من الحرب إلى السيول والأمطار، وفي انتظار الفيضانات، يعيش السودان لوحده مأساته الإنسانية، ويتمسك بالبقاء والأمل رغم التحديات التي تواجه مستقبله.
فمنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل من العام الماضي، عاش السودانيون تداعيات انتهاكات مليشيا الدعم السريع، وهاهم يواجهون آثار السيول والأمطار.

سارعت وحدة الانذار المبكر بهيئة الارصاد الجوية إلى إصدار انذارها المبكر ، بأنها تتوقع هطول أمطار غزيرة جداً مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية بعشر ولايات سودانية.

وأضافت :”الأمطار الغزيرة جداً التي قد تؤدي لجريان سيول جارفة وفيضان الأودية والخيران ستهطل في ولايات كل من : البحر الأحمر ، نهر النيل، الشمالية، كسلا، القضارف، الخرطوم، الجزيرة، النيل الازرق، وإقليم دارفور.

وتوقعت هطول أمطار غزيرة في الهضبة الاثيوبية ومرتفعات اريتريا التي قد تؤدي لفيضان الوديان والخيران ونهري القاش وعطبرة.

ودعت الهيئة الجهات المعنية والسلطات المحلية لاتخاذ أعلى درجات الحيطة والتأهب، ودعت مواطني هذه المناطق بالولايات ،لاتخاذ الحيطة والحذر والابتعاد عن مجاري الأودية والخيران و تجنب المنازل الآيلة للسقوط، كما دعت مستخدمي طرق المرور السريع للقيادة بحذر.

البرلمان العربي يعزي
تحذير الإرصاد الجوي، جاء مصحوباً بتعزية البرلمان العربي في وفاة العشرات جراء انهيار سد “أربعات” بولاية البحر الأحمر شرقي البلاد.
وأعرب البرلمان العربي عن “تضامنه التام مع الشعب السوداني العزيز نتيجة الحادث الكبير الذي لحق به” جراء انهيار سد “أربعات” في ولاية البحر الأحمر، والذي أحدث فيضانات جرفت قرى وقتلت العشرات فضلًا عن العالقين فوق قمم الجبال.

ودعا البرلمان العربي إلى ضرورة تقديم الدعم اللازم لمعاونة السلطات المحلية في التعامل مع هذه الكارثة الإنسانية، والعمل بشكل عاجل من أجل إجلاء العالقين إلى مناطق آمنة ومأهولة بالاحتياجات الأساسية.

وأعرب البرلمان العربي عن خالص تعازيه لشعب السودان الشقيق في ضحايا هذا الحادث الأليم، معربًا عن خالص تمنياته بالشفاء العاجل لكافة للمصابين.

البرهان يتفقد
وتفقد رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان المناطق المتأثرة بالسيول والأمطار بمحلية طوكر يرافقه والي ولاية البحر الأحمر الفريق ركن مصطفى محمد نور.
ووقف البرهان والوفد المرافق له على حجم الأضرار والخسائر التي تعرض لها المواطنون في المحلية، كما تفقد الطرق والجسور والكباري التي تأثرت بالسيول والفيضانات بالمنطقة .

وأكد إلتزام ودعم الدولة للمتضررين من الأمطار والسيول ، وقال: “سنقدم كافة العون والدعم اللازم لهم لتخفيف معاناتهم وتسخير كافة أجهزة الدولة لمساعدة المتضررين لتجاوز هذة المحنة ”

وقد شارك رئيس مجلس السيادة في مراسم تشييع ضحايا السيول والفيضانات والأمطار التي إجتاحت المحلية ، كما قدم خالص التعازي لأسر الضحايا، متمنياً عاجل الشفاء للمصابين.

كما زار البرهان منطقة الشجرة بمحلية سواكن بولاية البحر الأحمر، يرافقه والي الولاية الفريق ركن مصطفى محمد نور.

وكان في إستقباله بالمنطقة وكيل ناظر الرشايدة صلاح صالح سعد وعدد كبير من أعيان القبيلة ورموز المجتمع والمواطنين .

ووقف رئيس المجلس السيادي على أوضاع المواطنين بالمنطقة من خلال طوافه بالسوق وبعض المنشآت ذات الصلة بخدمة المواطنين. حيث إستمع لهموم وقضايا مواطني المنطقة .

وأكد وكيل ناظر الرشايدة صلاح صالح سعد وقوف مواطني المنطقة مع القوات المسلحة في معركة الكرامة وجاهزيتهم لإسنادها من خلال الإنخراط في صفوف المقاومة الشعبية.

مأساة سد أربعات
وتسبب انهيار سد «أربعات»، الذي يبعد عن مدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر بنحو 20 كيلومتراً، في فيضانات وسيول مدمرة جرفت في طريقها عدداً من القرى الواقعة حول السد، مما أدى إلى مقتل العشرات، كما تأثرت شبكات الاتصالات خلال اليومين الماضيين بتلك السيول مما أدى لانقطاع الخدمة عن ولايات كسلا والقضارف وسنار والنيل الابيض وكردفان والنيل الأزرق.

132 حالة وفاة
وعقدت غرفة طوارئ الخريف الإتحادية اجتماعها بقاعة الاجتماعات بمعمل الصحة العامة بمدينة كسلا، واستعرضت تقارير الخريف، صحة البيئة والرقابة على الأغذية، بجانب تعزيز الصحة.
وكشف تقرير الخريف، حتى (الأحد) إن تراكمي الولايات المتأثرة 10 ولايات، و 50 محلية موزعة على 434 منطقة، فيما ارتفع عدد الأسر المتضررة إلى 31،666 أسرة والافراد 129،650 فرداً، والمنازل المنهارة كليا 12،420منزلا ،وجزئيا 11،472منزلا،في حين بلغ مجمل حالات الوفاة 132حالة، لافتا إلى أن معظم الأضرار بولايتي الشمالية ونهر النيل.

فيما أكد تقرير صحة البيئة والرقابة على الأغذية على حصر المتوفر من الكلور بالولايات، فضلا عن الحاجة منه، منوها إلى ضرورة تنفيذ تدخلات وأنشطة في المحاور المختلفة.

المحقق – طلال إسماعيل

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: البرلمان العربی البحر الأحمر

إقرأ أيضاً:

السودان يستدعي سفيره من كينيا احتجاجا على استضافتها اجتماعا للدعم السريع

استدعت الخارجية السودانية سفيرها لدى كينيا كمال جبارة للتشاور، احتجاجا على استضافة نيروبي اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف تشكيل حكومة موازية، في حين أكدت كينيا أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها المجموعات في السودان إلى الدول المجاورة لإيجاد حلول لأزماتها.

وقال وزير الثقافة والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد علي الإعيسر إن "زمن التدخلات الخارجية في الشؤون السودانية انتهى".

وأضاف "نحن فقط كشعب من يحدد مصيره ويصنع قراراته بما يتماشى مع طموحات سودانية وطنية خالصة، بعيدا عن التدخلات الخارجية، ودون إملاءات فتح الأبواب مجددا لمن ساهموا في صناعة الظروف الصعبة التي مر بها بلدنا وشعبنا في الأعوام القليلة الماضية، والتي ما زلنا ندفع فاتورتها غاليا بالدماء والموت والتهجير القسري".

واستنكرت الحكومة السودانية الثلاثاء استضافة كينيا اجتماعا ضم قوى سياسية وقيادات من قوات الدعم السريع بهدف تشكيل حكومة موازية، واعتبرت ذلك "تشجيعا لتقسيم الدول الأفريقية وخروجا عن قواعد حسن الجوار".

وجاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية بعد ساعات من انعقاد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بعنوان "تحالف السودان التأسيسي" في العاصمة الكينية نيروبي.

إعلان

وشارك في الاجتماع عدد من قادة الحركات المسلحة وقوى سياسية معارضة، بينهم رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة، وعبد الرحيم دقلو نائب قائد قوات الدعم السريع، ورئيس "الحركة الشعبية- شمال" عبد العزيز الحلو.

ويهدف المؤتمر إلى تشكيل حكومة موازية في السودان، وهو ما اعتبرته الحكومة السودانية مخالفا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

فعالية نظمتها قوات الدعم السريع في كينيا لإعلان حكومة موازية في السودان (رويترز) انتهاك للقانون الدولي

وأعربت الخارجية السودانية -في بيانها- عن أسفها على استضافة كينيا هذا الاجتماع، واصفة ذلك بأنه "تنكّر لالتزاماتها بموجب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الأفريقي".

وأضافت الوزارة أن الهدف المعلن من الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه خلال الاجتماع هو "إقامة حكومة موازية في جزء من أراضي السودان"، مما يشجع على "تقسيم الدول الأفريقية وانتهاك سيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية".

كما انتقدت الوزارة السماح لقيادات قوات الدعم السريع بممارسة النشاط السياسي والدعائي العلني في كينيا، في وقت تُتهم فيه هذه القوات بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" في السودان.

وذكر البيان أن قوات الدعم السريع ارتكبت "مجزرة بشعة" خلال الأيام الماضية في قرى مدينة القطينة بولاية النيل الأبيض جنوبي السودان، راح ضحيتها 433 مدنيا.

وأشارت الخارجية السودانية إلى أن استضافة كينيا قوات الدعم السريع "تشجيع لاستمرار هذه الفظائع والمشاركة فيها". وشددت على أن "خطوة الحكومة الكينية لا تتعارض فقط مع قواعد حسن الجوار، بل تناقض أيضا التعهدات التي قدمتها كينيا على أعلى مستوى بعدم السماح بقيام أنشطة عدائية ضد السودان على أراضيها".

واعتبرت أن هذه الخطوة "إعلان عداء لكل الشعب السوداني"، داعية المجتمع الدولي إلى "إدانة هذا المسلك من الحكومة الكينية".

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه السودان حربا طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

إعلان

وفي سياق متصل، أشارت الخارجية السودانية إلى أن "هذه التظاهرة الدعائية (اجتماعات نيروبي) لن يكون لها أي أثر على أرض الواقع"، مؤكدة أن القوات المسلحة السودانية، بدعم من الشعب، تواصل تقدمها لتحرير الأراضي التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع.

الموقف الكيني

في المقابل، قالت الحكومة الكينية إن الأزمة في السودان تتطلب اهتماما إقليميا وعالميا عاجلا.

وأوضحت أنه بفضل دورها كمحرك للسلام في المنطقة وحول العالم، تظل كينيا في طليعة البحث عن حلول للأزمة الإنسانية في السودان، مشيرة إلى أنها "التزمت بتقديم مليوني دولار للمبادرات العالمية والإقليمية للمساهمة في تخفيف الوضع الإنساني الحرج في السودان".

وفي بيان وقّعه موساليا مودافادي، رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين، قالت كينيا إنها "أرست تاريخا من تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة من الدول المجاورة والإقليمية، من خلال توفير منصات تفاوضية محايدة أسفرت عن اتفاقيات سلام تم توقيعها في كينيا".

كما أكدت "أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها المجموعات في السودان إلى الدول المجاورة لإيجاد حلول لأزماتها من خلال المساعي الحميدة".

وأشارت إلى أنه "في يناير/كانون الثاني 2024، اجتمعت الأطراف وأصحاب المصلحة في النزاع السوداني في إحدى الدول المجاورة لرسم مسار نحو حوار شامل وعودة إلى الحكم المدني".

وقالت إن "تقديم قوات الدعم السريع والمجموعات المدنية السودانية لخريطة طريق، إضافة إلى القيادة المقترحة في نيروبي، يتماشى مع دور كينيا في الوساطة من أجل السلام، الذي يلزمها بتوفير منصات غير منحازة للأطراف المتنازعة للوصول إلى حلول".

انقسامات سياسية

من جهة أخرى، انقسمت القوى السياسية في السودان بين مؤيدين ومعارضين لتشكيل حكومة موازية. فبينما تدعم قوى سياسية قوات الدعم السريع، ترفض أخرى هذا التوجه بما في ذلك "تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية"، التي كانت تمثل أكبر تحالف مدني معارض بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.

إعلان

وأعلنت التنسيقية، في فبراير/شباط الماضي، رفضها فكرة الحكومة الموازية، مما أدى إلى انقسامها إلى مجموعتين، إحداهما تدعم مؤتمر نيروبي.

وتزامنت اجتماعات المعارضة في كينيا مع تراجع سيطرة قوات الدعم السريع في عدة مناطق لصالح الجيش السوداني، خاصة في ولايات الوسط (الخرطوم والجزيرة) والجنوب (النيل الأبيض وشمال كردفان).

وفي ولاية الخرطوم، التي تضم 3 مدن رئيسية، تمكن الجيش من السيطرة على 90% من مدينة بحري شمالا، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان غربا، و60% من مدينة الخرطوم، في حين لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على أحياء شرقي وجنوبي العاصمة.

مقالات مشابهة

  • السودان يستدعي سفيره من كينيا احتجاجا على استضافتها اجتماعا للدعم السريع
  • السودان يستدعي سفيره من كينيا احتجاجاً على استضافة اجتماعات لقوات الدعم السريع
  • بالصور.. البرهان يستلم أسلحة وآليات عسكرية ومركبات قتالية ضخمة استولى عليها الجيش من الدعم السريع
  • محمد ناجي الأصم: حكومة الدعم السريع القادمة بلا مشروع
  • هل تسعى الدعم السريع لتقسيم البلاد؟
  • البرهان وحميدتي.. “سباق الحكومتين” يعقد فرص حل الصراع في السودان
  • ما وراء انقسامات التنظيمات التي تحالفت مع الدعم السريع؟
  • السودان يستنكر استضافة كينيا اجتماعا لقيادات الدعم السريع
  • السودان: قوات الدعم السريع قتلت 433 مدنيا بولاية النيل الأبيض
  • هجوم لقوات الدعم السريع يحول مخيما للنازحين في السودان "ساحات موت"