«مدارس الحياة».. بيئة إبداعية تحفز على تبادل المعرفة
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة استثمار في «الإنسان» حمدان بن زايد: بقيادة رئيس الدولة نستقبل العام الدراسي بعزيمةبتشكيلة متنوعة من الورش التعليمية والأنشطة التفاعلية، تعود «مدارس الحياة» في سبتمبر المقبل إلى مكتبات دبي العامة تحت شعار «وتبدأ الرحلة من جديد»، وتهدف هذه المبادرة التي تنظمها هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» إلى تهيئة بيئة إبداعية تسهم في تحفيز أفراد المجتمع على تبادل الأفكار والمعرفة، وتعزيز قدراتهم وتمكينهم من صقل مواهبهم.
وستشهد «مدارس الحياة» التي تعود بالتزامن مع انطلاق العام الدراسي 2024-2025، استحداث مجموعة جديدة من الأندية المبتكرة، التي تضم «التنمية الأسرية» و«الصحة والتغذية»، و«القصص المصورة» و«المهن» إلى جانب أندية «السينما» و«الفن» و«الكتاب» و«الشطرنج»، وستقدم من خلالها أكثر من 20 ورشة عمل وجلسة تفاعلية تركز على تطوير المهارات الحياتية والإبداعية لكافة فئات المجتمع.
وسيكون رواد مكتبة الصفا للفنون والتصميم على موعد مع ورشة «تحديد الأهداف وإدارة الوقت» التي تقدمها نورا العباسي، والتي ستطل أيضاً عبر ورشة «فن التأثير الفعال والتواصل مع الأبناء»، فيما يستعرض محمد حاجي مالك أمام رواد مكتبة الراشدية العامة أهمية الدراما المسرحية ودورها في تعزيز الثقة بالنفس، بينما تشرف فاطمة العامري على ورشة «الكلمات ذات الخيوط السوداء» التي تستضيفها مكتبة هور العنز العامة، وخلالها ستحفز الأطفال على تجنب التنمر اللفظي وتصميم رسائل محبة باستخدام خيوط التطريز.
وضمن أنشطة «نادي الفن» سيتولى خبراء استوديو «ميداف» الإبداعي تقديم تشكيلة من ورش العمل الفنية، كما سيكشف مجدي كفراوي خلال ورشتي «الألوان الأساسية: اكتشفها، امزجها، وأبدع» و«تقنيات وتطبيقات: الرسم بقلم الرصاص» عن أسرار الألوان وجوهرها واستخداماتها.
ويتضمن «نادي الصحة والتغذية» سلسلة من ورش العمل التي ستقدمها كل من ندى مراد، والدكتورة ثريا التميمي، والدكتورة رونزا غازي في مكتبتيْ الصفا للفنون والتصميم وأم سقيم العامة، فيما يقدم «نادي التنمية الأسرية» باقة من الأنشطة الممتعة التي تنظمها مؤسسة التنمية الأسرية في مكتبة الصفا للفنون والتصميم، وستشمل أنشطة النادي أيضاً عقد ورشة «فن ترتيب وتزيين الموائد» التي تشرح فيها نور خوري لزوار مكتبة حتا العامة أساليب تزيين الموائد، وسيتعرفون على فنون الإتيكيت العربي في المجلس من خلال ورشة «آداب المجالس» التي تشرف عليها منى العمودي.
في المقابل، ستشهد مكتبة المنخول العامة فعاليات «نادي السينما» التي يشرف عليها توما بيطار الذي سيقوم بتدريب المشاركين على أساليب إنشاء محتوى مصور جذاب، كما سيتعرفون عبر ورشة «مدخل إلى تحرير الفيديو» على أدوات وتقنيات تحرير الفيديوهات، وستتولى داليا أبو العطا الإشراف على جلسة «مناقشة كتاب» التي تستضيفها مكتبة الصفا للفنون والتصميم، وتشمل فعاليات «نادي القصص القصيرة» مجموعة ورش تفاعلية تشرف عليها الفنانة أسماء الرميثي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مكتبات دبي العامة دبي دبي للثقافة العام الدراسي الجديد التنمية الأسرية السينما الفن الشطرنج
إقرأ أيضاً:
مأساة فاوست: بين المعرفة والطموح المفرط
يُعتبر كريستوفر مارلو (1593-1564) من أبرز كتّاب المسرح الموهوبين فى عصر الملكة إليزابيث الأولى. فقد أظهرت أعماله، مثل دكتور فاوست، مهارته الاستثنائية فى دمج الدراما والشعر والموضوعات الفلسفية العميقة. ومنذ بداية دراستى فى الأدب الانجليزى وأنا أعتقد أنّ موهبته كان من الممكن أن تتفوق على موهبة وشهرة ويليام شكسبير، لو لم يُقْتَل بشكل مفاجئ فى مشاجرة عام 1593 عن عمر لا يتجاوز 29 عامًا. لقد منعه موته المبكر من أن يحقّق كامل إمكانياته، لكن تأثيره فى تطور التراجيديا الإنجليزية كان عظيما.
تظل شخصية فاوست واحدة من أبرز الأساطير التى ألهمت الفكر الإنسانى عبر العصور، حيث تتجسد مأساة الإنسان فى سعيه الحثيث وراء المعرفة المطلقة والطموح اللامحدود. وكريستوفر مارلو لم يكن وحده الذى عالج هذه الاسطورة فقد تناولها كل من غوته فى مسرحيته الشعرية (عام 1808)، فاوست وكذلك توماس مان فى روايته دكتور فاوست (عام 1947)، التى تصوّر بطلها الموسيقار، وهو يعقد اتفاقًا مع الشيطان ليحصل على العبقرية الفنية.
كانت رؤية فاوست للمعرفة أداة للسلطة والخلود، اعتقادًا منه أن امتلاك هذه المعرفة سيمنحه القدرة على التحكم فى الحياة وتحقيق الخلود. لكنّه فى غمرة طموحه، فقد البوصلة الأخلاقية، فباع روحه فى صفقة غير قابلة للإلغاء. كما يوضّح مارلو، فإن السعى وراء القوة هو فخٌ يخدع صاحبه دون أن يدرك العواقب الكارثية التى قد تترتب عليه.
يعبّر فاوست عن تعطش مفرط لامتلاك المعرفة والسيطرة بقوله: « لَو كانت لى أرواحٌ بعدد النجوم فى السماء، لما ترددت فى أن أهبها جميعها لميفوستوفيليس (الشيطان). به سأصبح إمبراطورًا عظيمًا للعالم، وأبنى جسرًا فى الهواء المتحرك لعبور المحيط مع كوكبة من الرجال؛ سأوحّد الجبال التى تفصل الشواطئ الأفريقية، وأجعل تلك الأرض قارة تتصل بإسبانيا، لتكونا معًا ثروتى الملكية...»
تطرح المسرحية تساؤلات هامة عن العلاقة بين المعرفة والأخلاق. ففى سعيه الحثيث وراء «الحقول الكاملة» للمعرفة، لم يتساءل فاوست عن الثمن الذى سيُدفع مقابل ذلك. ورغم نبل سعيه لفهم العالم، أغفل الأسئلة الأعمق المتعلقة بالأخلاق وقيمة الروح.
فى نهاية المسرحية يصرخ فاوست: «إلهى، إلهي! لا تنظر إليّ بتلك النظرة القاسية! أيتها الأفاعى والثعابين، دعونى أتنفس قليلًا! يا جهنم القبيحة، لا تفتحى فمك!»
تُجسد هذه الصرخات اليائسة لفاوست فى نهاية المسرحية التحوّل الكامل فى شخصيته. هنا، يحاول العودة إلى حياة البراءة ويتوسل لله، بعد فوات الاوان، أن يغفر له ذنبه العظيم.
مأساة فاوست تقدم درسًا تحذيريًا غاية فى الأهمية: تظل الروح، ذلك الوميض الوحيد فى عتمة الوجود، أغلى ما يملك الإنسان، ولا يجب بأى حال أن تُباع أو تُستبدل مهما توافرت المغريات وعَظُمَت المكاسب.