شارك د. محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بمجمع البحوث الإسلامية في فعاليات الندوة التوعوية التي نظمها جناح مجمع البحوث الإسلامية بمعرض ساقية الصاوي للكتاب في دورته الحالية؛ حيث تناول اللقاء الحديث عن عبادة «الأمل والتفاؤل».

قال الأمين المساعد للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية إن الإنسان يحتاج في حياته إلى حسن الظن بالله عزو جل والذي يتمثل في اليقين والثقة في الله تبارك وتعالى، وأن مع العسر يسرًا، وأن قدر الله عز وجل كله خير، مضيفا أنه يوجد لدى البعض إحساس دائم بالتشاؤم والخوف والقلق والاضطراب في أمور الدين والدنيا، مع أن هذا الأمر مخالف لقول الله عز وجل {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ}، فالإنسان دائما بحاجة إلى التوازن ليختار مساره في حياته.

 

حسن الظن بالله عزو جل

 

أوضح الهواري أن السعادة الحقيقة هي أن يكون الإنسان عنده حسن الظن بالله عزو جل، كما قال ابن مسعود رضي الله عنه "والذي لا إله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئًا خيرًا من حسن الظن بالله تعالى"، مشيرا إلى قول النبي صلى الله عليه : «من أصابته فَاقَة فأنْزَلها بالناس لم تُسَدَّ فَاقَتُهُ، ومن أنْزَلها بالله، فَيُوشِكُ الله له بِرزق عاجل أو آجل»، والإنسان يعيش في دنيا فيها كبد ومشقة وتعب وفتن، ولو أن الإنسان كلما نزلت به محنة أو مشكلة فقد الأمل لكانت الحياة مرة وصعبة، والقرآن الكريم يربينا على الأمل، ويذكر لنا قصص الأنبياء في حال الشدائد الذين امتلأت قلوبهم ثقة بالله، وأملا ورجاء وحسن ظن وثقة، فهذا سيدنا موسى عليه السلام يقول له قومه: {إنا لمدركون» فيقول بلسان وقلب الواثق والذي يرجو الخير من الله : « كلا إن معي ربي سيهدين»، وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يقول للصديق يوم جاء أعداؤه إلى الغار في الهجرة: {لا تحزن إن الله معنا} [سورة التوبة]، وقال: «ياأبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما»؟


وأشار إلى أن من اروع أمثلة التطبيق العلمي لهذه العبادة في تاريخ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ يقول عبدالله بن الزبير: "لما وقف الزبير يوم الجمل دعاني فقمت إلى جنبه، فقال: يا بني، إنه لا يقتل اليوم إلا ظالم أو مظلوم، وإني لا أراني إلا سأقتل اليوم مظلومًا، وإن من أكبر همي لَدَيْني، أفترى يُبقي دَيْنُنا من مالنا شيئًا؟... قال عبدالله: فجعل يوصيني بدَيْنه، ويقول: يا بني، إن عجزتَ عنه في شيء، فاستعن عليه مولاي، قال: فوالله ما دريتُ ما أراد حتى قلت: يا أبَةِ، من مولاك؟ قال: الله، قال: فوالله ما وقعت في كربة من دينه، إلا قلت: يا مولى الزبير اقضِ عنه دينه، فيقضيه"، وهنا يوقن المسلم دائما بسعة رحمة الله، وأنه يقبل التوبة عن عباده وأنه يعفو عن السيئات، وفي الحديث القدسي، قال ﷺ: (أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا، فَعَلِمَ أنَّ له رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ، وَيَأْخُذُ بالذَّنْبِ، اعْمَلْ ما شِئْتَ فقَدْ غَفَرْتُ لَكَ) أخرجه مسلم، وحتى في اخر انفاس الحياة ووقت الشدة ترى عبادة الأمل واضحة لدى البعض فهذا أعرابي يقول له الطبيب: إنك ستموت. فقال: ثم إلى أين سأذهب؟ قال إلى الله. فقال: ما كراهتي أن أذهب إلى من لا أرى الخير إلا منه؟.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البحوث الإسلامية الشريعة التوازن ساقية الصاوي حسن الظن بالله

إقرأ أيضاً:

“الشؤون الإسلامية” ترسي مشاريع صيانة ونظافة وتشغيل لـ 177 مسجداً وجامعاً بالجوف

سكاكا : البلاد

 أرست وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، عقود مجموعة من المشروعات الخاصة بصيانة ونظافة وتشغيل عدد من المساجد والجوامع في منطقة الجوف، شملت (102) مسجد وجامع في محافظة دومة الجندل، و”75″ مسجداً وجامعاً في محافظة صوير، بقيمة إجمالية بلغت (11.625.245.20) مليون ريال، وذلك وفق العقود وكراسة الشروط والمواصفات الجديدة التي أعدتها الوزارة.

 وتأتي هذه المشروعات في إطار ما توليه القيادة الرشيدة ــ حفظها الله ــ من دعم سخي لبيوت الله والعناية بها عمارة وصيانة ونظافة، ومتابعة احتياجاتها والمحافظة على ممتلكاتها، تحقيقاً لرسالة الوزارة وأهدافها العامة.

مقالات مشابهة

  • الصادق الأمين.. ما أحوجنا إليه
  • خطيب الجمعة بالأزهر: المولد النبوي رمز العزة والكرامة الإسلامية
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • “الشؤون الإسلامية” ترسي مشاريع صيانة ونظافة وتشغيل لـ 177 مسجداً وجامعاً بالجوف
  • أيقونة الفن المصري المعاصر.. حلمي التوني شخصية الأسبوع في «كل الزوايا»
  • فضائل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • مفتي الجمهورية: الاحتفال بذِكرى المَولد النبوي يمدُّنا بمزيد من الأمل والنور
  • مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إشراقة الأمل في تاريخ الإنسانية
  • «إسلامية الشارقة» و«الشؤون الإسلامية» تناقشان الارتقاء بالخدمات
  • المولد النبوي: إحياء ذكرى ميلاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأثره على الأمة الإسلامية