أغسطس 27, 2024آخر تحديث: أغسطس 27, 2024

المستقلة/- شهدت أسعار النفط تراجعًا في التعاملات الآسيوية يوم الثلاثاء، بعد ارتفاعها بأكثر من 7% في الجلسات الثلاث السابقة. جاء هذا التراجع نتيجة مخاوف المستثمرين من احتمالية صراع أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط وإغلاق حقول النفط الليبية، مما أثر على التوقعات بإمدادات النفط العالمية.

بحلول الساعة 01:54 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 32 سنتًا أو ما يعادل 0.39% لتصل إلى 81.11 دولارًا للبرميل. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 36 سنتًا أو 0.46% لتصل إلى 77.06 دولارًا للبرميل.

ويأتي هذا الانخفاض في أسعار النفط بعد سلسلة من المكاسب الحادة التي شهدتها الأسواق في الجلسات السابقة، مدفوعة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية والذي قد يسهم في تعزيز الطلب على الوقود. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الهجمات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله في لبنان خلال عطلة نهاية الأسبوع في زيادة المخاوف من اندلاع صراع أوسع في الشرق الأوسط، وهو ما قد يؤدي إلى تعطيل الإمدادات النفطية من منطقة الإنتاج الرئيسية.

كما لعبت الإغلاقات الليبية دورًا في تقلبات الأسواق، حيث تواجه ليبيا تحديات في تأمين حقول النفط وسط تصاعد التوترات السياسية والأمنية في البلاد. ويعد إغلاق الحقول الليبية من بين العوامل التي أثرت على توقعات الإمدادات المستقبلية، مما دفع الأسعار إلى الارتفاع في الجلسات السابقة.

تظل المخاوف قائمة بشأن استقرار أسواق النفط في ظل التطورات الجيوسياسية الأخيرة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية للأسعار. ومع ذلك، يأمل المستثمرون أن تؤدي أي خطوات لخفض أسعار الفائدة الأمريكية إلى تحفيز النشاط الاقتصادي وزيادة الطلب على الطاقة، مما قد يساهم في استقرار الأسعار على المدى الطويل.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

ماذا حدث للنفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، هاجمت روسيا أوكرانيا مما أسفر عن تدمير أكبر مصدر للغاز فى أوروبا وصدم أسواق الطاقة العالمية، مما مهد الطريق لتحقيق أرباح أفضل من المتوقع للمنتجين الذين كانوا مستعدين للاستفادة من تقلبات السوق. الآن بدأت هذه الأرباح فى التراجع.

ومع تراجع الأسواق إلى حالة من الاستقرار، حذر كبار التنفيذيين فى قطاع النفط من أن الأرباح بدأت هى الأخرى فى التراجع. قد تعنى وفرة المشاريع الجديدة فى قطاع النفط والغاز، والتى تدعمها أجندة مؤيدة للطاقة الأحفورية من البيت الأبيض، أسواقًا أضعف فى المستقبل أيضًا.

من المتوقع على نطاق واسع أن تحقق شركة شل، أكبر شركة نفط فى أوروبا، أرباحًا أضعف هذا الأسبوع عند الإعلان عن نتائجها المالية السنوية.

كما حذرت أكبر متداول للغاز الطبيعى المسال فى العالم، التى أعلنت عن نتائج تداولها فى الربع الأخير من العام الماضي، من أن أرباحها من تجارة النفط والغاز من المحتمل أن تكون أقل بكثير من الأرباح التى حققتها فى الأشهر الثلاثة السابقة.

من المتوقع أن تنخفض الأرباح المعدلة السنوية لشركة شل إلى ما يزيد قليلًا على ٢٤ مليار دولار للعام الماضي، وفقًا لآراء المحللين فى مدينة لندن.

وهذا يمثل انخفاضًا مقارنة بعام ٢٠٢٣، عندما تراجعت أرباحها السنوية إلى ٢٨.٢٥ مليار دولار من مستوى قياسى بلغ ما يقارب ٤٠ مليار دولار فى العام الذى سبق، عندما بدأت الحرب الروسية.

أما أكبر شركة نفط أمريكية، إكسون موبيل، فمن المتوقع أن تعلن عن أرباح أضعف فى نتائجها السنوية هذا الأسبوع. وقد أخبرت الشركة، التى سجلت ربحًا قياسيًا قدره ٥٦ مليار دولار فى ٢٠٢٢، مستثمريها هذا الشهر أن الأرباح من تكرير النفط ستنخفض بشكل حاد، وأن جميع أعمالها ستواجه ضعفًا.

حتى مع سلسلة الإجراءات التى اتخذها ترامب لدعم قطاع الطاقة الأحفورية، فإن من غير الواضح ما إذا كان بإمكان شركات النفط توقع عودة الأرباح التى حققتها آلة الحرب الروسية.

ففى الأيام التى تلت تنصيبه، دعا الرئيس الـ٤٧ للولايات المتحدة تحالف أوبك لخفض أسعار النفط العالمية بشكل أكبر من خلال ضخ المزيد من النفط الخام. وأشار ترامب إلى أن ذلك قد ينهى الحرب فى أوكرانيا - على الأرجح عن طريق تقليص إيرادات شركة النفط الروسية- متهمًا المنتجين بإطالة الصراع من خلال إبقاء الأسعار مرتفعة.

دعوة ترامب للمزيد من إنتاج النفط من السعودية، ولشركات النفط الأمريكية بـ«الحفر، حفر، حفر»، قد تحقق وعده بخفض التكاليف للأسر، لكن من غير المرجح أن تساعد شركات النفط التى تبرعت بملايين الدولارات لحملته الانتخابية، وفقًا للمحللين.

وقد ظهرت تحذيرات الأرباح الأخيرة من إكسون وشل جزئيًا بسبب أسواق النفط والغاز الضعيفة، التى لا تظهر أى علامة على انتعاش هيكلى فى الأجل القصير.

فى ٢٠٢٣، بلغ السعر المرجعى للغاز فى الولايات المتحدة، المعروف باسم «هنرى هاب»، ٢.٥٧ دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بانخفاض حوالى ٦٢٪ عن متوسط ٢٠٢٢ عندما شهدت أسواق الغاز ارتفاعًا حادًا بعد الغزو الروسى الكامل لأوكرانيا. وفى ٢٠٢٤، انخفضت أسعار الغاز أكثر لتصل إلى ٢.٣٣ دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.

القصة مشابهة لأسواق النفط. فقد بلغ متوسط سعر برميل خام برنت الدولى أكثر من ١٠٠ دولار فى ٢٠٢٢ عندما اندلعت الحرب فى أوكرانيا، قبل أن ينخفض إلى ٨٢.٦٠ دولار فى ٢٠٢٣.

وفى العام الماضي، بلغ متوسط الأسعار ٨٠.٢٠ دولارًا للبرميل، رغم تصاعد الصراع فى غزة، حيث تراجعت الأسعار إلى متوسط ٧٤.٤٠ دولارًا فى الربع الأخير.

جزئيًا، يعكس الانخفاض المستمر فى أسعار الوقود الأحفورى «طبيعة جديدة للطاقة» فى أوروبا، حيث تكيفت الدول مع فقدان إمدادات الغاز والنفط من روسيا من خلال الاعتماد بشكل أكبر على الواردات البحرية من الولايات المتحدة والشرق الأوسط.

لكن تراجع أسعار النفط والغاز يثير تساؤلات أعمق حول رغبة العالم فى الوقود الأحفورى ومستقبل مشاريع الطاقة الجديدة التى تسعى لتلبية هذه الرغبة.

وقد أوضحت وكالة الطاقة الدولية أمرين: أولًا، لا تتوافق أى مشاريع جديدة للوقود الأحفورى مع أهداف المناخ العالمية؛ ثانيًا، إن الزيادة فى مشاريع النفط والغاز المسال ستتجاوز الطلب بدءًا من هذا العام، مما سيؤدى إلى انخفاض أسعار السوق لبقية العقد.
 

مقالات مشابهة

  • تقرير إيطالي: ارتفاع مفاجئ في أعداد المهاجرين إلى إيطاليا بسبب الفراغ الأمني على السواحل الليبية
  • كيف تؤثر تعريفات ترامب الجمركية على شركات النفط؟.. ارتفاع أسعار الوقود أمر متوقع
  • صعود النفط متأثرا بتهديدات ترامب
  • أسعار الذهب تسجل ارتفاعًا قياسيًا وسط مخاوف من الرسوم الجمركية
  • ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 77.25 دولارا للبرميل
  • ارتفاع أسعار النفط وسط تقييم الأسواق لتهديد الرئيس الأمريكي
  • تراجع الأسهم الآسيوية وارتفاع الدولار وسط قلق رسوم ترامب الجمركية
  • ماذا حدث للنفط بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • تراجع إنتاج روسيا من النفط 2.8% وارتفاع إنتاج الغاز 7.6%
  • أسعار النفط تستقر بانتظار وضوح رؤية سياسات ترمب التجارية