بعد رد حزب الله.. قلق وطلب غير عادي على مولدات الكهرباء في “إسرائيل”
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
الجديد برس:
أكدت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية ارتفاع الطلب على المولدات الكهربائية والمواد الغذائية في كيان الاحتلال، في أعقاب حالة الطوارئ التي أعلنتها السلطات الإسرائيلية، أمس الأحد، بعد عملية “يوم الأربعين”، التي نفذها حزب الله رداً على اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر.
وأشارت الصحيفة إلى أن توقع استمرار رد حزب الله دفع المستوطنين الإسرائيليين إلى التزود بأجهزة كهربائية على البطاريات.
كذلك، نقلت الصحيفة عن شبكة “إيركو” للأجهزة والقطع الكهربائية، قولها إن “ثمة طلباً غير عادي، بلغ 6 أضعاف، على المولدات، خصوصاً في منطقة الوسط”، في أعقاب هجوم حزب الله.
ووفقاً لها، فإن المنتج الأكثر مبيعاً هو “ألواح التابلت للأطفال”، مرجعةً هذا الارتفاع إلى “محاولة الأهل لتهدئة الأولاد، خلال المكوث في الملاجئ”.
أما في المرتبة الثانية، فجاءت ثلاجات مكتبية صغيرة، يمكن إدخالها إلى الملاجئ، لتحل بعدها المولدات الهجينة والبطاريات، بسبب الخشية من انقطاع الكهرباء فترات طويلة.
وكان حزب الله شن، فجر أمس الأحد، “رداً أولياً” على اغتيال شكر، بعددٍ كبير من المسيّرات تجاه عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي، وحقق نجاحاً كاملاً.
واستهدف أيضاً عدداً من المواقع والثكنات ومنصات القبب الحديدية التابعة للاحتلال في شمالي فلسطين المحتلة، بعدد كبير من الصواريخ.
لاحقاً، أعلن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إطلاق اسم “يوم الأربعين” على العملية، التي تقرر تنفيذها في يوم أربعين الإمام الحسين.
وكشف نصر الله أن الهدف الأساسي للرد على الاغتيال واستشهاد عدد من المدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت هو قاعدة “غليلوت” المركزية، التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، ووحدة “8200”، قرب “تل أبيب”.
أما الهدف الثاني للعملية فهو قاعدة الدفاع الجوي في “عين شيمر” التي تبعد 75 كلم عن لبنان، و40 كلم عن “تل أبيب”.
وأكد نصر الله أن “عدداً معتداً به من المسيّرات وصل إلى هذين الهدفين”، في حين يتكتم الاحتلال على ذلك، مشدداً على أن “الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى”.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
الإمارات و”إسرائيل”: حفاوة استقبال تُرسّخ الشراكة
يمانيون../
في وقت تتعالى فيه الأصوات الدولية المنددة بمخططات تهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم، تتفاخر الإمارات باستقبال السفير الجديد لـ”إسرائيل” في أبوظبي، وكأنها تبعث برسالة صريحة إلى العالم: “لم نعد عند مرحلة التطبيع فقط، بل انتقلنا إلى الشراكة الكاملة في الجرائم والمجازر وحرب الإبادة والتطهير العرقي في غزة”. إنها لحظة فارقة تكشف كيف يتقاطع الترحيب الدبلوماسي الإماراتي مع المشهد الدموي الذي ترسمه آلة الحرب الصهيونية في غزة والضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل.
من التطبيع إلى التحالف العلني
لطالما مارست بعض الأنظمة العربية “التطبيع الصامت” تحت الطاولة، بينما ترفع شعارات دعم فلسطين في العلن. لكن اليوم، انتهت مرحلة التخفي، وأصبح التطبيع احتفاليًا وعلنيًا، وبأبشع صورة ممكنة. لم تعد هذه العلاقات مجرد لقاءات سرية أو تفاهمات خلف الكواليس، بل أصبحت ترويجًا لشراكة واضحة مع الاحتلال، حتى في أكثر لحظاته دموية.
استقبال سفير جديد لـ”إسرائيل” في أبوظبي، في الوقت الذي يعلن فيه الاحتلال عن مخططات تهجير جماعي للفلسطينيين، ليس صدفة دبلوماسية، بل هو تأكيد على أن بعض العواصم العربية لم تعد ترى في القضية الفلسطينية عائقًا، بل باتت تنظر إلى الكيان المحتل كشريك استراتيجي يستحق الدعم والتقوية.
التطبيع يتجاوز العلاقات الشكلية
لم يعد التطبيع مجرد علاقات شكلية بين الدول، بل تحول إلى احتضان سياسي واقتصادي وثقافي لكيان استعماري يمارس التطهير العرقي يوميًا. لم تعد بعض الدول تكتفي بفتح قنوات اتصال خلفية أو إقامة علاقات اقتصادية خجولة، بل انتقلت إلى مرحلة الاحتفال الرسمي، حيث تستقبل ممثلي الاحتلال بالأحضان، بينما لا تزال جثث الأطفال الفلسطينيين تُنتشل من تحت الأنقاض.
أي رسالة تصل إلى الفلسطينيين؟
السؤال الجوهري هنا: ماذا تعني هذه الخطوات بالنسبة للفلسطيني الذي يُحاصر ويُقتل ويُهجّر يوميًا؟ وأي رسالة تصل إلى الاحتلال وهو يرى أن بعض العرب لا يكتفون بالصمت، بل باتوا يقدمون الغطاء الدبلوماسي لمشاريعه الاستعمارية؟
عندما يتساءل البعض عن سر صلافة نتنياهو ووقاحته في الحديث عن تهجير الفلسطينيين، فالإجابة واضحة: هو يرى كيف تهرول بعض الأنظمة العربية نحوه، حتى في أكثر لحظاته إجرامًا. كيف له أن يشعر بأي ضغط لإنهاء الاحتلال، وهو يشاهد من كانوا يومًا أعداءً لـ”إسرائيل” يتسابقون اليوم لكسب ودها؟
التطبيع في صورته الحديثة: شراكة في الجريمة
لم يعد التطبيع في صورته الحديثة مجرد تبادل مصالح بين دول، بل تحول إلى شراكة فعلية في الجريمة، في تهويد القدس، وفي اجتثاث الضفة، وفي إبادة غزة، وفي تصفية الوجود الفلسطيني على الخارطة. إنه اصطفاف واضح مع الاحتلال ضد الحقوق الفلسطينية، واستثمار في معاناة شعب محاصر.
قد يظن البعض أنهم قادرون على خداع الشعوب، وأن الصفقات والاتفاقيات الدبلوماسية يمكن أن تنسي الأجيال القادمة من هم الأعداء ومن هم المتواطئون، لكن التاريخ لا ينسى، ولا يغفر.
ذاكرة التاريخ لن ترحم المتواطئين
في يوم من الأيام، ستُفتح دفاتر الحساب، وستُسأل العواصم التي استضافت سفراء الاحتلال عن دماء الفلسطينيين التي سالت خلال مراسم الاستقبال. سيسألهم التاريخ: أين كنتم حين كانت غزة تحترق؟ أين كانت مواقفكم عندما كان الاحتلال يسن قوانين التهجير؟
أما الشعوب، فقد تصمت لبعض الوقت، لكنها لا تغفر، فهي التي أسقطت إمبراطوريات وقلبت أنظمة، وهي التي تدرك جيدًا أن كل من يضع يده في يد الاحتلال، إنما يبيع نفسه قبل أن يبيع قضيته.
خاتمة: فلسطين باقية والمطبعون إلى زوال
إن الاحتفاء بتعيين سفير جديد لـ”إسرائيل” في أبوظبي ليس مجرد بروتوكول دبلوماسي، بل هو إعلان موقف، واصطفاف واضح في صف الاحتلال. هذه ليست مجرد خطوة لتعزيز العلاقات، بل خطوة جديدة في مشروع يراد له أن يكون بديلاً عن فلسطين وحقوقها ووجودها.
لكن مهما توسعت دائرة التطبيع، ومهما اشتدت الضغوط لتصفية القضية الفلسطينية، فإن الحقيقة الثابتة هي أن فلسطين لن تمحى، وأن الشعوب الحرة لم تقل كلمتها الأخيرة بعد.
السياسية || جميل القشم