البرهان يتفقد والبرلمان العربي يعزي..السودان في مواجهة السيول بعد مليشيا الدعم السريع
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
من الحرب إلى السيول والأمطار، وفي انتظار الفيضانات، يعيش السودان لوحده مأساته الإنسانية، ويتمسك بالبقاء والأمل رغم التحديات التي تواجه مستقبله.
فمنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي، عاش السودانيون تداعيات انتهاكات مليشيا الدعم السريع، وهاهم يواجهون آثار السيول والأمطار.
سارعت وحدة الانذار المبكر بهيئة الارصاد الجوية إلى إصدار انذارها المبكر ، بأنها تتوقع هطول أمطار غزيرة جداً مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية بعشر ولايات سودانية.
وأضافت :”الأمطار الغزيرة جداً التي قد تؤدي لجريان سيول جارفة وفيضان الأودية والخيران ستهطل في ولايات كل من : البحر الأحمر ، نهر النيل، الشمالية، كسلا، القضارف، الخرطوم، الجزيرة، النيل الازرق، وإقليم دارفور.
وتوقعت هطول أمطار غزيرة في الهضبة الاثيوبية ومرتفعات اريتريا التي قد تؤدي لفيضان الوديان والخيران ونهري القاش وعطبرة.
ودعت الهيئة الجهات المعنية والسلطات المحلية لاتخاذ أعلى درجات الحيطة والتأهب، ودعت مواطني هذه المناطق بالولايات ،لاتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري الأودية والخيران و تجنب المنازل الآيلة للسقوط، كما دعت مستخدمي طرق المرور السريع للقيادة بحذر.
البرلمان العربي يعزي
تحذير الإرصاد الجوي، جاء مصحوباً بتعزية البرلمان العربي في وفاة العشرات جراء انهيار سد “أربعات” بولاية البحر الأحمر شرقي البلاد.
وأعرب البرلمان العربي عن “تضامنه التام مع الشعب السوداني العزيز نتيجة الحادث الكبير الذي لحق به” جراء انهيار سد “أربعات” في ولاية البحر الأحمر، والذي أحدث فيضانات جرفت قرى وقتلت العشرات فضلًا عن العالقين فوق قمم الجبال.
ودعا البرلمان العربي إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم لمعاونة السلطات المحلية في التعامل مع هذه الكارثة الإنسانية، والعمل بشكل عاجل من أجل إجلاء العالقين إلى مناطق آمنة ومأهولة بالاحتياجات الأساسية.
وأعرب البرلمان العربي عن خالص تعازيه لشعب السودان الشقيق في ضحايا هذا الحادث الأليم، معربًا عن خالص تمنياته بالشفاء العاجل لكافة للمصابين.
البرهان يتفقد
وتفقد رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان المناطق المتأثرة بالسيول والأمطار بمحلية طوكر يرافقه والي ولاية البحر الأحمر الفريق ركن مصطفى محمد نور.
ووقف البرهان والوفد المرافق له على حجم الأضرار والخسائر التي تعرض لها المواطنون في المحلية، كما تفقد الطرق والجسور والكباري التي تأثرت بالسيول والفيضانات بالمنطقة .
وأكد إلتزام ودعم الدولة للمتضررين من الأمطار والسيول ، وقال: “سنقدم كافة العون والدعم اللازم لهم لتخفيف معاناتهم وتسخير كافة أجهزة الدولة لمساعدة المتضررين لتجاوز هذة المحنة ”
وقد شارك رئيس مجلس السيادة في مراسم تشييع ضحايا السيول والفيضانات والأمطار التي إجتاحت المحلية ، كما قدم خالص التعازي لأسر الضحايا، متمنياً عاجل الشفاء للمصابين.
كما زار البرهان منطقة الشجرة بمحلية سواكن بولاية البحر الأحمر، يرافقه والي الولاية الفريق ركن مصطفى محمد نور.
وكان في إستقباله بالمنطقة وكيل ناظر الرشايدة صلاح صالح سعد وعدد كبير من أعيان القبيلة ورموز المجتمع والمواطنين .
ووقف رئيس المجلس السيادي على أوضاع المواطنين بالمنطقة من خلال طوافه بالسوق وبعض المنشآت ذات الصلة بخدمة المواطنين. حيث إستمع لهموم وقضايا مواطني المنطقة .
وأكد وكيل ناظر الرشايدة صلاح صالح سعد وقوف مواطني المنطقة مع القوات المسلحة في معركة الكرامة وجاهزيتهم لإسنادها من خلال الإنخراط في صفوف المقاومة الشعبية.
مأساة سد أربعات
وتسبب انهيار سد «أربعات»، الذي يبعد عن مدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر بنحو 20 كيلومتراً، في فيضانات وسيول مدمرة جرفت في طريقها عدداً من القرى الواقعة حول السد، مما أدى إلى مقتل العشرات، كما تأثرت شبكات الاتصالات خلال اليومين الماضيين بتلك السيول مما أدى لانقطاع الخدمة عن ولايات كسلا والقضارف وسنار والنيل الابيض وكردفان والنيل الأزرق.
132 حالة وفاة
وعقدت غرفة طوارئ الخريف الإتحادية اجتماعها بقاعة الاجتماعات بمعمل الصحة العامة بمدينة كسلا، واستعرضت تقارير الخريف، صحة البيئة والرقابة على الأغذية، بجانب تعزيز الصحة.
وكشف تقرير الخريف، حتى (الأحد) إن تراكمي الولايات المتأثرة 10 ولايات، و 50 محلية موزعة على 434 منطقة، فيما ارتفع عدد الأسر المتضررة إلى 31،666 أسرة والافراد 129،650 فرداً، والمنازل المنهارة كليا 12،420منزلا ،وجزئيا 11،472منزلا،في حين بلغ مجمل حالات الوفاة 132حالة، لافتا إلى أن معظم الأضرار بولايتي الشمالية ونهر النيل.
فيما أكد تقرير صحة البيئة والرقابة على الأغذية على حصر المتوفر من الكلور بالولايات، فضلا عن الحاجة منه، منوها إلى ضرورة تنفيذ تدخلات وأنشطة في المحاور المختلفة.
المحقق – طلال إسماعيل
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: البرلمان العربی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
حمدوك يطالب باجتماع لمجلس الأمن بحضور البرهان وحميدتي والجيش يستهل العام الثاني للحرب بإعلان تقدم جديد في أم درمان
«الشرق الأوسط» دعا رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك لعقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي و«قوات الدعم السريع» وحلفائها والقوى المدنية، للاتفاق على «هدنة إنسانية» ووقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، بينما استهل الجيش السوداني السنة الثالثة للحرب بإعلانه تحقيق تقدم على «قوات الدعم السريع» في محور «جنوب غربي أم درمان، وإلحاق هزيمة كبيرة بقوات العدو هناك، والمضي قدماً في مطاردة ما تبقى منهم».
وفي رسالة موجهة للشعب السوداني بمناسبة إكمال الحرب بين الجيش و«قوات الدعم السريع» عامها الثاني، طالب رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، الثلاثاء، بعقد اجتماع مشترك بين مجلس الأمن الدولي ومجلس الأمن السلم الأفريقي، بحضور قائدي الجيش السودان و«الدعم السريع»، وقائد الحركة الشعبية لتحرير السودان، عبد العزيز آدم الحلو، وحركة تحرير السودان بقيادة، عبد الواحد النور، والقوى المدنية، للاتفاق على هدنة إنسانية ووقف فوري غير مشروط لإطلاق النار.
وقال حمدوك إن العملية التي بادر بها تهدف للوصول لوقف دائم لإطلاق النار ولاتفاق سلام شامل، ووضع ترتيبات دستورية انتقالية بتوافق عريض لاستعادة مسار ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018 في الانتقال المدني الديمقراطي.
تشكيل سلطة مدنية
وطالب حمدوك بتشكيل سلطة مدنية انتقالية بصلاحيات كاملة، تتولى معالجة آثار الحرب وإعادة إعمار السودان، تقود البلاد إلى الانتخابات، وأن تبدأ العملية واتخاذ تدابير لبناء الثقة بوقف التصعيد الإعلامي بين الأطراف المتحاربة وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين.
واقترح حمدوك في الرسالة التي أطلق عليها «نداء سلام السودان»، أن يخرج عن الاجتماع المشترك الذي طالب به، بدعوة لعقد مؤتمر للمانحين الدوليين لسد فجوة تمويل الاحتياجات الإنسانية، وإطلاق عملية سلام شاملة يقودها السودانيون لإيجاد حل سياسي يخاطب جذور الأزمة.
وحدد حمدوك ثلاثة مسارات متزامنة تشمل مسار إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، ومسار وقف إطلاق النار والترتيبات الأمنية الدائمة، تأسيساً على اتفاق جدة، بالإضافة إلى المسار السياسي بإطلاق حوار وطني يخاطب جذور الأزمة ويرسي سلاماً مستداماً في البلاد.
وحث حمدوك الأطراف الإقليمية والدولية التي اقترح مشاركتها في الاجتماع، على الامتناع عن أي فعل يطيل أمد النزاع، وعلى فرض حظر شامل على توريد السلاح لكافة أطراف النزاع. ودعا إلى تشكيل فريق عمل من الخبراء والمختصين السودانيين، لقيادة جهود تقييم الأضرار الجسيمة التي خلفتها الحرب، ووضع خطة لإعادة الإعمار والتعافي الوطني. ورحب رئيس «تحالف صمود» بمبادرة المملكة المتحدة وعقد الاجتماع الوزاري حول الأزمة السودانية، ودعا الدول المشاركة فيه للخروج بقرارات عملية تساهم في وضع نهاية لمعاناة السودانيين، بما في ذلك تدابير عاجلة لحماية المدنيين.
وشدد حمدوك على أهمية تضمين ما أطلق عليه «المشروع الوطني الجديد»، وتأسيس نظام مدني ديمقراطي، وفق نظام فيدرالي وجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والاقتصاد، وحذر من تحويل السودان لـ«أرض خصبة لجماعات التطرف والإرهاب الدولي» في حال استمرار الحرب. وقال من «المقلق للغاية» أن نهج النظام السابق في زعزعة الاستقرار في دول الجوار والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي، أخذ يطل برأسه من جديد، ولعل التهديدات العسكرية الصادرة مؤخراً ضد تشاد وجنوب السودان وكينيا ودول الإقليم، مؤشرات خطيرة في ذات الاتجاه.
وأشار حمدوك إلى أن أخطر ما في هذه الحرب «اللعينة» هو تفشي خطاب الكراهية والجهوية، وارتكاب أفظع المجازر وقطع الرؤوس وبقر البطون وذبح أسر بأكملها، وأن هذه الأفعال الوحشية ستؤدي بلا شك إلى تحويل وطننا إلى مرتع للجماعات الإرهابية.
وناشد حمدوك الأسرة الإقليمية والدولية وكل القوى التي ظلت تحارب الإرهاب، أن تتعامل مع ما يجري في السودان بحزم وعزم، للحيلولة دون تحوله لأكبر مهدد للسلم والأمن الدوليين.
وقال: «نمد أيادينا لكل الحادبين على مصلحة البلاد، لتجاوز كل خلافاتنا، والعمل معاً لتحقيق الأهداف الوطنية السامية، وسنظل منفتحين على كل الآراء والمقترحات البناءة، وثقتنا بأن تحظى مبادرة نداء سلام السودان بالدعم والالتفاف من كافة قطاعات شعبنا الرافضة للحرب».
الجيش يتقدم في أم درمان
من جهتها، استهلت القوات المسلحة والقوات المساندة إكمال عامين من الحرب مع «قوات الدعم السريع»، بإعلان تحقيقها تقدماً كبيراً في محور «غرب وجنوب أم درمان»، آخر معاقل «قوات الدعم السريع» في ولاية الخرطوم.
وقال الناطق الرسمي باسمه العميد نبيل عبد الله على منصته الرسمية على «فيسبوك»، إن قواته تقدمت في محور غرب وجنوب أم درمان، واستولت على عدد من المدافع والأسلحة، وحيدت عدداً كبيراً من عناصر «الميليشيا» - «قوات الدعم السريع» - صبيحة اليوم الثلاثاء.
وأوضح أن قواته سحقت ودمرت «قوات الدعم السريع» في مناطق «الصفوة، الحلة الجديدة، الصفيراء، معسكر الكونان»، وأنها تقوم بعمليات «تصفية» ما تبقى مما أسماه «جيوب محدودة بالمنطقة»، بعد أن دمر عدداً من مركبات العدو وأهلك العشرات من أفراده.