الجزيرة:
2025-01-08@23:17:13 GMT

هل يصب تصعيد جنوب لبنان في صالح مفاوضات غزة؟

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

هل يصب تصعيد جنوب لبنان في صالح مفاوضات غزة؟

واشنطن- ركزت الدوائر الأميركية جهودها على مفاوضات القاهرة الهادفة لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإطلاق سراح المحتجزين داخل قطاع غزة.

وواصل المسؤولون الأميركيون الاجتماع مع نظرائهم المصريين والقطريين خلال عطلة نهاية الأسبوع وبعدها، على الرغم من اشتعال جولة جديدة من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وسط تزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية واسعة.

ودفعت جولة التصعيد الأخيرة إلى طرح أسئلة عديدة في واشنطن خاصة بعد تأكيد وزارة الدفاع (البنتاغون) تقديمها مساعدات استخباراتية للجانب الإسرائيلي.

حجم التورط الأميركي

وأمر وزير الدفاع الأميركي الجنرال لويد أوستن مجموعتين ضاربتين من حاملات الطائرات، لينكولن وروزفلت، بالبقاء في المنطقة، وأعرب -في الوقت ذاته- عن دعمه لاستكمال مفاوضات وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.

وشنّت إسرائيل، صباح الأحد الماضي، هجمات جوية استهدفت قرابة 100 منصة إطلاق صواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان. وقال جيش الاحتلال إن الضربات هدفت إلى "إحباط تهديد وشيك من الحزب ضد البلدات الإسرائيلية الحدودية ردا على اغتيالها قيادي الحزب الكبير فؤاد شكر في بيروت الشهر الماضي".

وردّ حزب الله بإطلاق 320 صاروخا استهدفت مواقع محددة في تل أبيب وحولها، بما في ذلك مقر وزارة الدفاع وقاعدة غليلوت للاستخبارات الإسرائيلية، طبقا لتصريح الأمين العام للحزب حسن نصر الله في خطاب ألقاه في وقت لاحق مساء الأحد الماضي.

وأطلع مسؤولون إسرائيليون نظراءهم الأميركيين على نيتهم تنفيذ ما سموه "ضربة استباقية ضد حزب الله". وكشفت بيانات رسمية صدرت من البيت الأبيض، والبنتاغون، تواصلا بين كبار مسؤولي الدولتين وإعادة التأكيد على التزام واشنطن "الصارم بالدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات من قبل إيران وشركائها الإقليميين".

وخلال مؤتمر صحفي أمس الاثنين، أكد المتحدث الرسمي باسم البنتاغون بات رايدر أن "الولايات المتحدة لم تشارك في الضربات الإسرائيلية الاستباقية.. لقد قدمنا بعض الدعم الاستطلاعي للمراقبة الاستخباراتية من حيث تتبع هجمات حزب الله القادمة، لكننا لم نقم بأي عمليات".

منع التصعيد

تعليقا على هذه التطورات، يقول آرمان محموديان، أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة جنوب فلوريدا، والباحث بمعهد الأمن القومي، إنه إذا صحت تقارير مساندة واشنطن لإسرائيل في هجماتها، فذلك يعني أنها تعتبر أن القيام بأعمال وقائية واحتواء أو تحييد جزء كبير من هجوم حزب الله الانتقامي، ربما يؤدي للحد من نطاق الصراع.

وبما أن الإسرائيليين أثبتوا أنه "عندما يلحَق بهم الألم، فإن ردهم يميل إلى أن يكون أكثر حدة وقوة. لذلك، ربما كانت الولايات المتحدة تأمل أنه من خلال تحييد هجوم الحزب مقدما، يمكنها تهدئة الأوضاع ومنعها من التصعيد"، يضيف للجزيرة نت.

وبعد ساعات من الضربة الإسرائيلية، سافر المفاوضون الإسرائيليون إلى القاهرة لمواصلة المحادثات من أجل التوصل لاتفاق مع حركة حماس.

ويرى خبير الشؤون الإسرائيلية بمعهد الشرق الأوسط نمرود غورين أن المفاوضات -التي بدأت آخر جولاتها في منتصف شهر أغسطس/آب الجاري- وفرت أداة لصد انتقام إيران وحزب الله من إسرائيل، ومتسعا من الوقت للدبلوماسية وتبادل الرسائل.

والآن، يتابع، بعد أن بدا الأمر وكأن التوترات الإقليمية قد تم احتواؤها إلى حد ما، فلا ينبغي للولايات المتحدة أن تفقد اهتمامها بالمحادثات بشأن غزة. كما ينبغي ألا تكون مستعدة للقبول بمفاوضات تطول إلى ما لا نهاية.

وباعتقاد غورين، يجب أن تكون واشنطن على استعداد لاستخدام نفوذها بشكل أكثر فعالية والإشارة علنا إلى ما أو مَن يعرقل الاتفاق بالفعل. وبالتوازي مع ذلك، ينبغي تكثيف الجهود الدبلوماسية المتعلقة بإسرائيل ولبنان "للاستفادة من النجاح النسبي في منع التصعيد بين تل أبيب وحزب الله".

نهاية سيئة

وبرأي الأستاذ آرمان محموديان، فإن التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل يمكن أن يزيد -في الواقع- من فرص نجاح التفاوض على وقف إطلاق النار.

ووفقا له، "الآن بعد أن حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتصارا نسبيا عبر تحييد هجوم انتقامي كان متوقعا أن يكون ثقيلا، فإن ذلك يمكن أن يعطيه اليد العليا، وقد يشعر براحة أكبر في التفاوض مع حركة حماس، والذي قد يكون مكلفا للغاية في العادة، خاصة بالنظر إلى الوجود الكبير لأعضاء الكنيست اليمينيين في حكومته".

وقبل أقل من 3 أشهر من الانتخابات الأميركية، لا يرغب أحد في واشنطن في حدوث أي تصعيد بالشرق الأوسط قد تكون له نتائج كارثية على أسواق النفط، بما يدفع معه إلى شعور معظم الناخبين الأميركيين وعائلاتهم بارتفاع أسعار البنزين، وهو ما يمكن أن يؤثر على ديناميكيات الانتخابات القادمة.

وكتبت مديرة برنامج حل النزاعات بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن رندة سليم أنه و"نظرا لاستمرار فشل محادثات وقف إطلاق النار في غزة، يبدو أن حزب الله يقع في فخ إستراتيجي من صنعه، فمن خلال ربط وقف الهجمات باتفاق وقف إطلاق النار، أحال القرار بشأن موعد إنهاء التصعيد في المقام الأول إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي".

وتعتقد سليم أن لا حزب الله ولا تل أبيب، ولا داعميهم الرئيسيين، إيران والولايات المتحدة، يريدون حربا شاملة، إذ يدرك نتنياهو أن شن حرب كبيرة على لبنان قد تنتهي بشكل سيئ، فقد كانت حروب إسرائيل على لبنان -في عامي 1982 و2006- بمثابة النهاية لحياة أسلافه المهنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وقف إطلاق النار حزب الله

إقرأ أيضاً:

باحثة سياسية: إسرائيل تستخدم أسلحة حزب الله كذريعة لتنفيذ انتهاكات جديدة

قالت سوسن مهنا، الباحثة السياسية، إنه "فيما يتعلق بالوضع الراهن في جنوب لبنان، يجب العودة إلى أساس الاتفاقية التي تم توقيعها من قبل الجانب اللبناني"، موضحة أن الاتفاقية تنص على حق دولة الاحتلال في التدخل داخل لبنان طالما ترى أن هناك تهديدًا لأمنها، وقد تم تفعيل هذا الحق مؤخرًا من خلال الأعمال العدائية التي قامت بها إسرائيل.

مسؤول عسكري أردني سابق: إسرائيل أداة لتنفيذ المخططات الأمريكية في المنطقةبيان من الغذاء العالمي بشأن إطلاق إسرائيل 16 طلقة على قافلة مساعدات في غزة


وتابعت سوسن مهنا خلال مداخلة في برنامج "مطروح للنقاش"، الذي تقدمه الإعلامية مارينا المصري على قناة "القاهرة الإخبارية": "ما تقوم به إسرائيل الآن يعد خرقًا واضحًا للاتفاقية، حيث توسع مناطق تواجدها وتدخل مناطق لم تقتحمها خلال الحرب السابقة. كما تبني خنادق وجدرانًا وأسوارًا تحت ذريعة الدفاع عن النفس ومنع تكرار ما حدث في 7 أكتوبر".


وأشارت مهنا إلى أن اللجنة المشرفة على الاتفاقية، التي تضم خمس دول، ليس لها سلطة اتخاذ قرارات ملزمة، بل يقتصر دورها على مراقبة تنفيذ الاتفاقية، مضيفة، أن الاحتلال استغل هذه الثغرة لتنفيذ انتهاكاتها، مستخدما وجود أسلحة وأماكن تخص حزب الله كذريعة لهذه الانتهاكات.


وأوضحت مهنا أن الدولة اللبنانية لم تُظهر حتى الآن جدية في تنفيذ بنود الاتفاقية: "حتى اليوم، تم تسجيل نحو 1000 انتهاك في منطقة الناقورة تحت مراقبة الولايات المتحدة واللجنة الدولية المسؤولة." وأكدت أن "حزب الله" لا يزال يرفض التخلي عن أسلحته، وأنه لم يتم سحب الأسلحة من جنوب نهر الليطاني كما كان مطلوبًا.


وأضافت مهنا أن زيارة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين قد تحمل أهدافًا متعددة، مثل مساعدة لبنان في انتخاب رئيس للجمهورية أو تقديم دعم في إعادة الإعمار، لكنها أكدت أن الولايات المتحدة تتوقع من لبنان تنفيذ قرار 1701 بشكل كامل، بما في ذلك السيطرة على المعابر الشرعية وغير الشرعية.


واختتمت مهنا قائلة: "حتى الآن، الانتهاكات مستمرة، وما حدث مع الطائرة الإيرانية مؤخرًا يثير تساؤلات كثيرة. لكننا لم نشهد بعد انسحابًا فعليًا لأسلحة حزب الله من جنوب الليطاني."


 

مقالات مشابهة

  • مصر واليونان تؤكدان ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ومنع التصعيد بالمنطقة
  • محللون: إسرائيل تلوح بعدم الانسحاب من جنوب لبنان
  • هوكستين يؤكد بدء انسحاب إسرائيل من بلدة أساسية ثانية في جنوب لبنان  
  • نجيب ميقاتي: استمرار إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار يهدد التفاهم
  • ‏ممثل حركة حماس في لبنان: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة جدية أكثر من أي فترة سابقة
  • الجيش اللبناني ينهي انتشاره في 3 نقاط في بلدة الناقورة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منها
  • باحثة سياسية: إسرائيل تستخدم أسلحة حزب الله كذريعة لتنفيذ انتهاكات جديدة
  • بعد انسحاب إسرائيل منها..الجيش اللبناني ينتشر في الناقورة الحدودية
  • لمنع عودة حزب الله..ليبرمان يطالب بمنطقة عازلة في جنوب لبنان
  • متخوفة من رد فعل بايدن.. إسرائيل تريد البقاء في جنوب لبنان الى أجل غير مسمى