هدى الطنيجي (أبوظبي)
في ظل الأنشطة المدرسية المتعددة للأسر مع بدء العام الدراسي الجديد يتعين عليها الحرص على إعداد صندوق طعام مناسب للأطفال يمنحهم الطاقة والصحة اللازمة ليومهم، ولا يمكن إهمال أهمية الطعام بأي وجه من الوجوه، إلا أنه ببعض الإبداع والدقة، سيتمكن أولياء الأمور من إعداد وجبات بشكل جيد ليكون يومهم الدراسي مثمراً وعامراً بالصحة والحيوية.

صندوق طعام
قالت الدكتورة رانيا ديب، استشارية طب الأطفال في عيادات هيلث بلاس لصحة الأسرة: مهمة إيجاد الخيارات الغذائية المتوازنة لفطور الأطفال وغدائهم أمر مهم جداً مع العودة إلى المدارس، وتحضير صندوق طعام غني ومتوازن يؤثر بشكل مباشر على نمو الطفل وتطوره وصحته، لذا يتعين اختيار المكونات التي تمنح الطاقة والتركيز، والتخطيط المسبق في إعداد ذلك وتخصيص الوقت أسبوعياً لوضع خطة لمكوناته، والهدف جمع لونين على الأقل من الفواكه والخضراوات، فهذا لا يعزز من جاذبيته فحسب، بل يضمن حصول الطفل على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الضرورية، ويمكن إضافة بعض الجزر والطماطم الكرزية وقطع الخيار والتفاح والتوت لتعزيز إقبال الطفل على الطعام.
وأضافت: يتعين اختيار وجبات خفيفة صحية إذ تمنحه دفعة سريعة من الطاقة بين الوجبات إلا أنها يحب أن تكون خالية من السكريات المضافة وغنية بالمغذيات وتجنب الأطعمة المعالجة مثل رقائق البطاطس والبسكويت، والتي قد تكون سبباً لانخفاض سريع في مستويات الطاقة خلال اليوم.

أخبار ذات صلة الإمارات تحتفي غداً بـ «يوم المرأة الإماراتية» الشيخة فاطمة: أوصيكم بالجد والاجتهاد

الأطعمة الصحية
وقالت شيماء ماضي، أخصائي تغذية علاجية في مدينة الشيخ شخبوط الطبية: يمكن للأهل تقديم أغذية صحية للأطفال بطريقة بسيطة وممتعة عبر تحضير وجبة إفطار متوازنة وإشراكهم في التحضير، وكذلك تجهيز وجبة غذاء غنية تحتوي عناصر متعددة، مع تغيير المكونات بانتظام للحفاظ على تنوع الطعام وتحضير وجبة عشاء صحية، باستخدام الأعشاب والتوابل مع وجبات خفيفة مغذية تحتوي على بروتين أو ألياف مع شرب الماء بدلاً من المشروبات السكرية وتحديد أوقات وجبات منتظمة مع العائلة. وذكرت أن الأطعمة الصحية تتضمن الفواكه الطازجة والخضراوات والزبادي قليل الدسم  والمكسرات والوجبات الخفيفة الكاملة والسندويتشات الصحية والحبوب الكاملة وتوفير هذه الأطعمة يساعد الطلاب الحفاظ على طاقاتهم وتركيزهم طوال اليوم الدراسي.
وأشارت إلى أن بعض الأطعمة يمكن أن تضر بصحة الطلاب وتؤثر سلباً على ذاكرتهم وتركيزهم منها الغنية بالسكر والعالية بالدهون المشبعة والمعلبة والوجبات الثقيلة والدهنية والمليئة بالملونات الصناعية، حيث يجب تجنب هذه الأطعمة وتفضيل الخيارات الصحية يمكن أن يساعدهم في الحفاظ على طاقاتهم، وتحسين تركيزهم وذاكرتهم.

حياة صحية
أكدت فاطمة بن عمار اختصاصية التغذية في مدينة برجيل الطبية، أن التغذية السليمة تعتبر أساس الحياة الصحية وتعد جزءاً مهماً في حياة الطلاب في المؤسسات التعليمية باختلاف مستوياتها، نظراً لتأثيرها المباشر وغير المباشر على الاستيعاب والقدرة على التركيز، والأداء الأكاديمي والنمو الجسدي والنفسي ويعمل الغذاء المتوازن والأطعمة الصحية على تحسين مستويات الطاقة ودعم جهاز المناعة، وتعزيز الصحة العامة للأطفال في مراحل النمو المختلفة. لذا، يجب الاهتمام نحو توفير وجبات غذائية سليمة خلال ساعات الدراسة، سواء الوجبات المعدة في المنزل أو التي تباع في المدرسة. وأوضحت أن وجبة الإفطار في الصباح تعتبر من أهم الوجبات في اليوم، حيث تعمل على مد الجسم بالطاقة اللازمة لبدء اليوم الدراسي بنشاط وحيوية، ولابد من احتواء وجبة الإفطار الصحية على مزيج من الكربوهيدرات المعقدة والبروتينات والدهون الصحية، والتي تمثل الخيار الأفضل والتركيبة المثلى للوجبة. وشددت على أن وجبة الإفطار هي الوجبة الأساسية الأولى التي يبدأ بها الطلبة يومهم الدراسي الطويل، والتي يفضل تناولها في المنزل قبل الانطلاق للمدرسة، كما أن هناك وجبة منتصف النهار الخفيفة (بين الحصص) والتي تعمل على استمرار النشاط ومد الجسم بالطاقة. ولفتت إلى أن تحقيق الوجبة المتوازنة يتطلب وجود مجموعة من العناصر الغذائية المتنوعة في الوجبة ولا يقتصر الغذاء السليم المتكامل للطلبة على وجبة الإفطار فقط، بل يتعدى ذلك لوجبة الغداء والعشاء، والتي تضمن حصول الطالب على العناصر الغذائية الأساسية والتي تساعده على الاستذكار والدراسة وأحياناً الاستعداد للامتحانات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: العام الدراسي الجديد الإمارات الدراسة المدارس العودة إلى المدارس العودة للمدارس وجبة الإفطار

إقرأ أيضاً:

غزة: وجبات الموت على موائد الإنسانية

من الصعب أن يجد المرء مفردة ملائمة يمكن لها أن تصف وتستوعب هول ما يحدث في غزّة سوى الشر. شرّ مطلق تحرّر حتى من الحد الأدنى من القيود والضوابط والروادع، التي مهما كانت شكلية، فإنها، أحياناً، تنجح في لجم وكبح الشرّ المتوحّش الكامن وتحدّ من تمظهراته.

هذا شر متحرّر من كل الأطُر والتخريجات، التي تبرّر تبعاته وتعقلنه، وتجد له الأعذار بعد وقوعه. فغالبية المجتمع الإسرائيلي، حسب الاستطلاعات التي نشرت مؤخراً، تؤيّد التطهير العرقي ومحق الفلسطينيين. وهناك عشرات، بل مئات التصريحات والتسجيلات المتاحة التي يظهر فيها ساسة وصحافيون ومواطنون إسرائيليون، يطالبون بتسوية غزة وتحويلها إلى «موقف سيارات» وطرد أهلها، وحتى استخدام السلاح النووي.

65% من الإسرائيليين لا يعتقدون أن هناك «أبرياء» في غزّة، وقد شاهد العالم بأسره منذ بدء حرب الإبادة ما يكفي ويفيض من لقطات سجّلها جنود يتلذذون ويحتفلون بساديّة بجرائمهم. المجتمع الإسرائيلي اليوم في مرحلة متقدمة من الهيجان الإبادي، يهلّل فيها للقتل كما لو كان رياضة، حتى المظاهرات المعارِضة التي تخرج في تل أبيب والتي تكثر وسائل الإعلام العربية، والغربية، من التركيز عليها، ليس جمهورها عموماً ضد الحرب والإبادة بالمطلق، بل تنحصر مطالبها بوقف إطلاق النار لاستعادة الأسرى، ويمكن استئناف الحرب بعد ذلك.

لكن لكل هذا الشر المطلق والجرائم الفظيعة المقترفة يومياً، شُركاء وحلفاء، من أنظمة قريبة، وأخرى بعيدة، ومنظومة شركات أسلحة ومعلومات ومؤسسات أمنية وإعلامية تنتظم وتتضافر في محوره. في خطاب ألقاه في 2002 استخدم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن مصطلح «محور الشر» لوصف العراق وإيران وكوريا الشمالية، باعتبارها دولاً تدعم الإرهاب آنذاك.

وكان ذلك لتجييش الرأي العام الأمريكي والعالمي لاحتلال العراق. وكان أحد كتبة الإمبراطورية، ديفيد فروم، قد اقترح «محور الكراهية» لكن كاتب خطابات بوش استقرّ على «محور الشر». وأنا أكتب هذه السطور، وقّع 100 من صحافيي هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» رسالة يؤكدون فيها أنهم أُجبروا منذ بدء حرب الإبادة على تقديم خدمات علاقات عامة لإسرائيل.

ومن إنجازات محور الشر ما يسمّى «مؤسسة غزة الإنسانية» التي تقتل العشرات من الغزيّين الجوعى العزّل، الذين يتوجهون إلى مراكز التوزيع الأربعة (أو مصائد الموت) التابعة لها، بحثاً عما يسد رمقهم ورمق أحبتهم من النزر اليسير في مجاعة هي سلاح آخر تطعن به إسرائيل من ينجو من القصف.
«مؤسسة غزة الإنسانية» وصفتها فرانشيسكا آلبانيزي المقررة الأمميّة المعنيّة بحقوق الإنسان في فلسطين، بأنها «فخ موت مصمّم لقتل أو تهجير السكان»
قبل أيام طالبت أكثر من 170 منظمة خيرية وغير حكومية بإيقاف عمل هذه المؤسسة المشبوهة فوراً، لأسباب واضحة، والعودة إلى آليات ومنظمات الأمم المتحدة لتوزيع المعونات في غزة.

وتعود فكرة وجذور هذه المؤسسة إلى الشهور الأولى من حرب الإبادة، حين اجتمع عدد من المسؤولين الإسرائيليين ورجال الأعمال (وهذه نقطة غاية في الأهميّة) لمناقشة آفاق «اليوم التالي» في غزّة، أي إحكام السيطرة على حيوات وحركة الغزّيين باستحداث آليات وهياكل بديلة، بعد تدمير الهياكل الفلسطينية، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وتعطيل أو تحييد مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

واستعان الإسرائيليون بالمدعو فيل رايلي، الذي عمل مع وكالة الاستخبارات الأمريكية «سي آي أي» لما يقارب الثلاثة عقود وكان قد ساهم في تدريب الميليشيات اليمينية في نيكاراغوا في الثمانينيات، ثم شغل منصب مدير محطة المخابرات الأمريكية في كابل، بعد الغزو الأمريكي، قبل أن يؤسس شركة أمنية في الولايات المتحدة.

وأسس رايلي بعد المشاورات مع الإسرائيليين شركة جديدة لتتولى تنفيذ عمليات «مؤسسة غزة الإنسانية»، أي جلب المرتزقة الذين سيطلقون النار على الفلسطينيين! وكان واضحاً منذ البداية أن المؤسسة مشروع إسرائيلي أمريكي، لا يتمتع بأي استقلالية، وقد نددت به المنظمات الإنسانية كافة ورفضت الأمم المتحدة التعاون معه، حتى المدير التنفيذي للمؤسسة جيك وود، استقال في مايو الماضي لاقتناعه باستحالة تنفيذ خطة لتوزيع المساعدات على سكّان قطاع غزة «مع الالتزام الصارم بمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والاستقلالية».

وإذا كان لدى وود بقايا ضمير منعه من الاستمرار في العمل، وتنفيذ مهام في هذه المؤسسة، فإن خلفه القسيس الإنجيلي جوني مور، الذي عين في يونيو، مؤمن بمهمة المؤسسة ولا يكل من الدفاع عنها، وترديد أكاذيب الجيش الإسرائيلي والتشكيك بمنتقديها في الحوارات التي تجرى معه، حتى بعد تراكم التقارير والمشاهد التي توثق القتل اليومي وظهور اللقطات المسربة من المرتزقة الأمريكيين أنفسهم»، ويجسّد مور هذا في مسيرته وتوجهاته وخطابه التقاء مصالح وتوجهات المسيحيين الصهاينة، من الإنجيليين، مع اليمين المحافظ وفاشية ترامب.

فهو رجل دين ورجل أعمال أسّس شركة علاقات عامة. وكان مور قد ترأس المجلس الإنجيلي الاستشاري لحملة ترامب الانتخابية الأولى، وكان من الذين يترددون على البيت الأبيض لحضور اجتماعات سياسية وإقامة صلوات! وهو عضو في المجلس الاستشاري لمؤسسة الزمالة الدولية المسيحية اليهودية التي تشجع على الهجرة اليهودية إلى فلسطين باعتبارها تحقيقاً للنبوءات التوراتية.

وكان لمور، الذي عيّنه ترامب مرتين في اللجنة الأمريكية الحريات الدينية، دور في إبرام اتفاقات السلام الإبراهيمي ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، وهو يفخر بعلاقاته الوثيقة مع عدد من الأنظمة العربية وزياراته لقصور الملوك والأمراء. وكان من الذين أثنوا على خطة ترامب لتهجير الغزيين وتحويل غزّة إلى مشروع سياحي. وهذا هو ما تساهم فيه «مؤسسة غزة الإنسانية» التي وصفتها فرانشيسكا آلبانيزي، المقررة الأمميّة المعنيّة بحقوق الإنسان في فلسطين، بأنها «فخ موت مصمّم لقتل أو تهجير السكان».

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • انهيار تام يصيب المنظومة الصحية بغزة.. والإغاثة الطبية تواجه خطرا
  • غزة: وجبات الموت على موائد الإنسانية
  • مصادر طبية: 45 شهيدًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • وداعاً لآلام المفاصل.. السر في هذه الأطعمة الطبيعية!
  • ماتحتاريش على البحر.. قائمة وجبات غداء سريعة للمصيف
  • رئيس الرعاية الصحية: استحداث 22 خدمة طبية متقدمة في أسوان لأول مرة
  • مصادر طبية فلسطينية: 73 شهيدا بنيران الاحتلال منذ فجر اليوم في قطاع غزة
  • الطاقة الذرية الإيرانية: لا يمكن تدمير قدراتنا النووية وسنستمر دون انقطاع
  • 100 % نسبة الالتزام والمرونة.. صندوق الاستثمارات يتصدر الحوكمة والاستدامة عالمياً
  • برج الميزان .. حظك اليوم الخميس 3 يوليو 2025: مشاكل صحية