قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الاثنين إن الولايات المتحدة ترى أن التهديد بشن إيران أو وكلائها هجوما على إسرائيل لا يزال قائما، وذلك بعد إطلاق جماعة حزب الله اللبنانية مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل ردا على مقتل قائد كبير في حزب الله.

وقال المتحدث باسم البنتاغون الميجر جنرال باتريك رايدر للصحفيين "أود أن أشير إلى بعض التعليقات العامة التي أدلى بها الزعماء الإيرانيون وآخرون.

.. لا يزال تقييمنا هو أنه يوجد تهديد بشن هجوم".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق إن الأنشطة العدوانية الإيرانية تجاه إسرائيل في أعلى مستوياتها الآن، مضيفا أن إسرائيل والولايات المتحدة يجب أن تكونا مستعدتين لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية.

واجتمع غالانت مع رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال سي.كيو براون الذي يزور المنطقة بهدف منع اتساع نطاق حرب إسرائيل في غزة إلى حرب إقليمية.

وفي واحدة من أكبر الاشتباكات خلال الأعمال القتالية عبر الحدود المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر، قصفت إسرائيل أمس الأحد أهدافا لحزب الله بنحو 100 طائرة فيما قالت إنها ضربة استباقية تهدف إلى إحباط هجوم أكبر بكثير.

والتقى براون مع رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي.

وقال هاليفي لبراون "نحن عازمون على مواصلة تقليص قدرات حزب الله والقضاء على مزيد من القادة. لن نتوقف. مهمتنا هي إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".

وبعد تأكيد سقوط ثلاثة قتلى في لبنان وواحد في إسرائيل عقب تبادل إطلاق الصواريخ أمس الأحد، أشار الجانبان إلى أنهما سيتجنبان مزيدا من التصعيد في الوقت الحالي، لكنهما حذرا من احتمال وقوع مزيد من الضربات في المستقبل.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل أم إيران أم الصين.. من المعنية بتخفيض الوجود العسكري لواشنطن بالمنطقة؟

اتفق محللون وخبراء على أن تخفيض الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط مرتبط بتصورها عن تراجع التوترات في المنطقة، في حين اختلفت آراؤهم تجاه ارتباط ذلك بملف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب على قطاع غزة.

وخفضت الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط بإعادة تموضع حاملة الطائرات "روزفلت" والمدمرة "دانيال إينوي" إلى المحيطين الهندي والهادي، كما غادرت المدمرة "راسل" إلى بحر جنوب الصين، وجاء ذلك بعد تلويح واشنطن لإسرائيل بأن بقاء قطعها البحرية في المنطقة ليس دائما.

وحسب حديث محللين لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، فإن الإدارة الأميركية تبعث من خلال ذلك برسائل لتل أبيب بضرورة ضبط التصعيد في الجبهة الشمالية، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أنه لا يزال لدى واشنطن قوة رادعة كافية في المنطقة يمكن الاستعانة بها إذا لزم الأمر.

وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في واشنطن الدكتور خليل العناني إن أحد الأسباب الرئيسية وراء تخفيض الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط هو شعور الإدارة الأميركية بانخفاض التصعيد في المنطقة، مما قلل من الحاجة إلى حاملات الطائرات الأربع.

وأشار إلى أنه لا تزال حاملة الطائرات "أبراهام" ومدمرات حربية موجودة في البحر الأحمر والمتوسط، مما يُعدّ كافيا لمواجهة أي تهديدات، لافتا إلى أن خطر اندلاع حرب إقليمية تراجع، خاصة بعد غياب رد فعل قوي من إيران على اغتيال قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، رغم أنه لم ينتهِ تماما.

رغبة في التهدئة

ويرى العناني أن هذه الخطوة تعكس رغبة أميركية في تهدئة الأوضاع في المنطقة لتجنب الانخراط في صراعات جديدة مع تزايد انشغالها بملفات أخرى كالتوترات مع الصين وروسيا، كما ترتبط هذه التحركات كذلك -حسب رأيه- بالوضع الداخلي الأميركي مع اقتراب موسم انتخابي ساخن.

وأوضح أن هناك شعورا أميركيا بأن إسرائيل تعتزم توجيه ضربة إلى جنوب لبنان، لكن لم يُمارس أي ضغط حقيقي عليها حتى الآن، خاصة بعد فشلها في تحقيق أهداف عسكرية واضحة في غزة، في وقت تعتقد فيه إدارة جو بايدن أن الوضع لا يستدعي بقاء حاملات الطائرات في المنطقة.

ويذهب العناني إلى أن المفاوضات بشأن وقف التصعيد في قطاع غزة انتهت عمليا، مضيفا في هذا السياق أن أميركا حاولت خداع إيران بأن هناك جهودا دبلوماسية لوقف الحرب، مما دفع طهران إلى عدم القيام بردود قوية.

وربط أستاذا العلوم السياسية والعلاقات الدولية ذلك أيضا بمساعي واشنطن إلى إظهار التزامها بالتوصل لاتفاق بهدف تهدئة الداخل الأميركي ومغازلة كل من الجاليتين اليهودية والإسلامية في ظل اقتراب الانتخابات المقبلة.

بدوره، يرى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أنه لابد من النظر إلى حجم القوة الأميركية الموجودة فعليا في المنطقة، حيث تتمركز قوات ضخمة تتبع للأسطولين الخامس والسادس، مضيفا أن حاملة الطائرات "إبراهام" التي لا تزال موجودة في المنطقة تحمل 90 طائرة و2480 طيارا.

وأوضح الدويري أن الوجود العسكري الأميركي لا يزال قويا، حيث لها أكثر من 60 قاعدة عسكرية في المنطقة ومئات الطائرات، مما يمثل القوة الضاربة التي ترسل رسائل ردع واضحة، مؤكدا في الوقت ذاته انخفاض التوترات في المنطقة مع بقاء احتمال الضربة الإيرانية، حتى وإن كانت محدودة.

رسالة إلى إسرائيل

لكنه مع ذلك يرى أن سحب حاملات الطائرات الأميركية يحمل رسالة إلى إسرائيل بضرورة الالتزام بسقف التصعيد وعدم التوجه نحو معركة مفتوحة، مستبعدا بدوره التوجه نحو حرب برية في جنوبي لبنان نظرا لقدرة حزب الله على إطلاق أكثر من 30 ألف صاروخ يغطي كافة فلسطين المحتلة.

ويعيد الدويري التأكيد على أن القوة الأميركية الرادعة لا تزال موجودة، "لكنها تعززت خلال فترة وجود حاملات الطائرات"، في وقت يظل فيه السؤال عن حجم الضربة الإيرانية المحتملة وما إذا كانت ستكون ردا حقيقيا أم مجرد محاولة لرد الاعتبار.

أما الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين فيرى أن حديث رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي عن نيته تقديم استقالته وما سبق ذلك من استقالات مسؤولين تُظهر أنه لا توجد نوايا حقيقية لتوسيع الجبهة الشمالية، وأن المسألة كلها تتعلق بالثمن الذي قد تدفعه إسرائيل.

ويؤكد جبارين أن أمن إسرائيل مرتبط كلياً بالدعم الأميركي وبمدى الحدود التي تضعها واشنطن لدعمها، لكنه لا يرى علاقة بين سحب واشنطن حاملات طائراتها والتطورات المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى وإيقاف الحرب على قطاع غزة.

وأوضح جبارين أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل معقدة وتبادلية، ولا يمكن الفصل فيها، لافتا إلى أن إسرائيل أظهرت أنه إذا كان هناك تهديد لأمنها الداخلي ستجد واشنطن وحلفاءها على أهبة الاستعداد للدفاع عنها، وهو ما تم إثباته يوم 14 أبريل/نيسان الماضي.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يشن هجوما جويا بالمسيرات على قاعدة فيلون في صفد المحتلة
  • “أكسيوس”: غارة إسرائيل يوم الأحد كانت أول عملية برية تنفذها قوات إسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا
  • إسرائيل أم إيران أم الصين.. من المعنية بتخفيض الوجود العسكري لواشنطن بالمنطقة؟
  • إيران تنفي أسر إسرائيل لضابطين لها في سوريا
  • إسرائيل تنشر رسالة موجهة ليحيى السنوار وتحذر من الوضع الميداني لحماس
  • إسرائيل تنشر رسالة موجهة ليحيى السنوار.. هذا ما تضمنته
  • الكرملين: تقارير شحن إيران أسلحة لروسيا لا أساس لها
  • رئيس إيران يتوجه إلى العراق في أول زيارة خارجية بعد انتخابه
  • غالانت: إسرائيل بصدد إتمام المهمة في غزة والتركيز يتحول إلى الشمال
  • البنتاغون: نقل إيران شحنات صواريخ باليستية إلى روسيا تطور مقلق