ممّا لا شك فيه، أننا حينما نسمع كلمة التحدّيات، فإنه يخطر في بالنا، العقبات التى تواجهنا بشكل يومي في حياتنا، وهذه التحدّيات التى هي التي تصقل عقولنا، و تهذِّبها، وتجعلنا نبحث عن التفرُّد، والإبتكار مع صنع البصمة الخاصة بنا، والتي من خلالها يصبح الفرد متميزًا في محيطه.
وقد يتعقَّد الأمر لدى البعض، في ظل مواجهة التحدّيات والصعوبات في آن واحد، حيث أنً بعض الأفراد، حينما يتواجدون في محيط يكثر فيه المتميُّزون، ينخفض مستوى تقدمهم، بالرغم من تميُّزهم الكبيرعلى مستوى حياتهم العامة والخاصة، وتعود الأسباب إلى أن البعض يظن أنه حقق جميع أهدافه وأنه ليس بحاجة للمزيد، وهذا جُرم كبير يرتكبه البعض في حق أنفسهم.
وبلا شك، أن دورة الحياة المستمر، تجبرنا على تغيير الخطط لمرات عديدة، حتى لا يصبح ماضي الانجازات، مجرد ماض فقط، بل يستحدث مع التطور، ويصبح مخزونًا للتغذية الراجعة من التجارب السابقة التي مرَّ بها الفرد، وهذه التحدّيات ليست إلا المحرِّض الرئيسي لإستمرار الفرد نحو عدم التوقف.
إن الانسحاب من مواجهة التحديات، فشل ذو تأثير كبيرعلى الفرد، ويصاحبه ندم، وهبوط مستمر، و تدن في مستوى تقدير الذات، يصاحبه ندم عميق، مع الشعور بعدم الكفاءة، والقدرة على تحقيق الأهداف، و ربما قد يتطورالأمر إلى الرغبة في البقاء خلف الأنظار، لشعوره أن الأنظار تتجه إليه، ولاعتقاده أن أحدهم أخذ منه مكانته الإبداعية عنوةً.
إن أفضل علاج يعالج به الفرد اعتقاداته الخاطئة تجاه نفسه، هو المواجهة، ثم المواجهة، ثم المحاولة التي تثبت للفرد موقعه الصحيح في الطريق الذي يعبر منه، ليحقق أهدافه، ولذلك، حينما يجد الانسان نفسه في تحدَّيات كبيرة، عليه مواجهتها، وخوضها، وعدم التهرُّب منها، لأن هذا التهرُّب، يؤول إلى فشل ذريع، ودمار كبير في النفس.
fatimah_nahar@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: التحد یات
إقرأ أيضاً:
أين اختفى نجوم الجيل الذهبي؟
في زمنٍ كانت فيه الشاشة تتلألأ بأسماء لامعة من نجوم الجيل الذهبي، أصبح الغياب هو العنوان الأبرز اليوم. ففنانون كانوا جزءًا لا يتجزأ من وجدان المشاهد العربي، اختفوا فجأة بلا مقدمات، تاركين وراءهم علامات استفهام كثيرة.
هل هو تغيّر ذوق الجمهور؟ أم أن المنتجين باتوا يلهثون فقط وراء الوجوه الشابة و"الترندات"؟ أم أن المرض وتقدّم العمر أجبر البعض على التواري خلف الكواليس بصمت؟
أسماء مثل حسين فهمي، صفية العمري، نبيلة عبيد، محمود قابيل، ليلى طاهر، وفاء سالم، حسن عثمان، جمال عبد الناصر، لبنى عبد العزيز، حسان العرابي، وآخرين، كانوا أيقونات للشاشة الصغيرة والكبيرة. واليوم، لا نراهم إلا في مناسبات تكريم، أو في منشورات قديمة يتداولها الجمهور على مواقع التواصل من باب الحنين.
بعض هؤلاء الفنانين صرّحوا في لقاءات نادرة بأنهم يشعرون بالتجاهل، وأن "صنّاع الدراما لم يعودوا يهتمون بالتاريخ والخبرة، بل بالأرقام وعدد المتابعين". آخرون فضلوا الابتعاد بهدوء، إما لأسباب صحية أو شخصية، دون أن يشرحوا أسباب انسحابهم.
بينما يرى البعض أن الجمهور نفسه بات شريكًا في هذا التغييب، حيث انجرف وراء موجة الأعمال الخفيفة ونجوم السوشيال ميديا، متناسيًا من صنعوا له أجمل الذكريات.
الغياب لا يعني النسيان، لكن في زمن السرعة والاستهلاك، يبدو أن الذاكرة الفنية أصبحت قصيرة جدًا. فهل آن الأوان لإعادة النظر في الطريقة التي نتعامل بها مع رموزنا الفنية؟ أم أن قطار الزمن لا ينتظر أحدًا؟
ربما لا نملك إجابة واحدة، لكن المؤكد أن هذا الغياب يترك فراغًا لا يملؤه أحد.