سودانايل:
2024-11-15@09:55:22 GMT

السودان.. كيف يحصل طرفا النزاع على السلاح؟

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

مع مرور أكثر من 16 شهرا منذ اندلاع المواجهات العسكرية المستمرة في السودان، تبرز تساؤلات عن الآلية التي يعوّض عبرها طرفا الصراع، الجيش وقوات الدعم السريع، خسائرهما في المعارك، التي تتمدد يوما بعد آخر.

واندلعت الحرب بين الطرفين في 15 إبريل 2023، بعد خلافات عن مدة وكيفية دمج قوات الدعم السريع في الجيش، بناء على الاتفاق الإطاري المدعوم من الأمم المتحدة، ومن القوى المدنية الباحثة عن الديمقراطية.



وانتقلت الحرب التي بدأت في العاصمة الخرطوم إلى 14 ولاية سودانية، ما اعتبره خبراء عسكريون وأمنيون أمرا مثيرا للتساؤل عن الوسيلة التي يحصل بها الطرفان على السلاح.

ويشير قادة الجيش إلى أن قوات الدعم السريع تحصل على السلاح من دول خارجية، وخاصة الإمارات، مشيرين إلى أن ذلك يتم عبر مطار أم جرس الحدودي مع تشاد، الجارة الغربية للسودان.

ورفض مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، الاتهامات الموجهة لهم من الجيش، مشيرا إلى أنهم يحصلون على السلاح "من مخازن الجيش نفسه".

وقال طبيق لموقع "الحرة" إن قوات الدعم السريع استولت في الأيام الأولى للحرب، عل أكبر مخازن السلاح التابعة للجيش، في اليرموك والجيلي والاحتياطي المركزي وغيرها، "مما وفّر لها كميات ضخمة من الذخيرة والعتاد الحربي".

وأشار إلى أن الحديث عن اتهام قوات الدعم السريع بالحصول على دعم من الإمارات، مقصود منه صرف الأنظار عن الهزائم الموجعة والمتلاحقة، التي لحقت بالجيش خلال الحرب.

وأضاف أن "الجيش يستعين بمرتزقة من دول أجنبية، ويحصل على الدعم من الحرس الثوري الإيراني، ومن روسيا، ويعلن ذلك رسميا".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، ذكرت في أغسطس الماضي، أن "الإمارات ترسل أسلحة إلى قوات الدعم السريع"، عبر مطار أم جرس، مرورا بمطار أوغندا.

وأنشأت الإمارات مستشفى ميدانيا في مدينة أم جرس التشادية في يوليو 2023، لكن مسؤولين سودانيين يقولون إن الهدف من المستشفى إيصال السلاح لقوات الدعم السريع.

وتنفي الإمارات رسميا إرسال أسلحة إلى قوات الدعم السريع، وتشير إلى أنها "لا تنحاز إلى أي طرف في الصراع الحالي، وتسعى إلى إنهائه".

قوات الدعم السريع
دونا عن قادة الجيش السوداني.. ما سر هجوم مساعد البرهان المتصاعد على الإمارات؟
في أحدث خطاباته العسكرية، شنّ مساعد القائد العام للجيش السوداني، ياسر العطا، هجوما جديدا على دولة الإمارات، متهما رئيسها محمد بن زايد بالعمل على تدمير السودان، من خلال تقديم العتاد العسكري لقوات الدعم السريع.
بدوره، يرى المستشار في الأكاديمية العليا للدراسات الاستراتيجية والأمنية، اللواء معتصم عبد القادر، أن السلاح الذي يستخدمه الجيش في الحرب الحالية "جزء من ترسانته العسكرية القديمة".

وقال عبد القادر لموقع "الحرة" إن من حق الجيش السوداني، كجيش رسمي لدولة عضو بالأمم المتحدة، أن يحصل على السلاح، وفق الطرق المتعارف عليها دوليا.

وأشار إلى أن روسيا منشغلة بحربها مع أوكرانيا، وأنها لم تطور اتفاقها الخاص بالقاعدة العسكرية الروسية في الساحل السوداني على البحر الأحمر، مضيفا أن "السوق مفتوح أمام الجيش، ويمكن شراء ما يريد من سلاح".

وكان مجلس الأمن الدولي أصدر في 29 مارس 2005، قرارا بحظر توريد السلاح على الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في دارفور، وذلك على خلفية الحرب التي اندلعت بإقليم دارفور في العام 2003، كما ظل المجلس يجدد قراره سنوياً.

ولفت المستشار إلى أن قوات الدعم السريع بدأت تتلقى السلاح من الإمارات في يوليو 2023، عبر جسر جوي بمطار أم جرس، بعد زيارة الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إلى أبوظبي.

وأوضح أن كثيرا من الميليشيات التي كانت تقاتل في ليبيا انتقلت إلى السودان كمقاتلين وكسلاح، وأصبحت تقاتل إلى جانب قوات الدعم السريع.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنل" ذكرت في أبريل 2023، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن قائد الفصيل الذي يسيطر على شرق ليبيا، خليفة حفتر، أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل الإمدادات العسكرية لقوات الدعم السريع.

وفي إفادة سابقة لموقع "الحرة"، أشار المحلل السياسي الإماراتي، ضرار الفلاسي، إلى أن "الحكومة السودانية درجت على إطلاق الاتهامات في مواجهة الإمارات دون دليل، ما يؤكد أن تلك الاتهامات تنطلق من أجندة سياسية".

وقال الفلاسي إن "الاتهامات التي يطلقها قادة في الحكومة السودانية والجيش السوداني، تعبر عن موقف جماعة الإخوان المسلمين التي تخطط للعودة إلى حكم السودان".

ولفت إلى أن "الحكومة السودانية تبحث عن مبرر للتهرب من مسؤوليتها في إيصال السودان إلى هذه المرحلة من الاقتتال، وللتهرب من مسؤوليتها في الأوضاع الإنسانية القاسية التي تعيشها قطاعات من السودانيين، بإصرارها على الحرب".

وفي ديسمبر الماضي، وصل الخلاف بين السودان والإمارات إلى مرحلة التصعيد الدبلوماسي، إذ أعلنت الخرطوم 15 من الدبلوماسيين العاملين في سفارة الإمارات أشخاصا غير مرغوب فيهم.

وجاءت الخطوة السودانية ردا على قرار إماراتي بطرد المحلق العسكري في سفارة الخرطوم في أبوظبي وعدد من الدبلوماسيين، من أراضيها، في حين لا تزال سفارة كل بلد من البلدين تعمل في البلد الآخر.

أسراب "طائرات K-8" من مصر.. الجيش السوداني يعلق في بيان رسمي
نفى الجيش السوداني، الأربعاء، حصوله على طائرات من نوع k8 من الحكومة المصرية، مؤكدا امتلاكه أسرابا من هذا الطراز من الطائرات منذ أكثر من عشرين عاما.
وعاد الباشا ليشيا إلى أن "هناك معلومات عن دعم مصري للجيش السوداني بالسلاح"، مضيفا "لا نستطيع نفي أو تأكيد هذه المعلومات، لكن المؤكد أن هناك دعما من روسيا والحرس الثوري الإيراني للجيش".

وتابع قائلا "سمعنا معلومات عن تزويد مصر الجيش بطائرات K-8 الصينية. والمؤكد أن قوات الدعم السريع أسرت في الأيام الأولى للحرب عددا من الطيارين المصريين من قاعدة مروي بشمال السودان".

وأضاف "القوة الجوية المصرية كانت موجودة في قاعدة مروي لأن الحكومة السودانية منحتها لمصر كقاعدة متقدمة، للرد على إثيوبيا حال نشبت مواجهات بينهما بشأن سد النهضة".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أوردت في أبريل 2023، نقلا عن مسؤولين أمنيين أن مصر سلمت طائرات مسيرة للجيش السوداني، ودربت القوات على كيفية استخدامها.

ولم يصدر تعليق وقتها من الجيش السوداني أو من السلطات المصرية.

وأثار استخدام قوات الدعم السريع طائرات بدون طيار خلال الحرب الحالية تساؤلات عن مصدر تلك الطائرات، خاصة أن بعضها يصيب أهدافا بعيدة المدى.

ويعلق الباشا على ذلك بأن قوات الدعم السريع لديها إمكانيات كبيرة، وأن سوق السلاح مفتوح لمن يملك المال، نافيا الاتهامات التي أطلقها قادة الجيش عن حصولها على السلاح من مجموعة فاغنر الروسية.

وأضاف "كيف يكون لقوات الدعم السريع علاقة مع فاغنر، في حين يتحدث الجيش علنا عن علاقته مع روسيا، وفي حين قادته يزرون موسكو. هذا لا يستقيم".

وكانت مصادر دبلوماسية سودانية وإقليمية كشفت لشبكة "سي أن أن" الأميركية، في أبريل 2023، أن مجموعة "فاغنر" تزود قوات الدعم السريع بالصواريخ للمساعدة في قتالها ضد جيش البلاد.

وحسب ما ذكرته المصادر، فإن فاغنر دعمت مقاتلي الدعم السريع بصواريخ "أرض - جو".

وكانت وكالة "بلومبرغ"، أوردت في يناير الماضي، نقلا عن مسؤولين غربيين أن إيران تزود الجيش السوداني بطائرات "مهاجر 6" التي يتم تصنيعها بواسطة شركة القدس للصناعات الجوية.

ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو في يناير الماضي، لطائرة مسيرة قالت إنها من نوع "مهاجر 6"، أسقطتها في الخرطوم.

ويشير عبد القادر إلى أن قوات الدعم السريع تحصل كذلك، على السلاح عبر دولة جنوب السودان "بعد أن تمكنت من تجنيد ميليشيات من قبيلة النوير"، كما أنها تحصل على السلاح عبر أفريقيا الوسطى.

وأضاف "قوات الدعم السريع لها إمكانيات مالية ضخمة، راكمتها من خلال تهريب الذهب، ومن التجارة قبل الحرب، وهذا يساعدها أيضا في الحصول على السلاح من مصادر أخرى".

ونفى الجيش السوداني، في بيان الأربعاء، حصوله على طائرات من نوع K-8 من مصر، وذلك ردا على وسائل إعلام سودانية، ذكرت أنه تسلم 8 طائرات من ذات النوع من الحكومة المصرية في 14 أغسطس.

وتزامنا مع ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية، أن الجيش تسلم الأسبوع الماضي 7 مقاتلات روسية، بتمويل من دولة خليجية، دون تسميتها، بجانب شحنة من الطائرات من دون طيار من طراز "مهاجر"، إيرانية الصنع.

ولم يتضمن بيان الجيش تعليقا على المعلومات المتداولة عن المقاتلات الروسية، وعن طائرات "مهاجر" الإيرانية.

الحرة / خاص - واشنطن  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أن قوات الدعم السریع لقوات الدعم السریع الحکومة السودانیة الجیش السودانی على السلاح طائرات من السلاح من أم جرس إلى أن

إقرأ أيضاً:

بي بي سي: مناشدات للإفراج عن مصريين محتجزين لدى قوات الدعم السريع

"عندما دخلوا للقبض على زوجي، كان يحدثني في مكالمة فيديو عبر الإنترنت، فجأة وقع الهاتف منه وانقطع الاتصال"، هذا ما قالته نورا عبد الحميد لبي بي سي نيوز عربي، وهي زوجة محمد شعبان، واحد من سبعة تجار وعمال مصريين تقول أسرهم إنهم محتجزون، لدى قوات الدعم السريع منذ نحو عام ونصف العام.

بي بي سي: مناشدات للإفراج عن مصريين محتجزين لدى قوات الدعم السريع
الحرب في السودان: مناشدات للإفراج عن مصريين محتجزين لدى قوات الدعم السريع
BBC News عربي

عبدالرحمن أبو طالب
بي بي سي نيوز عربي

13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024

"محتجزون دون تهم"، أسر مصريين محتجزين لدى الدعم السريع تناشد للإفراج عنهم



"عندما دخلوا للقبض على زوجي، كان يحدثني في مكالمة فيديو عبر الإنترنت. فجأة وقع الهاتف منه وانقطع الاتصال"، هذا ما قالته نورا عبد الحميد لبي بي سي نيوز عربي، وهي زوجة محمد شعبان، واحد من سبعة تجار وعمال مصريين تقول أسرهم إنهم محتجزون، لدى قوات الدعم السريع منذ نحو عام ونصف العام.

منذ ذلك الوقت، لا تعلم نورا الكثير عن زوجها، سوى رسائل صوتية مقتضبة أو خطابات مكتوبة بخط اليد يرسلها من آن لآخر لطمأنة الأسرة على سلامته.

هذه الرسائل تشير إلى أن السبعة محتجزون لدى قوات الدعم السريع، وهي قوات سودانية شبه رسمية تنخرط في حرب ضد الجيش السوداني.

وبينما تزداد العلاقات بين الدعم السريع والسلطات المصرية توترا، لا يعلم ذوو المحتجزين السبعة سبب احتجازهم، ويناشدون السلطات المصرية للتحرك لإعادتهم إلى بلدهم.

"ليس لهم علاقة بالحرب"
قبل سنوات، حصل محمد شعبان على وظيفة "عامل"، في تجارة الأدوات المنزلية التي يديرها أبناء أعمامه.

تقول زوجته نورا إن رجال العائلة يسافرون منذ عام 2004 و2005 إلى السودان من أجل هذه التجارة، و"ليس لهم علاقة بالحرب ولا ينشغلون إلا بأنفسهم، والسودانيون هناك يعرفونهم جميعا".

عندما بدأت الحرب، بقي المصريون السبعة معظم الوقت – ضمن مصريين آخرين- في مسكنهم بمنطقة اللاماب ناصر، في العاصمة السودانية الخرطوم، ليتجنبوا أي ضرر بسبب المعارك، كما تروي نورا.

المنزل كان يضم أيضًا مخزنًا، احتفظوا فيه ببضاعة تبلغ قيمتها آلاف الدولارات من الأدوات المنزلية التي اعتادوا التجارة فيها.

المحتجزون السبعة
تضيف نورا: "ظلوا مقيمين في سكنهم لمدة شهرين، حتى عجزوا عن توفير الطعام، وصاروا يصنعوا الخبر في المنزل، فحزموا أمتعتهم واستعدوا للسفر. قبل يوم من موعد المغادرة، قبض عليهم".

في مساء اليوم نفسه، علمت نورا من أصدقاء زوجها أن جنودًا من قوات الدعم السريع قبضوا عليه مع زملائه "لاستجوابهم لوقت قصير" على أن يعودوا في اليوم نفسه، وطلبوا من شابين مصريين آخرين البقاء لحراسة البضاعة.

ولم يعد السبعة حتى الآن، وغادر الشابان الآخران في اليوم التالي عائدين إلى مصر، خوفا من القبض عليهم، وأخبروا باقي الأسر بما حدث.

بعد أيام من الواقعة، تعرض المنزل والمخزن للنهب، كما تقول الأسرة، وعرضت على بي بي سي مقطعا مصورا يظهر قليلا من البضائع مبعثرة على الأرض، في مخزن شبه فارغ.

نصب وضوائق مادية

في قرية أبو شنب، التابعة لمحافظة الفيوم جنوبي مصر تعيش أسر معظم المحتجزين السبعة.

تعرض بعضهم للنصب أكثر من مرة، خلال رحلة بحثهم عن أقاربهم، بحسب نورا، وتقول "هناك أشخاص يتواصلون معنا ويطلبون أموالا مقابل تسهيل الإفراج عنهم، ويظلون على تواصل معنا حتى يحصلوا على المال، ونكتشف بعد ذلك أننا تعرضنا للنصب".

حاولنا الحصول على رد قوات الدعم السريع على هذه التهم، ولم نتلق جوابًا حتى موعد نشر التقرير.

الخسائر المادية ليست كل الأضرار التي تعرضت لها الأسرة.

ففي بيت العائلة، ترعى نورا أطفالها الأربعة، وأم زوجها المسنة، بمعاونة الأقارب والجيران، حيث يعيشون في بيت بسيط، لم يتم طلاؤه وتجهيزه بالكامل، ويواجهون ظروفا معيشية قاسية، اضطرت خلالها هي و3 من أطفالها الأربعة للعمل، لتوفير لقمة العيش.

يبلغ عمر ابنتهما الكبرى نورهان 15 عاما، وتعمل مع أختها الوسطى جنا في مصنع مواد غذائية، يبعد نحو 100 كيلومتر عن المنزل.

تقول نورا لبي بي سي: "يخرج أطفالي الصغار للعمل من الخامسة فجرا ويعودون في الثامنة والنصف مساءا. في الوقت نفسه، أعمل أنا في إعداد الخبز، وبعض الأعمال المنزلية في بيوت بعض الجيران مقابل مبلغ بسيط، ثم أجلس أمام البيت كل يوم في انتظار عودة ابنِتِيَّ خوفا من أن يصيبهم مكروه".

تضيف: "ابني أحمد ذو الثمانية أعوام أيضا يعمل بشكل متقطع مع الجيران لنقل بعض البضائع الخفيفة مقابل 20 جنيها أو 25 جنيها (نحو نصف دولار) ليوفر لنفسه مصروف شراء الحلوى".

لا يعلم أبناء محمد شعبان أن والدهم محبوس في السودان، وتقول نورا "هذا هو العام الثاني الذي يبدأ أطفاله العام الدراسي في غيابه. عندما يسألون عنه أقول إنه في العمل. لا أستطيع أن أقول لهم إنه محبوس ولا نعلم إن كان سيعود أم لا".

سبع أسر في الانتظار
من وقت لآخر تزور نورا منازل أسر المحبوسين الآخرين في القرية نفسها، لتتقصى أي معلومة جديدة عندهم، حال هذه الأسر لا يختلف كثيرا عن حال نورا، إذ لا يملكون شيئا سوى المناشدة، وانتظار الرسائل.

تقول أسر من تحدثنا معهم إنهم لم يتركوا بابًا في مصر والسودان للإفراج عن أبنائهم إلا وطرقوه، لكنهم إلى الآن، عجزوا حتى عن معرفة سبب القبض عليهم.

رافقنا نورا إلي بيت الأخوين عماد وماجد، وهما اثنان من المحبوسين السبعة، تبكي والدتهما بحرقة كلما ذكر اسميهما.

تقول الأم وهي منهمرة بالدموع: "أرجوك يا سيادة الرئيس -المصري- عبد الفتاح السيسي، أريد أن أرى أبنائي بعيني ... تعبنا، وأكاد أن أصاب بالعمى من كثرة التعب والحزن".

كانت جلسة أسرية أشبه بمجلس العزاء، الكل يبكي بحرقة على غياب ذويه.

جلسة عائلة
بعض الأسر لم تتلق أي رسالة من ذويهم حتى الآن، فالسبعة ليسوا محبوسين في مكان واحد وفقا للأسر.

تقول أم أحمد، وهي زوجة المحبوس عبد القادر عجمي عندما كانت تزور والدة عماد وماجد أيضا: "لم يصلنا من زوجي أي شيء، لا نعلم إن كان حيا أم ميتا. نقوم أنا وبناتي وسط الليل، ونبكي".

خلال الأشهر الماضية تواصلت الأسر مع وزارة الخارجية المصرية، والصليب الأحمر في السودان، بالإضافة لجهات رسمية أخرى في البلدين، لكن هذه الإجراءات لم تسفر عن شيء.

حاولنا الحصول على تعليق من وزارة الخارجية المصرية، ولم نتلق ردا حتى موعد نشر التقرير.

مناشدة الأسر وزارة الخارجية المصرية بالتدخل
علاقات متوترة
عندما بدأت الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان 2023، لم تكن العلاقات بين الدعم السريع ومصر على ما يرام.

في اليوم الأول للحرب، احتجز الدعم السريع عشرات المصريين، من بينهم جنود، كانوا في قاعدة عسكرية سودانية لأداء تدريب مشترك مع الجيش السوداني، واتهمت الدعم السريع مصر بالتدخل في الشأن السوداني الداخلي، وهو ما نفته القاهرة.

أُفرج لاحقا عن الجنود بالتنسيق مع الصليب الأحمر في السودان.

وخلال هذه الفترة، تبنت مصر على لهجة محايدة تجاه طرفي الحرب، وانخرطت في الجهود الدولية للوساطة بين طرفي الصراع، ومحاولة وقف الحرب في السودان.

وقبل أسابيع من الآن، تصاعد الخلاف بين الدعم السريع ومصر، إذ اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الجيش المصري بقصف جنوده في أماكن ومناسبات مختلفة في السودان طوال عام ونصف من الحرب.

في الوقت نفسه، أعلن بيان للدعم السريع احتجاز عدد ممن سماهم "مرتزقة مصريين"، لكنه لم يوضح هوية المحتجزين المقصودين.

ونفت مصر هذه الاتهامات بشكل قاطع في بيان للخارجية المصرية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما وصفت قوات الدعم السريع لأول مرة بـ"المليشيا".

ولم يعلق البيان المصري على احتجاز مصريين لدى الدعم السريع.

مستقبل مجهول
من وقت لآخر، تتلقى الأسر تطمينات من وسطاء سودانيين، بأن أسماء أقاربهم مدرجة في قوائم الأشخاص الذين يتوقع الإفراج عنهم قريبا، لكن نورا تقول إن "كثيراً من المحبوسين أفرج عنهم خلال الأشهر الماضية، لكن أزواجنا لم يكونوا بينهم".

وتخشى الأسر السبعة أن يطول حبس أبنائها، في بلد تشهد حربا لا يعرف أحد متى ستتوقف، وتقول نورا: "لا مانع لدينا أن نفعل أي شيء مقابل عودة زوجي وبقائه بيننا ومع أطفاله، حتى لو بعنا بيوتنا وعشنا في الشارع".

أما أم أحمد – زوجة عبدالقادر- فتتساءل: "هل سيظل زوجي غائبا، وتتزوج ابنتي التي بلغت سن الزواج، في غيابه؟"  

مقالات مشابهة

  • عقب اجتياحها بواسطة قوات الدعم السريع وفرض الحصار عليها .. تعرف على مدينة الهلالية
  • منظمة العفو الدولية: التعرف على نظام أسلحة فرنسي الصنع في النزاع السوداني – تحقيق جديد
  • منظمة العفو الدولية تتهم الإمارات وفرنسا بتزويد قوات الدعم السريع بالأسلحة في السودان
  • سيناتورة أمريكية تدعو لمعاقبة الإمارات بسبب مساندتها الدعم السريع في السودان
  • بي بي سي: مناشدات للإفراج عن مصريين محتجزين لدى قوات الدعم السريع
  • الجنيه السوداني يدخل ساحة الحرب بين الجيش و«الدعم السريع» .. مسؤول رفيع سابق بالبنك المركزي: تبعات القرار كارثية
  • سيناتور أمريكية تدعو لمعاقبة الإمارات بسبب مساندتها الدعم السريع في السودان
  • ما سر خلاف الجيش السوداني و«الدعم السريع» حول معبر «أدري»؟
  • دمج قوات الدعم السريع في الجيش السوداني: بين الواقع والمأمول
  • الجيش السوداني يسقط طائرات مسيرة لميليشيا الدعم السريع في الفاشر