قانون أسترالي يسمح للموظفين بعدم الرد على المكالمات ورسائل البريد الإلكتروني خارج ساعات العمل
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
أصبح بإمكان الموظفين الأستراليين الآن تجاهل الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالعمل خارج ساعات الدوام بعد إصدار قانون "الحق في الانفصال" الذي دخل حيز التنفيذ يوم الاثنين، والذي صمم للحد من دخول الرسائل والمكالمات المتعلقة بالعمل إلى الحياة الشخصية.
وهذا يعني أنه لا يمكن معاقبة الموظفين في معظم الحالات لرفضهم قراءة الرسائل أو الرد على مكالمات أصحاب عملهم خارج ساعات الدوام.
يقول المؤيدون إن القانون يمنح الموظفين والعمال الثقة للوقوف ضد اختراق حياتهم الشخصية من خلال رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والمكالمات الخاصة بالعمل، وهو اتجاه نما خلال جائحة كوفيد-19 عندما كان هناك تداخل بين الحياة الشخصية والعمل.
وقال جون هوبكنز الأستاذ المشارك في جامعة سوينبورن للتكنولوجيا إنه قبل امتلاك التكنولوجيا الرقمية لم يكن هناك انتهاك للحياة الشخصية، وإن الناس كانوا يعودون إلى منازلهم في نهاية الدوام دون وجود اتصال بالعمل حتى اليوم التالي.
وأضاف أنه أصبح من المعتاد الآن على مستوى العالم تلقي رسائل البريد الإلكتروني والرسائل القصيرة والمكالمات الهاتفية خارج تلك الساعات، حتى أثناء العطلات.
وفقًا لمسح أجراه معهد أستراليا العام الماضي، عمل الأستراليون ما معدله 281 ساعة من العمل الإضافي غير مدفوع الأجر في عام 2023، ما يقدر ب بنحو 130 مليار دولار أسترالي (88 مليار دولار).
ووضع هذا التغيير أستراليا على قائمة مجموعة من الدول تضم حوالي عشرين دولة، معظمها في أوروبا وأمريكا اللاتينية، لديها قوانين مماثلة.
Relatedشاهد: تعرض عشرات الموظفين للضرب في أكبر معمل لصناعة هواتف الآيفون بالعالمفي ظلّ تضخم مرتفع.. قائمة بأفضل 3 بلدان أوروبية للعمال والموظفينتعرّف على الجانب المظلم للتكنولوجيا وتأثيرها السلبي على الموظفين عقوبة على شركة طلبت من موظف إبقاء هاتفه متاحافرضت شركة "بايونير فرانس" تغييرات وقواعد في عام 2017، ووضعت غرامة مبدئية بعد سنة على شركة مكافحة الآفات "رينتوكيل" بقيمة 60 ألف يورو (66700 دولار) بسبب مطالبة الموظف فتح هاتفه دائمًا.
قالت راشيل عبد النور التي تعمل في مجال الإعلان إن التغييرات ستساعدها على فصل العمل عن الحياة الشخصية في مجال يعمل فيه العملاء في ساعات مختلفة غالبا. وأضافت لرويترز "إننا نقضي الكثير من وقتنا متصلين بهواتفنا، ومتصلين برسائل البريد الإلكتروني طوال اليوم، وأعتقد أنه من الصعب حقًا إيقاف تشغيله".
قانون "الحق في الانفصال"...استثناءات في حالات الطوارىءما يزال القانون يسمح لأصحاب العمل بالاتصال بموظفيهم الذين لا يمكنهم رفض الاستجابة إلا عندما يكون ذلك معقولاً، للتعامل مع حالات الطوارئ والوظائف ذات ساعات العمل غير المنتظمة.
ومن المقرر أن تختص لجنة العمل العادلة (FWC) في قياس ذلك، أي في تحديد معقولية الرفض. ويجب أن تأخذ في عين الاعتبار دور الموظف وظروفه الشخصية وكيف تم الاتصال به ولماذا.
وتمتلك اللجنة سلطة إصدار أمر "وقف وكف"، وفي حالة الفشل في ذلك، تفرض غرامات تصل إلى 19000 دولار أسترالي للموظف أو ما يصل إلى 94000 دولار أسترالي للشركة.
وقالت مجموعة الصناعة الأسترالية - وهي مجموعة أصحاب عمل- إن الغموض حول كيفية تطبيق القاعدة الجديدة في العمل من شأنه أن يخلق ارتباكًا للرؤساء والموظفين. وأضافت أن الوظائف ستصبح أقل مرونة، الأمر الذي سيؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد.
وبينت المجموعة يوم الخميس إن القوانين لم تترك إلا القليل من الوقت لأصحاب العمل للاستعداد، وإنها قُدمت دون تشاور مكثف وعميق حول تأثيرها عمليا.
وقالت رئيسة مجلس النقابات العمالية الأسترالي ميشيل أونيل إن القانون سيمنع العمال من دفع ثمن التخطيط السيئ من قبل الإدارة.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بسبب إضراب الموظفين.. إغلاق برج إيفل ليوم واحد العمل بلا أجر أو الذهاب إلى المنزل.. الإدارة الأمريكية تبلغ الموظفين بـ"إغلاق" وشيك سوناك يدعو إلى وقف الإضرابات بعد الموافقة على زيادة أجور ملايين الموظفين قوة العمل عمال حياة مهنية ظروف العمل مال وأعمال حقوق العمالالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة فولوديمير زيلينسكي إسبانيا روسيا ألمانيا إسرائيل غزة فولوديمير زيلينسكي إسبانيا روسيا ألمانيا قوة العمل عمال حياة مهنية ظروف العمل مال وأعمال حقوق العمال إسرائيل غزة فولوديمير زيلينسكي إسبانيا روسيا ألمانيا تكنولوجيا كورسك لبنان المغرب هجوم مهاجرون السياسة الأوروبية البرید الإلکترونی یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
عمّال البناء في رمضان.. إرادة لا تنكسر لأجل لقمة العيش
تحت شمس الظهيرة وبين أسقف بنايات عالية تُكتب قصة صيامٍ مختلفة في قلب مواقع البناء، من هنا يتحوّل عرق الجبين إلى شاهد على الإرادة، والقماش المبلل لتفادي وهج الظهيرة، يقف عمال البناء يصارعون الجوع والعطش وذكريات الأوطان البعيدة، ساعات الصيام في رمضان تقاس بعدد الأحجار التي ينهون تصفيفها قبل أذان المغرب، يجتمعون من مختلف الجنسيات على موائد إفطار بلا زخارف، تُضاء بضحكات تُخفي دموع الغربة، ووجبات يطبخونها بأيديهم، وأحيانا تصلهم مبادرات مجتمعية.
خلال الأسطر القادمة تغوص "عُمان" في عالم لا يعرف الموائد الفاخرة، ولا الفوانيس والإضاءات الرمضانية المضيئة، عالم تُختزل فيه روح الشهر الفضيل في قطرة ماء وصمود يومي يُعيد تعريف معنى "الروح الرمضانية".
مع أول خيوط الفجر، يتناول محمد حنيف علي سحوره بسرعة قبل أن يبدأ يومه، بينما ينتظر أذان الفجر لبدء الصوم، يعد نفسه لساعات من العمل الشاق تحت أشعة الشمس، قال "أبدأ عملي الساعة السادسة والنصف صباحا وأنتهي عند الساعة الخامسة مساءً وأحيانًا الساعة الرابعة والنصف، وأشعر بالتعب في حدود الساعة الثانية ظهرًا وأن طاقتي قاربت على الانتهاء" هكذا بدأ حديثه محمد حنيف - عامل بناء وهو يمسح عرقه الممزوج بغبار الأسمنت.
وتنهد وأكمل مبتسمًا "تم تقليل عدد ساعات العمل من عشر ساعات إلى تسع ساعات فقط ولدينا استراحة ساعة واحدة خلال فترة العمل".
ويضيف محمد عبد الحسين: نصرُّ على الصوم رغم مواجهة بعض التحديات، وعند الإفطار أشعر أن تعبي ذهب برضا الله وهذا يكفيني".
أما علم عبدالعلي فحوَّل موقع البناء إلى مائدة أمل، عند الساعة الخامسة عصرا يُنهي علم عمله في البناء لكن يومه لم ينتهِ بعد، بينما يسرع زملاؤه للاستحمام وأخذ قسط من الراحة استعدادًا لتناول الإفطار، يذهب علم الذي يرتدي حذاءً مهترئا لإعداد بعض الوجبات البسيطة ليشعر زملاؤه بالدفء الأسري، حيث حوَّل علم عبدالعلي زاوية في موقع العمل إلى "مطبخ مؤقت" عبارة عن صندوق خشبي يضم موقدا صغيرا وأواني قديمة وبعض البهارات، ورغم التعب ينعش علم المكان برائحة الأرز والعدس لأنها الوجبات المفضلة لزملائه.
ويعلّق محمد عبد الحسين قائلا: "نجتمع على الفطور نضحك ونتبادل الأحاديث وبينما يوزع علم الطعام أشعر أنني وسط عائلتي، حيث إن طعم الأكل ليس مهما، بل دفء علم عبدالعلي الذي يطعمنا كأبنائه له شعور مختلف". ويتوقف للحظة ويشرح بكلمات أكثر بساطة وهو يمسح وجهه المغبّر بكم قميصه "لم يغيّر علم عبدالعلي موقع البناء إلى مائدة طعام فحسب، بل صنع ألفة بين عمّال من مختلف الدول، فأطباقه البسيطة تُذيب حدود الغربة، وتثبت أن روح شهر رمضان المبارك قادرة على إيجاد الفرح حتى بين أعمدة الحديد والإسمنت".
وكان إقبال أبو البشر يقف بعيدا ويلف رأسه بقطعة قماش مبللة بالماء واقترب وقال: "الصوم وقت العمل تحت الشمس معجزة، ورمضان هذا العام جاء كريما حتى بطقسه فالجو لطيف ليلا ومعتدلا نهارا، ولا أخفي شعوري بحرارة الشمس فوق رأسي بعض الأوقات مثل اليوم!".
وعن سؤالنا لماذا تضع قطعة القماش المبلولة على رأسك قال "منذ أولى ساعات العمل أغمس قطعة القماش في دلو ماء وألفها حول رأسي وكل ساعة أُعيد تبليلها لأنها تحميني من حرارة الشمس وتقلل شعور العطش والجفاف لديّ". ويستكمل بعد تبليله لقطعة القماش "عند الإفطار أول جرعة ماء تذوّب التعب، نحن هنا نعمل من أجل أسرنا البعيدة التي تنتظر منا مصروفا شهريا لمتطلباتهم واحتياجاتهم".
ويختتم محمد حنيف قائلا: "سلطنة عمان بلد كريم والعمانيون شعب طيب ومبتسم دائما، في بعض الأحيان تصلنا وجبات ساخنة من متبرعين، ولكننا نعتمد على زميلنا علم عبدالعلي في إعداد الفطور بوجبات بسيطة نتشاركها معا، وينتهي يومنا بعد رجوعنا من صلاة التراويح مشيا على الأقدام، ونستعد ليوم عمل جديد".