كشفت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، الاثنين، أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستمول لأول مرة اقتحامات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، وسط استمرار التنديد بتلويح بن غفير ببناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى.

وقالت الهيئة في تقرير لها، إنه ولأول مرة، ومن خلال وزارة التراث، ستقوم الدولة بتمويل جولات إرشادية في جبل الهيكل (الحرم القدسي الشريف).

وأضافت سيتم تخصيص مليوني شيكل (نحو 545 ألف دولار) للمشروع من ميزانية مكتب وزير التراث عميحاي إلياهو، ومن المتوقع أن تبدأ الجولات الإرشادية للمستوطنين في الأسابيع المقبلة.

وقالت الهيئة إن وزارة التراث تواصلت مع مكتب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، للحصول على موافقة الشرطة على إقامة جولات المستوطنين بالحرم القدسي.

من جانبها، قالت وزارة التراث الإسرائيلية -تعليقا على تقرير الهيئة- إنها تعتزم إطلاق جولات إرشادية في جبل الهيكل، التي ستسمح لأول مرة لآلاف اليهود ومئات الآلاف من السياح الذين يصعدون (يقتحمون) إلى الجبل كل عام، بالاطلاع على التراث اليهودي للجبل على حد زعمها.

وبدورها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن الزيارات ستتم كجزء من الزيارات المنتظمة لما تصفها بمنطقة جبل الهيكل، وفقا لقواعد الزيارة المعمول بها.

كنيس يهودي بالأقصى

ويوم أمس الاثنين، قال بن غفير -في تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلي- إنه ينوي إقامة كنيس يهودي فيما سماه جبل الهيكل، وهم الاسم الذي يطلقه اليهود على المسجد الأقصى.

وقد قوبلت تصريحات بن غفير باستنكار وتنديد من الرئاسة الفلسطينية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

فقد قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة -في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)- إن الشعب الفلسطيني لن يقبل المساس بالمسجد الأقصى المبارك، وهو خط أحمر لا يمكن السماح بالمساس به إطلاقا.

وحذّر من أن هذه الدعوات المرفوضة والمدانة للمساس بالمسجد هي محاولات لجرّ المنطقة إلى حرب دينية ستحرق الجميع، مؤكدا أن مساحة الحرم الشريف البالغة 144 دونما هي ملك للمسلمين.

كذلك حذّرت وزارة الخارجية الفلسطينية -في بيان- من مخاطر دعوات بن غفير تلك وعدّتها "دعوة علنية وصريحة لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه".

بدورها، قالت حركة حماس -في بيان- إن تأكيد المتطرف بن غفير عزمه بناء كنيس في الأقصى إعلان خطير يعكس طبيعة نيات حكومة الاحتلال تجاه الأقصى.

وأضافت الحركة أن "جرائم الاحتلال الفاشي هي سياسة تصب الزيت على النار ولن تجد من شعبنا إلا المقاومة لحماية المقدسات"، في حين قال الشيخ عكرمة صبري إمام وخطيب المسجد الأقصى -للجزيرة- إنه لا حجة لبن غفير فيما يدعيه من حق لليهود في الأقصى.

نتائج عكسية

وفي السياق، قالت الأمم المتحدة إن تصريحات بن غفير بشأن بناء كنيس يهودي بالمسجد الأقصى تأتي بنتائج عكسية.

وأفاد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، خلال المؤتمر الصحفي اليومي، أمس الاثنين، بأن مثل هذه التصريحات تأتي على أقل تقدير بنتائج عكسية للغاية.

وأشار دوجاريك، إلى أن تصريحات الوزير الإسرائيلي تخاطر بتفاقم الوضع الحرج بالفعل.

وأضاف: "هناك وضع قائم أو اتفاق بين الطرفين بشأن الأماكن المقدسة في القدس.. يجب على الجميع احترامه".

تنديد قطري

ومن جهتها، قالت قطر -في بيان لوزارة خارجيتها- إنها تدين بشدة تصريحات بن غفير الداعية لإقامة كنيس بالمسجد الأقصى وتعتبرها "امتدادا لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى، واستفزازا لمشاعر المسلمين في العالم".

بيان| قطر تدين بشدة دعوة وزير إسرائيلي إلى إقامة كنيس داخل المسجد الأقصى#الخارجية_القطرية pic.twitter.com/LLIhBe1NtB

— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) August 26, 2024

وحذرت الخارجية القطرية من مغبة تأثير هذه التصريحات المستفزة على الجهود الجارية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وشدّدت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لردع الاحتلال، وتحمّل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية تجاه القدس ومقدساتها.

وتعتبر هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها بن غفير، زعيم حزب العظمة اليهودية اليميني المتطرف، عن إقامة كنيس داخل المسجد الأقصى، بعد أن دعا مرات عديدة في الأشهر الماضية إلى السماح لليهود بالصلاة في المسجد إلى جانب تزعّمه اقتحامات عدة للأقصى.

وتزامنت تصريحات بن غفير الجديدة مع إقدام مزيد من المستوطنين على اقتحام الأقصى، بحماية من الشرطة الإسرائيلية التي تخضع فعليا لصلاحياته.

ومنذ توليه منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2022 اقتحم بن غفير الأقصى مرارا، رغم انتقادات إسلامية وعربية ودولية، إلى جانب تكثيف الاحتلال إجراءاته لتهويد مدينة القدس الشرقية المحتلة، بما فيها المسجد الأقصى، وطمس هويتها العربية والإسلامية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تصریحات بن غفیر المسجد الأقصى کنیس یهودی جبل الهیکل إقامة کنیس

إقرأ أيضاً:

خطيب المسجد الأقصى: اقتحامات “عيد الفصح” تحدٍ صارخ للوضع القائم وسابقة خطيرة

يمانيون../ اعتبر خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، ما شهده المسجد المبارك خلال أيام عيد الفصح “العبري” من اقتحامات غير مسبوقة بدعم وغطاء مباشر من الحكومة الإسرائيلية، تحديًا صارخًا للوضع القائم وسابقة خطيرة.

وقال الشيخ “صبري” لوكالة سند للأنباء، اليوم الخميس، أن هذه الانتهاكات تمثل سعيًا واضحًا من سلطات العدو لفرض سيطرة وهمية على المسجد الأقصى، ومحاولة إيهام العالم أن السيادة فيه للإسرائيليين، وهو أمر مرفوض تمامًا من قبل الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية.

وأشار إلى أن هذه الإجراءات جاءت بالتزامن مع منع آلاف المسلمين من دخول المسجد الأقصى، ما يعدّ انتهاكًا صارخًا للحقوق الدينية والإنسانية، ويهدف إلى سحب صلاحيات دائرة الأوقاف الإسلامية، في إطار خطة تصعيدية تهدف إلى تهويد المسجد المبارك.

ويشهد المسجد الأقصى، منذ أيام اقتحامات واسعة وغير مسبوقة احتفالًا بما يُعرف “عيد الفصح”، بمشاركة حاخامات متطرفة، ومسؤولين حكوميين، بحماية كاملة من شرطة العدو التي تفرض قيودًا مشددة على المصلين المسلمين.

يُشار أن يوم الخميس هو آخر أيام عيد الفصح الذي سجل هذا العام عددًا غير مسبوق من المقتحمين للمسجد الأقصى.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد الأقصى: اقتحامات “عيد الفصح” تحدٍ صارخ للوضع القائم وسابقة خطيرة
  • في عيد الفصح اليهودي.. استباحة كاملة للأقصى غابت عنها ردود الفعل العربية والإسلامية
  • عضو متطرف بالكنيست يقتحم الأقصى وبن غفير سعيد
  • محافظة القدس: اقتحامات المستوطنين للأقصى هدفه سياسي لتثبيت ضم القدس
  • كيف تنتهك الاقتحامات الاستيطانية للأقصى القانون الدولي؟
  • عاجل - باحث فلسطيني يحذر من مخطط إسرائيلي ممنهج لتهويد المسجد الأقصى وبناء "الهيكل" المزعوم
  • بالصور والفيديو.. اقتحامات واسعة للأقصى والحرم الإبراهيمي
  • أول رد فعل من حماس على اقتحام بن غفير المسجد الأقصى
  • محافظة القدس: أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى تتضاعف
  • إلى أي مدى بلغت خطورة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى؟