الأمم المتحدة تصدر نداء استغاثة لإنقاذ العالم من ارتفاع منسوب البحار
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
أطلق أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، أمس الإثنين، نداء استغاثة عالمي يحذر من ارتفاع مستويات سطح البحار بمعدلات غير مسبوقة خلال الثلاثة آلاف عام الماضية.
وقال غويتريش، في مؤتمر صحفي عقب حضوره منتدى جزر المحيط الهادئ الذي انطلق أمس في تونعا :”إن التغييرات في منطقة المحيط الهادئ ملحوظة منذ زيارتي الأخيرة.
وأوضح أن البحار امتصت أكثر من 90% من الاحترار العالمي خلال السنوات الخمسين الماضية، وأن المياه تتمدد عندما تسخن والكتل والصفائح الجليدية تذوب في البحار فتضيف إلى حجمها.
وأصدرت الأمم المتحدة أمس، ورقتين حول ارتفاع منسوب البحار، الأولى من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حول حالة المناح في جنوب غرب المحيط الهادئ، والثانية هي تقرير من فريق العمل المناخي التابع للأمم المتحدة يلخص المعلومات العلمية بشأن “ارتفاع سطح البحار في عالم يزداد دفئا”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، إن الورقتين تظهران تسارع التغييرات التي تلحق بالمحيطات والآثار المدمرة الناجمة عن ذلك.
وأضاف: “شهر بعد الآخر، تحطم درجات حرارة البحار الأرقام القياسية، وتصبح موجات الحرارة البحرية أكثر شدة وأطول أمدا، لتتضاعف وتيرتها منذ عام 1980. ويزيد ارتفاع مستوى البحار تواتر وحدة العواصف والفيضانات الساحلية”.
وتابع :”تجتاح تلك الفيضانات المجتمعات الساحلية وتدمر مصائد الأسماك والمحاصيل وتلوث المياه العذبة، وكل ذلك يعرض جزر المحيط الهادئ لخطر جسيم”.
وأكد تقريرا الأمم المتحدة أن مستويات سطح البحر النسبية في جنوب غرب المحيط الهادئ ارتفعت بشكل أكبر عن المتوسط العالمي، وفي بعض المواقع، بأكثر من الضعف عن الزيادة الدولية خلال السنوات الثلاثين الماضية.
وبدون خفض كبير في انبعاث غازات الاحتباس الحراري، يمكن أن تشهد جزر المحيط الهادئ زيادة إضافية تقدر بـ 15 سنتيمتراً على الأقل في ارتفاع منسوب البحار بحلول منتصف القرن، وأكثر من 30 يوماً في العام من الفيضانات الساحلية في بعض المواقع.
ويظهر التقريران أن متوسط ارتفاع منسوب البحار زاد بأكثر من الضعف منذ التسعينيات. وقد ارتفع المتوسط العالمي لسطح البحار بأكثر من 10 سنتيمترات منذ عام 1993.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى المعلومات العلمية التي تفيد بأن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين يمكن أن يؤدي إلى فقدان كل الغطاء الجليدي في غرينلاند تقريبا ومعظم الغطاء الجليدي في غرب القارة القطبية الجنوبية، بما يعني الحكم على الأجيال المقبلة بزيادة لا تتوقف في منسوب البحار تصل إلى 20 مترا خلال فترة ألف عام، لافتا إلى أن ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، هو المسار الحالي الذي يسير عليه العالم، سيزيد سرعة ارتفاع سطح البحار خلال قرون.
وأكد أن ارتفاع سطح البحار يؤثر على الجميع، مشيراً إلى عواقبه المدمرة على صيد الأسماك والسياحة والاقتصاد الأزرق.
وقال إن نحو مليار شخص بأنحاء العالم يعيشون في مناطق ساحلية، وبدون تدابير التكيف والحماية، قد تصل الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الفيضانات الساحلية إلى تريليونات الدولارات.
وأكد غوتيريش ضرورة العمل للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية كيلا يتخطى 1.5 درجة مئوية، وأن تفي الحكومات بالوعود التي أعلنتها في مؤتمر”COP28″، بتقديم خطط عمل مناخية وطنية بحلول العام المقبل، وعلى الدول أن تتفق في مؤتمر المناخ المقبل، المقرر أواخر العام الحالي، على تعزيز التمويل المبتكر ووضع هدف مالي جديد.
واختتم غوتيريش كلمته بالقول إن “ارتفاع منسوب البحار هو أزمة من صنع البشر، ستتضخم قريبا لتصل إلى نطاق يمكن بالكاد تصوره، بدون وجود قارب إنقاذ يأخذنا إلى بر الأمان”، مشدداً على ضرورة أن يعمل العالم ويستجيب لنداء الاستغاثة قبل فوات الأوان.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ارتفاع منسوب البحار المحیط الهادئ للأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
كارثة إنسانية تلوح في الأفق: الأمم المتحدة تناشد المانحين لدعم صندوق اليمن في 2025
شمسان بوست / متابعات:
دعت الأمم المتحدة، الجهات المانحة إلى زيادة الدعم المقدم لصندوق اليمن الإنساني (YHF) خلال العام القادم لمواجهة حالات الطوارئ المعقدة التي تمر بها البلاد.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في تقرير “آخر المستجدات الإنسانية”، إن هناك “حاجة ماسة إلى مزيد من الدعم للصندوق الإنساني خلال العام 2025، حتى يتمكن من توسيع نطاقه وتأثيره في وقت تظل فيه الاحتياجات الإنسانية في اليمن مرتفعة بشكل مثير للقلق”.
وأكد أن الصندوق خصص إجمالاً مبلغ 36.9 مليون دولار خلال العام الجاري استجابة للعديد من حالات الطوارئ في خضم الأزمة الإنسانية المستمرة والمعقدة في البلاد، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وتفشي الأمراض والفيضانات والتدهور الاقتصادي.
وحسب مكتب “أوتشا” فإن التخصيص مكّن 37 شريكاً من تقديم مساعدات منقذة للحياة لما مجموعه 1.2 مليون شخص، كما “ساهم بشكل كبير في تعزيز التوطين ودور وعمل الشركاء اليمنيين المحليين، إذ أن أكثر من 70% من التمويل هذا العام ذهب للمنظمات غير الحكومية الوطنية والمحلية”.
وأشار التقرير إلى التمويل المقدم من الصندوق، خصص بثلاثة مبالغ خلال هذا العام، الأول كان في أبريل/نيسان وقيمته 5.4 مليون دولار لمعالجة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في 34 مديرية، والثاني 30 مليون دولار في أكتوبر/تشرين الأول، لمعالجة الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الفيضانات والتغيرات المناخية، وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وتفشي الأمراض، بما فيها الكوليرا.
وأردف أن المبلغ الثالث تم صرفه في ذات الشهر (أكتوبر)، وبقيمة 1.5 مليون دولار، كمخصص احتياطي نتيجة الانقطاعات الكبرى في إمدادات الكهرباء في محافظة الحديدة والضغط الكبير على نظام الرعاية الصحية في أعقاب الغارات الجوية على ميناء الحديدة وما حوله أواخر سبتمبر/أيلول، واستُخدمت المنحة لشراء الوقود والإمدادات الطبية الطارئة والمعدات، مما مكن المرافق الصحية الرئيسية في المحافظة من مواصلة العمل وتقديم الرعاية الطارئة.
وأكد المكتب الأممي التزام صندوق التمويل الإنساني في اليمن بمعالجة الاحتياجات الإنسانية المعقدة والمتداخلة في البلاد، مع التركيز على الاستفادة من الشركاء المحليين لإحداث تأثير وفرق كبير لدى المستفيدين.