سواليف:
2025-05-01@05:00:37 GMT

زياد ابحيص يكتب .. بن جفير وحلم تهويد الأقصى

تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT

#سواليف

#بن_جفير و #حلم_تهويد_الأقصى

كتب .. #زياد_ابحيص

لا يكاد يمر شهر دون أن يبحث إيتمار بن جفير عن اقتحامٍ للأقصى، أو عن تصريحٍ بفرض الصلوات التوراتية فيه، واليوم ها هو يمضي خطوة أبعد بتصريحه لإذاعة جيش الاحتلال بأنه “ينوي إقامة #كنيسٍ_يهودي في #المسجد_الأقصى إن استطاع”. منذ أن تولى بن جفير منصبه وزيراً للأمن القومي الصهيوني في شهر 1-2023 اقتحم المسجد الأقصى ست مرات، بينها ثلاث مرات منذ اندلاع الحرب التي كان العدوان على الأقصى شرارة انطلاقها في مواجهته، وقد أكد علناً على سياسة السماح لليهود بأداء الطقوس التوراتية في الأقصى أربع مراتٍ حتى الآن.

مقالات ذات صلة الجيش الإسرائيلي يشن عدة غارات على مخيم نور الشمس بطولكرم وأنباء عن عملية اغتيال 2024/08/26

ما يدفع بن جفير إلى تبني هذا الخط هو انتماؤه إلى تيار الصهيونية الدينية، وهو تيار يسعى إلى إعادة إنتاج الصهيونية كحركة قومية ودينية في نفس الوقت، لا تكتفي بالنظر إلى اليهود كشعب تريد أن تؤسس لهم كياناً سياسياً على أنقاض فلسطين، بل إن هذا الشعب هو في الوقت عينه أمة مختارة لهذه الأرض، لها تكليف إلهي بأن لا تسمح لهوية أخرى أن تتواجد فيها، وتكليف إلهي بأن تؤسس الهيكل ليكون محل سكن روح الرب، فتصبح “مملكة إسرائيل” التي يحل فيها الرب ويباركها، ولا تكتفي بالاستناد إلى التوراة كأسطورة مؤسسة لهذا المشروع الإلغائي، بل تسعى إلى تطبيق المقولات التوراتية وإلى استجلاب النبوءات، فيتحقق بذلك وعد الرب لها بأن يرسل المخلص، وأن “يكبِت كل أعدائها”، وأن “يُخضع لها رقاب الأمم”.

باختصار، تحويل الأقصى إلى هيكل هو جوهر مركزي مفقود لهذا الكيان السياسي بنظر الصهيونية الدينية، لا بد من تحقيقه لثلاثة أسباب: أولاً حتى تحل روح الرب فيه وتباركه فيكون “مملكة إسرائيل” الموعودة، والثاني إعمالاً للتوراة واستعادة للعبادة الأسطورية القربانية الموصوفة فيها، والتي لا تكتمل إلا بوجود الهيكل في مركزها، والثالثة والأهم باعتبار ذلك كله بوابة إلى تحقيق الرب لوعده بأن يرسل المخلص، وأن يُخضع به أعناق الأمم لشعبه المختار، بأن يتحول التاريخ من مجراه الإنساني إلى مجرىً إلهي تتجلى فيه المعجزة؛ وكلما ازداد شعور هذا التيار بأنه محاط بالأعداء وأنه عاجز عن كسرهم، سيصبح أكثر تطلعاً إلى تلك النبوءة وأكثر إلحاحاً على استجلابها وبالتالي أكثر إصراراً على العدوان على المسجد الأقصى.

انطلاقاً من هذه المقدمات، يمكن أن يقرأ الآتي من تصريحات بن جفير اليوم:

أولاً: هذا التصريح تعبير عن برنامج عملي ممارَس وهو ليس بالون اختبار ولا مجرد فرقعة سياسية رغم الأسلوب الاستعراضي المعتاد الذي يصبغ أداء بن جفير السياسي؛ فالبرنامج السياسي المركزي الذي أوصل بن جفير إلى هذا الموقع هو تهويد المسجد الأقصى وتبديل هويته من مسجد إسلامي إلى هيكل يهودي، وقد تلقى عند توليه منصبه وثيقة مطالب من ائتلاف منظمات الهيكل المتطرفة حددت 11 بنداً تضمنت السماح بالاقتحام الحر وتعزيز الحماية للمقتحمين وزيادة أعدادهم، وتمكينهم من أداء الطقوس التوراتية ومن إدخال أدوات الصلاة التوراتية، وبناء كنيس في الأقصى كان المطلب الخامس في هذه الوثيقة.

ثانياً: عملياً يجري التعامل مع الساحة الشرقية للمسجد الأقصى باعتبارها “كنيساً غير معلن”، حيث يؤدي فيها المقتحمون الصهاينة طقوسهم خلال فترات الاقتحام فيما يمنع المصلون والمرابطون وحراس الأقصى وموظفو الأوقاف من دخولها أو حتى من الاقتراب منها بمسافة تسمح بالتصوير خلال الاقتحامات، وبالتالي فإن بن جفير يحاول تكريس واقعٍ جرى التمهيد له، ضمن مخطط تدريجي يتطلع للإحلال الكامل وتحويل المسجد الأقصى المبارك بكامل مساحته إلى هيكل، ولا بد من التعامل معه بجدية ومجابهته بكل الطرق الممكنة وأولها كسر الاستفراد عن الساحة الشرقية للأقصى.

ثالثاً: يقوم بن جفير ونتنياهو بلعبة تبادل أدوار واعية، بحيث يفرض بن جفير تغييرات محددة باعتباره المسؤول المباشر عن شرطة الاحتلال، ثم يصرح نتنياهو أو مكتبه بأنه يتمسك بـ: “الوضع القائم” بعدها دون أن يلغيها أو يغيرها، وهو يقصد بذلك أن يكرس أنه يتمسك بالوضع القائم بما يشمل هذه التغييرات، ويستخدم الوضع القائم باعتباره مصطلحاً مطاطياً دائم التغير، بخلاف تعريفه الثابت في القانون الدولي باعتباره بقاء الأقصى على ما كان عليه قبل اندلاع حرب 1967؛ وبالتالي فإن تصريح بن جفير اليوم مقصود حتى يستجلب تعقيب نتنياهو ويحصل على المظلة السياسية لفرض الطقوس التوراتية في الأقصى.

رابعاً: من الناحية العملية، فمنذ يوم 13-8-2024 وطقس الانبطاح “السجود الملحمي” يؤدى بشكل جماعي في كل اقتحام للأقصى تقريباً، وهو تطور يحصل في الأقصى لأول مرة منذ احتلاله، ويبني على اعتداءات تدريجية سابقة على طريق طمس هويته الإسلامية وفرض هوية يهودية في مكانها ضمن توظيف للطقوس كأداة استعمار وهيمنة.

خامساً: تأتي هذه التصريحات في الشهر الحادي عشر من الحرب لتحاول التأكيد أن هذه الحرب وسابقتها لم توقف مشروع الإحلال الديني في الأقصى، وأن تبديل هويته ماضية إلى الأمام رغم ما فرضته تلك الحروب والهبات التي سبقتها من تراجعات واهتزاز للثقة للمشروع الصهيوني، وهي تجدد التأكيد على مسار آخذ بالتصاعد منذ معركة سيف القدس 2021 بالنظر إلى العدوان على الأقصى بوصفه مؤشراً لثقة اليمين الصهيوني بذاته، وبإمكانات الكيان الصهيوني وقدرته، فما دام يمضي في العدوان على الأقصى فهو حي وقادر على المضي إلى الأمام، وهذا ما يزيد من وقع معركة الأقصى في الوعي الصهيوني، ومن وقع أي تراجعات تفرض فيها مستقبلاً.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف زياد ابحيص كنيس المسجد الأقصى المسجد الأقصى العدوان على فی الأقصى بن جفیر

إقرأ أيضاً:

قفزة هائلة بمعدل اقتحامات المستوطنين للأقصى.. تصاعد دعوات إقامة الهيكل المزعوم

ارتفعت وتيرة اقتحامات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى بنسبة تفوق 18 ألف بالمئة منذ عام 2003، وهو العام الذي بدأ فيه الاحتلال السماح للمستوطنين بتجاوز إدارة دائرة الأوقاف الإسلامية والدخول إلى الأقصى.

ووفقا لبيانات دائرة الأوقاف، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة الحرم القدسي، فقد دخل 289 مستوطنا فقط إلى الأقصى عبر باب المغاربة في عام 2003، وهو الباب القريب من حائط البراق.

ومنذ ذلك الحين، شهدت الأعداد تصاعدا سنويا ملحوظا، مع تراجع وحيد خلال ذروة جائحة كورونا عام 2020، حيث بلغ عدد الاقتحامات حينها 18562.

وبحسب أحدث الإحصاءات السنوية، فقد بلغ عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى في عام 2024 نحو 53488 مستوطنا، ما يمثل زيادة بنسبة 18507 بالمئة مقارنة بعام 2003.

أما في عام 2022، أي قبل عملية طوفان الأقصى فقد سجلت الأوقاف اقتحام 47935 مستوطنا للمسجد، معظمهم تحت حماية مشددة من قوات الشرطة والجيش الإسرائيلي، إضافة إلى أعضاء في الكنيست وزعماء دينيين يهود شاركوا في صلوات تلمودية مثيرة للجدل.

وكان وزير ما يعرف بالأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وهو مدان سابقا في قضايا جنائية، قد دعا علنا إلى أداء الصلوات اليهودية في الأقصى، واقتحم الموقع قبل أسبوعين.

وخلال عيد الفصح اليهودي هذا الشهر، سجلت الأوقاف دخول 6768 يهوديا لساحات الأقصى بغرض الصلاة، وهو عدد يفوق ما تم تسجيله خلال الأعياد نفسها في العام الماضي.

وكشف مسؤول في دائرة الأوقاف لموقع "ميدل إيست آي" أن فترة عيد الفصح شهدت أربع محاولات فاشلة من قبل مستوطنين لذبح حيوانات داخل ساحات المسجد.

ويعود هذا السلوك إلى اعتقاد ديني يهودي يرى أن رماد بقرة حمراء خالصة ضروري لتطهير المكان تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم في القدس المحتلة.



واتهم المسؤول الفلسطيني الاحتلال، بعدم احترام قدسية الأقصى، وأشار إلى أن محاولات التواصل مع الولايات المتحدة على مدى السنوات الأربع الماضية لم تثمر عن أي نتائج ملموسة.

وقال المسؤول: "تواصلنا مع الجانب الأمريكي منذ أربع سنوات، لكنهم أوضحوا لنا في النهاية أنهم لا يستطيعون اتخاذ أي قرار بشأن الأقصى".

ومنذ احتلال القدس عام 1967، جرى التوافق على وضع خاص بالحرم الشريف، يمنع فيه أداء غير المسلمين لشعائر دينية فيه، مع السماح بزياراتهم خلال أوقات محددة.

لكن الاحتلال بدأ منذ عام 2003 السماح للمستوطنين بالدخول اليومي إلى المسجد، باستثناء يومي الجمعة والسبت، رغم وجود فتوى صادرة عن الحاخامية الكبرى تحظر على اليهود دخول الموقع لأسباب دينية.

وأكد المسؤول في الأوقاف أن الاحتلال لا يكتفي بفرض قيود مشددة على دخول المصلين الفلسطينيين، بل تعرقل أيضا أعمال الصيانة والإصلاح داخل المسجد.

وأضاف: "اليوم لا أستطيع حتى تغيير مصباح محترق أو إصلاح نافذة أو صنبور دون الحصول على إذن من إسرائيل. الوضع خطير للغاية".

وخلال السنوات الأخيرة، بدأت جماعات يهودية متطرفة بالدعوة العلنية إلى بناء الهيكل المزعوم، على أنقاض المسجد الأقصى وقبة الصخرة.

ومع انتهاء عيد الفصح، تداولت حسابات مؤيدة للمستوطنين مقطع فيديو تم إنتاجه بالذكاء الاصطناعي، يظهر فيه المسجد الأقصى وهو يحترق، ثم يتم استبداله بالهيكل المزعوم.

مقالات مشابهة

  • الواقع المأساوي في المسجد الأقصى
  • قفزة هائلة بمعدل اقتحامات المستوطنين للأقصى.. تصاعد دعوات إقامة الهيكل المزعوم
  • في ذكرى النكبة.. الأعلام الإسرائيلية تغزو القدس والمستوطنون يتوعدون الأقصى
  • مستوطنون يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال
  • بذكرى النكبة.. إغراق القدس بأعلام إسرائيل ومستوطنون يتوعدون الأقصى
  • مستوطنون صهاينة يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات الصهاينة يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماية قوات العدو
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى