فيما تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية، قتل ثلاثة أشخاص على الأقل فجر اليوم الثلاثاء في أوكرانيا، جراء قصف روسي جديد طال أراضيها، غداة ضربات واسعة النطاق نفّذتها موسكو تعدّ من الأكبر منذ بدء الحرب قبل عامين، فيما أكد سلاح الجو الأوكراني إسقاط 5 صواريخ و 60 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية.

وقتل شخصان في منطقة كريفي ريه وسط أوكرانيا، وفق ما أفاد المسؤول المحلي إيفغين سيتنيتشنكو عبر تلغرام في "هجوم" روسي لم يحدد طبيعته، بينما قتل شخص في هجوم بطائرة مسيّرة في منطقة زابوريجيا بجنوب البلاد، وفق ما أفاد الحاكم المحلي إيفان فيدروف.

وفي وقت مبكر الثلاثاء، أعلنت السلطات الأوكرانية حال التأهب الجوي في غالبية أنحاء البلاد، باستثناء كييف وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو.

وجاء ذلك مع رصد إقلاع قاذفات وطائرات مسيّرة روسية فجرا باتجاه أوكرانيا. وقالت القوات الجوية الأوكرانية في بيان نشرته قرابة الساعة الرابعة فجرا (01,00 ت غ) على تطبيق تلغرام إنّ "قاذفات من طراز Tu-95ms أقلعت من قاعدة إنجيلز الجوية (جنوب غرب روسيا).

يمكن للصواريخ أن تدخل المجال الجوي الأوكراني في غضون ساعتين تقريبا"، مشيرة إلى أنّ مسيّرات روسية أقلعت بدورها.

وأتى هذا التحذير غداة إطلاق روسيا مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ على أوكرانيا، مستهدفة خصوصاً منشآت الطاقة، في هجوم أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة نحو عشرين.

وألحق الهجوم أضرارا بشبكة الطاقة المتضررة أصلاً من جراء الحرب، واضطر السلطات الى جدولة انقطاعات في التيار الكهربائي في مناطق عدة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن موسكو استهدفت بلاده بما لا يقل عن "127 صاروخا و109 مسيّرات" مصممة في إيران، في ما اعتبره إحدى أكبر الهجمات الروسية ضد أوكرانيا منذ بدء الغزو في شباط/فبراير 2022.

"أكبر هجوم صاروخي" بدوره، أفاد قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليستشوك بأن أوكرانيا أسقطت 201 من أصل 236 جسما جويا أطلقتها روسيا، منددا بـ"أكبر هجوم صاروخي".

وأكد الرئيس الأوكراني وقوع "الكثير من الأضرار في قطاع الطاقة"، مؤكدا في تصريح عبر تلغرام أن إصلاحها جارٍ. وأعلنت شركة الكهرباء الوطنية "أوكرينرغو" عن انقطاعات طارئة في التيار لإعادة الاستقرار إلى النظام، ما أدى الى تعطيل حركة بعض القطارات.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها شنت "ضربة كبرى" ضد مطارات عسكرية ومنشآت للطاقة.

"هجوم شائن" وندّد الرئيس الأميركي جو بايدن بما أسماه هجوم روسي "شائن"، وقال في بيان "أدين، بأشدّ العبارات الممكنة، استمرار روسيا في حربها ضد أوكرانيا وجهودها لإغراق الشعب الأوكراني في الظلمة"، مشددا على أن روسيا "لن تنجح أبدا في أوكرانيا، وروح الشعب الأوكراني لن تنكسر أبدا".

وتواصل بايدن هاتفيا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي زار أوكرانيا الأسبوع الماضي، بحسب ما أعلنت واشنطن ونيودلهي.

وجدد مودي الذي تربطه علاقات جيدة بروسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، رغبته في إحلال "السلام والاستقرار" بين موسكو وكييف، وفق الخارجية الهندية.

ونقل البيت الأبيض عن بايدن إشادته بـ"رسالة السلام والدعم الانساني المستمر" لأوكرانيا التي حملها مودي.

ودان حلفاء غربيون لكييف الهجوم، اذ اعتبرت لندن الضربات "جبانة"، بينما اتهمت برلين روسيا "بمحاولة تدمير الإمدادات" الكهربائية لأوكرانيا. وتتقدم الولايات المتحدة الدول الغربية الداعمة عسكريا لأوكرانيا.

وجدد زيلينسكي في أعقاب الهجوم الطلب من حلفائه إجازة استخدام الأسلحة البعيدة المدى التي زوّدوا جيشه بها، لاستهداف عمق الأراضي الروسية. وتتيح الدول الغربية لأوكرانيا استخدام هذه الأسلحة لاستهداف مناطق حدودية حصرا. وأتى القصف الروسي الإثنين في وقت تمضي أوكرانيا قدما في الهجوم البري الذي بدأته قبل نحو ثلاثة أسابيع في منطقة كورسك الروسية الحدودية، في عملية غير مسبوقة منذ بدء الحرب.

اعتياد صفارات الإنذار ولجأ العديد من سكان كييف الإثنين للاحتماء في محطات مترو الأنفاق، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس.

وقالت سفيتلانا كرافتشنكو (51 عاما) في إحدى المحطات وسط العاصمة الأوكرانية "لم يكن أحد يعتقد أن روسيا التي كانت ذات يوم بلدا شقيقا لنا، ستسبب لنا هذا القدر من الحزن".

وبات صوت صفارات الانذار معتادا في أوكرانيا منذ الحرب، ويعود الهجوم الدامي الأخير على العاصمة الى الثامن من تموز/يوليو، حين قتل زهاء 40 شخصا في ضربة طالت مركزا طبيا للأطفال.

ومنذ بدأت الحرب، تشنّ روسيا هجمات واسعة النطاق ومتكررة بما في ذلك ضد منشآت الطاقة الأوكرانية. أسفرت الهجمات الاثنين عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من عشرين بجروح في أنحاء البلاد، بحسب مسؤولين. وقتل اثنان في ضربات لاحقة، وفق السلطات.

في غضون ذلك، تواصل القوات الروسية تقدمها في مناطق شرق أوكرانيا. وعلى الجانب الآخر من الحدود، قضى شخص وأصيب ستة آخرون في حريق اندلع في مصفاة للنفط في أومسك في سيبيريا، وفق ما أعلن عبر تلغرام الحاكم الإقليمي فيتالي خوتسينكو.

ولم تعلن السلطات أسباب الحريق في المصفاة التي تبعد 2300 كلم عن الحدود مع أوكرانيا. وأعلنت كييف مرارا استهداف منشآت للطاقة داخل الأراضي الروسية، مؤكدة أن ذلك يأتي ردا على هجمات موسكو

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

بوتين يهنئ ترمب ويعلن استعداد موسكو للحوار حول الأزمة الأوكرانية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترمب على توليه منصبه، مشيرًا إلى أن موسكو منفتحة على الحوار مع الإدارة الأمريكية بشأن الأزمة الأوكرانية. 

وفي تصريح له اليوم، أكد بوتين أن روسيا تفترض أن أي حوار مع الولايات المتحدة يجب أن يتم على أساس المساواة والاحترام المتبادل، مع ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للأزمة في أوكرانيا.

وأضاف بوتين أن روسيا ترحب بتصريحات ترمب التي تؤكد ضرورة تجنب نشوب حرب عالمية ثالثة، معتبرًا أن هذا الموقف يتماشى مع مصالح السلام والاستقرار الدوليين.

 وفيما يتعلق بالحلول المقترحة للأزمة الأوكرانية، أشار بوتين إلى أن الهدف النهائي يجب أن يكون تحقيق سلام طويل الأمد وليس مجرد هدنة قصيرة.

وأعرب بوتين عن أمله في أن تسهم إدارة ترمب الجديدة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بما يساهم في معالجة القضايا المشتركة، بما فيها الأزمة في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • ترامب يلوح بعقوبات على روسيا بشأن أوكرانيا
  • ترامب يلوح بعقوبات على روسيا إذا رفضت التفاوض بشأن أوكرانيا
  • موسكو: هجوم جوي على مقاطعة روستوف الروسية وإسقاط 9 مسيرات
  • ترامب يوجه انتقادات غير معتادة لبوتين: يدمر روسيا بعدم إبرام صفقة بشأن أوكرانيا
  • الدفاع الروسية تستعرض خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 ساعة
  • ترامب يتعهد بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية في أقرب وقت ممكن
  • ترامب: بوتين يدمر روسيا برفضه إنهاء الحرب مع أوكرانيا
  • مستشار ترامب يكشف ورقة ضغط أمريكا لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • بوتين يهنئ ترمب ويعلن استعداد موسكو للحوار حول الأزمة الأوكرانية
  • أوكرانيا تعلن إسقاط عشرات المسيرات الروسية.. ونائب ترامب يعرض خطة لنهاية الحرب