احتجت اليابان على اختراق طائرة استطلاع صينية مجالها الجوي، معتبرة ذلك "انتهاكا خطرا للسيادة اليابانية"، في وقت يتزايد فيه التوتر بين الصين والفلبين على خلفية الاحتكاكات البحرية بينهما في بحر جنوب الصين.

وبحسب وزارة الخارجية اليابانية، استدعى نائب وزير الخارجية ماساتاكا أوكانو القائم بالأعمال في السفارة الصينية في طوكيو مساء أمس الاثنين و"أعرب له عن احتجاجه الشديد" لما جرى، مطالبا بكين باتخاذ إجراءات لتجنب تكرار هذا النوع من الأحداث.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية اليوم الثلاثاء إن طائرة عسكرية صينية دخلت المجال الجوي الياباني لفترة وجيزة أمس، واصفا الحادث بأنه "انتهاك إقليمي غير مقبول على الإطلاق وتهديد للسلامة".

وأوضح كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي في مؤتمر صحفي، اليوم الثلاثاء، أن طائرة استطلاع صينية من طراز "واي-9" دخلت لفترة وجيزة أمس المجال الجوي الجنوبي الغربي لليابان التي سارعت إلى إرسال طائرات عسكرية مقاتلة.

وأضاف أن "توغل الطائرات العسكرية الصينية في المجال الجوي الياباني ليس انتهاكا خطيرا لحقوقنا الإقليمية فحسب، بل إنه تهديد للسلامة أيضا وغير مقبول على الإطلاق".

وشدد هاياشي على أن النشاط العسكري الصيني حول اليابان أصبح "متوسعا ومكثفا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة". وقال هاياشي إن بلاده ستواصل مراقبة النشاط العسكري الصيني وستبذل قصارى جهدها للرد على الانتهاكات المحتملة للمجال الجوي.

وأفاد المسؤول الياباني بأن هذه هي المرة الأولى التي تكتشف فيها قوات الدفاع الذاتي اليابانية طائرة عسكرية صينية في المجال الجوي لبلاده.

وفي وقت متأخر أمس الاثنين، قالت هيئة الأركان المشتركة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية إن طائرة الاستطلاع الصينية "واي-9" حلقت فوق جزيرة دانجو قبالة الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة كيوشو الرئيسية في جنوب اليابان لمدة دقيقتين، مضيفة أن المسؤولين كانوا يحللون أحدث الأنشطة العسكرية الصينية. وذكرت الهيئة أن اليابان أرسلت طائرات مقاتلة وحذرت الطائرة الصينية من المغادرة.

ووفقا للجيش الياباني، قامت الطائرات النفاثة بالإقلاع ما يقرب من 669 مرة بين أبريل/نيسان 2023 ومارس/آذار 2024، حوالي 70% من الوقت ضد الطائرات العسكرية الصينية، رغم أن هذا لم يشمل انتهاكات المجال الجوي.

ويشعر مسؤولو الدفاع اليابانيون بقلق متزايد بشأن التعاون العسكري المتنامي بين القوات الجوية الصينية والروسية، والنشاط الصيني المتزايد حول المياه والمجال الجوي الياباني، مما دفع طوكيو إلى تعزيز دفاعات جنوب غرب البلاد بشكل كبير، بما في ذلك الجزر النائية التي تعتبر أساسية لإستراتيجية الدفاع اليابانية في المنطقة.

سفن تابعة لخفر السواحل الصيني في بحر جنوب الصين (الفرنسية) تحذير فلبيني

في غضون ذلك، اعتبر وزير الدفاع الفلبيني جيلبرتو تيودورو الصين "أكبر معطل" للسلام في جنوب شرق آسيا، داعيا إلى "إدانة دولية أقوى لعدوانها في بحر جنوب الصين"، بعد منع الصين للسفن الفلبينية من توصيل الطعام إلى سفينة خفر السواحل في جزيرة سابينا شول.

وأدلى تيودورو بهذه التصريحات اليوم أمام مؤتمر عسكري دولي في مانيلا نظمته القيادة الأميركية للمحيطين الهندي والهادي، وسط تصاعد الاشتباكات بين الصين والفلبين في بحر جنوب الصين المتنازع عليه وفي مجالها الجوي.

وقال تيودورو في المؤتمر الذي حضره مسؤولون عسكريون ودبلوماسيون كبار من الولايات المتحدة والدول المتحالفة، إن الصين هي "أكبر معرقل للسلام الدولي" في جنوب شرق آسيا.

وفي وقت لاحق قال الوزير الفلبيني للصحفيين على هامش المؤتمر إن التصريحات الدولية التي تعبر عن القلق إزاء تصرفات الصين المتزايدة العدوانية في المياه المتنازع عليها وفي أماكن أخرى "ليست كافية".

وقال تيودورو "إن العلاج هو عمل جماعي أقوى متعدد الأطراف ضد الصين"، مضيفا أن الدبلوماسيين ومسؤولي الدفاع يجب أن يحددوا تلك الخطوات الأقوى.

وعندما ضغط عليه الصحفيون ليكون أكثر تحديدا، قال تيودورو "إن قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدين ويأمر بوقف الأعمال العدوانية الصينية سيكون خطوة قوية"، لكنه أقر بصعوبة متابعة ذلك، مضيفا أن "العالم ليس مثاليا إلى هذا الحد".

وقال تيودورو إن رابطة دول جنوب شرق آسيا "اهتمت بأفعال الصين العدوانية، ولكن ينبغي لها أن تفعل المزيد". وتضم الكتلة المكونة من 10 دول في جنوب شرق آسيا الفلبين وفيتنام وماليزيا وبروناي، التي لها مطالبات متداخلة في بحر جنوب الصين، فضلا عن مطالب الصين وتايوان.

واستدرك قائلا "لا يمكن لرابطة دول جنوب شرق آسيا، لكي تظل ذات صلة وذات مصداقية، أن تستمر في تجاهل ما تفعله بكين في بحر جنوب الصين".

وفي أحدث حادث في بحر جنوب الصين، قال مسؤولون فلبينيون إن الصين نشرت "قوة مفرطة" تتألف من 40 سفينة منعت سفينتين فلبينيتين من توصيل الغذاء وغيره من الإمدادات إلى أكبر سفينة خفر سواحل في مانيلا في منطقة سابينا شوال المتنازع عليها، في أحدث اشتعال للنزاعات الإقليمية بينهما في الممر البحري المزدحم.

وتبادلت الصين والفلبين اللوم في المواجهة التي وقعت أمس في سابينا شوال، وهي جزيرة مرجانية غير مأهولة يزعم كل من البلدين ملكيته لها، وأصبحت أحدث نقطة اشتعال في جزر سبراتلي، المنطقة الأكثر نزاعا في الممر البحري الذي يعد طريقا رئيسيا للتجارة والأمن العالمي.

وفي بكين، قال خفر السواحل الصيني إنه اتخذ تدابير مراقبة ضد سفينتين لخفر السواحل الفلبيني "توغلتا" في المياه قرب سابينا شوال.

وقال في بيان إن السفن الفلبينية صعدت الموقف بالاقتراب مرارا وتكرارا من سفينة خفر السواحل الصينية. ولم يذكر خفر السواحل الصيني تدابير المراقبة التي اتخذها.

وفي الأشهر الأخيرة نشرت الصين والفلبين سفن خفر السواحل بشكل منفصل في سابينا شوال للاشتباه في أن الطرف الآخر قد يتصرف للسيطرة على تلك المنطقة وبناء هياكل في جزيرة الصيد.

واشتدت الأعمال العدائية بشكل خاص بين الصين والفلبين منذ العام الماضي، وكانت المواجهة التي وقعت أمس هي السادسة التي أبلغ عنها الجانبان في أعالي البحار وفي الجو، وأثارت المواجهات مخاوف من صراع أكبر قد يشمل الولايات المتحدة، حليفة الفلبين منذ فترة طويلة.

والشهر الماضي، توصلت الصين والفلبين إلى اتفاق لمنع المواجهات العدائية المتزايدة في ثاني توماس شول، مما يسمح لسفينة فلبينية بتسليم الإمدادات الغذائية بعد أسبوع دون أي أعمال عدائية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات خفر السواحل الصینی فی بحر جنوب الصین الصین والفلبین جنوب شرق آسیا المجال الجوی فی جنوب

إقرأ أيضاً:

انتشال جثث 6 مهاجرات قبالة سواحل تونس

تونس (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة «ملتقى الشارقة للسرد» يختتم نسخته الـ 20 في تونس انطلاق «ملتقى الشارقة للسرد» في تونس

انتشل خفر السواحل التونسيون جثثاً لـ 5 مهاجرات وطفلة قبالةَ السواحل الشرقية لتونس، على ما أفاد متحدث قضائي أمس.
وقال المتحدث الرسمي باسم محاكم المنستير والمهدية، فريد بن جحا، إن عملية الانتشال جرت أمس الأول، وشملت 5 نساء وطفلة يتراوح عمرها بين عامين وثلاثة أعوام، وذلك قبالة سواحل محافظة المنستير. 
وأضاف المتحدث القضائي قائلاً: «رجح الطبيب الشرعي أن الجثث غرقت قبل نحو أسبوع، وهي على الأغلب تعود لمهاجرات من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء».
وتم فتح بحث تحقيقي للوقوف على تفاصيل الحادث ومعرفة إن كان عملية هجرة أم اتجار بالبشر، وفق المصدر نفسه.
وقد أصبحت بعض الدول في شمال أفريقيا نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الساعين لعبور البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا، حيث تبعد أقرب السواحل الإيطالية نحو 150 كيلو متراً عن سواحل تونس.
وقد قضى وفُقد أكثر من 1300 مهاجر في عام 2023 في حوادث غرق قوارب قبالة الساحل التونسي، وفق إحصاءات تونسية رسمية. 
وفي الفترة بين مطلع العام الجاري وحتى منتصف مايو، غرق 103 قوارب هجرة، وذلك بحسب وزارة الداخلية التونسية. 

مقالات مشابهة

  • أولمبياد باريس.. إحباط 43 محاولة اختراق رقمية
  • كيكل يسجل اعترافات خطيرة .. اختراق قوات العمل الخاص وكشف قائمة قادة
  • اليابان تنشر مقاتلات بعد أول اختراق روسي منذ 5 سنوات
  • انتشال جثث 6 مهاجرات قبالة سواحل تونس
  • دولة الكويت تعرب عن تضامنها مع المملكة المغربية الشقيقة إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب البلاد
  • أمطار ورياح.. تفاصيل طقس الساعات المقبلة
  • الحر لسا مكمل.. الأرصاد الجوية تعلن موعد انكسار الموجة الحارة في مصر
  • إعصار بيبينكا قد يقترب من جنوب اليابان مطلع الأسبوع المقبل
  • هل تصل أي تأثيرات للمنخفض الجوي شرق المتوسط غداً على المملكة؟
  • الباندا ري ري وشين شين يتهيآن لمغادرة اليابان والعودة إلى الصين