خبراء يكشفون مفاجأة عن الورق المستخدم في صناعة الكتب.. يسبب جروحا خطيرة
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
عادة ما يلفت الأنظار إلى الكتب نوع الورق المصنوعة منه، بينما يجهل بعض الأشخاص أن هذا الورق يمكن أن يسبب إصابات خطيرة في اليد، فقد أوضح الخبراء أن الإصابات الناتجة عن التعامل مع أنواع معينة من الورق تحدث بشكل شبه يومي.
خطورة استخدام الورقهناك العديد من أنواع الأوراق التي تستخدم في صناعة الكتب، لها جوانب خطيرة ومن الممكن أن تتسبب في جروح اليد وأبرزها تمزيق الأصبع بحوالي ثلاث طبقات تحت الجلد، وهو ما أوضحته دراسة جديدة أجراها باحثون في الدنمارك، ونشرتها صحيفة «ذا جارديان».
موظفو المكاتب وقرّاء الكتب هما الفئتان الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بجروح ناتجة عن الورق. وفقًا للخبراء، صنفوا 12 نوعًا مختلفًا من الورق استنادًا إلى مدى احتمالية حدوث قطع في البشرة، ووجدوا أن هناك نوعين من الورق يشكلان الخطر الأكبر، لذا فإن احتمال خفض أسعارهما أعلى بثلاث مرات مقارنةً بالأنواع ذات المخاطر الأقل.
نوعان من الورق الأكثر فتكًا باليدورق النقاط (مثل الإيصالات وتذاكر القطارات) والصحف هما النوعان الأكثر تأثيرًا على قرّاء الكتب وموظفي المكاتب، لذا ينبغي الحذر عند التعامل مع هذين النوعين لتجنب جروح الأصابع.
ووفقًا للمؤلف الرئيسي كار هارتفيج وزملائه في جامعة دلهي للتكنولوجيا، فإن الورق ذا السمك المعين هو الأكثر خطورة، مشيرين إلى أن استخدام الورق مرتبط بإصابة شائعة تتمثل في قطع الجلد.
ولاحظ الباحثون أن معظم الدراسات التي أجريت حول جروح الورق، ركزت على خطر العدوى بعد عملية التقطيع، مضيفين أن الورق بسمك 65 ميكرومترًا أو 65 مليونًا من المتر، هو الأكثر فتكًا أي «ورق الصحف وورق المصفوفة النقطية».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ورق جروح خطيرة جروح من الورق الورق ا
إقرأ أيضاً:
معارض الكتب.. الكلمة التي تبني وطنا
في زمن تُقاس فيه التحوّلات بالتنمية المادية، وتُقاس فيه النجاحات بعدد المشروعات والمنجزات الملموسة، هناك ما يحدث في كثير من الهدوء وبعيدا عن الضجيج وعن المؤتمرات السياسية والاقتصادية وعن تفاصيل الإنجازات اليومية، لكنه أكثر رسوخا وأبعد أثرا.. إنه بناء الوعي.
ومن بين أكثر أدوات هذا البناء فاعلية وعمقا، يمكن الحديث عن معارض الكتب، الفضاءات التي تبدو ـ للوهلة الأولى ـ أسواقا أو دكاكين للبيع، ولكنها، في عمقها الحقيقي، مؤسسات للنهضة الصامتة، وجبهات مقاومة فكرية في مواجهة التفاهة، وهيمنة الاستهلاك، وتآكل الجوهر في هذا الزمن الرقمي.
ومعرض مسقط الدولي للكتاب، الذي يفتح أبوابه اليوم في دورته التاسعة والعشرين، هو أحد تلك الحالات المجتمعية النادرة التي تراكم فيها الوعي العماني على امتداد أكثر من ثلاثة عقود، وارتسمت عبرها ملامح الأجيال التي قرأت وتناقشت واختلفت وتحاورت بين أروقته وفي قاعات فعالياته.
لقد تحول المعرض، عاما بعد عام، إلى مرآة غير مباشرة لأسئلة المجتمع الكبرى: ما الذي يشغل العمانيين؟ ما نوع المعرفة التي يبحث عنها الشباب؟ كيف تتغير اهتمامات الفئات العمرية المختلفة؟ وفي أي اتجاه تمضي أذواق المجتمع الثقافية؟ هذه الأسئلة لا تُجيب عنها استطلاعات الرأي، وهي غائبة أصلا، بقدر ما تجيب عنها عناوين الكتب التي تم بيعها، وخرائط الزحام أمام دور النشر، وحوارات الزوار في الزوايا والأجنحة.
لكن معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يفخر به العمانيون باعتباره أحد أهم معارض الكتب في العالم العربي وباعتباره الحالة الثقافية التي تعكس حقيقة وعمق المجتمع العماني ليس تظاهرة ثقافية آنية، إنه بكثير من المعاني مختبر مجتمعي لقياس الوعي والذائقة العامة، ورصد تحوّلاتها. وفي كل دورة كان المعرض يقدم، دون أن يصرح، مؤشرا سنويا لوعي المجتمع ومسارات الحرية الثقافية عبر مستويات البيع ومستويات التلقي للكتب الفكرية والروائية والأطروحات السياسية والفكر الديني والكتاب النقدي الذي يتجاوز القوالب الجاهزة، وكذلك عبر قياس مستوى تنوع فئات المجتمع الذين يرتادون المعرض.
وما بين عشرات الملايين من الكتب التي انتقلت من أرفف الدور إلى أيدي القرّاء، كانت تتشكل سلسلة ذهبية من الوعي: قارئ يطرح سؤالا، وناشر يستجيب، وكاتب يكتب، ومجتمع ينمو. وبهذه الطريقة تبنى النهضات الثقافية والفكرية الحقيقية والعميقة بعيدا عن الشعارات الكبيرة ولكن بتراكمات صغيرة بفعل القراءة، ثم التأمل، ثم النقد الحقيقي.
وكل من آمن بالكتاب ودافع عن مكانته، وشارك في صناعته أو نشره أو قراءته، كان يضع حجرا مكينا في مسيرة بناء وعي المجتمع العُماني، ذاك الوعي الذي لا يُرى لكنه يُشعر، ويُقاس بمدى قدرة المجتمع على طرح الأسئلة بدلا من استهلاك الأجوبة الجاهزة.
ولذلك فإن الذين سيحتفلون في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض صباح اليوم إنما يحتفلون بما صار يمثله المعرض في الوجدان الجمعي من كونه مركزا للمعرفة وساحة للحوار، وفضاء واسعا لأحلام الجميع.. وهذا الفعل أحد أهم أدوات المقاومة في زمن رقمي قاسٍ يستهلكنا أكثر مما يعلّمنا؛ ذلك أن أمة لا تحتفي بكلمة، لا تبني مستقبلا. ومعرض الكتاب ليس احتفالا بالورق، بل احتفاء بالعقل، وبما يجعلنا بشرا في عالم واسع يُصادر فينا إنسانيتنا كل يوم.