القلق من التدخل الأجنبي في السودان ما بين التحالفات الدولية وتحديات السيادة الوطنية
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
زهير عثمان
تدخل الأجنبي في السودان أصبح موضوعاً حساساً وشديد الأهمية في ظل استمرار الصراع الداخلي الذي يشهده البلد. تقرير محادثات جنيف الأخير بشأن السودان قد أثار مخاوف وتوقعات بشأن طبيعة التدخل الدولي المحتمل. إليك تحليل شامل يستند إلى هذا التقرير مع الأخذ في الاعتبار السيناريوهات المستقبلية الممكنة.
لقد انتهت محادثات جنيف الأخيرة حول وقف الحرب في السودان دون تحقيق تقدم ملموس نحو وقف الاقتتال. ومع ذلك، تركت بصيص أمل من خلال الاتفاق على إيصال المساعدات الإنسانية عبر منفذين. إضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن "التحالف الدولي من أجل السلام وإنقاذ الأرواح في السودان"، الذي يضم دولاً مثل الولايات المتحدة، السعودية، مصر، الإمارات، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. ومع ذلك، يبقى دور هذا التحالف غامضاً، حيث لم يتم تحديد آليات عمله أو الأدوار التي سيضطلع بها في تحقيق السلام.
القلق الرسمي من التدخل الأجنبي
تزايد القلق الرسمي في السودان وفي المحافل الدولية بشأن احتمال التدخل الأجنبي بسبب عدم قدرة الأطراف المتحاربة على التوصل إلى حل داخلي. القلق ينبع من عدة عوامل
انقسام المجتمع الدولي الانقسام في مجلس الأمن يجعل من الصعب إصدار قرار موحد بشأن التدخل العسكري في السودان، ما قد يدفع بعض الدول إلى التحرك خارج إطار مجلس الأمن تحت مبدأ "التدخل لأغراض إنسانية".
تسليح المدنيين وطلب حظر الطيران مع استمرار القتال وسقوط المدن في يد قوات الدعم السريع، تزايدت الدعوات لحظر الطيران ووقف تسليح المدنيين. هناك مخاوف من أن يؤدي تسليح المدنيين إلى مزيد من الفوضى وتصاعد العنف.
فقدان الاستقلالية للحكومة السودانية: وفقًا لمحللين، فإن الحكومة السودانية في بورتسودان غير قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة بسبب سيطرة "فيتو إسلامي" عليها، مما يعزز المخاوف من عدم قدرتها على تحقيق السلام بدون تدخل خارجي.
التوقعات بشأن التدخل الأجنبي
تدخل عسكري محتمل: التحالف الدولي الذي تم تشكيله في جنيف قد يمهد الطريق لتدخل عسكري تحت غطاء إنساني، خاصة إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في وقف القتال. هذا السيناريو قد يتضمن فرض حظر طيران أو إرسال قوات لحفظ السلام.
دعم لوجستي واستخباراتي: من المحتمل أن يتجه المجتمع الدولي إلى تقديم دعم غير مباشر من خلال تقديم مساعدات لوجستية واستخباراتية للطرف الذي يُعتبر أكثر توافقاً مع المصالح الدولية.
ضغوط دبلوماسية وعقوبات: يمكن أن يتم فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية إضافية على الأفراد والجماعات التي تعرقل جهود السلام، بما في ذلك إحالة المتورطين إلى محكمة الجنايات الدولية.
السيناريوهات المستقبلية
نجاح التدخل في فرض سلام مؤقت: قد يؤدي التدخل الدولي إلى فرض هدنة مؤقتة تتيح إيصال المساعدات الإنسانية، لكن تحقيق سلام دائم يتطلب حلولاً سياسية شاملة.
زيادة الفوضى إذا لم يحقق التدخل أهدافه بسرعة، قد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة وزيادة الفوضى في السودان.
تعزيز النفوذ الأجنبي لو نجاح التحالف الدولي في فرض سيطرته قد يؤدي إلى زيادة النفوذ الأجنبي في السودان وتغيير ميزان القوى في المنطقة.
مع استمرار تدهور الأوضاع في السودان، يصبح التدخل الأجنبي أكثر احتمالاً، خاصة إذا لم تتمكن الأطراف السودانية من التوصل إلى حل سلمي. التحالف الدولي قد يلجأ إلى استخدام القوة أو فرض إجراءات قاسية لتحقيق أهدافه، مما قد يترتب عليه عواقب طويلة الأمد على السودان والمنطقة بأكملها.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: التحالف الدولی التدخل الأجنبی فی السودان
إقرأ أيضاً:
برلماني: تجدد العدوان الإسرائيلي تصعيد خطير وانتهاك غاشم للقوانين الدولية
قال النائب عمرو فهمي عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا في حزب مستقبل وطن، إن عودة العداون الإسرائيلي على غزة واستهداف قوات الاحتلال لمخيمات الإيواء واستشهاد الكثير من الأطفال والنساء، هو انتهاك واضح وصريح لكافة القوانين الدولية وخرق صريح لهدنة اتفاق وقف إطلاق النار والمضي قدمًا نحو إقرار السلام الشامل والعمل على إعادة إعمار غزة وعودة الحياة لسكانها مرة أخرى.
غارات جوية إسرائيلية على شمال غزةوأكد فهمي في بيان له اليوم، أن ما يحدث اليوم من هجمات مدفعية وغارات جوية إسرائيلية على شمال غزة يأتي برعاية أمريكية ودولية لتقويض مساعي فرض الأمن والاستقرار وإحلال السلام الشامل بالمنطقة، بعدما نجحت القوى المشاركة في حل الأزمة وعلى رأسهم مصر في اتمام المرحلة الأولى من الاتفاق، وسعيها نحو البدء في تنفيذ واتمام المرحلة الثانية.
وحمّل عضو مجلس الشيوخ، مسؤولية التصعيد العسكري الخطير لمجلس الأمن والمجتمع الدولي، مؤكدًا أن تقاعس الجانبين تسبب تجدد العدوان الغاشم وانتهاك كافة القوانين والمواثيق الدولية، وضرب بالقوانين الإنسانية الدولية عرض الحائط، وإفشال مساعي التهدئة.
وقف الممارسات الوحشيةودعا عضو الهيئة العليا في حزب مستقبل وطن إلى ضرورة وقف الممارسات الوحشية والعمل على وقف آلة الحرب التي تستهدف الأبرياء، ودعم الجهود المصرية في إحياء السلام ووقف نزيف الدم الفلسطيني، ودعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس.
وأعربت مصر عن إدانتها بأشد العبارات الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قطاع غزة فجر الثلاثاء ۱۸ مارس ۲۰۲۵ وأسفرت عن استشهاد أكثر من ٣٠٠ فلسطيني حتى الآن معظمهم من النساء والأطفال، وبما يشكل انتهاكاً صارخاً لاتفاق وقف اطلاق النار ويعد تصعيداً خطيراً ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة.
وأعربت مصر مجدداً عن رفضها الكامل لكافة الاعتداءات الإسرائيلية الرامية إلى إعادة التوتر للمنطقة، والعمل على إفشال الجهود الهادفة للتهدئة واستعادة الاستقرار.
وطالبت المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة للحيلولة دون إعادة المنطقة السلسلة متجددة من العنف والعنف المضاد.
كما طالبت الأطراف بضبط النفس وإتاحة الفرصة للوسطاء لاستكمال جهودها للوصول إلى وقف دائم لاطلاق النار.