الفهم الخاطيء لكفاءة الإنفاق
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
تعني كفاءة الإنفاق، تصرف، أو سلوك، أوثقافة تهدف إلى تحقيق أفضل المخرجات، بأقل التكاليف، مع المحافظة على مستوى أداء مرتفع، ومستوى جودة للخدمات المقدمة، من خلال التركيز على مبدأ تعظيم العائد، واستغلال الموارد المتاحة، بأفضل استغلال ممكن. وقد أنشيء بوزارة المالية مركز يسمى مركز تحقيق كفاءة الإنفاق، ثم أصبحت هيئة كفاءة الإنفاق والمشروعات الحكومية، ومن أهداف الهيئة رفع كفاءة الإنفاق الحكومي بشقية التشغيلي والرأسمالي، وإيجاد فرص تمكِّن الحكومة من إدارة الإنفاق بشكل أفضل، وزيادة الخدمات بتكاليف أقل، وتوجية الإنفاق بمايدعم الأهداف التنموية.
ولكن الذي يحصل في بعض الجهات الحكومية، يختلف عما تهدف إليه الهيئة،وعلى سبيل المثال لاالحصر: قيام وزارة التعليم بدمج وإغلاق بعض المكاتب والمدارس، ممّا أدى الى تكدُّس الطلاب في المدارس، وهو الأمرالذي يؤثر على العملية التعليمية، ويضعف مخرجات التعلم،وكذلك الحال في بعض الجامعات ، تقاعد عدد لابأس به من أعضاء هيئة التدريس، وبالتالي قلّ عدد الأعضاء الذين على رأس العمل، وكما نعلم، ازداد عدد الطلاب المستجدين في الجامعات، واحتاجت الأقسام العلمية لأعضاء هيئة تدريس، إلا أن بسبب الفهم الخاطيء لمفهوم كفاءة الإنفاق، جعل ادارات الموارد البشرية في الجامعة، تحثّ الكليات على كفاءة الإنفاق والاكتفاء بالأعضاء الحاليين، وزيادة العبء التدريسي لهم، حتى أن بعض أعضاء هيئة التدريس، وصل عبؤه الدراسي الى 20 ساعة في الأسبوع، وأعتقد أن هذه الزيادة، ستؤثر سلباً على عضو هيئة التدريس، فلايتفرغ لعمل أبحاث
علمية تفيده في الترقية العلمية، كذلك قيام بعض عمادات القبول والتسجيل، بدمج شُعب وإلغاء بعض الشُعب، وذلك اتباعاً لسياسة كفاءة الإنفاق، وهذا فهم خاطيء، يؤثر على العملية التعليمية، ويضعف مخرجات التعلم الجامعي .
فكفاءة الإنفاق لاتعني بالضرورة تقليل الإنفاق، بل تعني استخدام موارد الجهة الحكومية بكفاءة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، كما تعني كفاءة الإنفاق الإرتقاء بالمشروعات التنموية للدولة، ممّا يؤثر إيجاباً على نوعية الخدمات التي تقدم للمواطنين، وتحقيق جودة الحياة، من خلال تنفيذ أفضل للخدمات وضمان جودتها، ودعم الاستدامة لمصلحة الأجيال القادمة.
إن برنامج كفاءة الإنفاق والتنمية المستدامة، هوأحد برامج رؤية المملكة 2030، كما يهدف البرنامج إلى بناء منظومة مالية متوازنة قادرة الى ضبط التكاليف التشغيلية، والسعي لتطوير مصادر تمويلية استثمارية لتنمية الموارد البديلة، والذي بدوره سوف يساعد على تحقيق التوازن المالي.
drsalem30267810@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: کفاءة الإنفاق
إقرأ أيضاً:
التطورات في الحرب الأوكرانية.. ماذا تعني لإسرائيل؟
في تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست"، سلطت الضوء على العلاقة بين تطورات الحرب في أوكرانيا وصراعات الشرق الأوسط، حيث ترى الصحيفة تشابهًا في التعامل الغربي مع كلا النوعين من الصراعات.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء أن أوكرانيا استخدمت صواريخ أميركية الصنع من طراز "أتاكمز" لاستهداف عمق الأراضي الروسية، وهي المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه الأسلحة بعيدة المدى ضد أهداف روسية.
تأتي هذه التطورات بعد أيام من تقارير تشير إلى أن الولايات المتحدة قد سمحت لكييف باستخدام هذه الأسلحة، ما يعكس تحوّلًا كبيرًا في السياسة الغربية التي كانت تتجنب التصعيد المباشر في الصراع الأوكراني.
ترى الصحيفة أن التصعيد الأخير في الحرب الأوكرانية، مع استخدام أوكرانيا لأول مرة لصواريخ "أتاكمز" ضد أهداف روسية، يشير إلى تحول في السياسة الغربية التي كانت تهدف إلى تقييد استخدام الأسلحة ذات المدى الطويل من قبل كييف، تجنبًا لتوسيع نطاق الصراع إلى مواجهة شاملة مع روسيا.
الصحيفة تشير إلى أن هذه السياسة الغربية في إدارة الصراعات، التي تتمثل في تجنب التصعيد المباشر، قد تكون لها آثار غير مرغوب فيها.
وتقول "فكما نرى في الشرق الأوسط، حيث الصراعات الإقليمية مع إيران وحزب الله وحركة حماس تتطور في إطار مشابه، يتم تقييد المواجهات بين الدول الغربية وأعدائها، ما يؤدي في النهاية إلى إطالة أمد الحرب وتوسيع دائرة المواجهة بشكل غير مباشر".
من الناحية الاستراتيجية، اعتبرت الصحيفة هذه "الإدارة الجزئية" للصراعات مشكلة كبيرة، فحينما يتغير شيء ما في الميدان، مثل السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أكثر دقة وبعيدة المدى، فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى رد فعل موسكو، التي ستعتبر ذلك سببًا مشروعًا للتصعيد.
وتوضح "جيروزاليم بوست" أنه مع السماح لأوكرانيا باستخدام هذه الأسلحة، يُمنح روسيا "حق الرد"، وهو ما قد يفتح الباب أمام مزيد من الهجمات المتبادلة.
الصحيفة أيضًا تلفت إلى أن تداعيات الحرب في أوكرانيا تتجاوز حدودها الجغرافية، إذ يعزز الصراع التحالفات بين روسيا وإيران، ويزيد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
وذهب التحليل إلى أن موسكو تستفيد من استمرار النزاع الأوكراني في تشتيت انتباه الغرب عن تحركاتها بالشرق الأوسط، في وقت تزداد فيه قدرتها على دعم حلفائها مثل إيران وحزب الله.
وتتساءل الصحيفة عن تأثير هذه التطورات على الصراعات الأخرى في الشرق الأوسط، محذرة من أن تطور الحرب في أوكرانيا قد يساهم في زيادة التوترات الإقليمية، ويعطي دفعة لحلفاء روسيا وإيران في المنطقة، ما يزيد من تعقيد الوضع العالمي.