إنهيار سد أربعات وما له من تبعات
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
بقلم:
د. عمر بادي
قبل يومين تناقلت الأنباء خبر إنهيار سد أربعات الذي يحجز مياه السيول والأمطار التي تتجمع من الجبال في خور أربعات و المعروفة لدي الأهالي بالسرب والتي كانت تصب في البحر الأحمر قبل بناء السد. سبب إنهيار السد هو كثرة مياه السيول التي تراكمت عليه وقيل أيضا أن للتعدين الأهلي أثر في إضعاف قاعدة السد.
يتحدث المسؤولون عما سببته كارثة السد من تدمير للقرى التي بجانب السد ومن وفيات للمواطنين وفقدانهم بعد صعودهم للجبال ومن طمر أطماء السيول للمضخات و للطريق المتجه شمالا إلي حلايب وشلاتين ومصر وللطريق المتجه لداخل السودان عند العقبة، كما يتحدثون عن غرق المزارع التي تغذي بورتسودان بالخضروات والفواكه والألبان ويتحدثون عن الآثار الضارة للزئبق والسيانيد المستعملة في تنقية الذهب، لكنهم لا يتحدثون عن العطش الذي سوف يضرب بورتسودان!
الخطأ الذي لم يعيره المسؤولون إنتباها هو إعتماد بورتسودان في مياه الشرب علي مصدر واحد وهو خط أنابيب سد أربعات. مياه الآبار غير كافية البتة ومالحة، ومياه التحلية من المصفاة قليلة ولا تعمل دائما. إستمر هذا الوضع لعقود من السنين كان من المعتاد فيها أن يرى الناس مهندس المياه وهو يحمل حلقة مفتاح البلوفة وهو يقفل الخط هنا ويفتحه هناك حتى يوزع المياه بالتساوي علي الأحياء. كان من المقرر أن يكون مشروع محطة توليد الكهرباء بالتوربينات الغازية ماركة سيمنس شاملا علي التوليد المشارك الذي تستعمل فيه غازات المداخن لتسخين المياه ليتم إستعمالها في تحلية مياه البحر ولكن منذ عام 2017 وإلي الآن لم يكتمل العمل في المشروع!
قبل قرابة عقدين من الزمان ظهر مشروع خط أنابيب المياه من عطبره إلي بورتسودان الذي بموجبه تتم تغذية بورتسودان من مياه نهر النيل وتم طرح المناقصات وإعتماد التمويل وقبل بداية التنفيذ تم تحويل التمويل إلي غرض آخر. في السنوات الأخيرة ظهر إقتراح إنشاء خط أنابيب لنقل المياه من بحيرة سدي أعالي عطبرة وستيت إلي بورتسودان لقرب المسافة عن تلك بين عطبرة وبورتسودان ولكن لم يخط هذا الإقتراح خطوات للأمام!
كارثة العطش القادمة علي بورتسودان كيف يمكن تفاديها؟
badayomar@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
بعد الأمطار الأخيرة..وزارة التجهيز والماء توضح بخصوص سلامة سد بوعاصم بالحسيمة
أفادت وزارة التجهيز والماء أن زيارة تفقدية أجرتها المديرية العامة لهندسة المياه، يوم الثلاثاء، أكدت عدم وجود أي تهديد لسلامة سد بوعاصم بإقليم الحسيمة، بعد التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها المنطقة.
وأوضحت الوزارة في بلاغ لها، أن فرق الخبراء التابعة لها قامت بفحص شامل للسد، حيث تبين عدم وجود أي علامات تدل على عدم استقرار السد أو دعائمه. كما أظهرت الفحوصات عدم تسجيل أي تسربات مائية في قاعدة السد.
وأكد البلاغ أن اختبار مفرغات الحمولات السفليين أظهر أنهما يعملان بشكل طبيعي، بينما تم ملاحظة بعض التسربات المائية على الواجهة السفلى، إلا أن هذه التسربات لا تشكل أي خطر على استقرار السد، بفضل تصميمه الهندسي الذي يضمن له ثباتًا وأمانًا كبيرين.
وشددت الوزارة على التزامها الراسخ بضمان سلامة المنشآت المائية، مذكّرة بأن جميع مراحل تصميم وبناء واستغلال السدود تخضع لمقتضيات القانون رقم 30.15 المتعلق بسلامة السدود.
ويذكر أن سعة سد بوعاصم التخزينية تبلغ 100,000 متر مكعب، وأنه تم الانتهاء من أعمال بنائه في عام 2014، ليتم استلامه في شتنبر 2015.