أمران لم يعلنهما نصرالله في خطابه
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
توقف خبراءٌ عسكريّون عند امرين اساسيين لم يتطرق اليهما أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الاحد
وهُما:
- عدم الحديث نهائياً عن الرّد الإيراني والانتقام لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية.
- عدم التطرّق إلى الزورق الإسرائيليّ الذي قيل إنه تمّ قصفه أمس خلال الرّد.
بالنسبة للنقطة الأولى، يقولُ خبراء لـ"لبنان24" إنَّ عدم تطرّق أمين عام "الحزب" لمسألة الانتقام لاغتيال هنية، يشير إلى أن "حزب الله" غير معنيّ بهذا الأمر تماماً، وبالتالي جرى تثبيت نوع من الإستقلالية للرد على اغتيال شكر.
أما بالنسبة للنقطة الثانية المرتبطة بالزورق، فيقولُ الخبراء إن نصرالله لم يتحدث عنه باعتبار أنه قد لا تكون هناك معلومات كافية حتى الآن عن نتائج الضربات التي نفذها الحزب، وهو الأمر الذي ألمحَ إليه نصرالله في خطابه .
ووفقاً للخبراء، فإنَّ الرّد الذي أقدم عليه "حزب الله" يطرح الكثير من التوازنات الجديدة على الساحة الميدانية، ويفرض أمراً أساسياً وهو أن الحزب قد يذهب بعيداً نحو أي ردود أخرى من نوعٍ جديد مختلف عمّا حصل فجر الأحد.
الى دلك، توقّع مرجع عسكريّ أنّ تزيد الضربات الإسرائيليّة على مناطق البقاع، وخصوصاً بعدما أعلن نصرالله أنّ "المُقاومة" نفّذت لأوّل مرّة هجوماً جويّاً من هناك، يوم الأحد الماضي، ردّاً على اغتيال فؤاد شكر.
وأشار المرجع العسكريّ إلى أنّ إسرائيل وضعت البقاع ضمن "قواعد الإشتباك"، وهي ستعمد إلى تحديد المزيد من المواقع ومخازن الأسلحة التابعة لـ"حزب الله" لاستهدافها.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: المنهج الذي بيننا وبين الخلق مبني على العفو والصفح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك منهجا ينبغي أن نتبعه في علاقتنا مع الخلق، هذا المنهج مبني على العفو والصفح. قال الله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، وقال سبحانه: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التاوصل الإجتماعي فيسبوك، إنه أمرٌ في غاية الصعوبة، يحتاج إلى صبرٍ وتجرُّع مرارة. كيف تعفو عمن آذاك؟ وكيف تتجاوز عن مَن اعتدى عليك؟ وكيف تغفر لمن شتمك أو سبَّك بلا مبرر؟ وكيف يكون ذلك إذا كنت على الحق، وهو على الباطل؟.
روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي ﷺ: "هل أتى عليك يومٌ كان أشدَّ من يوم أحد؟ فقال ﷺ : " لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام ، فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردُّوا عليك ، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمر بما شئت فيهم. فناداني ملك الجبال ، وسلم عليّ. ثم قال : يا محمد ، إن الله قد سمع قول قومك لك ، وأنا ملك الجبال ، وقد بعثني ربك إليك لتامرني بأمرك ، إن شئت أطبق عليهم الأخشبين (جبلَي مكة). فقال النبي ﷺ: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء الطفيل بن عمرو إلى النبي ﷺ فقال: إن دوسًا قد هلكت؛ عصت وأبت، فادعُ الله عليهم. فقال ﷺ: اللهم اهدِ دوسًا وائتِ بهم."
وعن جابر رضي الله عنه قال: "قالوا: يا رسول الله، أحرقتنا نبال ثقيف، فادعُ الله عليهم. فقال ﷺ: اللهم اهدِ ثقيفًا."
مما سبق يتضح لنا أن الإسلام يدعو إلى خلق العفو والصفح، وليس إلى الانتقام أو حب إنزال العقاب بالآخرين. فقد كان النبي ﷺ رحمةً للعالمين، يدعو لهم بالهداية. والدعاء لمن ظلمك مقامٌ عالٍ وخلقٌ رفيع، لأنه يتجاوز حدود العفو والسماح إلى الرغبة في الخير لهم ولكل الناس.
هذه هي أخلاق النبي الكريم ﷺ، وهذا هو المنهج الذي ينبغي أن نسير عليه في تعاملنا مع الناس. وإن كان ذلك عظيمًا وشاقًا، فإنه واجب، لأنه يضعنا في نزاع مع أنفسنا. ومع ذلك، فإن الأمر لله ولرسوله، وكلام الله ورسوله أمانة في أعناقنا.
فاجعلوا العلاقة التي بينكم وبين الخلق مبناها الصفح، والعفو، والمغفرة، والرحمة؛ لأننا نحب أن يعفو الله عنا، ويغفر لنا، ويوفقنا، ويجعلنا في محل نظره سبحانه وتعالى.