر مانشستر يونايتد ريال مدريد يوفنتوس السعودية كأس العرب المنتخب البرتغالي دوري الأمم الأوروبية البرتغال كأس أوروبا
إقرأ أيضاً:
ربما لأنه هدف سهل!
معاوية الرواحي
وتستمر الظاهرة الرقمية الجديدة! كما تستمر الحياة، وكما يمضي الوقت، ونعيش نحن الذين في الأربعين غربةً تكشفُ لنا غربة من قبلنا، عندما عاشوا في زمانٍ غير زمانهم، وعرفوا أن السنن الجديدة معبَّاة بالغربة، والاختلاف، وتغيير ماهية المعايير، والطبيعي، والمنطقي، بل وأحيانا، في عصر الدماء والحروب، الإنساني! نحن لا نعيش في زمانٍ عادي، على كل الأصعدة، أصعدة اليمين واليسار العالميين، أصعدة التناقض البشري الهائل، أصعدة الحروب التي تُعاقب فيها بعض الدول، وتُسامح فيها بعض الدول الأخرى، وكأن الدماء لها ملصق تسعير، يحدد إنسانيو العالم أسعارها كما يحبون ويشاؤون.
أمام كل هذا الاحتدام العالمي، تبرز تلك الظواهر الجانبية التي أصبحت رئيسيةً من فرط قوة معتنقيها، قضايا الصوابية السياسية العالمية، وجمهور الضحالة والتفاهة، النابذ للمعرفة، والعلم، والتفكير النقدي، جيل التكتوك والرقص من أجل المشاهدات، جيل التصوير العمودي، والذي إن وجه للخارج نزع السياق وحول الحكاية إلى لحظة، جيل التسعين ثانية والمشاهد البصرية السريعة، جيل الملل، وكراهية القراءة، وبمعونة الصناعة، والهواتف، والمنصات التي تساعدك على إدمان التصفح المرئي القصير، فرض هذا الجيل شروطه على المنتج الرقمي، فحدث لدينا ما حدث من شيء اسمه هذا العالم الذي نعيش فيه، وهذه الظاهرة الرقمي التي نشتكي منها.
وإنه لسؤال محيّر حقا، بأي أداة يمكنك أن تتصدى لهذه التفاهة؟ فهي ظاهرة عالمية، ولا تقتصر على بلادٍ دون أخرى؟ ما الحل حقا؟ لأن ظاهرةً أخرى رديفة أيضا موجودة في عصرنا الحالي، لكنها ليست حديثة مثل أجيال (الفرفشة) والسطحية، وإنما هي مستمرةٌ ضمن استخدام الواقع الرقمي (الجاد للغاية) والذي ينتظر من العالم أن يقدم لها ما يناسب عينيه، وكأن الأدب توقف، وكأن السينما توقفت، وكأن الإبداع البشري يتأثر بهؤلاء الذين يتعاملون مع معطيات الزمن الرقمي الحديث، وما حملته ثوراته الصناعية. لم يتوقف الإبداع، ولم يعدم العالم ذلك (المحتوى) الذي يجد فيه المهتم بالتفكير النقدي والحقائق بغيته.
يظن البعضُ أن إصلاح العالم يحدث بصناعةِ العبر، وهذا متفهمٌ للغاية في سياقات كثيرة، إلا في سياقٍ واحد فقط، عندما يتعلق الأمر بصانع محتوى يصفه أحد النخبة بالتافه. يمتلئ الواقع الرقمي بعشرات النماذج التافهة، والشرسة، والعدوانية، والمتنمرة، هُنا ترتكس الجموع من كهنة الوعي العميق لتفكر في خطوتها القادمة، فما الذي يجعل إنسان يتعرض لصانع محتوى شرس، مليء بالشرور، يُسمى في الرائج من تسميات الأجيال الجديدة (جلادا) وتُردد في تعليقات منصاته كلمة (اجلدهم يا فلان) هذا لا يستحق طبعا تأنيبا عامَّا، ولا يستحق أن تتحرك الجموع الصوابية ضدَّه، لأنه هدف صعب، وقادر على الدفاع عن نفسه.
ولكن ماذا عن الهدف السهل؟ ذلك الإنسان الطيّب زيادةً عن اللازم؟ هنا تتحرك الظاهرة الرقمية الرديفة، صناعة العبر، وتحطيم البشر، واندفاع جموع هائلة من الناس كانت تنتظر السانحة لكي تصبَّ جام لومها للعالم على شخص واحد، وكلما كان هذا الإنسان (على نيّاته) كان من الأسهل على من هبَّ ودبَّ أن يطلق العنان لمعوله، وسهل على النصال أن تنطلق مصوبةً إلى ذاتِه، ووجوده، فحرية التعبير مشروطة ليست بالقانون، وإنما أيضا مشروطة بالتفضيلات الشخصية، فما هو كوميدي تافه بالنسبة لزيد، وضحل بالنسبة لعمر، أما ما هو مؤذٍ (وجلاد) ويسيّس، ويثير النعرات، وطائفي، هنا تسكت شهرزاد عن الكلام المباح، لأن الهدف السهل موجود، ولأن الهجوم على شخص واحد كفيل بصناعة الإشباع الشخصي الذي يجعل إنسان يعبر عن رثائه للمعنى في هذا العالم بالانتقاص والتهكم من إنسان حقَّا لم يكن يفكر يوما بطريقة التهجم، والفعل، ورد الفعل!!
ربما لأنه هدف سهل، ضحيةً أخرى من ضحايا الصوابية التي تُنصر بالتطاول، ولم لا؟ فالكياسة يستحقها أشخاص آخرون، الذين تحسب حسابًا إن تعرضت لهم، الذين سيستغلون منصاتهم للدفاع عن أنفسهم، بشراسةٍ مضادة، وأيضا يستخدمون المقاربة الرائجة، يحاول البعض أن يجعل منهم عبرةً فيختارون عبرةً مضادةً من هذه الجموع، وعلى من تقع القرعة؟ هنا تتراجع الجموع المندفعة، ولا سيما تلك التي تريد أن ترمي بزجاجها الحاد فقط بعد أن تطمئن، هذا شرطٌ بشري فادح، وهذا ما يجعل هجومًا جماعيا رقميا مستساغا، ومباحا، ومتاحا، فقط لأنَّك أمنت ردة الفعل، ولهذا يسقط الطيبون، يفترسون رقميا بكل شدَّة ممكنة، لأنهم هدف سهل، لن يختار عبرةً مضادة، أمَّا الذي يعرف لغة الشر، والأذى، والتنمر، والتحطيم، أو ما يسمى (جلادًا) فسيعرف كيف يدافع عن نفسه، وكيف يعترك الشر بالشر، مؤسف هذا العالم عندما تنقلب الصوابية إلى انتقاء لا يسد الذرائع، وإنما هو إشباع آخر آثم، لا يختلف عن إزاحة البعض لضيقه من الحياة ليحوله على فريق رياضي، وليهنأ شجعان الصوابية بهدف جديد وراء آخر، وعندما يصنع من هذا الزخم إنسانٌ غاضبٌ، ساخطٌ جاهز لرد الصاع صاعين، وقتها ستغادر هذه الجموع إلى هدف سهلٍ آخر، وهكذا دواليك، تستمر الظاهرة البشرية، كالظاهرة العالمية، كالظاهرة الرقمية في هذا العصر الذي أصبح كامرةً عموديةً توجه للآخر كسهم، وتوجه للذات كمرآة.
مقاربات كثيرة يمكنها أن تعيد توازن صناعة المحتوى، مقاربات إبداعية، وتحتاج إلى أشخاص لديهم سعة البال، والإيمان بالآخر، والتعاطف مع أحلامه، واحترام حريته، ونسج الخيارات أمامه، مقاربات بنَّاءة كثيرة تختلف عن التأنيب، والتقريع، والتنمر، والإلغاء، مقاربات لا نهاية لها، مرمية في أرصفة الفنون، والنقد، ولكن لم إنفاق الوقت في تنمية تجربة إنسان آخر، تحطيمه يكفي، وصناعة عبرة منه تكفي، لأنَّه هدف سهل، وهذا يكفي لكي نعبر عن أسوأ ما فينا تجاه إنسان نعرف جيدا أنه لا يملك من الشر ما يكفيه للدفاع عن نفسه! زمان عجيب نعيش فيه، ولعلنا سنرى الأعجب في رجبٍ أقرب!
رابط مختصر