كتب وجدي العريضي في" النهار": بالنسبة إلى لبنان، فمن المعروف أن بريطانيا كان لها تاريخ في محطات كثيرة، وهذا الدور  تنامى في الآونة الأخيرة بشكل لافت، من خلال مساعي وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، لوقف الحرب في غزة والجنوب، إلى زيارته ووزير الدفاع البريطاني إلى بيروت. وثمة علاقة وطيدة تربط رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بالمسؤولين البريطانيين، وفي طليعتهم وزير الخارجية، لذا هذا الدور كان له صدى على غير مستوى وصعيد، فماذا عنه في هذه المرحلة خصوصاً أن الجميع يدرك أن بريطانيا لا تدخل في الزواريب اللبنانية على مستوى الاستحقاق الرئاسي والملفات الأخرى، حتى في مختلف الحروب التي مرت على لبنان.

فما الدوافع والأسباب التي أدخلت بريطانيا على الساحة اللبنانية بهذا الزخم؟ً

تشيد أوساط حكومية معنية بالدور البريطاني، إلى أن لندن واضحة في موقفها الداعم للبلد، وتجنيبه الحرب الشاملة، ومن أكثر الذين تواصلوا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وأدوا دوراً كبيراً على المستوى الدولي، من أجل وقف هذه الحرب، وديبلوماسيتهم كانت فاعلة جداً، فللمرة الثالثة، يتدخل وزير الخارجية البريطاني من أجل الضغط على إسرائيل لهذه الغاية، وبمعزل عما إن كانت تؤيد إسرائيل أو لا، تعمل من أجل تطبيق القرار 1701، وتوجه رسائل لجميع الأطراف، وهدفها هو وقف التعديات الإسرائيلية، وذلك من أولويات هذا الدور في المرحلة الراهنة، وممارسة ضغوطها على إسرائيل من أجل التوصل إلى الحلول السلمية، ومن الطبيعي تطبيق القرار 1701، وهذا الجهد كان له شأنه بشكل لافت على مستوى الديبلوماسية البريطانية والتواصل المفتوح مع السرايا دون إغفال أن ثمة صداقة وطيدة تجمع رئيس وزراء بريطانيا ووزير الخارجية ديفيد لامي مع الرئيس ميقاتي، ومن الطبيعي أن للصداقات دورها في الأزمات، ولا سيما حالياً من خلال الدور الذي اضطلعت به لندن وكان له مفعوله الإيجابي.

وتردف مشيرة إلى أنه بعد الاجتماع للمجلس الوزاري المصغّر في دارة رئيس حكومة تصريف الأعمال، بادر وزير الخارجية البريطاني بسرعة للاتصال وتأييد الموقف اللبناني، وتأكيد أهمية التواصل بين لندن وبيروت، إضافة إلى عامل لافت، يتمثل بالمسعى البريطاني في موضوع التمديد لقوات اليونيفيل، حيث لهم دور أساسي مع الدول الصديقة، وهذا علامة فارقة عبر الجهود التي تقوم بها لندن.

وتخلص المصادر بالإشارة إلى أهمية ودلالة تغريدة وزير الخارجية البريطاني، عندما قال "أعربت عن قلقي العميق إزاء أحداث اليوم، (أي التي حصلت الأحد المنصرم)، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وشددت على ضرورة ضبط النفس من كل الأطراف"، ما يحمل إشارات ورسائل لمدى أهمية العامل البريطاني، والعلاقة مع ميقاتي وانعكاسها إيجاباً على المسار اللبناني، ومساعدة لندن لبنان في هذه الظروف المفصلية التي يجتازها.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: وزیر الخارجیة البریطانی من أجل

إقرأ أيضاً:

ميقاتي يدعو لزيادة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها

سرايا - أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، الخميس، على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على بلاده.

جاء ذلك خلال استقباله بالسرايا الحكومي وسط بيروت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي يزور لبنان حاليا.

خلال اللقاء، عبر ميقاتي، عن تقديره لمواقف بوريل، الداعمة لبلاده، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

وقال إن "المطلوب في هذه المرحلة تكثيف الضغط الدولي والأممي لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان".

ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء حرب تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر؛ ما أسفر عن أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

مباحثات ميقاتي وبوريل، تطرقت كذلك إلى الأوضاع الداخلية في البلاد، بما يشمل "ضرورة تكثيف التعاون بين لبنان والاتحاد الأوروبي لمعالجة ملف النزوح السوري ومخاطره الراهنة والمستقبلية" على بلاده، حسب الوكالة اللبنانية.

ويشتكي لبنان من تداعيات اقتصادية واجتماعية "سلبية" جراء أزمة لجوء سوريين إلى أراضيه، ويدعو المجتمع الدولي لوضع خارطة طريق تتضمن حلول مستدامة لتلك الأزمة قبل أن تتفاقم تداعياتها بشكل يخرج عن السيطرة.

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان 1.8 مليون، نحو 880 ألفا منهم مسجّلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحسب تقديرات لبنانية.

والأربعاء، وصل بوريل على رأس وفد من المفوضية الأوروبية من القاهرة إلى بيروت، وزار مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة (اليونيفيل) في الناقورة، والتقى بقوات حفظ السلام من بعض دول الاتحاد الأوروبي.

وفي وقت سابق الخميس، التقى بوريل، كل من وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب، ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وأكد بو حبيب، في مؤتمر صحفي مشترك عقب لقاء بوريل، أن السلام الدائم في المنطقة يتطلب حل القضية الفلسطينية، مجددا التزام لبنان تطبيق القرار 1701.

فيما قال بوريل، إن الشعب اللبناني "يتطلع إلى السلام والاستقرار بدلاً من الحرب، والاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب الشعب اللبناني للمساعدة في التغلب على التحديات".

وأردف بوريل: "الحرب ليست محتومة وتعتمد على الإرادة في تجنبها".

وأوضح أن "التنفيذ الكامل للقرار الدولي 1701 ينبغي أن يمهّد الطريق إلى تسوية شاملة بما فيه ترسيم الحدود البرية".


مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية: موسكو لن تتسامح مع أنشطة موظفي المخابرات البريطانية في روسيا
  • وزير الخارجية يشارك رئيس الوزراء الإسباني الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية
  • الخارجية البريطانية: لا أساس على الإطلاق لقرار موسكو سحب اعتماد 6 من دبلوماسيينا
  • رئيس الوزراء البريطاني: لندن لا تسعى إلى صراع مع روسيا
  • ميقاتي يدعو لزيادة الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها
  • مدفيديف: وعد وزير الخارجية البريطاني بدعم كييف لمدة 100 عام كاذب
  • وزير الخارجية البريطاني يُعلن تزويد أوكرانيا بمدرعات بنهاية 2024
  • وزير الخارجية: المنظمات التي تنأى بنفسها عن الأجندات السياسية تحظى بالاحترام
  • وزير الخارجية يبحث مع مديرة منظمة “ميرسي كور” المشاريع التي تنفذها في اليمن
  • وزير الخارجية يبحث مع مديرة منظمة “ميرسي كور” المشاريع الإنسانية والتنموية التي تنفذها في اليمن