قدمت قبائل سيناء دورًا كبيرًا فى معركتى الإرهاب والتنمية، وشهدت أرض الفيروز تعاونا كبيرا بين القبائل والقوات المسلحة لدحر الإرهاب والعنف الأسود، فكان الاثنان يدًا واحدة فى القضاء على الإرهاب.

قبائل سيناء صمام أمان قلب الوطن قبائل سيناء.. وطنية

وتبنت مصر منذ سنوات استراتيجية شاملة للقضاء على التنظيمات الإرهابية فى سيناء وتعمير أرض الفيروز، مما ساهم فى تطويق العناصر الإرهابية وإجهاضها، وحاربت القوات المسلحة التكفيريين وشاركت القبائل الدولة فى معركتى الإرهاب والتنمية، وسطرت قبائل سيناء أدوارًا بطولية فى ذلك.

دور قبائل سيناء فى معركتى الإرهاب والتنمية

كانت قبائل سيناء خط الدفاع الأول بعد ما ساعدت الجيش فى مواجهة الإرهاب، ولعبت دورًا كبيرًا فى دحره وتجفيف منابعه، وإحداث طفرة تنموية فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى عن طريق مشروعات التنمية العملاقة التى تشهدها أرض الفيروز.

واستحقت قبائل سيناء لقب «أبطال النجاح» فى بعدما ساعدت فى الكشف عن هوية العناصر التكفيرية والطرق التى تستخدمها فى الاختباء ونقل الأسلحة، فضلا عن المساهمة فى مشروعات تنموية عديدة لها عظيم الأثر على أرض الفيروز.

وفى هذا الصدد، قال العقيد حاتم صابر، خبير مكافحة الإرهاب الدولى، إن قبائل سيناء على مدار عقود كان لها دور بارز لإعلاء مصلحة الوطن، حيث كانت البداية بعد نكسة 1967م، عندما حاولت إسرائيل السيطرة على الأراضى فى سيناء ومحاولتها تحريض بدو وقبائل سيناء ضد الحكومة المصرية ومطالبتها بالقول بأن سيناء مستقلة، وقامت إسرائيل آنذاك بعمل مؤتمر صحفى كبير ولكن القبائل رفضت من ضمنهم الشيخ سالم الذى قال إن سيناء مصرية وتتبع مصر.

وأضاف «صابر» فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن بعد النكسة كان هناك دعم غير مسبوق من قبائل سيناء للجيش المصرى أثناء حرب الاستنزاف، وكان هناك منظمة سيناء العربية التى كانت ساترا للوحدات الخاصة بالقوات الصاعقة والمخابرات الحربية التى كانت تعمل فى عمق دفاعات العدو بمساعدة بدو سيناء، والقيام بالعديد من العمليات بدوافع وطنية.

وأفاد خبير مكافحة الإرهاب الدولى بأن قبائل سيناء لعبت دورًا رئيسيًا فى الحرب على الإرهاب، إذ كان هناك دعم معلوماتى للقوات المسلحة والشرطة لمعرفة مداخل ومخارج التنظيمات الإرهابية وتشكيل اتحاد قبائل سيناء لمساعدة الجيش للقضاء على الإرهاب ومعرفة القوات المسلحة بأماكن وتمركزات التنظيمات الإرهابية ونجحت فى دحر الإرهاب، فكان همهم مصلحة الوطن فى المقام الأول.

وذكر «صابر» أن دور القبائل لم يتوقف عند مكافحة الإرهاب ولكن امتد بعد نجاح الدولة المصرية فى تجفيف منابع الإرهاب فى معاونتها فى عملية التنمية والبناء التى تشهدها أرض الفيروز فى عهد الرئيس السيسى من خلال العمل على تسهيل الصعاب والمشاركة فى عملية التنمية.

قبائل سيناء والحرب على الإرهاب

وأكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن سيناء جزء عزيز من أرض مصر وقبائل سيناء لعبت دورًا متميزًا فى الحرب على الإرهاب بمساعدة القوات المسلحة المصرية، وكذلك الشرطة من خلال التعاون معهم بطرق مختلفة منها تعريفهم بأماكن اختباء التنظيمات الإرهابية، ولاسيما أن سيناء تتميز بطبيعة جغرافية خاصة لا يعلمها سوى أهلها، وتقديم الدعم المعلوماتى للجيش.

وأوضح بدر الدين، فى تصريحات خاصة لـ«الوفد»، أن قبائل سيناء لعبت دورًا أيضًا فى معركة البناء والتنمية التى تشهدها اليوم من خلال المشاركة فى المشروع القومى المصرى لتنمية سيناء، فلم تتحقق عملية البناء هناك إلا بمساعدة قبائل سيناء الذين هم أبناء الوطن من خلال مشاركتهم فى المشروعات التنموية الصناعية والزراعية وغيرها لتحقيق التنمية المستدامة على أرض سيناء، على حد قوله.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أرض الفيروز دحر الارهاب قبائل سيناء القوات المسلحة الجيش الحكومة المصرية التنظیمات الإرهابیة القوات المسلحة قبائل سیناء على الإرهاب من خلال

إقرأ أيضاً:

اختلال موازين القوى في ليبيا

أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها المشير خليفة حفتر إلى مصر في 18 يناير 2025 اهتمامًا كبيرًا في الأوساط الدولية والإقليمية، وفي لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، تمت مناقشة القضايا المتعلقة بالأمن الليبي والمصري، وكانت المرة الأخيرة التي التقى فيها حفتر والرئيس المصري في سبتمبر 2021، وتركت الزيارة الحالية أسئلة أكثر من الإجابات.

لماذا ذهب خليفة حفتر للقاء الرئيس المصري دون أبنائه؟

يتمتع خليفة حفتر بسلطة ونفوذ هائلين في شرق ليبيا، وفي الآونة الأخيرة، يعمل حفتر بنشاط على تعزيز مكانة أبنائه لتعزيز سلطتهم المتزايدة في إدارة القوات المسلحة الليبية، ويشغل نجله، الفريق ركن صدام حفتر، منصب رئيس أركان القوات البرية للجيش الليبي وأكبر قوة عسكرية في البلاد،وله نفوذ واسع النطاق داخل البلاد وخارجها، حيث يسيطر على قطاع النفط والغاز.

وهناك ابن آخر هو الفريق ركن خالد حفتر، وهو رئيس أركان الوحدات الأمنية، ويلعب دورًا لا يستهان به في القوات المسلحة الليبية، ويشرف على علاقات والده الدولية، أما الابن الثالث، بلقاسم حفتر، فهو يدير أكبر صندوق في ليبيا، والذي تتدفق من خلاله الأموال المخصصة لإعادة تأهيل وإعمار شرق ليبيا.

ويحضر أبناء حفتر اجتماعات والدهم بشكل دائم، لكن حفتر سافر إلى مصر بدون أبنائه، ويرجع هذا الانعزال إلى ديناميكية معقدة داخل الأسرة، حيث يلعب ممثلو الولايات المتحدة دور المحرض، فتعمل الولايات المتحدة بنشاط مع أبناء حفتر صدام وخالد وبلقاسم – في محاولة لاستخدام طموحاتهم للتأثير على السياسة الداخلية للقوات المسلحة الليبية، على سبيل المثال لا الحصر من المفاوضات المنفصلة التي أجراها ممثلو الولايات المتحدة مع أبناء حفتر، ففي 24 نوفمبر 2024، التقى السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند بصدام حفتر في سبها، وناقشت المحادثات دور جنوب ليبيا في الاستقرار الإقليمي والحاجة إلى حماية سيادة البلاد.

وفي 18 ديسمبر 2024، أجرى القائم بالأعمال الأمريكي جيريمي بيرندت محادثات مع بلقاسم حفتر حيث ناقشا دعم البنك المركزي الليبي والمؤسسات التكنوقراطية الأخرى.

ووفقًا لضباط كبار في القوات المسلحة الليبية مقربين من حفتر، فقد أثيرت مسألة خليفة حفتر في كل اجتماع بين ممثلي الولايات المتحدة وأبنائه، حيث كان الأمن الداخلي ينقل هذه المعلومات مباشرة إلى المشير حفتر، وكانت آخر نقطة نفد فيها صبر خليفة حفتر هي المفاوضات التي جرت في 17 ديسمبر 2024 بين خالد حفتر ورئيس جمهورية أفريقيا الوسطى بشأن تعزيز دور الولايات المتحدة في أفريقيا الوسطى، وقد أبلغ خالد حفتر شخصيًا نتائج الزيارة إلى جيريمي بيرندت، ووعد المندوب الأمريكي بتعيين خالد حفتر قائدًا عامًا للقوات الليبية المشتركة، وقد قرر حفتر، خوفًا من تعزيز موقف أبنائه على حساب الدعم الأمريكي، التقليل من مشاركة أبنائه في العمليات الدبلوماسية الرئيسية.

مصر لا تثق في تركيا وتضع خططًا لسحب القوات التركية من ليبيا

بالتوزاي مع ذلك، تواصل تركيا توسيع نفوذها في ليبيا من خلال وجودها العسكري ودعمها للمسلحين، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير لكل من القاهرة وبنغازي، وقد ترغب تركيا في تكرار نجاحها في سوريا من خلال محاولة توحيد غرب ليبيا وشرقها في ضربة عسكرية واحدة تحت قيادة حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة.

ومنذ منتصف يناير 2025، يجري الدبيبة، بصفته وزير دفاع حكومة الوحدة الوطنية بالوكالة، وغيره من كبار الضباط العسكريين في حكومة الوحدة الوطنية محادثات نشطة مع القيادة التركية في كل من أنقرة وطرابلس، وفي 15 يناير التقى الدبيبة شخصيا مع أردوغان، وفي 23 يناير، زار القائد العام للقوات المسلحة التابعة لحكومة الوحدة الوطنية محمد الحداد والوفد المرافق له جمهورية تركيا بدعوة رسمية.

والتقى الحداد بالفريق أول متين غوراك من قوات الأمن القومي ووزير الدفاع التركي ياشير غولر، وتعبيرًا عن إخلاصه لأفكار الدولة العثمانية، قام حداد والوفد المرافق له خلال الزيارة بوضع إكليل من الزهور على ضريح ”مصطفى كمال أتاتورك“.

لا يمكن لمصر أن تثق بتركيا بشكل كامل رغم أن الخبراء لاحظوا قبل ستة أشهر فقط تقاربًا كبيرًا في المواقف بين مصر وتركيا، بما في ذلك في الملف الليبي، في اللقاء الذي جمع حفتر والسيسي ناقش الطرفان قضايا الأمن القومي وضرورة طرد القوات الأجنبية من الأراضي الليبية، وفي المقام الأول كان الحديث عن تهديد القوات التركية في غرب ليبيا والتي يمكن أن يصل عددها إلى 10 آلاف عسكري، كممثل للقوات المسلحة التركية والشركة العسكرية التركية ”سادات“، وكذلك المرتزقة السوريين، وبالتالي، فإن زيارة حفتر إلى مصر هي محاولة لخلق توازن في مواجهة التعزيز الخارجي للوجود العسكري التركي في الغرب الليبي، والذي يشكل تهديدًا لكل من مصر وشرق ليبيا.

نتائج زيارة حفتر إلى مصر

حقق خليفة حفتر هدفين من زيارته لمصر: فمن ناحية، أظهر أنه وحده قائد شرق ليبيا، ومن ناحية أخرى، أشار إلى أن حلفاءه الجيوسياسيين سيكونون مستعدين، إذا لزم الأمر، للدفاع عن شرق ليبيا من أي عدوان خارجي.

بالمحصلة، من المرتقب أن تحمل الفترة المقبلة تطورات كثيرة في المشهد الليبي لها أن تغير الوضع نحو الأفضل أو أن تزيده تأزيما.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تنظم ورشة عمل "مكافحة تجنيد الأطفال من قبل الجماعات الإرهابية عن طريق استخدام التقنيات الحديثة"
  • قبائل أرحب ونهم وبني الحارث تطالب مجلس القيادة الرئاسي بدعم القوات المسلحة وسرعة توفير متطلبات المعركة الفاصلة مع الحوثيين .. حشود الدعم والإسناد
  • قيادة المنطقة الغربية العسكرية تستقبل عددا من شيوخ قبائل مطروح
  • البرهان يصل أم روابة
  • محافظ شمال سيناء: مصر دولة تعمل بشرف عبر تاريخها وتدعم قطاع غزة
  • المساعدات الإنسانية لغزة والتنمية.. رسائل مهمة من محافظ شمال سيناء مع أحمد موسى
  • اختلال موازين القوى في ليبيا
  • شعب مصر.. قال كلمته
  • استعادة تمبول – القوات المسلحة وقوات درع السودان
  • تمبور: لن نسمح بأي مظهر من مظاهر التسليح خارج القوات المسلحة