لا يزال مسار التقارب بين تركيا والنظام السوري يراوح بين تصريحات المسؤولين من كلا الطرفين، والتي أصبحت مؤخرا تحمل تضاربا في ما بينا على وقع تأكيد أنقرة لوضع بشار الأسد شروطا مسبقة للتفاوض ونفي الأخير لصحة ذلك، مُعيدا الملف إلى "العناوين الرئيسية" التي يجب إجراء المحادثات حولها بناء على "مرجعية" تفضي إلى "ورقة مبادئ".



وكان ملف إعادة العلاقات بين تركيا ونظام الأسد شهدا تقدما ملحوظا خلال شهر تموز /يوليو الماضي مع تبادل دمشق وأنقرة رسائل وصف بـ"الإيجابية"، قبل أن يبدأ بالتراجع في ظل وضع الأسد شرط انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية على طاولة المفاوضات قبل الجلوس إليها، بحسب تصريحات أدلى بها وزير الدفاع التركي يشار غولر.

والأحد، قال الأسد خلال كلمة له في العاصمة السورية دمشق، إن "المرحلة التي تتحدث عنها سوريا الآن هي مرحلة الأسس والمبادئ لأن نجاحها هو ما يؤسس للنجاح لاحقا"، مشيرا إلى أن "تصريحات المسؤولين الأتراك حول قول سوريا إن لم يحصل الانسحاب فلن نلتقي، لا أساس لها من الصحة، فمعيارنا هو السيادة".

واعتبر في حديثه أمام "مجلس الشعب" أن فشل المحادثات السابقة بين نظامه والجانب التركي هو بسبب عدم "وجود مرجعية"، مشددا على أنه في إطار "المبادئ فأية عملية تفاوض بحاجة إلى مرجعية لكي تنجح".

وأضاف أن هذه المرجعية قد تستند إلى عدة أشياء، بما في ذلك المسائل العالقة بين الجانبين، والتي قسمها الأسد إلى "عناوين سورية وعناوين تركية".


وأشار إلى أن العناوين التركية تتمثل "بموضوع اللاجئين وموضوع الإرهاب"، بينما تتمثل العناوين السورية "بما تصرح به سوريا بشكل مستمر هو موضوع الانسحاب من الأراضي السورية وموضوع الإرهاب أيضا".

وعادة ما يشير الجانب التركي بحديثه عن "الإرهاب"، إلى حزب "العمال الكردستاني" (بي كي كي) الذي يتخذ من جبال قنديل في العراق مقرا له، إضافة إلى وحدات الحماية الكردية شمال شرق سوريا، التي تراها أنقرة امتدادا للعمال الكردستاني، فيما يشير نظام الأسد إلى فصائل المعارضة المسلحة التي تدعمها أنقرة في شمال غربي سوريا.

واعتبر الأسد على أنه "حين يتم الاتفاق على هذه العناوين يجب أن يصدر بيان مشترك من خلال لقاء بين المسؤولين في الطرفين بمستوى يحدد لاحقا"، موضحا أن "هذا البيان المشترك يتحول إلى ورقة تشكل ورقة مبادئ هي التي تشكل القاعدة للإجراءات التي يمكن أن تتم لاحقا بالنسبة لتطوير العلاقة أو الانسحاب أو مكافحة الإرهاب أو غيرها من العناوين التي تهم الطرفين".

الباحث في الشأن التركي محمود علوش، أوضح أن "التوافق على ورقة المبادئ لا يمكن أن يحصل سوى على طاولة المفاوضات"، موضحا أن الأسد "يريد أن يشمل التفاوض كل القضايا في هذه العملية دفعة واحدة".

وأضاف علوش في حديثه لـ"عربي21"، أن "الأسد سعى في خطابه إلى إظهار رغبته بالتطبيع بالقدر الذي سعى فيه إلى الحفاظ على سقف تفاوضي مرتفع".

هل عاد الملف إلى محطاته الأولى؟
تسارعت خطى أنقرة على مسار التقارب مع الأسد على وقع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استعداده للقاء مع رئيس النظام السوري، الشهر الماضي، في تركيا أو بلد ثالث.

وجاء إعلان أردوغان هذا، بعد أيام قليلة من حديثه عن إمكانية استئناف العلاقات مع نظام الأسد ورفعها إلى المستوى العائلي، كما كان الحال عليه قبل الثورة السورية.

في حين أعرب الأسد، الذي يمضي على هذا المسار بدفع من حليفه الرئيسي روسيا، التي تلعب دور الوساطة بين الجانبين، عن ترحيبه بأي "مبادرة إيجابية مبنية على مبدأ السيادة الوطنية".

ومع تبادل الرسائل "الإيجابية" بين الجانبين"، تحدثت العديد من الصحف التركية عن لقاء متوقع بين أردوغان والأسد خلال شهر آب /أغسطس الجاري، إلا أن الزخم الذي قوبل به ملف التطبيع خلال تموز تراجع بشدة خلال الأسابيع الأخيرة، كما غابت ملامح اقتراب أي لقاء بين الرئيسين.

وفي 15 آب /أغسطس الجاري، اتهم وزير الدفاع التركي، يشار غولر، النظام السوري برفض العودة إلى "الاستقرار والسلام"؛ عبر وضعه شروطا مسبقة للبدء في مفاوضات تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

وقال إن "وضع نظام الأسد شروطا مسبقة، كالمطالبة بانسحاب القوات التركية من سوريا، يعد بمثابة رفض لعودة الاستقرار والسلام"، لافتا إلى أن النظام السوري يطالب بتحديد تاريخ محدد لانسحاب القوات التركية من الأراضي السورية قبل التفاوض، وهو الأمر الذي نفاه الأسد في حديثه الأخير.


وجدد الوزير التركي مطالبات أنقرة بوضع دستور جديد لسوريا، وإجراء انتخابات، وتأمين الحدود؛ للتقدم في محادثات تطبيع العلاقات، مشددا على أن بلاده "مستعدة للعمل مع من يصل إلى السلطة بعدها".

ومع عناوين الأسد الأخيرة ومطالبته بمرجعية للمباحثات بين الجانبين، أوضح سمير العبد الله، مدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون للدراسات المعاصرة، أن رئيس النظام السوري "أعاد مسار التقارب مع تركيا إلى نقطة البداية".

وأشار في حديثه إلى "عربي21"، إلى أن الأسد تحدث عن "ضرورة المصارحة بين الطرفين كأساس لإعادة العلاقات، وبهذه الطريقة أعاد الحوار إلى الأسس والمبادئ، مشيرا إلى أن أي تقدم يجب أن يعتمد على توافق حول القضايا الجوهرية، وليس على تفاهمات شكلية".

و"نفي الأسد لصحة التصريحات التركية المتعلقة بمطالبة النظام بالانسحاب التركي من سوريا كشرط للمفاوضات يعكس رغبته في إظهار أن نظامه ليس عقبة في المفاوضات"، يقول العبد الله.

ولم تصدر تركيا أي بيان للتعليق حول نفي الأسد صحة تصريحات وزير الدفاع التركي إلى غاية نشر هذه المادة.

وقال الأسد إن سياسة نظامه تجاه "لم تتغير لا سابقا للحرب ولا لاحقا لها"، وأضاف "لم نرسل قوات لكي تحتل أراضي في بلد جار لكي ننسحب اليوم، ولم ندعم الإرهاب لكي يقوم بقتل شعب جار، وكنا نعتبره شقيقا".

واستدرك الأسد خلال حديثه عن انسحاب تركيا من الأراضي السورية، بالقول إن هناك حاجة "للتراجع عن السياسات التي أدت إلى الوضع الراهن (بين أنقرة ونظامه)، وهي ليست شروطا، وإنما هي متطلبات من أجل نجاح العملية".

وتعد مسألة انسحاب القوات التركية من شمال سوريا إحدى أبرز العقبات أمام مسار التقارب، حيث تشبث الأسد لفترة طويلة بضرورة سحب أنقرة لقواتها من الأراضي السورية للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

واعتبر الأسد أن فشل المحادثات التي بدأت بين نظامه والجانب التركي منذ نحو 5 سنوات، هو بسبب عدم "وجود مرجعية"، مشددا على أهمية المرجعية لدفع المباحثات نحو الأمام.

بحسب مدير قسم التحليل السياسي في مركز حرمون، فإن الأسد "يريد الإيحاء بأنه حريص على أن تكون المفاوضات مثمرة، وأن تكون هناك مرجعية واضحة لكل طرف في المفاوضات، فهو من جهة يخشى من انقلاب الموقف التركي عليه، لذلك لا يريد أن يقدم لهم شيء".

من جهته، يرى علوش أن "أهم ما قاله الأسد، هو إنه لا يزال مستعدا للشروع في عملية التطبيع إذا ارتكزت على مرجع واضح. وهذا ما تقوله تركيا أيضا".

"هناك صعوبة كبيرة في تدشين هذا المشروع لأن التوافق على مبادئ التطبيع هو المرحلة الأكثر حساسية. لا نستطيع أن نتحدث عن انتكاسة مشروع التطبيع لأنه لم يتجاوز بعد مرحلة استعراض النوايا والسقوف التفاوضية"، يقول علوش.

ويشدد الباحث، على أن "جانب رئيسي من الخطاب المتبادل مصمم لتعزيز الموقف التفاوضي قبل أي استئناف للحوار"، ويلفت إلى أنه "حين يصر الأسد على هذا الشرط ويتحدث في المقابل عن الانفتاح على الحوار، فإنه يرسل رسالة بأنه مستعد للتفاوض على هذا الشرط".

و"يدرك كل من أردوغان والأسد أن التطبيع يقابله أثمان سيتعين على الطرفين دفعها"، حسب تعبير علوش.

"تخبط" ما بين روسيا وإيران
تعتبر كل من روسيا وإيران حليفا رئيسيا لنظام بشار الأسد الذي واجه ثورة شعبية عارمة انطلقت شرارتها الأولى عام 2011 وما لبثت أن تحولت إلى انتفاضة مسلحة بسبب القمع الوحشي الذي قوبلت به من النظام السوري، الذي وثق تحالفاته مع موسكو وطهران في غضون ذلك.

وفي حين تدفع روسيا بشكل علني وقوي مسار التطبيع بين تركيا والنظام السوري، فإن هناك تقارير تتحدث عن استياء إيراني من التقارب بين الأسد وأنقرة.

وكان السفير التركي لدى إيران، حجابي كرلانجيتش، تحدث عن الحاجة إلى تعاون بلاده مع طهران في ما يتعلق بتطبيع العلاقات بين أنقرة والنظام السوري.

وحول تباين الموقف التركي والإيراني من النظام السوري، قال كرلانجيتش في حديث مع وكالة "تسنيم" الإيرانية، إنه "ربما كانت لإيران وتركيا وجهات نظر مختلفة حول هذا الأمر، لكن على أية حال، هناك مشكلة حقوق إنسان في سوريا".


وكان أردوغان أشار إلى وجود لاعبين غير متسقين مع الموقف التركي على الصعيد الدولي والإقليمي، حيث طالب في تصريح سابق، كلا من الولايات المتحدة وإيران بأن "تكونا سعيدتين بهذه التطورات الإيجابية (مسار التطبيع) وتدعما العملية الرامية إلى إنهاء كل المعاناة (في سوريا)".

العبد الله، يرى في حديثه لـ"عربي21"، أنه "من الممكن ربط تخبط تصريحات النظام بالضغوط عليه من روسيا وإيران، فروسيا تلعب دور الوسيط الرئيسي في إعادة فتح قنوات الحوار له مع تركيا، بينما إيران غير متحمسة لهذا الأمر، وتريد الدفع بمسار الوساطة العراقية، فالتحديات التي يواجهها النظام في التنسيق بين حلفائه، تسهم في التخبط في التصريحات لديه".

ويضيف أن "الأسد يريد حالياً يريد أن يلتقي بأردوغان ليأخذ صورة ويقول لجمهوره إن ألد أعدائه عاد للقاء معه، وأنه انتصر في الحرب، بينما لا يريد أن يقدم له شيء بالمقابل، ويركز على التفاصيل والعودة لأساس اللقاءات والإضاعة بالتفاصيل".

أما علوش، فيؤكد أن "الأسد يصمم موقفه من التطبيع بالتنسيق مع الروس والإيرانيين"، مشيرا إلى أن "هناك انسجاما بين الأطراف الثلاثة في مقاربة مشروع التطبيع والأهداف المتصورة منه خصوصا فيما يتعلق بدور تركيا في الصراع".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية تركيا بشار الأسد سوريا أردوغان روسيا سوريا تركيا أردوغان روسيا بشار الأسد المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من الأراضی السوریة القوات الترکیة من النظام السوری بین الجانبین فی حدیثه یرید أن على أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

رويترز: روسيا ستحتفظ بقواعدها في سوريا .. هل تسلّم الأسد إلى دمشق؟

سرايا - قالت وكالة "رويترز" نقلا عن مصادر، إن روسيا قررت الاحتفاظ بقواعدها في سوريا، وأبرزها قاعدتا حميميم وطرطوس البحرية.

وحول تسليم رئيس النظام المخلوع بشار الأسد، ذكرت "رويترز" أن الجانب الروسي قال إن هذه المسألة لن تقبل بها روسيا، علاوة على أنها لم تتلق طلبا لتسليم الأسد من قبل الإدارة السورية الجديدة.

وتاليا تقرير "رويترز" كاملا، والذي يتضمن نقاطا حول الديون على النظام المخلوع، وسعي الرئيس السوري أحمد الشرع لعدم الالتزام بها، لأن من كبّل سوريا بها هو النظام المخلوع:

على مدى سنوات كان جنود من قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا يتجولون بحرية في المدن الساحلية. وكانت الطائرات الحربية تنطلق من المجمع لقصف المتمردين الإسلاميين الذين يقاتلون نظام بشار الأسد القمعي.

ولكن مع رحيل الأسد، تتولى مجموعات صغيرة من المتمردين السابقين حراسة مداخل قاعدة حميميم وقاعدة طرطوس البحرية الروسية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية على بعد 60 كيلومترا إلى الجنوب، حيث تسيطر قوة إسلامية تعرف باسم هيئة تحرير الشام على البلاد الآن.

وقال حراس يرتدون الزي الكاكي لمراسلي "رويترز" الذين زاروا المنطقة الأسبوع الماضي إن هؤلاء الحراس يرافقون أي قوافل روسية تغادر المنطقة.

وقال أحد الحراس، رافضاً التحدث علناً: "يتعين عليهم إخطارنا قبل مغادرتهم".

ويبقى مستقبل القواعد، التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط وأفريقيا، في أيدي الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع.

يريد بوتين إعادة التفاوض على عقد الإيجار السخي لمدة 49 عاما في عهد الأسد لمدينة طرطوس وعقد الإيجار غير المحدد لحميميم من أجل تأمين شروط أفضل، لكنه لا يبدو أنه يريد استبعاد موسكو تماما.

ولكن يبدو أن القواعد قد تبقى في سوريا مقابل الدعم الدبلوماسي والتعويض المالي من روسيا، التي شاركت بشكل عميق في الاقتصاد والدفاع في سوريا لمدة سبعة عقود قبل أن تنضم إلى الحرب الأهلية في عام 2015 وتسببت في دمار ساعد في إبقاء الأسد في السلطة لسنوات.

لقد سقط الأسد في كانون الأول/ ديسمبر ففر إلى روسيا عبر قاعدة حميميم. والآن تنخرط القيادة الإسلامية السورية ــ التي كانت ذات يوم هدفاً لغارات جوية روسية متواصلة ــ في مفاوضات مع موسكو.

وفي هذه القصة، تحدثت "رويترز" إلى ثمانية مصادر سورية وروسية ودبلوماسية قدمت تفاصيل لم تنشر من قبل من الاجتماع الأول رفيع المستوى بين الشرع ومبعوث أرسله الرئيس فلاديمير بوتين، بما في ذلك مطالب تتعلق بديون بمليارات الدولارات، ومستقبل الأسد، وإعادة الأموال السورية المزعومة الموجودة في روسيا.

وعلى غرار آخرين في القصة، طلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها للحديث عن أمور حساسة.

إن وضع العداوة جانباً يعود بالنفع على الطرفين. فعلى الرغم من تخفيف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لبعض العقوبات المفروضة على سوريا، فإن القيود المتبقية تجعل من الصعب ممارسة الأعمال التجارية مع الدولة التي مزقتها الحرب وأفقرت 23 مليون نسمة.

إن استعادة الإمدادات الروسية التقليدية من الأسلحة والوقود والقمح قد تكون بمثابة شريان حياة. وعلى هذا فإن زعماء البلاد على استعداد "لإحلال السلام، حتى مع أعدائهم السابقين"، كما قال دبلوماسي مقيم في دمشق لوكالة رويترز.

وتقول آنا بورشفسكايا من معهد واشنطن: "لا يزال لدى موسكو ما تقدمه لسوريا"، وهي قوية للغاية وراسخة للغاية بحيث لا يمكن تجاهلها.

وقالت: "إن روسيا تحتاج ببساطة إلى حكومة في دمشق تضمن مصالحها، وستكون مستعدة لإبرام صفقة مع هذه الحكومة". وقال أحد مصادر المساعدات التابعة للأمم المتحدة إن روسيا لم تصدر حبوبا إلى سوريا في ظل الإدارة الجديدة.

ولم يتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كثيراً عن سوريا منذ توليه منصبه، لكنه سعى إلى إصلاح العلاقات الأمريكية مع موسكو. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن رحيل الأسد يتيح الفرصة لسوريا "لكي تتوقف عن الخضوع لهيمنة النفوذ الإيراني أو الروسي وزعزعة استقرارها".

لكن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة تريد أن تبقى روسيا بمثابة حصن ضد النفوذ التركي، وفق ما ذكرت وكالة رويترز للأنباء يوم الجمعة.

وقال مصدران لوكالة رويترز، إن الشرع سعى خلال الاجتماع الذي عقد في 29 كانون الثاني/ يناير في دمشق إلى إلغاء القروض المبرمة مع روسيا في عهد الأسد. وقال وزير المالية محمد أبازيد الشهر الماضي إن سوريا التي كانت خالية إلى حد كبير من الديون الخارجية قبل الحرب لديها حاليا التزامات خارجية تتراوح بين 20 و23 مليار دولار دون تحديد حجم الديون المستحقة لروسيا.

وقال أحد المصادر إن المسؤولين السوريين أثاروا خلال اللقاء الذي استمر ثلاث ساعات مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قضية رئيسية أخرى، وهي عودة الأسد إلى سوريا، ولكن بشكل عام فقط، مشيرين إلى أنها ليست عقبة كبيرة أمام إعادة بناء العلاقات. وقال مصدر روسي رفيع المستوى إن روسيا لن توافق على تسليم الأسد، ولم يُطلب منها ذلك.

ودعا الشرع أيضا إلى إعادة الأموال السورية التي تعتقد حكومته أن الأسد أودعها في موسكو، لكن الوفد الروسي بقيادة نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف نفى وجود مثل هذه الأموال، وفقا لدبلوماسي مقيم في سوريا مطلع على المحادثات.

ولم يستجب مكتب الشرع ومجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض لطلبات التعليق.

وفي بيان صدر بعد الاجتماع، قالت الحكومة السورية إن الشرع أكد على ضرورة معالجة الأخطاء السابقة في العلاقات الجديدة، وطالب بتعويضات عن الدمار الذي أحدثته روسيا. وقالت جميع المصادر إن الاجتماع سار بسلاسة نسبية. ووصف الكرملين المكالمة الهاتفية التي جرت بين الشرع والرئيس الروسي فلاديمير بوتن قبل أسبوعين بأنها كانت بناءة .

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على سؤال من "رويترز" يوم الثلاثاء عما إذا كانت المحادثات بين موسكو ودمشق بشأن مصير القواعد العسكرية الروسية تتقدم: "نحن نواصل اتصالاتنا مع السلطات السورية".

وأضاف: "حسنًا، دعونا نقول فقط إن عملية العمل جارية". ولم ترد وزارة الخارجية الروسية على طلب التعليق.

وقال سيرغي ماركوف، المستشار السابق للكرملين، هذا الشهر إن الأمور تبدو جيدة بالنسبة لموسكو.

وكتب على تليغرام: "السلطات السورية الجديدة لا ترى في روسيا دولة معادية. لكن سيتعين على روسيا أن تفعل شيئًا مفيدًا للحكومة السورية مقابل هذه القواعد".

معضلة سوريا
وفي مقابلة مع قناة العربية الإخبارية السعودية في أواخر كانون الأول/ ديسمبر، أقر الشرع بـ "المصالح الاستراتيجية" لسوريا مع روسيا، التي زودت الجيش المنحل في البلاد لأجيال، ومولت محطات الطاقة والسدود إلى جانب البنية التحتية الرئيسية الأخرى.

في المقابل، فإنه مع وجود القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، والقوات التركية في الشمال والقوات الإسرائيلية الجديدة في جنوب سوريا، فإن روسيا مصممة على الحفاظ على قاعدتها البحرية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط.

ومن شأن هذا أن يساعد موسكو على الاحتفاظ بالنفوذ السياسي في خضم الصراع الدبلوماسي على النفوذ على دمشق بعد سقوط الأسد.

أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره التركي محادثات في أنقرة يوم الاثنين. وقال مصدر تركي إن المحادثات شملت سوريا. ولم ترد وزارة الخارجية التركية على طلب التعليق.

وتطالب دمشق بتعويضات عن الدمار الذي خلفته الحرب. ومن المتوقع أن تبلغ تكاليف إعادة الإعمار 400 مليار دولار، وفقاً للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا).

وقال مصدر مطلع على وجهة نظر روسيا في هذا الشأن، إنه من غير المرجح أن تقبل موسكو المسؤولية، لكنها قد تعرض بدلا من ذلك المساعدات الإنسانية.

وفي كانون الأول/ ديسمبر، عرض بوتن استخدام القواعد كمراكز لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن تحالف روسيا مع سوريا "ليس مرتبطا بأي نظام". وقال مصدر مساعدات الأمم المتحدة إنهم لا علم لهم بنقل أي مساعدات عبر القواعد.

مصير الأسد
إن مصير الأسد ورفاقه الذين فروا إلى موسكو مسألة حساسة. وتقول المصادر الروسية والدبلوماسية إن روسيا لا تزال تعارض تسليم الأسد، وتصر على الاستمرارية في تحالفاتها.

وقال المصدر الروسي الكبير: "إن روسيا لا تتخلى عن أشخاص لمجرد أن الرياح تغير اتجاهها".





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1296  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 02-03-2025 06:14 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
حزام بطل العالم على طاولة ترامب .. هدية زيلينسكي تثير الجدل شابة تركية احتفظت بجثة رضيعتها في حافظة ماء إيلون ماسك يستقبل مولوده الـ14 في أول أيام رمضان .. رجل يقتل والده ويحرق جثته! الإعلامي إبراهيم شاهزادة يستغيث: "أرحموا عزيز... حماس ترفض مقترح ويتكوف بشأن هدنة رمضان إعلام عبري: نتنياهو يعقد الليلة اجتماعا أمنيا... تحذير للأردنيين من "فخ جديد" داخل ألعاب... بن سلمان يسأل ماذا يُريد عباس؟ .. خفايا وكواليس... قيادي في حماس يعلق على مقترح ويتكوفبريطانيا وأوكرانيا توقعان اتفاق قرض بقيمة 2.26...نشر 3 آلاف جندي أميركي إضافي عند الحدود مع المكسيكتحذير للأردنيين من "فخ جديد" داخل ألعاب...حماس تطالب بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف..."أكسيوس": زيلينسكي ارتكب ثلاثة أخطاء أدت...ترامب يوقع أمرًا تنفيذيًا باعتماد..."إسرائيل" توافق على مقترح أميركي لهدنة في...واشنطن تسرّع تسليم "إسرائيل" مساعدات...دبلوماسي أوروبي عن حادثة ترامب وزيلنسكي:... ياسمين عبد العزيز تنشر صورة ساخرة .. هل تقصد العوضي؟ الموت يفجع الفنان "باسم سمرة" بعد نداء استغاثة وسجنها في بيروت .. ريهام سعيد... إياد نصار: أكثر من يتعرض للظلم والغدر النساء في... أول تعليق من آدم بعد توقيفه في المطار أتلتيكو ينتزع صدارة الليغا من الريال بأقدام الأرجنتيني ألفاريز ريمونتادا مثيرة .. جو أهيد إيغلز يقلب الطاولة على إيندهوفن بعد الخسارة .. جماهير ريال مدريد تهاجم الحافلة والفريق رسالة مثيرة من نانسي عجرم لمحمد صلاح أزمة جديدة بين فينيسيوس جونيور وحكم مباراة بيتيس حزام بطل العالم على طاولة ترامب .. هدية زيلينسكي تثير الجدل شابة تركية احتفظت بجثة رضيعتها في حافظة ماء إيلون ماسك يستقبل مولوده الـ14 في أول أيام رمضان .. رجل يقتل والده ويحرق جثته! سفينة فاخرة في مهب الريح بالفيديو .. إشتعال النيران بطائرة "بوينغ" وهي في السماء سفينة فاخرة في مهب الريح .. 40 ثانية من الإثارة والرعب تنتهي بإصابة 16 شخصا .. فيديو طالبة تتخرج في مدرسة ثانوية أميركية بامتياز ولا تستطيع القراءة أو الكتابة مشهور "تيك توك" يطلق زوجاته الأربع بعد ارتباطه بفتاة عشرينية .. ما لقصة؟ "ليه أكثر أهل النار من النساء؟" .. علي جمعة يجيب

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • وثائق تكشف فساد الفرقة الرابعة ونهبها لمقدرات سوريا
  • وثائق مسربة.. هكذا اخترقت مخابرات الأسد المعارضة قبل ردع العدوان
  • عثر عليها في مقراتها.. وثائق تكشف فساد الفرقة الرابعة ونهبها لمقدرات سوريا
  • عثر عليها بمقراتها.. وثائق تكشف فساد الفرقة الرابعة ونهبها لمقدرات سوريا
  • إرث سام .. إمبراطورية الأسد نهبت سوريا وتركت الشعب يتسول
  • تركيا وبريطانيا تناقشان مستقبل سوريا
  • رويترز: روسيا ستحتفظ بقواعدها في سوريا .. هل تسلّم الأسد إلى دمشق؟
  • روسيا تحبط هجومًا أوكرانيًا على “السيل التركي” ولافروف يبلغ تركيا
  • سوريا تستقبل شهر رمضان دون نظام المخلوع بشار الأسد
  • ممثلة سورية تدافع عن الأسد وتتمنى لو استشهد.. ماذا عن شقيقه ماهر؟