الجزيرة:
2024-11-14@07:15:07 GMT

هل يصب تصعيد جنوب لبنان في صالح مفاوضات غزة؟

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

هل يصب تصعيد جنوب لبنان في صالح مفاوضات غزة؟

واشنطن- ركزت الدوائر الأميركية جهودها على مفاوضات القاهرة الهادفة لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإطلاق سراح المحتجزين داخل قطاع غزة.

وواصل المسؤولون الأميركيون الاجتماع مع نظرائهم المصريين والقطريين خلال عطلة نهاية الأسبوع وبعدها، على الرغم من اشتعال جولة جديدة من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وسط تزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية واسعة.

ودفعت جولة التصعيد الأخيرة إلى طرح أسئلة عديدة في واشنطن خاصة بعد تأكيد وزارة الدفاع (البنتاغون) تقديمها مساعدات استخباراتية للجانب الإسرائيلي.

حجم التورط الأميركي

وأمر وزير الدفاع الأميركي الجنرال لويد أوستن مجموعتين ضاربتين من حاملات الطائرات، لينكولن وروزفلت، بالبقاء في المنطقة، وأعرب -في الوقت ذاته- عن دعمه لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.

وشنّت إسرائيل، صباح الأحد الماضي، هجمات جوية استهدفت قرابة 100 منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. وقال جيش الاحتلال إن الضربات هدفت إلى "إحباط تهديد وشيك من الحزب ضد البلدات الإسرائيلية الحدودية ردا على اغتيالها قيادي الحزب الكبير فؤاد شكر في بيروت الشهر الماضي".

وردّ حزب الله بإطلاق 320 صاروخا استهدفت مواقع محددة في تل أبيب وحولها، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع وقاعدة غليلوت للاستخبارات الإسرائيلية، طبقا لتصريح الأمين العام للحزب حسن نصر الله في خطاب ألقاه في وقت لاحق مساء الأحد الماضي.

وأطلع مسؤولون إسرائيليون نظراءهم الأميركيين على نيتهم تنفيذ ما سموه "ضربة استباقية ضد حزب الله". وكشفت بيانات رسمية صدرت من البيت الأبيض، والبنتاغون، تواصلا بين كبار مسؤولي الدولتين وإعادة التأكيد على التزام واشنطن "الصارم بالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات من قبل إيران وشركائها الإقليميين".

وخلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين، أكد المتحدث الرسمي باسم البنتاغون بات رايدر أن "الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية الاستباقية.. لقد قدمنا بعض الدعم الاستطلاعي للمراقبة الاستخباراتية من حيث تتبع هجمات حزب الله القادمة، لكننا لم نقم بأي عمليات".

منع التصعيد

تعليقا على هذه التطورات، يقول آرمان محموديان، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة جنوب فلوريدا، والباحث بمعهد الأمن القومي، إنه إذا صحت تقارير مساندة واشنطن لإسرائيل في هجماتها، فذلك يعني أنها تعتبر أن القيام بأعمال وقائية واحتواء أو تحييد جزء كبير من هجوم حزب الله الانتقامي، ربما يؤدي للحد من نطاق الصراع.

وبما أن الإسرائيليين أثبتوا أنه "عندما يلحَق بهم الألم، فإن ردهم يميل إلى أن يكون أكثر حدة وقوة. لذلك، ربما كانت الولايات المتحدة تأمل أنه من خلال تحييد هجوم الحزب مقدما، يمكنها تهدئة الأوضاع ومنعها من التصعيد"، يضيف للجزيرة نت.

وبعد ساعات من الضربة الإسرائيلية، سافر المفاوضون الإسرائيليون إلى القاهرة لمواصلة المحادثات من أجل التوصل لاتفاق مع حركة حماس.

ويرى خبير الشؤون الإسرائيلية بمعهد الشرق الأوسط نمرود غورين أن المفاوضات -التي بدأت آخر جولاتها في منتصف شهر أغسطس/آب الجاري- وفرت أداة لصد انتقام إيران وحزب الله من إسرائيل، ومتسعا من الوقت للدبلوماسية وتبادل الرسائل.

والآن، يتابع، بعد أن بدا الأمر وكأن التوترات الإقليمية قد تم احتواؤها إلى حد ما، فلا ينبغي للولايات المتحدة أن تفقد اهتمامها بالمحادثات بشأن غزة. كما ينبغي ألا تكون مستعدة للقبول بمفاوضات تطول إلى ما لا نهاية.

وباعتقاد غورين، يجب أن تكون واشنطن على استعداد لاستخدام نفوذها بشكل أكثر فعالية والإشارة علنا إلى ما أو مَن يعرقل الاتفاق بالفعل. وبالتوازي مع ذلك، ينبغي تكثيف الجهود الدبلوماسية المتعلقة بإسرائيل ولبنان "للاستفادة من النجاح النسبي في منع التصعيد بين تل أبيب وحزب الله".

نهاية سيئة

وبرأي الأستاذ آرمان محموديان، فإن التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل يمكن أن يزيد -في الواقع- من فرص نجاح التفاوض على وقف إطلاق النار.

ووفقا له، "الآن بعد أن حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتصارا نسبيا عبر تحييد هجوم انتقامي كان متوقعا أن يكون ثقيلا، فإن ذلك يمكن أن يعطيه اليد العليا، وقد يشعر براحة أكبر في التفاوض مع حركة حماس، والذي قد يكون مكلفا للغاية في العادة، خاصة بالنظر إلى الوجود الكبير لأعضاء الكنيست اليمينيين في حكومته".

وقبل أقل من 3 أشهر من الانتخابات الأميركية، لا يرغب أحد في واشنطن في حدوث أي تصعيد بالشرق الأوسط قد تكون له نتائج كارثية على أسواق النفط، بما يدفع معه إلى شعور معظم الناخبين الأميركيين وعائلاتهم بارتفاع أسعار البنزين، وهو ما يمكن أن يؤثر على ديناميكيات الانتخابات القادمة.

وكتبت مديرة برنامج حل النزاعات بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن رندة سليم أنه و"نظرا لاستمرار فشل محادثات وقف إطلاق النار في غزة، يبدو أن حزب الله يقع في فخ إستراتيجي من صنعه، فمن خلال ربط وقف الهجمات باتفاق وقف إطلاق النار، أحال القرار بشأن موعد إنهاء التصعيد في المقام الأول إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي".

وتعتقد سليم أن لا حزب الله ولا تل أبيب، ولا داعميهم الرئيسيين، إيران والولايات المتحدة، يريدون حربا شاملة، إذ يدرك نتنياهو أن شن حرب كبيرة على لبنان قد تنتهي بشكل سيئ، فقد كانت حروب إسرائيل على لبنان -في عامي 1982 و2006- بمثابة النهاية لحياة أسلافه المهنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وقف إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل توسع عملياتها العسكرية في لبنان مع استمرار المساعي لوقف إطلاق النار

أفادت مصادر مطلعة لقناتي العربية والحدث بأن القيادة الإسرائيلية قررت الانتقال إلى المرحلة الثانية من عمليتها البرية في جنوب لبنان، ما يتضمن توسيع نطاق الهجمات لتشمل قرى إضافية في المنطقة،

وقد جاء القرار الإسرائيلي، مع تواصل المحاولات الدبلوماسية لإرساء وقف إطلاق النار في لبنان، وأيضا في إطار زيادة الضغط السياسي وتحقيق المزيد من السيطرة العسكرية على الأرض.

تصاعد الهجمات والغارات الجوية

شهد اليوم الأربعاء تصعيدًا ملحوظًا، إذ استهدفت المدفعية الإسرائيلية بلدة يحمر الشقيف في الجنوب اللبناني بقذائف فوسفورية من عيار 155 ملم، ما أدى إلى اشتعال النيران في عدد من المنازل واحتراقها بالكامل. 

كما شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات على عدة مناطق، أبرزها بلدات كفررمان، وصديقين، ويحمر الشقيف، حيث تضررت العديد من الممتلكات وسجلت إصابات بين المدنيين.

ولم تقتصر الهجمات على المناطق القريبة من الحدود، إذ خرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت فوق منطقة الشوف في جبل لبنان وبعض المناطق الشمالية، ليزيد من حالة التوتر ويثير القلق بين السكان. 

وفيما أكدت "الوكالة الوطنية للإعلام" اللبنانية استمرار الهجمات، أشارت التقارير إلى أن طائرات مسيرة إسرائيلية استهدفت دراجات نارية وأهدافًا أخرى، ما تسبب بوقوع إصابات في كل من يحمر الشقيف والشعيتية.

توسع العمليات البرية

وأفادت المصادر بأن القوات الإسرائيلية وسّعت عملياتها البرية، التي انطلقت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتشمل مناطق جديدة في جنوب لبنان. 

وقد بدأت هذه العملية وسط تصعيد إسرائيلي متواصل منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات مكثفة شملت مناطق واسعة في جنوب لبنان والبقاع وامتدت إلى العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، وصولًا إلى جبل لبنان وبعض المناطق الشمالية.

جهود دبلوماسية مستمرة

يأتي هذا التصعيد العسكري على الرغم من الجهود الدبلوماسية المستمرة التي تسعى للوصول إلى هدنة دائمة، حيث تتحرك أطراف دولية وإقليمية لخفض التصعيد ووقف العنف، وسط دعوات متزايدة لوقف الهجمات وحماية المدنيين.

 ومع ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي تحركاته التصعيدية في الجنوب اللبناني، مشددًا على تنفيذ أهدافه العسكرية قبل الدخول في أي اتفاقات تهدئة محتملة.

تداعيات التصعيد على الساحة اللبنانية

وفي ظل استمرار هذا الوضع المتأزم، تتزايد المخاوف من تدهور الأوضاع الإنسانية في جنوب لبنان بشكل خاص، إذ يعاني السكان المدنيون من التهجير المتزايد وتدمير البنية التحتية. 

ويدعو المجتمع الدولي إلى ضبط النفس وتجنب استهداف المدنيين، خاصة مع ازدياد الضغط على المستشفيات وفرق الإغاثة في مواجهة الأعداد المتزايدة من المصابين والنازحين.

ختامًا، ورغم الجهود الدبلوماسية المكثفة، يبدو أن التوتر العسكري بين إسرائيل ولبنان يسير نحو المزيد من التصعيد، حيث يصر الطرفان على مواقفهما، مما يجعل آفاق الوصول إلى حل سلمي ومستدام غير واضحة حتى الآن.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل توسع عملياتها العسكرية في لبنان مع استمرار المساعي لوقف إطلاق النار
  • عاجل.. حزب الله يقصف وزارة الدفاع الإسرائيلية ويقتل 7 جنود في 24 ساعة
  • تفاصيل الهدية الإسرائيلية لترامب لوقف إطلاق النار بلبنان
  • صفارات إنذار تدوي في وسط وشمال إسرائيل جراء إطلاق رشقات صاروخية من جنوب لبنان
  • آخر تصريح من إسرائيل عن وقف إطلاق النار في لبنان
  • حزب الله يستهدف وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب
  • ‏هيئة البث الإسرائيلية: إحدى نقاط الخلاف في مفاوضات التسوية مع لبنان تتعلق بمدى سرعة انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني
  • إسرائيل.. قتيلان في نهاريا برشقة صاروخية من لبنان
  • بين تصعيد إسرائيل وعمليات حزب الله.. هل سقطت التسوية؟!
  • "بري: لبنان لن يقبل بحل يضر بسيادته لمصلحة إسرائيل