الجزيرة:
2024-09-13@18:43:03 GMT

هل يصب تصعيد جنوب لبنان في صالح مفاوضات غزة؟

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

هل يصب تصعيد جنوب لبنان في صالح مفاوضات غزة؟

واشنطن- ركزت الدوائر الأميركية جهودها على مفاوضات القاهرة الهادفة لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإطلاق سراح المحتجزين داخل قطاع غزة.

وواصل المسؤولون الأميركيون الاجتماع مع نظرائهم المصريين والقطريين خلال عطلة نهاية الأسبوع وبعدها، على الرغم من اشتعال جولة جديدة من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وسط تزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية واسعة.

ودفعت جولة التصعيد الأخيرة إلى طرح أسئلة عديدة في واشنطن خاصة بعد تأكيد وزارة الدفاع (البنتاغون) تقديمها مساعدات استخباراتية للجانب الإسرائيلي.

حجم التورط الأميركي

وأمر وزير الدفاع الأميركي الجنرال لويد أوستن مجموعتين ضاربتين من حاملات الطائرات، لينكولن وروزفلت، بالبقاء في المنطقة، وأعرب -في الوقت ذاته- عن دعمه لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.

وشنّت إسرائيل، صباح الأحد الماضي، هجمات جوية استهدفت قرابة 100 منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. وقال جيش الاحتلال إن الضربات هدفت إلى "إحباط تهديد وشيك من الحزب ضد البلدات الإسرائيلية الحدودية ردا على اغتيالها قيادي الحزب الكبير فؤاد شكر في بيروت الشهر الماضي".

وردّ حزب الله بإطلاق 320 صاروخا استهدفت مواقع محددة في تل أبيب وحولها، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع وقاعدة غليلوت للاستخبارات الإسرائيلية، طبقا لتصريح الأمين العام للحزب حسن نصر الله في خطاب ألقاه في وقت لاحق مساء الأحد الماضي.

وأطلع مسؤولون إسرائيليون نظراءهم الأميركيين على نيتهم تنفيذ ما سموه "ضربة استباقية ضد حزب الله". وكشفت بيانات رسمية صدرت من البيت الأبيض، والبنتاغون، تواصلا بين كبار مسؤولي الدولتين وإعادة التأكيد على التزام واشنطن "الصارم بالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات من قبل إيران وشركائها الإقليميين".

وخلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين، أكد المتحدث الرسمي باسم البنتاغون بات رايدر أن "الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية الاستباقية.. لقد قدمنا بعض الدعم الاستطلاعي للمراقبة الاستخباراتية من حيث تتبع هجمات حزب الله القادمة، لكننا لم نقم بأي عمليات".

منع التصعيد

تعليقا على هذه التطورات، يقول آرمان محموديان، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة جنوب فلوريدا، والباحث بمعهد الأمن القومي، إنه إذا صحت تقارير مساندة واشنطن لإسرائيل في هجماتها، فذلك يعني أنها تعتبر أن القيام بأعمال وقائية واحتواء أو تحييد جزء كبير من هجوم حزب الله الانتقامي، ربما يؤدي للحد من نطاق الصراع.

وبما أن الإسرائيليين أثبتوا أنه "عندما يلحَق بهم الألم، فإن ردهم يميل إلى أن يكون أكثر حدة وقوة. لذلك، ربما كانت الولايات المتحدة تأمل أنه من خلال تحييد هجوم الحزب مقدما، يمكنها تهدئة الأوضاع ومنعها من التصعيد"، يضيف للجزيرة نت.

وبعد ساعات من الضربة الإسرائيلية، سافر المفاوضون الإسرائيليون إلى القاهرة لمواصلة المحادثات من أجل التوصل لاتفاق مع حركة حماس.

ويرى خبير الشؤون الإسرائيلية بمعهد الشرق الأوسط نمرود غورين أن المفاوضات -التي بدأت آخر جولاتها في منتصف شهر أغسطس/آب الجاري- وفرت أداة لصد انتقام إيران وحزب الله من إسرائيل، ومتسعا من الوقت للدبلوماسية وتبادل الرسائل.

والآن، يتابع، بعد أن بدا الأمر وكأن التوترات الإقليمية قد تم احتواؤها إلى حد ما، فلا ينبغي للولايات المتحدة أن تفقد اهتمامها بالمحادثات بشأن غزة. كما ينبغي ألا تكون مستعدة للقبول بمفاوضات تطول إلى ما لا نهاية.

وباعتقاد غورين، يجب أن تكون واشنطن على استعداد لاستخدام نفوذها بشكل أكثر فعالية والإشارة علنا إلى ما أو مَن يعرقل الاتفاق بالفعل. وبالتوازي مع ذلك، ينبغي تكثيف الجهود الدبلوماسية المتعلقة بإسرائيل ولبنان "للاستفادة من النجاح النسبي في منع التصعيد بين تل أبيب وحزب الله".

نهاية سيئة

وبرأي الأستاذ آرمان محموديان، فإن التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل يمكن أن يزيد -في الواقع- من فرص نجاح التفاوض على وقف إطلاق النار.

ووفقا له، "الآن بعد أن حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتصارا نسبيا عبر تحييد هجوم انتقامي كان متوقعا أن يكون ثقيلا، فإن ذلك يمكن أن يعطيه اليد العليا، وقد يشعر براحة أكبر في التفاوض مع حركة حماس، والذي قد يكون مكلفا للغاية في العادة، خاصة بالنظر إلى الوجود الكبير لأعضاء الكنيست اليمينيين في حكومته".

وقبل أقل من 3 أشهر من الانتخابات الأميركية، لا يرغب أحد في واشنطن في حدوث أي تصعيد بالشرق الأوسط قد تكون له نتائج كارثية على أسواق النفط، بما يدفع معه إلى شعور معظم الناخبين الأميركيين وعائلاتهم بارتفاع أسعار البنزين، وهو ما يمكن أن يؤثر على ديناميكيات الانتخابات القادمة.

وكتبت مديرة برنامج حل النزاعات بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن رندة سليم أنه و"نظرا لاستمرار فشل محادثات وقف إطلاق النار في غزة، يبدو أن حزب الله يقع في فخ إستراتيجي من صنعه، فمن خلال ربط وقف الهجمات باتفاق وقف إطلاق النار، أحال القرار بشأن موعد إنهاء التصعيد في المقام الأول إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي".

وتعتقد سليم أن لا حزب الله ولا تل أبيب، ولا داعميهم الرئيسيين، إيران والولايات المتحدة، يريدون حربا شاملة، إذ يدرك نتنياهو أن شن حرب كبيرة على لبنان قد تنتهي بشكل سيئ، فقد كانت حروب إسرائيل على لبنان -في عامي 1982 و2006- بمثابة النهاية لحياة أسلافه المهنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وقف إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

بالفيديو: إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان

أصدر الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، بيانا كشف فيه عن عملياته العسكرية التي نفذها ضد أهداف تابعة لحزب الله في لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي: "قصفت مقاتلات سلاح الجو، خلال الساعات الماضية، مبان عسكرية يستخدمها تنظيم حزب الله في مناطق عيترون ومرمين وشحين في جنوب لبنان".

ووفق البيان فقد "هاجمت الطائرات أيضا منصة إطلاق تابعة لتنظيم حزب الله في جنوب لبنان، والتي سبق أن استخدمت في عمليات إطلاق باتجاه أراضي إسرائيل".

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل يومي عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية.

ويستهدف حزب الله بشكل رئيسي مواقع عسكرية إسرائيلية، في هجمات يشنّها من جنوب لبنان "دعما" لغزة و"إسنادا" لمقاومتها على حدّ قوله.

وترد إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى عسكرية" تابعة للحزب، إضافة إلى مقاتليه.

وأعلن حزب الله الخميس شنّ عدد من الهجمات على مواقع عسكرية في شمال إسرائيل منها "بأسراب من الطائرات الانقضاضية".

من جانبه، قال الجيش الاسرائيلي إنه رصد نحو "15 مقذوفا أطلقت من لبنان إلى الأراضي الاسرائيلية"، مضيفا أن بعضها "تم اعتراضه" من دون "الإبلاغ عن إصابات".

وأفاد كذلك عن اعتراض "هدف جوي مشبوه" وعن "سقوط عدة مسيرات محملة بالمتفجرات" في شمال إسرائيل.

وقتل شاب وطفل شقيقان الأربعاء بغارة إسرائيلية "على دراجة نارية في بلدة البياضة" في جنوب لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية، وكان حزب الله قد نعى أيضا اثنين من مقاتليه.

ومنذ بدء التصعيد، قتل 622 شخصا على الأقل في لبنان، معظمهم مقاتلون في حزب الله و142 مدنيا على الأقل، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى بيانات رسمية ونعي حزب الله ومجموعات أخرى.

وفي الجانب الإسرائيلي والجولان، أعلنت السلطات مقتل 24 جنديا و26 مدنيا.

مقالات مشابهة

  • قلق أميركي من التصعيد مع لبنان.. هوكشتاين إلى إسرائيل
  • هجمات مكثفة بين حزب الله وإسرائيل ومبعوث أميركي لخفض التصعيد
  • مستشار بايدن يتجه لإسرائيل لبحث التوتر مع لبنان وسط مخاوف من التصعيد
  • بالفيديو: إسرائيل تقصف مواقع لحزب الله في جنوب لبنان
  • تقرير يكشف: حزب الله يُحاول الحفاظ على هذه المعادلة مع إسرائيل
  • من بيروت.. بوريل يدعو لخفض التصعيد بين حزب الله وإسرائيل
  • صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل بعد إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان
  • «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تهاجم أهدافا جنوب لبنان وتستهدف عنصرين من حزب الله
  • «القاهرة الإخبارية»: إطلاق صاروخ مضاد للدروع من جنوب لبنان نحو مستوطنات شمال إسرائيل
  • هآرتس: واشنطن حذرت إسرائيل من حرب شاملة مع لبنان