رسميًا … يوان باربيت يوقع للرياض
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
ماجد محمد
أعلنت إدارة نادي الرياض رسميًا التعاقد مع المدافع الفرنسي، يوان باربيت، خلال الميركاتو الصيفي الحالي.
وكانت مصادر رياضية كشفت أن اللاعب الفرنسي توصل لاتفاق نهائي مع الرياض، بعد أن أصبح لاعبًا حرًا، بعدما أعلن نادي بوردو الفرنسي إفلاسه.
وسبق للاعب الفرنسي اللعب لنادي برينتفورد الإنجليزي ونادي كيو بي آر الإنجليزي، وسيوقع عقداً لمدة موسم واحد مع نادي الرياض.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الرياض
إقرأ أيضاً:
السوداني الحاكورجي … السوداني الوطنجي
السوداني الحاكورجي … السوداني الوطنجي …
(هذا المقال مكرر من 1 أبريل 2023م وبعده بإسبوعين إندلعت الحرب).
هل كنا نفهم بعضنا جيدا ؟؟
هذا ما اتضح لي يا صديقي بعد كد وبحث وقراءات على مدى لا يقل عن عامين : لم نكن نفهم بعضنا لا جيدا ولا أقل من ذلك.
هناك في هذا البلد مفهومين وثقافتين مختلفتين تماما فيما يتعلق بالعلاقة بالأرض.
مفهوم وثقافة الحاكورة وما يتعلق بها من حقوق وواجبات.
مفهوم وثقافة الإنتفاع من الأرض من خلال سلطة الدولة وما يتعلق بهذا المفهوم من حقوق وواجبات.
وسأطلق على السوداني المعتنق لثقافة الحاكورة : الحاكورجي.
وسأطلق على السوداني المعتنق لثقافة الإنتفاع من خلال سلطة الدولة : الوطنجي.
السوداني الوطنجي إنسان طيب … ساذج … على نياته ، ذلك أنه قد تبنى الثقافة الوطنجية من خلال النشأة والبيئة وما يتعلق بهما من ممارسات الإذعان والخضوع لسلطة الدولة التي تنظم وتدير عملية الحصول على الأرض سواء بالملك الحر أو المنفعة.
الوطنجي ليحصل على قطعة أرض ربما يقدم للخطة الإسكانية وينتظر سنوات وسنوات وكان لي صديق أخبرني يوم حصوله على قطعة أنه قدم لها منذ عشر سنوات !! أو بالشراء من حر ماله ، أو بالميراث ، وهو في كل الحالات خاضع لسلطة الدولة متحركا من خلال أدواتها من تسجيلات أراضي ومصلحة أراضي ومحامين وهلمجرا ، وفي كل تلك المساعي الدؤوبة لا يحتاج لتدخل من سلطان ولا ملك ولا شيخ.
السوداني الحاكورجي ينقسم بدوره إلى فئتين هما :
المالك والمستضاف.
المالك هو إبن القبيلة المالكة للأرض وهو في منطقته حيث الحاكورة أو حتى خارجها حيث يعيش داخل السودان أو خارجه تجده يرفع شعار : الحاكورة للقبيلة … والعيشة للجميع.
المستوطن هو إبن القبيلة أو المجموعات الغير المالكة للأرض والتي تعيش داخل الحاكورة وله حقوق وعليه واجبات.
هذه المعادلة ( الحاكورة للقبيلة … العيشة للجميع ) تترتب عليها أمور وأشياء.
من هو من الفئة المالكة المحتكرة تجده وقد تجذرت عبر الأجيال في عقله ووجدانه روح السيطرة والاستعلاء والإحساس بالحق الموروث إزاء الآخرين من فئة المستضافين المتعايشين معه داخل الحاكورة ، وهذه المشاعر الوجدانية قد لا يكون لها علاقة بوضعه المادي بمعايير الفقر أو الغنى ، لا ، قد يكون المحتكر مالك الأرض فردا فقيرا وعاملا لدى آخر غني وثري من فئة المستضافين ولكنك تجد لدى المحتكر إحساسا بالقوة والتفوق تجاه المالك المستضاف وإن كان رب عمله وغنيا وثريا.
أما المستضاف فهو من قبيلة أو مجموعات مستضافة داخل الحاكورة لكنه علم منذ الميلاد والطفولة والنشأة والممارسة ما يترتب على وضعه باعتباره محكورا إن صح التعبير.
علم محكوريته وتقبلها وأذعن لها لأنها خياره الوحيد ولا مناص له منها ولا مهرب طالما رضي أن يظل داخل الحاكورة.
بناءا عليه فأن الوطنجي مثلي ومثلك لو قدر له أن يعيش ضمن فئة المستضافين في حاكورة غير قبيلته فعليه أن يلتزم بقاعدة : يا غريب خليك أديب.
عليه كمستضاف أن يؤدي نسبة من حصاد محاصيله وأنعامه لرأس القبيلة مالكة الحاكورة.
عليه أن يفهم أنه يمكن أن يتم حرمانه من حقوق الإقامة والطرد طالما تعدى حدودا معينة وأن من يحاسبه على التعدي بل ويحدد ما هي الحدود والمعايير التي يجب عليه ألا يتعداها هي سلطة القبيلة المالكة للأرض وليس سلطة الدولة التي ربما لا يعرفها ولا يحتاج إليها في علاقته بالأرض.
السوداني الخطير والسوداني الأخطر :
وهناك سوداني ثالث خطير وهو الحاكورجي الذي يخرج من جغرافيا الحاكورة إلى جغرافيا الوطنجية فيعيش ويرفع بطاقة المواطنة ويكتسب كل حقوقها في تملك الأرض ، أما الأخطر فهو المستضاف الذي خرج من جغرافيا الحاكورة إلى جغرافيا الوطنجية فوجد فيها من الحقوق ما لم يكن يحلم به من تملك الأرض والحقوق المرتبطة بالدولة على قدم المساواة مع الوطنجية حيث لا سيطرة لسلطان الحاكورة الذي يأخذ نصيبا معلوما من انتاجه الزراعي أو الحيواني أو المعدني مقابل استضافته في أرض الحاكورة.
وعند التأمل يبدو لي أن فئة المستضافين هذه هي التي أعطت النزوح الداخلي زخمه فمن ذا الذي يجد نطاقا جغرافيا يتحرر فيه من قيود وأغلال الحاكورة ثم يفكر بالعودة ؟
ولكن هذا الرافع لراية الوطنجية مع الوطنجيين بينما كان مستضافا في حاكورة بدأ في رفع عقيرته بسلاح التظلم ساعيا للحصول في جغرافيا الوطنجية على ما لم يكن يجروء على مجرد أن يحلم به هناك حيث كان مستضافا !!
أما الأعجب من كل ذلك فهو حين يحدث خلاف ما داخل الحاكورة بما يهدد حقوق السيادة والملكية للقبيلة المالكة ، فحينئذ يدعو داعي نداء القبيلة مستثيرا الحمية القبلية فتجد جميع أفرادها وقد وضعوا جانبا بطاقات الوطنجية ولبواء النداء من جميع أرجاء جغرافيا الوطنجية … من القضارف وكسلا والسوكي والمناقل وسنار وبورتسودان وهلمجرا … ينفر الحاكورجية خفافا وثقالا رجالا وركبانا محتشدين في الحاكورة رافعين شعار الحاكورة للقبيلة والمعيشة للجميع.
هذا السودان لن يستعدل في ظل هذه الشيزوفرانيا ، إما أن يكون كله حاكورجية أو كله وطنجية.
#كمال_حامد ????