هل فرقعة الأصابع تسبب هشاشة العظام؟.. «تجربة عمرها 50 عاما تحسم الجدل»
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
فرقعة المفاصل التي تؤدي إلى تمدد مفاصل الأصابع، من الأمور الشائعة بين الكثيرين، وقد يفعل البعض ذلك لأسباب مختلفة منها تخفيف التوتر أو الضغط، أو لمجرد التسلية، ورغم أن الأمر قد يبدو مدمرًا، إلا أنّه لا يوجد دليل قاطع على أنه يسبب ضررًا خطيرًا أو دائمًا، بما في ذلك تسببه في التهاب المفاصل.
ما خطورة فرقعة الأصابع؟وأشار الخبراء إلى إنه لا توجد دراسات موثوقة تربط بين فرقعة الأصابع والتغيرات التي تحدث في المفاصل أو مفاصل السلاميات، يقول مايكل فام، أخصائي أمراض الروماتيزم في مايو كلينيك في أريزونا: «عادة ما أقول عادة لمرضاي إنّه لا يوجد دليل على أنها ضارة».
وفي تقرير حالة نُشر عام 1998 في مجلة Arthritis & Rheumatology، اختبر طبيب يُدعى دونالد أونجر، الأسطورة التي روجتها والدته وخالاته وحماته، فقد كان يفرقع مفاصل يده اليسرى مرتين يوميًا، ويترك يده اليمنى كاختبار تحكم، وبعد خمسين عامًا، لم تظهر على مفاصله أي علامات لالتهاب المفاصل ولم تظهر أي اختلافات بين يديه اليسرى واليمنى، بحسب جريدة «واشنطن بوست» الأمريكية.
وهناك العديد من أنواع التهاب المفاصل الشائعة، ولكن النوع الذي يُعزى إليه فرقعة المفاصل هو هشاشة العظام، وهو مرض تنكسي تتآكل فيه أنسجة المفصل، مما يسبب الألم والتورم والتصلب، وبينما يمكن أن تساهم الإصابة أو الإفراط في الاستخدام في هذا النوع من تلف الأنسجة، إلا أن ذلك يتطلب تحمل وزن زائد واحتكاكًا بالمفصل، وهو ما لا يحدث عن طريق زيادة المساحة بين المفاصل عن طريق فرقعة المفاصل، كما قال كورش جافارنيا، جراح العظام في مستشفى هيوستن ميثوديست.
ومع ذلك؛ لا توجد أيضًا دراسات صارمة تستبعد بشكل قاطع أن فرقعة المفاصل ترتبط بهشاشة العظام، كما تقول إيلين حسني، مديرة مركز التهاب المفاصل والجهاز العضلي الهيكلي في عيادة كليفلاند.
وقد لا يكون التهاب المفاصل مصدرًا للقلق، ولكن في حالات نادرة، قد تتسبب فرقعة المفاصل المفرطة في إصابات طفيفة مثل إصابات الأربطة وخلع المفصل، كما قال جراح العظام، كما أنّ الأبحاث مختلطة حول ما إذا كانت هذه العادة يمكن أن تسبب مشاكل أخرى، إذ أفادت دراسة أجريت عام 1990 أنّ الأشخاص الذين يفرقعون المفاصل بشكل معتاد هم أكثر عرضة للإصابة بتورم اليد وانخفاض قوة القبضة، إلا أنّ دراسة أجريت عام 2017 أفادت بالعكس.
وقالت ديرة مركز التهاب المفاصل، إنّ فرقعة الأصابع من حين لآخر ليس من المرجح أن تسبب ضررًا، على الرغم من أنّ آثار فرقعة الأصابع المعتادة -التي عرفتها بأنها أكثر من حوالي خمس مرات في اليوم- قيد الدراسة، وأضافت أن أي شخص يعاني من الألم أو الانزعاج أو يعاني من تصعيد في الألم يستمر لأكثر من حوالي ستة أسابيع، أو يلاحظ تورمًا أو دفئًا في المفصل يجب أن يتوجه فورًا للحصول على رعاية طبية من طبيب الرعاية الأولية أو أخصائي أمراض الروماتيزم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فرقعة الأصابع فرقعة المفاصل هشاشة العظام التهابات المفاصل المفاصل الأصابع التهاب المفاصل
إقرأ أيضاً:
عمرها 7 آلاف عام.. العثور على سلالة بشرية مفقودة في ليبيا
بينما يسير رواد الصحراء الليبية عبر الكثبان الرملية، قد يصعب عليهم تصور أن هذه الأرض القاحلة، التي تسودها درجات الحرارة المرتفعة والرمال الجافة، كانت قبل نحو 7 آلاف عام مساحات خضراء مزدهرة تعج بالبحيرات والنباتات والحيوانات.
لكن ما يثير الاهتمام الآن، أكثر من هذا "الماضي الأخضر"، هو أن تلك الأرض كانت أيضا مسرحا لقصص بشرية قديمة ظلت مخفية لآلاف السنين، وحان وقت الكشف عنها عبر دراسة حديثة نشرت في دورية "نيتشر"، أعدها فريق دولي من الباحثين بقيادة معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في لايبزيغ بألمانيا.
سلالة قديمةوبينما ركزت الدراسات السابقة على بيئة الصحراء الخضراء قبل أن تغزوها الرمال، كشفت الدراسة الجديدة عن مفاجأة غير متوقعة، وهي العثور على سلالة بشرية كانت معزولة عن باقي شعوب الأرض خلال فترة الصحراء الخضراء قبل 7 آلاف عام. ورغم أن هذه السلالة قد انقرضت اليوم، فإن آثارها لا تزال موجودة في جينوم بعض سكان شمال أفريقيا.
تروي ندى سالم، باحثة الدكتوراه في معهد ماكس بلانك والمؤلفة الأولى للدراسة، في تصريحات خاصة للجزيرة نت، قصة هذا الكشف المهم، الذي جاء نتيجة تحليل الحمض النووي لمومياوين بشريتين عثرت عليهما البعثة الأثرية التابعة لجامعة سابينزا في روما داخل كهف تاكاركوري الصخري، جنوب غربي ليبيا، حيث تعود هاتان المومياوان لامرأتين كانتا من الرعاة، وعاشتا قبل نحو 7 آلاف عام.
إعلانوتوضح الباحثة أن "تحليل الحمض النووي لهاتين المومياوين هو أول فحص جينومي يعود لفترة الصحراء الخضراء، وكشف أنهما تنتميان إلى سلالة بشرية قديمة ومعزولة عاشت طويلا في شمال أفريقيا ثم انقرضت".
كما أظهرت الدراسة أن هاتين المومياوين تحملان فقط جزءا ضئيلا من الحمض النووي غير الأفريقي، مما يشير إلى أن تربية الحيوانات انتشرت في الصحراء الخضراء من خلال التبادل الثقافي، وليس عبر هجرات بشرية واسعة النطاق، كما حدث في شرق أفريقيا، حيث كانت تربية الحيوانات في تلك المنطقة متزامنة مع هجرات من منطقتي الشام ووادي النيل، إضافة إلى ذلك، لم تتضمن جيناتهما أي أثر للسلالات الأفريقية جنوب الصحراء، مما يتعارض مع التفسيرات السابقة التي اعتبرت الصحراء الخضراء ممرا يربط شمال أفريقيا بأفريقيا جنوب الصحراء.
وتكشف تحليلات الجينوم أن مومياوي ملجأ تاكاركوري تنتميان إلى سلالة بشرية نادرة ومتميزة، انفصلت عن أسلاف البشر الذين غادروا أفريقيا وانتشروا في بقية أنحاء العالم منذ نحو 50 ألف عام، وهذا يعني أن هذه المجموعة بقيت في شمال أفريقيا ولم تختلط بالسكان الذين هاجروا إلى أوروبا وآسيا، مما جعلها فريدة من الناحية الوراثية.
ويقول يوهانس كراوس، الأستاذ في معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية والباحث الرئيسي في الدراسة، للجزيرة نت: "عندما هاجر البشر المعاصرون من أفريقيا إلى أوروبا وآسيا، تزاوجوا مع إنسان نياندرتال منذ نحو من 50 إلى 40 ألف عام، مما أدى إلى أن معظم السكان غير الأفارقة اليوم يحملون نسبة صغيرة من الحمض النووي الخاص به، لكن سكان تكركوري كانوا مختلفين، إذ احتوت جيناتهم على كميات ضئيلة جدا من هذا الحمض النووي، أقل بكثير من الأوروبيين أو الآسيويين، مما يدل على أنهم لم يختلطوا كثيرا بالسكان الذين غادروا أفريقيا وتزاوجوا مع النياندرتال".
إعلانووجد العلماء أيضا أن التوقيع الجيني لهذه السلالة كان موجودا في مجموعات بشرية شمال أفريقية منذ نحو 15 ألف عام، خلال العصر الجليدي المتأخر، وهذا يشير إلى أن هذه السلالة استمرت لفترة طويلة في شمال أفريقيا، دون أن تتأثر بشكل كبير بالتغيرات السكانية التي حدثت في أماكن أخرى من العالم.
ويضيف كراوس: "من المدهش أن سكان تاكاركوري لم يُظهروا أي تأثير جيني يُذكر من سكان أفريقيا جنوب الصحراء، ولا من سكان الشرق الأوسط أو أوروبا في عصور ما قبل التاريخ. ورغم أنهم مارسوا تربية الحيوانات، وهي تقنية زراعية يعتقد أنها نشأت خارج أفريقيا، فإنهم لم يختلطوا وراثيا مع المجموعات التي ربما أدخلت هذه الممارسة".
وأشار كراوس إلى أن انتشار الزراعة في أوروبا خلال العصر الحجري الحديث كان مصحوبا بموجات من المهاجرين الذين جلبوا معهم تقنيات زراعية جديدة، لكن في حالة الصحراء الخضراء، لا يبدو أن تربية الماشية انتشرت عبر هجرات جماعية أو اختلاط جيني، بل من خلال التبادل الثقافي، أي أن سكان تاكاركوري تبنوا هذه الممارسة من مجموعات أخرى من دون أن يكون هناك تزاوج أو اندماج جيني كبير معها.
ووفقا للأدلة الجينية، بدأ تدفق مجموعات بشرية من شرق البحر الأبيض المتوسط إلى شمال أفريقيا قبل نحو 20 ألف عام. وبعد بضعة آلاف من السنين، أي قبل نحو 8 آلاف عام، حدثت موجات أخرى من الهجرة من شبه الجزيرة الأيبيرية (إسبانيا والبرتغال حاليا) وصقلية، مما أدى إلى تغييرات في التركيبة الجينية للسكان.
ومع ذلك، ظلت سلالة تاكاركوري معزولة لفترة أطول مما كان متوقعا، مما يطرح تساؤلات عن كيفية تمكنها من البقاء دون اختلاط كبير مع المجموعات البشرية الجديدة التي دخلت المنطقة.
أسئلة بلا إجاباتويقول كراوس: "لا نزال غير متأكدين من العوامل التي سمحت لهذه المجموعة بالبقاء لفترة طويلة نسبيا دون أن تتأثر بالهجرات الكبيرة التي اجتاحت شمال أفريقيا، وهو ما يتطلب مزيدا من الدراسات".
إعلانوأضاف: "من المعروف أيضا أن الصحراء الكبرى لم تكن صالحة للسكن إلا قبل نحو 15 ألف عام، عندما دخلت فترة (الصحراء الخضراء) وتحولت إلى بيئة مليئة بالمياه والغطاء النباتي. لكن نظرا إلى أن سلالة تاكاركوري تعود إلى زمن أقدم، فإن موطنها الأصلي لا يزال لغزا، فهل نشأت في مناطق أخرى من شمال أفريقيا ثم انتقلت إلى تاكاركوري بعد أن أصبحت المنطقة صالحة للسكن؟ أم أنها كانت تعيش في مناطق مجاورة قبل أن تضطر إلى التكيف مع التغيرات البيئية؟ هذا لا يزال قيد البحث".
وعما إذا كانت مومياوان تكفيان لاستخلاص استنتاجات قابلة للتعميم، أوضحت الباحثة ندى سالم أن "الإجابة عن هذا السؤال تحمل وجهين، فمن ناحية، يمكن أن نقول: نعم، لأن الجينوم ليس مجرد لقطة خاطفة، بل هو سجل للوراثة البيولوجية المتراكمة على مدى آلاف السنين، لذا حتى جينوم واحد يمكن أن يكشف عن رؤى قيمة في تاريخ السكان، ومن ناحية أخرى، يمكن أن نقول: لا، لأن الصحراء الكبرى شاسعة ومتنوعة، وربما لا تُمثل عينة واحدة من منطقة واحدة المنطقة بأكملها".
تضيف: "مع ذلك، ونظرا لندرة الحمض النووي القديم من هذه المنطقة، يعد هذا الاكتشاف استثنائيا، فهو يقدم لمحة نادرة وقيمة عن سلالة معزولة منذ زمن طويل في قلب الصحراء الكبرى".
وحول ضعف حفظ الحمض النووي بسبب الجفاف الشديد في هذه المنطقة، تقول الباحثة إنه "كان تحديا رئيسيا، ومع ذلك، فإن التحنيط الطبيعي وحماية الكهف عززا، بطريقة ما، حفظ الحمض النووي لدى المومياوين، وقد استخدمنا طرق التقاط مستهدفة وبروتوكولات معملية صارمة لاسترجاع الحمض النووي القديم والتحقق منه وتعزيز تغطيته (الكمية)، مما ممكنا من إجراء تحليلات قوية".