الثورة /
حظيت عمليةُ استهداف وإحراق السفينة اليونانية (سونيون) في البحر الأحمر باهتمامَ كبير من قبل وسائل الإعلام الأمريكية، التي اعتبرت أن العملية تعد انعكاساً لتطوُّرٍ جديد في تكتيكات القوات المسلحة اليمنية.
وتعليقاً على المشاهد التي بثها الإعلام الحربي لإحراق السفينة (سونيون) قالت صحيفة “فايننشال تايمز” الأمريكية: إن “تفجير السفينة يمثل تكتيكاً جديداً” مشيرة إلى أنه منذ بداية العمليات اليمنية تم إغراق سفينتين (روبيمار) وَ(وتوتور) ولكن “هذه المرة الأولى التي يتم فيها تفجير سفينة مهجورة”.

فيما قالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية: إن “تحليل مشاهد الفيديو يشير إلى أن ثلاثة انفجارات متزامنة ضربت سطح السفينة؛ وهو ما يعكس هجوماً تم تنفيذه باستخدام متفجرات مزروعة، وليست ضربة بصاروخ أَو طائرة بدون طيار”.

واعتبرت مجلة “ماريتايم إكسكيوتيف” الأمريكية المختصة بالشؤون البحرية أن العملية تعكس “تغييرًا واضحًا في استراتيجيات” القوات المسلحة اليمنية، مشيرة إلى أنه “في المراحل الأول، كان يتم إطلاق هجوم واحد على سفينة، ثم الانتقال إلى هدفهم التالي، ولكن في الآونة الأخيرة، تمت مهاجمة نفس السفينة عدة مرات باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب المختلفة”، ولفتت إلى أن هذا الأُسلُـوب الجديد لوحظ خلال الأسابيع الأخيرة.
وبحسب هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية فقد تعرضت السفينة (سونيون) للهجوم حوالي ست مرات، تضمنت إطلاق نار مباشر من زوارق مأهولة، وإطلاق أربعة “مقذوفات”، وأكّـدت القوات الأُورُوبية أن هجوماً لاحقاً استهدف السفينة بزورق مسيَّر، وذلك قبل أن يتم إحراقُها.
وتعرضت السفينة (إس دبليو نورث 1) للمطاردة بعدة هجمات من خليج عدن إلى البحر الأحمر، قبل أن تصاب أخيرًا بزورق مسيَّر أَدَّى إلى تضرُّرها.
وكانت القوات المسلحة اليمنية، أعلنت الخميس الماضي استهداف سفينتين في البحر الأحمر بعددٍ من الزوارق الحربية والصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة.، حيث استهدفتْ سفينةَ (SOUNION) النفطية التابعةَ لشركةٍ التي تتعاملُ مع العدوِّ الإسرائيلي وانتهكتْ قرارَ حظرِ الدخولِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلة»، مؤكدة «أنّ السفينة أصيبت إصابةً دقيقةً ومباشرةً أثناءَ إبحارِها في البحرِ الأحمرِ
كما استهدفتْ سفينةَ (Sw North Wind I) التابعةً لشركة تتعامل مع العدو الإسرائيلي مؤكدة «أن السفينة أصيبتْ بشكلٍ مباشر ودقيق وذلك أثناء إبحارها في خليج عدن والبحر الأحمر.
يأتي ذلك في وقت اعترفت بريطانيا بفشل التحالف الذي تقوده مع أمريكا، في إيقاف عمليات القوات اليمنية بحظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر إسنادا لقطاع غزة .
وقالت صحيفة (التلغراف) البريطانية إن “اليمنيين يهزمون البحرية الأمريكية والعمليات العسكرية فشلت في البحر الأحمر”.
وأضافت أن “العمليات من اليمن شهدت تصاعدًا في العدد والتنوع بما في ذلك الطائرات والصواريخ المُجنحة والباليستية وعمليات اقتياد سفن “. مؤكدة أن “ الوجود الأمريكي والبريطاني تراجع في المنطقة “.
ولفتت إلى “أن بريطانيا تواجه نقصاً في السفن الحربية القابلة للعمل “.
إلى ذلك أوضحت مجلةٌ أمريكية، أن واشنطن اختارت إنفاقَ مليار دولار من الذخائر التي يصعُبُ الحُصُولُ عليها؛ مِن أجلِ اعتراض صواريخ وطائرات القوات اليمنية.
وأشَارَت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، في تقرير حديث لها الأحد، إلى أن التحدي الذي يشكله اليمن يُشغل ثلث قوة حاملات الطائرات الأمريكية؛ مما يقلل من تواجدها في مناطقَ أُخرى ذات أهميّة استراتيجية.
وذكرت المجلة أن الولايات المتحدة خصصت جزءًا كَبيراً من أسطول حاملات الطائرات لمواجهة التهديد القادم من اليمن، مؤكّـدة أن الإدارة الأمريكية تتبع استراتيجيةً مُكلفة وغير فعالة في البحر الأحمر عبر تخصيص موارد كبيرة دون تحقيق نتائج ملموسة.
وكانت مجلة “ناشيونال إنترست” قد أكّـدت في تقرير سابق لها، أن عصر حاملات الطائرات البحرية القوية قد انتهى، وأصبحت الصواريخ والأسلحة التي تفوقُ سرعتُها سرعةَ الصوت هي القاعدة في الحرب الحديثة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تقرير: أبرز الهجمات التي نفّذها أنصار الله على السفن التجارية قبالة سواحل اليمن

دبي, "أ ف ب": على مدى الأشهر العشرة الماضية، نفّذت حركة "أنصار الله" عشرات الهجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب، بصواريخ ومسيّرات بحرية وجوية من مناطق سيطرتها في اليمن.

ويقول أنصار الله إن السفن التي يستهدفوها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إليها، في ما يعتبرونه دعما لفلسطينيي قطاع غزة حيث تدور حرب دامية منذ السابع من أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس.

ومنذ أن شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ضربات مشتركة على مواقع تابعة لهم في اليمن، بات أنصار الله يستهدفون سفنا يعتقدون أنها على صلة بالبلدين.

لكن من بين نحو مئة سفينة مستهدفة بحسب تعداد "مركز المعلومات البحرية المشترك" الذي يديره تحالف بحري غربي، تسببت فقط بضع هجمات بسقوط ضحايا أو بأضرار جسيمة.

في ما يأتي أبرز العمليات التي نفّذها أنصار الله:

خطف "غالاكسي ليدر"

في 19 نوفمبر 2023، نفّذ أنصار الله إنزالا على السفينة "غالاكسي ليدر" في البحر الأحمر وخطفوها مع طاقمها المؤلف من 25 فردًا من جنسيات مختلفة.

اقتادوا السفينة إلى ميناء الصليف في محافظة الحُديدة الخاضعة لسيطرتهم، وسرعان ما رفعوا عليها أعلام اليمن وفلسطين وشعارات منددة بإسرائيل والولايات المتحدة وبدأوا بتنظيم زيارات لليمنيين على متنها.

والسفينة ناقلة مركبات تشغلها شركة يابانية وتملكها شركة بريطانية مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.

ولا يزال أفراد الطاقم محتجزين لدى الحركة. وقد ظهروا في صور يلفّون الكوفيات الفلسطينية على أكتافهم، أثناء لقائهم وفدا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مايو 2024.

وشكلت هذه العملية باكورة هجماتهم على السفن التي تكثّفت في الأشهر اللاحقة، رغم تشكيل واشنطن تحالفا دوليا لـ"حماية" الملاحة البحرية في ديسمبر وشنّ ضربات مشتركة مع لندن بهدف ردعهم منذ يناير 2024.

غرق "روبيمار"

في 18 فبراير 2024، ألحق هجوم صاروخي أضرارا جسيمة بالسفينة "روبيمار" في البحر الأحمر، ما دفع إلى إجلاء طاقمها المؤلف من 24 فردا إلى جيبوتي المجاورة.

وتسبب الهجوم على سفينة الشحن التي تديرها شركة لبنانية، بتسرّب المياه إليها وخلّف بقعة نفط بطول 18 ميلا، ما أثار مخاوف من كارثة بيئية.

بعد تعثّر محاولات قطرها إلى ميناء آمن، غرقت السفينة في الأول من مارس، مع حمولتها البالغة 22 ألف طنّ من سماد فوسفات الأمونيوم الكبريتي، ما أثار مخاوف من كارثة بيئية في البحر الأحمر.

وأرسلت الأمم المتحدة خبراء لتقييم المخاطر. في الثامن من مارس، أكدت منظمة "لوسيدر" (الأرزة)، وهي إحدى المنظمات التي فوّضتها الأمم المتحدة، أن غرق روبيمار لا يمثل "خطرا فوريا" على البيئة.

3 قتلى في استهداف "ترو كونفيدنس"

في السادس من مارس، أصابت صواريخ سفينة "ترو كونفيدنس" في خليج عدن، ما تسبب بمقتل ثلاثة من أفراد الطاقم، بينهم فيليبينيان، وإصابة أربعة آخرين على الأقلّ.

وأجلت البحرية الهندية أفراد الطاقم الـ21، بينهم 13 فيليبينيا، إلى جيبوتي.

وجرى قطر ناقلة البضائع المملوكة من ليبيريا والتي لحقت بها أضرار جسيمة، إلى ميناء الدقم في سلطنة عُمان.

غرق "توتور"

في 12يونيو، أُصيبت السفينة "توتور" بأضرار كبيرة جراء استهدافها في البحر الأحمر، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد طاقمها من الجنسية الفيليبينية.

وتسبب الهجوم بتسرب المياه إليها ودفع إلى إجلاء طاقمها.

وبعد أيام، غرقت ناقلة البضائع "توتور" المملوكة من شركة يونانية، لتصبح بذلك ثاني سفينة تغرق جراء هجمات الحوثيين. ولم تُعرف طبيعة حمولتها.

هجوم على "سونيون"

في 21 أغسطس، تسبب هجوم على السفينة "سونيون" قبالة سواحل الحُديدة، إلى اندلاع حريق على متنها وفقدان قوة محرّكها.

في اليوم التالي، أجلت فرقاطة فرنسية تابعة للبعثة البحرية الأوروبية في البحر الأحمر "أسبيدس"، أفراد الطاقم البالغ عددهم 25 شخصا إلى جيبوتي وباتت السفينة اليونانية التي تحمل 150 ألف طن من النفط الخام تشكل "خطرا ملاحيا وبيئيا".

بعد أيام، نشر الحوثيون مقطع فيديو يُظهر تفخيخ ناقلة النفط وتفجيرها، ما تسبب باندلاع حرائق عدة على متنها، قبل "السماح" بسحبها.

وفي الثالث من سبتمبر، أعلنت "أسبيدس" أنّ "الظروف غير مؤاتية" لقطر الناقلة المشتعلة، محذرة من احتمال حدوث كارثة بيئة "غير مسبوقة" في المنطقة.

بقلم أماندا معوّض

مقالات مشابهة

  • التحالف الأوروبي: سفينة “سونيون” لا تزال مشتعلة منذ 22 يومًا دون تسرب نفطي
  • البعثة الاوروبية: السفينة “سونيون” لا تزال تحترق ولا يوجد تسرب نفظي
  • «اصطياد» المسيّرات الأمريكية: خطط واشنطن البديلة لا تعمل
  • هجوم يمني جديد هو الثالث خلال يومين في البحر الأحمر والقوات الأمريكية تتحفظ
  • أصعب خيارات واشنطن في اليمن
  • التايمز البريطانية: استمرار اضطرابات سلسلة التوريد البريطانية نتيجة العمليات اليمنية
  • صعود القوات اليمنية.. قراءة لتطوّرات العمليات البحرية الأخيرة
  • تعليق قوي من أحمد موسى على وجود القوات المصرية في الصومال: أشقاء وجيران
  • القوات المسلحة اليمنية تواصل التنكيل بالطائرات الأمريكية.. إسقاط الطائرة التاسعة من إم كيو 9
  • تقرير: أبرز الهجمات التي نفّذها أنصار الله على السفن التجارية قبالة سواحل اليمن