أعلنت شركة جلوبال فارما، الرائدة في صناعة الأدوية في دولة الإمارات، والمملوكة بالكامل لشركة دبي للاستثمار، عن تحقيق إنجاز جديد واستثنائي تمثل في الاستحواذ على حصة سوقية بلغت 1.8% في سوق الدواء السعودي المتميز بمستوى عال من التنافسية. وشهد شهر مايو 2024، ارتفاعاً ملحوظاً في مبيعات الشركة بنسبة 139.

5% على أساس سنوي، لتسجل 12.6 مليون دولار، مقابل 5.2 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2023

ويأتي هذا الإنجاز في إطار الرؤية الاستراتيجية لجلوبال فارما، والرامية لترسيخ حضورها في المملكة العربية السعودية وتوسيع حصتها السوقية في المشهد الاقتصادي للمملكة، والتي تعتبر إحدى أسرع أسواق الأدوية نمواً في منطقة الشرق الأوسط.
وحققت جلوبال فارما مبيعات بقيمة 33.2 مليون دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، مسجلة نمواً قدره 78.6%، بالإضافة إلى حصة سوقية بنسبة .81%، بينما حققت الشركة مبيعات بقيمة 70.3 مليون دولار، بنسبة نمو 44.7%، وذلك خلال الفترة الممتدة من يونيو 2023 وحتى مايو 2024.
وقال محمد سعيد الرقباني، مدير عام شركة دبي للاستثمار الصناعي وشركة مشاريع وعضو مجلس إدارة شركة جلوبال فارما: “يعد النجاح الذي حققته جلوبال فارما في السعودية أحد أهم المخرجات الإيجابية للمبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها الشركة، ودليلاً على التزامها بالتميز في مجال الرعاية الصحية والحرص على اكتساب ثقة المرضى. ويأتي استحواذنا على 1.8% من الحصة السوقية في هذا المشهد الديناميكي، ليدعم تركيزنا الثابت على توفير المنتجات المبتكرة وتوسيع الشراكات المستدامة، والتي تساهم بدورها في تعزيز النمو وضمان تحسين النتائج الصحية على النحو المطلوب في الشرق الأوسط. ويؤكد هذا الإنجاز تفانينا في ريادة قطاع حلول الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية والمنطقة. كما تعد الاستراتيجية فائقة الدقة للشركة من العناصر التي ساهمت في تمكينها من تحقيق هذا الإنجاز، وتتضمن هذه الاستراتيجية، التركيز على التعاون مع المستشفيات الكبرى وسلسلة الصيدليات الرائدة، والاستثمار في الشراكات الهادفة ومنها التعاون مع خدمة “وصفتي” الإلكترونية المخصصة لتوفير الأدوية في المملكة، بالإضافة إلى ضمان أعلى معايير الجودة. وقد أدى إطلاق المنتجات الجديدة والتخطيط لإطلاق المزيد منها مستقبلاً إلى تعزيز الثقة بخدمات الشركة لدى المتخصصين في مجال الرعاية الصحية، ما ساهم في تحسين نمو الشركة على نحو ملحوظ.”
ومن جهته، قال باسم البراهمة، المدير العام لشركة جلوبال فارما: “تتميز جلوبال فارما بتوفير منتجات رائدة تشهد إقبالاً كبيراً من قبل شرائح واسعة ومتنوعة من الأفراد، بالإضافة إلى تجاوزها توقعات العملاء والتفوق في المعايير التنظيمية المعتمدة في السوق لناحية الجودة. وتركز الشركة على توفير منتجاتها للبالغين من كلا الجنسين في السعودية، كما تهتم بتقديم الحلول المخصصة لمواجهة التحديات الصحية الأساسية مثل الأدوية المخصصة للعناية بصحة الرجال ومضادات العدوى وعقاقير ارتفاع ضغط الدم، وذلك لتلبية احتياجات الرعاية الصحية المتنوعة، مع الالتزام بتبني معايير استثنائية لناحية ضمان فعالية المنتج وسلامته. وحافظت جلوبال فارما على الجودة الفائقة لمنتجاتها عبر إطلاق جملة من المنتجات المبتكرة خلال العام الماضي. ومن المتوقع أن تعلن الشركة عن توفير المزيد من الأدوية في إطار مجموعة من العمليات الاستراتيجية، وذلك بهدف تعزيز مكانتها في السوق عبر توطين إجراءات الإنتاج لعناصر مختارة من محفظة المنتجات، وتسهيل الوصول إلى الأسواق، بالإضافة إلى الحد من المدة الزمنية اللازمة للتسجيل.”
ومن المقرر أن تتضمن الرؤية الاستراتيجية لشركة جلوبال فارما، العمل على تعزيز حضورها في السوق السعودية، مستفيدة من الشراكات الاستراتيجية وعمليات التصنيع المحلي لتلبية احتياجات القطاعين الحكومي والخاص في مجال الأدوية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مصر تتحمل ٩٠% من المساعدات لقطاع غزة

العبء الصحى على القاهرة يستمر 10 سنوات حتى مع توقف الحرب فى غزةالترصد المحلى القوى ينهى الخوف من جدرى القرود«التأمين الصحى الشامل» أكبر دليل على العدالة الصحية فى مصرقرار الحكومة بمعاملة السودانيين معاملة المصريين يستحق الإشادة

 

الدكتور نعمة سعيد عابد ممثل لمنظمة الصحة العالمية فى مصر فى 21 ديسمبر 2023. عين الدكتور عابد ممثلا لمكتب منظمة الصحة العالمية القطرى فى السودان فى أغسطس 2020 – نوفمبر 2023. وكان سابقا ممثلا بالنيابة لمنظمة الصحة العالمية فى المكتب القطرى لسوريا وقبل ذلك فى باكستان.

قاد الدكتور «عابد» برنامج استئصال شلل الأطفال فى باكستان لمدة 10 سنوات وعمل أيضا كقائد فريق برنامج استئصال شلل الأطفال فى المركز الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

قبل انضمامه إلى منظمة الصحة العالمية، شغل الدكتور عابد منصب المدير العام للصحة العامة والرعاية الصحية الأولية فى وطنه العراق.

الدكتور «عابد» حاصل على درجة علمية فى الطب والجراحة، كما أنه حاصل على دراسات عليا فى طب المجتمع مع التركيز على علم الأوبئة وعلم الاجتماع والبيئة والإحصاء الحيوى.

«الوفد».. التقت الدكتور نعمة عابد ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر فى أول حوار يجرى مع صحيفة مصرية.. وإلى نص الحوار:

- تأسست المنظمة قبل ٧٦ عاما وبالتحديد فى ١٩٤٨، وهى وكالة تعمل على ربط الدول ببعضها، وتتمثل مهمتها فى تعزيز الصحة والحفاظ على سلامة العالم وخدمة الضعفاء.

وتعمل المنظمة حاليا على تحقيق «غايات المليارات الثلاثة».. وهى ضمان حصول مليار شخص آخر على التغطية الصحية الشاملة، وحماية مليار شخص آخرين من حالات الطوارئ الصحية، وتوفير صحة ورفاهية أفضل لمليار شخص آخر.

وبالنسبة لجمهورية مصر العربية، فالقوى العاملة بمكتب مصر يبلغ عددها ٥٥ مختصا وخبيرا معظمهم فى مجالات الصحة العامة.

ولدينا عدة برامج للصحة العامة مثل الحوكمة ورقمنة القطاع الصحى. والعمل بمصر رغم ما به من تحديات كبيرة، لكنه سهل لوجود استراتيجية واضحة لوزارة الصحة المصرية حتى ٢٠٣٠.

ودورنا دعم الخطة الوطنية ورؤية الوزارة وكل الهيئات المتصلة بصحة المواطن، والرقابة الصحية والشباب والرياضة والمالية، مع الاستعانة بالمكتب الإقليمى وجهات عديدة متخصصة.

باختصار نعمل بشكل متوازن.. فالصحة ليست الخلو من المرض.. بل حالة تكامل جسدى واجتماعى وحتى تعليم.. وبيئة صالحة غذاء سليم.

لذلك نظمت ورش عديدة.. ومصر أول دولة تحقق الدلائل المنظمة لسلامة الغذاء، بشهادة خبراء جنيف وجهات عديدة.

- بدأنا تدريبا مكثفا شمل ٢٨ متدربا لمدة عام.. وجها لوجه مقسم لـ6 أشهر، بواقع دورة كل شهرين لتدريب الـ28 شخصا ونعلمهم كيفية الاستفادة من الموارد والتمويل مع أفضل خدمة.. مما يزيد من الفاعلية.. وهو أهم برامجنا فى مصر حاليا.

وكان المتدربون من معظم قطاعات الصحة.. والبرنامج من أهم أوجه دعم المنظمة لمصر.

ولدينا أيضا ملف الطوارئ والاستجابة لجميع الوافدين لمصر من السودان، ومصر تتكفل بـ٩٠٪ من المساعدات التى تقدم لأهالى غزة على وجه الخصوص والباقى من المنظمة وبعض الجهات... وأكبر دعم تقدمه الحكومة المصرية وتستحق الشكر على تحمل ما يقرب من ٦٠٠ ألف سودانى بخلاف اللاجئين الجدد رغم شح الموارد وظروف مصر.. وهناك أيضا ملف ومجال الطوارئ والواضح دور مصر فيه فى قطاع غزة.. رغم معاناة الشعب المصرى فيما يخص الأدوية والمستلزمات الطبية.. وهو عبء إضافى على الحكومة المصرية ولذلك المنظمة تعاونت مع هيئة الرعاية الصحية فى أسوان لسببين أولا لأنهم معتمدون.. ولأن الأسعار المقدمة للسودانى نفس الأسعار المقدمة للمصريين المشمولين بالتأمين الصحى الشامل.. لذلك دفعنا لألف و٢٠٠ مواطن سودانى و٣٠٠ جلسة غسيل كلوى وللأسف انقطع التمويل ثم عاود مرة أخرى منذ أسبوعين.

وبذلك المنظمة مركزة على حالات الطوارئ والأمراض المزمنة لضمان التمويل مع محدودية الموارد.. وبشكل عام الوضع الصحى منهار بغزة ولذلك نتمنى نجاح المفاوضات حتى يعود الدور الفعال لمعبر رفح.

حتى بعد وقف الحرب سيكون عبء غزة أكبر على مصر، مما يستلزم مساعدة مصر مع تزايد عدد السكان ويضاف إليهم الوافدون. من غزة وليبيا والسودان وسوريا وغيرهم وهو ما يستدعى ويوضح ملف الطوارئ وهى تشمل الأوبئة والأمراض والحروب.

- أهم الملفات هى ملف الصحة الواحدة، وملف تنظيم الأسرة، وكذلك الخطة القومية لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات والتى حققت فيها مصر نجاحاً ملموساً من خلال تفعيل منظومة ترصد وتقييم بالمستشفيات والمنشآت الطبية المختلفة.

ومصر تستحق الاشادة فى العديد من الملفات الصحية ومن أهمها حصول مصر على شهادة من منظمة الصحة العالمية بخلوها من فيروس «سى»، وأيضا المبادرات الرئاسية 100 مليون صحة.. وزارة الصحة والسكان تسير بخطى ثابتة، ولذلك دعونا إلى عقد لقاءات دورية بمعدل ربع سنوى، لتقييم ما تم إنجازه، والعمل على تطوير الاستراتيجيات المُحدثة وفقا لخريطة العمل الصحية.

- يوجد نظام صحى قوى فى مصر أسهم فى تمكينها من تقديم خدمات صحية للاجئين. ويتم التعاون بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية والهلال الأحمر المصرى منذ الأيام الأولى للأزمة. فوزارة الصحة المصرية حددت المستشفيات المعدة لاستقبال وعلاج المصابين والمرضى القادمين من غزة، مما يستلزم منا جميعا الإشادة بالكفاءات المصرية خاصة فى المجال الطبى.

فكان عبور 10 آلاف مريض على الأقل من غزة لتلقى العلاج فى مصر من إصابات الحروب والأمراض المزمنة.. لذلك نتمنى نجاح المفاوضات ويعود معبر رفح للعمل من جديد.

وفيما يخص الأزمة السودانية للأسف تكاد أن تكون منسية رغم أن السودان هو الآن أكبر بلد فى العالم بها نزوح داخلى يصل إلى 4٫6 مليون شخص، بالإضافة إلى 1.5 مليون سودانى تركوا وطنهم من بينهم عدد كبير من الطواقم الطبية.

وهنا يجب الإشادة بقرار الحكومة المصرية معاملة السودانيين نفس معاملة المصريين فى خدمات العلاج، مع أهمية مراعاة قضية الأمن الصحى فى التعامل مع مشكلة النزوح من السودان لأن بها أمراض الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، والمرض لا يعرف حدودا، لذا لابد من الاستعداد والاستثمار فى النظام الصحى.

- مصر وصلت إلى المستوى الذهبى فى محاربة مرض فيروس «سى». وفى أكتوبر الماضى تم تسليم المسئولين المصريين شهادة بالوصول إلى المستوى الذهبى، وهذا إنجاز عالمى، إذ إن مصر أول بلد فى العالم يصل للمستوى الذهبى فى القضاء على التهاب الكبد الوبائى بعد أن كان 13٪ من المصريين مصابين بهذا المرض، وتقل هذه النسبة الآن عن 0.5٪.

والوصول إلى المستوى الذهبى يتطلب أن تقوم الدولة بفحص 80٪ من المصابين وأن يتلقى 70٪ منهم العلاج، وقامت مصر بالكشف على 86٫7٪ من المصابين وعالجت أكثر من 94٪ منهم.

ومصر حصلت أيضا على شهادة دولية بالقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية وهو إنجاز غير مسبوق.. وقريبا سيزور فريق من المنظمة مصر لمراجعة برنامج مكافحة الملاريا.

وستحصل مصر أيضا على شهادة تتعلق بالقضاء على مرض الملاريا، كما سبق وحصلت على شهادة تتعلق بالقضاء على شلل الأطفال عام 2005، فمصر لديها برنامج رصد ليس فقط للمواطنين والأشخاص وإنما أيضا برنامج رصد بيئى، إذ يتم فى كل محافظة سحب عينات من الصرف الصحى للتحرى عن وجود الفيروسات على سبيل الوقاية من الانتشار بين الأفراد. ومع تزايد عدد اللاجئين إلى مصر من كافة الدول هل العالم مستوعب كم الدعم الذى تحتاجه مصر؟ فأغنى الدول انهارت مع عبء الأعداد المصابة بكوفيد ١٩.

- المنظمة لها دور كبير فى مواجهة تلك الأوبئة، وتعى جيدا أهمية الاستعداد لحدوث أوبئة بصفة عامة كأحد الدروس المستفادة من جائحة كورونا، وأهمية العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأدوية واللقاحات. وهنا تجب الإشارة إلى إمكانات مصر فى هذا الصدد واستخدام التقنيات الجديدة لإنتاج لقاحات وأدوية لأى أوبئة جديدة ليس فقط لسد احتياجات السوق المحلى وإنما أيضا للتصدير.

وفيما يخص جدرى القرود فحتى الآن مصر آمنة، والفضل لنظام الترصد المصرى ونظام المبادرات الصحية صاحبة الفضل فى التصدى لكل ما يستجد.. لذلك على الدول تبادل المعلومات حول جدرى القرود وغيره.. وتعزيز البيانات واعلاء أمن الطوارئ والبعد عن أى شائعات وحروب تجارية.. كما حدث مع لقاح «استرازينكا» وما قيل بأن كورونا مصنع، وكلها نظريات مؤامرات ومعلومات مضللة.

ويتناسى هؤلاء خضوع كافة المستجدات من أوبئة وأدوية ولقاحات وأمصال لأبحاث وخطوات من المنظمة ومن جهات عديدة. مستقلة كمراكز الأمراض الأوروبية والصينية والأمريكية. وعلى الجميع التفكير ماذا لو لم أكن ملقحا؟ فاللقاح يقلل الأعراض والمخاطر.. وهو ما يتعلق بعلم السلوك وهو ما يهمنا حاليا كمنظمة.

فاللقاح يمر بالمختبر ثم التجارب على الفئران ثم البشر بمجموعة اختبارات سريرية وصولا للاعتماد ثم الاستخدام فهناك دور للوعى الصحى.. مع دور تعزيز الصحة وهو قسم بالمنظمة.. للآن التركيز على أسباب المرض أكثر من المرض نفسه.. بمحددات اجتماعية واقتصادية تؤثر أكثر على الصحة مما يستلزم كيفية منع حدوث المرض مثل الأمراض المزمنة أكثر من الأمراض الانتقالية.. ففى مصر تصل نسبة الوفيات فى مصر إلى ٨٠٪ من الأمراض المزمنة وليست الأمراض الانتقالية.

- أساس عملنا وهو ما تجلى فى أزمة كورونا.. والآن مع جدرى القرود. فالبداية حسب الاحتياجات والإمكانيات للدول.. وفى مصر نموذج التأمين الصحى الشامل أكبر دليل على العدالة الصحية للمواطنين.

بالنسبة للمنظمة نعطى التكنولوجيا لمصر وأفريقيا مثلا لتصنيع اللقاحات.. وحاليا مع دول الإقليم المنظمة مثلا تعمل بثلاثة برامج وهى أولوية لتقليل المخدرات بمختلف أنواعها فى الدول العربية على وجه الخصوص. فالمنظمة مع العلاج هناك توعية.. والمشروع الثالث تطوير المتاح بالدول مثل الدلائل الإرشادية بتوجه الدولة وحسب موارد المنظمة.

وهناك بمصر حاليا يتم دعم هيئة الدواء المصرية.. ومصر حصلت على مرحلة النضوج الثالث للقاحات وبالنسبة للأدوية لاتزال فى المرتبة أو المرحلة الثانية ونهاية سبتمبر سيرسل فريق لتقييم الأدوية المباعة من هيئة الدواء على المرتبة الثالثة وسيتم فتح الأسواق التقديرية لمصر أكثر وهنا تكمن أهمية وجود هيئة رقابة مستقلة مردوده صحى واقتصادية.. ونحن مع مصر فى هذا المشروع.

- حددنا العام القادم وفقا لأولويات وزارة الصحة المصرية.. وجميعها مشتقة من استراتيجية وزارة الصحة ٢٠٢٥ إلى ٢٠٣٠.. وتكمن فى ماذا تريد الوزارة من منظمة الصحة ثم من اليونيسيف ثم «كيو إن ايه»؟ كل هذه الأولويات مرتبطة أيضا بموارد متاحة للمنظمات... ونحن كممثلين عالميين ركزنا على الأوبئة والأمراض المزمنة لأولويات وزارة الصحة والسكان المصرية.

وهذا جزء من توجه الحكومة المصرية ونحن كمنظمة لدينا خبراء ومختصين لوضع الإطار الاستراتيجى من خلال ورش عملية لإعادة صياغة الإطار الاستراتيجى لرقمنة القطاع الصحى وسيكون كاملًا قبل انطلاق نسخة مؤتمر السكان فى أكتوبر المقبل.

- كنت فى سوهاج لمتابعة هذا الموضوع.. فلا خوف.. ومصر لديها نظام ترصد عالٍ.. ومصر دون غيرها من الدول لديها مواقع رصد فى جميع محافظاتها لجمع وتحليل الصرف الصحى.

ورغم اللاجئين فمصر خالية من شلل الأطفال وهى بحملاتها ومبادراتها الصحية حائط صد، ولا يمكن أن نقول إن أى مرض لن يدخل وإنما المعيار هو قوة نظام الترصد المصرى، ويجب أن نذكر إنجاز مصر العالمى فى القضاء على فيروس «سى».. وسارت مصر مثلا يحتذى به.. إنجاز وراءه رؤية إرادة سياسية وتمويل محلى فى الأساس وقدرات بشرية ومحلية وإصرار وعزيمة.. فكانت مصر أول دولة فى العالم فى القضاء على فيروس «سى» وبدواء محلى.. إنجاز نفتخر به كعرب..

- خلال ٦ شهور من تواجدى بمصر لمست العمل الكبير والرؤية الواضحة لوزارة الصحة والسكان.. ولكن المشكلة الحقيقية.. أن الطريق الصحيح يحتاج وقتا طويلًا وتمويلًا عاليًا.. والمواطنون غير مدرجين ذلك.

مطلوب وضع مصر على الطريق الصحيح والخدمة الصحية مكلفة جدا لمواطنيها ولضيوفها.. لذلك مطلوب الاهتمام باقتصاديات الصحة.. والوصول لكفاءة الاستثمار الصحى.. وبناء الإنسان.. صحيا وتعليميا واجتماعيا.

وأنا فى العريش تحدثت مع أمهات الفلسطينيين كان مطلبهم التعليم لأبنائهم.. ومن جهتنا كمنظمة نحن على أهبة الاستعداد لحدوث أوبئة بصفة عامة كأحد الدروس المستفادة من جائحة كورونا وأهمية العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأدوية واللقاحات، وإمكانات مصر هائلة فى هذا الصدد واستخدام التقنيات الجديدة لإنتاج لقاحات لأى أوبئة جديدة.

ومنظمة الصحة تقود حاليا مفاوضات بين الدول للتوصل إلى اتفاق يتيح تحقيق التعاون بين الدول، لمواجهة الأوبئة وتحقيق سرعة العدالة فى توزيع اللقاحات بين الدول الغنية والفقيرة.

وفيما يتعلق بمساعدة المرضى فى غزة والسودان بسبب ما يواجهونه من حروب، فإن وجود نظام صحى قوى فى مصر أسهم فى تمكينها من تقديم خدمات صحية للاجئين بها، منوها بالتعاون بين منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية والهلال الأحمر المصرى منذ الأيام الأولى للأزمة.

ووزارة الصحة المصرية حددت المستشفيات المعدة لاستقبال وعلاج المصابين والمرضى القادمين من غزة، مشيدا بالكفاءات المصرية خاصة فى مجال الطب، متوقعا عبور 10 آلاف مريض على الأقل من غزة لتلقى العلاج فى مصر من إصابات الحروب والأمراض المزمنة.

والأزمة السودانية تكاد أن تكوم منسية رغم أن السودان هى الآن أكبر بلد فى العالم بها نزوح داخلى يصل إلى 6.4 مليون شخص، بالإضافة إلى 1.5 مليون سودانى تركوا وطنهم من بينهم عدد كبير من الطواقم الطبية.

وقد أحسنت الحكومة المصرية بمعاملة السودانيين نفس معاملة المصريين فى خدمات العلاج، مع أهمية مراعاة قضية الأمن الصحى فى التعامل مع مشكلة النزوح من السودان لأن بها أمراض الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، والمرض لا يعرف حدودا، لذا لابد من الاستعداد والاستثمار فى النظام الصحى.

ومصر وصلت إلى المستوى الذهبى فى محاربة مرض فيروس «سى»، ففى أكتوبر الماضى تم تسليم المسئولين المصريين شهادة بالوصول إلى المستوى الذهبى، وهذا الإنجاز عالمى أن مصر أول بلد فى العالم يصل للمستوى الذهبى فى القضاء على التهاب الكبد الوبائى بعد أن كان 13٪، من المصريين مصابين بهذا المرض، وتقل هذه النسبة الآن عن 505٪.

والوصول إلى المستوى الذهبى يتطلب أن تقوم الدولة بفحص 80٪ من المصابين وأن يتلقى 70٪ العلاج، وقامت مصر بالكشف على 7ر86٪ من المصابين وقامت بعلاج أكثر من 94٪ من المصابين.

وحصلت مصر أيضا على شهادة دولية بالقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية وهو إنجاز غير مسبوق.. وسيزور فريق من المنظمة مصر قريبا لمراجعة برنامج مصر لمكافحة الملاريا.

ومصر ستحصل أيضا على شهادة تتعلق بالقضاء على مرض الملاريا، وسبق وحصلت مصر على شهادة تتعلق بالقضاء على شلل الأطفال عام 2005، فمصر لديها برنامج رصد ليس فقط للمواطنين والأشخاص وإنما هو أيضا برنامج رصد بيئى حيث يتم فى كل محافظة سحب عينات من الصرف الصحى للتحرى عن وجود الفيروسات على سبيل الوقاية من الانتشار بين الأفراد.. لذلك مصر عرضة أكثر من غيرها للأمراض الوافدة نظرا لموقعها الجغرافى ولاستقبالها للجميع.

ونظام الترصد القوى لديها هو ما يجعلها صامدة ونظامها قادر على التعامل مع أى طارئ وتلك هى إيجابية النظام الصحى بمصر.. ولذلك فى كتاب المنظمة لعام ٢٠٢٤ حررنا بابا كاملا عن إنجازات مصر الصحية وبالأخص معجزة القضاء على فيروس «سى».

- خبراء المنظمة المختصون بهذا الملف يؤكدون ارتفاع جودة ومستوى الخدمة، كما أن التأمين الشامل لجميع الفئات مقارنة بالتأمين الصحى القديم.. فضمان التمويل أهم التحديات.. وهو ما يضمن التأمين الشامل الصحى والبحث عن موارد جديدة للتمويل وخاصة فيما يتعلق بالأمراض المزمنة.. ومن ثم الاهتمام بعوامل الخطورة أكثر من المرض نفسه.. فمعظم الأمراض سلوكيات فى النهاية أؤكد أن محافظات التأمين الصحى الشامل.. تتميز بمستوى عال جدا من الرعاية الصحية وهذا طبيعى مع تواجد ٣ مسئوليات مختلفة. ونفصل مقدم الخدمة عن ممولها عن مراقبة.. ممثلين فى هيئات ثلاثة والرعاية الصحية والمالية والاعتماد والرقابة الصحية.

فى النهاية.. أكد الدكتور نعمة عابد ممثل منظمة الصحة العالمية بمصر.. على قوة النظام الصحى المصرى وقدرته على مواجهة أى أمراض واحدة.. كذلك مصر على المسار الصحى السليم وتحتاج لسنوات للقضاء نهائيا على تحديات الداخل والخارج بملف الصحة.. وملف التنمية البشرية وضمه لوزير الصحة والسكان من أفضل القرارات التى اتخذت مؤخرا.

فبناء الإنسان من تعليم وصحة ومعيشة هو قرار استراتيجى.

 

مقالات مشابهة

  • السعودية.. السجن 10 أعوام وغرامة مليون ريال لمدير الأمن العام السابق بسبب الفساد
  • السعودية.. السجن 10 سنوات وغرامة مليون ريال لمسؤول أمني سابق
  • يمنى البحار تبحث التعاون مع الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للبحر الأحمر والمدير التنفيذي للشراكات الاستراتيجية بالسياحة الساحلية
  • قيمة أزنو السوقية تتضاعف بعد أدائه اللافت مع المنتخب الوطني
  • بقيمة 22 مليون و906 ألف دولار.. واردات مصر من السيارات تسجل تراجعا خلال يونيو 2024
  • هيئة الدواء تشارك في حفل توزيع جوائز فارما
  • مصر تتحمل ٩٠% من المساعدات لقطاع غزة
  • أكثر من 481 مليون ريال القيمة السوقية لهجن ختام مهرجان ولي العهد
  • عبور 2.8 مليون مسافر و 662 ألف سيارة عبر موانئ المملكة
  • التدريس بالحصة مقابل 50 جنيها.. التفاصيل الكاملة للتعاقد مع المعلمين