هل توقفت الحرب ؟: نصر الله يتفهم المزاج الشعبي ويعد اللبنانيين بفرصة لتنفس الصعداء
تاريخ النشر: 27th, August 2024 GMT
بيروت - محمد شقير - شكَّل الخطاب الذي ألقاه أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، وأعلن فيه انتهاء المرحلة الأولى من رد «الحزب» على إسرائيل باغتيالها أحد أبرز قيادييه العسكريين فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية قبل أسابيع، مناسبة للتوجه إلى جمهوره، ليس لتبديد القلق الذي يساوره حيال تأخره في الرد فحسب، وإنما لمصارحته بطبيعة المرحلة السياسية الراهنة في ظل استمرار مساندته لحركة «حماس»، انطلاقاً من أنه لا نية لديه لتوسعة الحرب، وإن كان الموقف نفسه ينسحب على إسرائيل، وإنما على قاعدة أن لكل منهما حساباته الذاتية في ضوء الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة الأميركية، وأدى إلى توافق الخصمين على إنهاء المرحلة الأولى.
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية غربية أن واشنطن تصدرت الضغوط الدولية لنزع فتيل التفجير، ومنع تدحرج المواجهة بين إسرائيل و«الحزب» نحو إشعال الحرب على نطاق واسع، وأن الضغوط أدت لتجاوب الطرفين لمنع تفلت الوضع وإبقائه تحت السيطرة.
وكشفت المصادر الدبلوماسية المواكبة للاتصالات التي تولتها واشنطن بين بيروت وتل أبيب بأن الأخيرة تجاوبت مع دعوتها للإعلان عن انتهاء المرحلة الأولى، وقوبلت برد مماثل من «حزب الله»، مع أنها كانت قد بادرت للقيام بهجوم استباقي. وقالت إنه لا مجال أمامها سوى العودة إلى قواعد الاشتباك التي اهتزت أخيراً تحت ضغط ارتفاع منسوب المواجهة العسكرية لتطول العمقين اللبناني والإسرائيلي.
ولفتت إلى أن «الحزب» تجاوب مع الوساطة الأميركية من خلال الحكومة اللبنانية. وأكدت أن هناك ضرورة للتقيُّد بقواعد الاشتباك في ظل عدم استعدادهما لتوسعة الحرب وذلك بامتناعهما عن استهداف البنى التحتية والمدنيين، وتحييدهما لضاحيتي بيروت الجنوبية وتل أبيب عن القصف.
ورأت أن «الحزب» لم يكن في وارد توسعة الحرب، وإلا فلماذا نأى بنفسه عن استخدامه ما في مخزونه من صواريخ دقيقة وذكية رداً على الغارات التي نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي استباقاً لرده على اغتيال شكر؟
وقالت إن المواجهة بين الطرفين يُفترض أن تبقى تحت سقف تلك التي انطلقت مع مساندة «الحزب» لـ«حماس» وما تخللها من تبادل للخروق التي تتراوح بين هبّة باردة وأخرى ساخنة.
أما على صعيد التداعيات اللبنانية لمساندة «الحزب» لـ«حماس»، فأكدت المصادر السياسية أن ما يهم «الحزب»، بعد انقضاء أكثر من 10 أشهر عليها، التوجه إلى جمهوره، وعبره إلى اللبنانيين، لأن من حق جميع هؤلاء أن يلتقطوا أنفاسهم، لأن طول أمد المساندة شكّل مفاجأة لهم لم تكن في حسبانهم فأتعبتهم، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الجنوبيين من بلداتهم الأمامية الواقعة على خط النار بين «الحزب» وتل أبيب.
وتتوقف أمام التوقيت الذي اختاره «الحزب» للرد على إسرائيل، وتقول إنه حدد التوقيت المناسب، فجر الأحد الماضي، حرصاً منه على عدم تعريض الجنوبيين إلى الخطر في حال قرر تحديده لساعة الصفر في وضح النهار الذي يصادف يوم عطلة ما يضطر هؤلاء للخروج من منازلهم.
وتقول إن نصر الله توخى أيضاً من خطابه بقوله إنه يمكن للبنان أن يرتاح، بما يسمح للبنانيين أن يريحوا أعصابهم ويلتقطوا أنفاسهم، ومن يريد العودة إلى بيته فليعد إليه مطمئناً وآمناً، ويستطيع أن يأخذ النفس ويرتاح ويزاول عمله كالمعتاد، وهذا من حقه، بعد أن «أعلن العدو أن ما جرى اليوم انتهى».
وتؤكد أنه يخص بدعوته هذه سكان الضاحية الجنوبية لاضطرار معظمهم لترك منازلهم والنزوح إلى مناطق آمنة خوفاً من استهداف إسرائيل للضاحية في ردها على رد «الحزب» ثأراً منها لاغتيالها شكر.
وتتعامل مع دعوة نصر الله هذه من زاوية أنه أخذ على عاتقه مسؤولية دعوتهم للعودة إلى منازلهم ومزاولة أعمالهم بصورة طبيعية. وترى أنه لم يكن مضطراً ليغامر بمصيرهم لو لم تتوافر له جملة من المعطيات السياسية بأنه لا نية لديه لتوسعة الحرب، وهذا ما ينسحب أيضاً على إسرائيل التي تحاصرها الضغوط الأميركية لمنع رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو من الجنوح نحو توسعتها، خصوصاً أن القطع البحرية الأميركية الموجودة في المتوسط مخصصة للدفاع عنها في حال تعرضت لهجوم من محور الممانعة، ولن توضع تحت تصرفه لاستدراج واشنطن للدخول في صدام مع إيران.
وترى المصادر نفسها أن نصر الله رسم في خطابه سقفاً لطبيعة مساندة محور الممانعة لـ«حماس» لا يمكنه إلا التقيُّد به، ولن يحيد عنه، لأن طهران، وإن كانت تحتفظ لنفسها بحق الرد على إسرائيل باغتيالها رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، فإنها ليست في وارد إشعال المنطقة، بينما لم تنقطع عن التواصل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وتراهن على انتخاب نائبته كامالا هاريس خلفاً له، وبالتالي لا تحبذ حرق المراحل باستدراج المنطقة إلى المجهول.
وعليه فإن الإيجابية التي أبداها نصر الله، بحسب المصادر، في محاكاته لجمهور المقاومة لا يأتي من فراغ، وإنما ينطق بلسان مزاج السواد الأعظم من اللبنانيين، والجنوبيين خصوصاً، الذي هم بحاجة لتنفس الصعداء ليكون في وسعهم ترتيب أوضاعهم بعد أن أتعبتهم فترة الانتظار المترتبة على اشتعال الوضع جنوباً والتي لا يمكن التكهن بموعد وكيفية نهايتها.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: على إسرائیل نصر الله لـ حماس
إقرأ أيضاً:
ترامب أول مرشح رئاسي في انتخابات 2024 يزور مدينة غالبيتها من العرب ويعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط
يستعد دونالد ترامب، المرشح الرئاسي للانتخابات الأمريكية لعام 2024، لزيارة مدينة ديربورن بولاية ميشيغان، التي تُعتبر أكبر مدينة ذات أغلبية عربية في البلاد، يوم الجمعة.
اعلانيأتي ذلك في وقت تعيش فيه المدينة توترات سياسية شديدة، حيث عبّر العديد من سكانها عن استيائهم من إدارة الرئيس جو بايدن بسبب تعاملها مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة .
شهدت ديربورن، التي يعيش فيها عدد كبير من العرب الأمريكيين، مؤخراً احتقاناً في الأجواء السياسية، خاصة مع الخلافات حول كيفية معالجة الأزمات في الشرق الأوسط. في هذا السياق، ذكر سام عباس، مالك مطعم "ذا غريت كومونر" في ديربورن، أن ترامب سيزور مطعمه ويتوقع أن يدلي بتصريحات حول إنهاء الحرب وإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وأشار عباس: "لست هنا لأدخل في السياسة، بل لأعبر عن قلقنا تجاه ما يحدث لعائلتنا. نحن نريد فقط إنهاء الحرب ووقف القصف".
تأتي زيارة ترامب بعد فترة من الانتقادات اللاذعة لإدارة بايدن من قبل العديد من سكان المدينة، الذين فاز بايدن فيها بفارق كبير، حيث فاز بثلاثة أصوات مقابل صوت واحد. بينما كانت نائبة الرئيس كامالا هاريس قد زارت المدينة سابقًا، إلا أن اجتماعها كان مع العمدة الديمقراطي عبد الله حمود في مكان خارج ديربورن.
المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، إلى اليمين، يحيي القادة المسلمين المحليين خلال تجمع انتخابي في معرض سوبربان كولكشن، السبت 26 أكتوبر 2024 في نوفي، ميشيغانCarlos Osorio/APRelatedترامب أم هاريس.. من سيضع مصلحة أوروبا نصب عينيه؟ترامب يعزز حضوره في ويسكونسن بدعم أسطورة كرة القدم الأمريكية بريت فافرترامب؟ أم هاريس؟ أيهما يفضل بوتين أن يكون هو الرئيس القادم للولايات المتحدة؟ من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ترامب وهاريس.. والناخب هو المستهدفقد أظهر ترامب، الذي أجرى مؤتمراً جماهيرياً في ميشيغان الأسبوع الماضي، دعمه للمسلمين المحليين من خلال استضافتهم على المنصة خلال الحدث. كما حصل ترامب على تأييد من عمدة مدينة مسلمة، مما يثير تساؤلات حول تأثير زيارته على الناخبين العرب الأمريكيين، الذين يُعتبرون تقليديًا من المؤيدين للحزب الديمقراطي.
على الرغم من عدم تأييد العديد من قادة المجتمع الديمقراطي لهاريس، إلا أنهم يُظهرون مشاعر سلبية تجاه ترامب بسبب تصريحاته السابقة حول المسلمين، والتي تضمنت دعوة لـ "إغلاق تام وكامل" أمام دخول المسلمين إلى البلاد. وقد يشهد هذا التأثير تراجعًا في ولاء الناخبين التقليديين لترامب أو لمرشحين من أحزاب ثالثة مثل جيل شتاين.
كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية، في تجمع انتخابي في كالامازو، ميشيغان، ودونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة، في غرينسبورو، نورث كاروليناAPقبل زيارة ترامب، اتصل حلفاؤه بعباس قبل عدة أسابيع، وعبّر عباس عن رغبته في رؤية بيان من ترامب يظهر نواياه الحقيقية لإنهاء الحرب في لبنان. وجاء البيان الذي طال انتظاره يوم الأربعاء، حيث كتب ترامب عبر منصة X أنه يرغب في "وقف المعاناة والدمار في لبنان".
وأضاف ترامب في بيانه: "سأحافظ على الشراكة المتساوية بين جميع المجتمعات اللبنانية. أصدقاؤكم وعائلاتكم في لبنان يستحقون العيش في سلام وازدهار وتناغم مع جيرانهم، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا مع السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
بعد صدور البيان، وافق عباس على استضافة الحدث، ويتوقع حضور نحو 100 شخص من المجتمع المحلي. ويقول عباس: "إنه قادم ليخبرنا بأنه فعل ما طلبناه، وأن نواياه الحقيقية هي جلب السلام وإنهاء الحرب".
المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، الثاني من اليمين، يقف إلى جانب قادة مسلمين محليين في معرض سوبربان كولكشن، السبت 26 أكتوبر/تشرين الأول 2024 في نوفي، ميشيغانCarlos Osorio/APبينما يستمر الصراع في المنطقة، يظل سؤال تأثير هذه الزيارة على العلاقات بين ترامب والمجتمع العربي الأمريكي مفتوحًا، وسط تأكيدات من بعض الناخبين بعدم التأثير في توجهاتهم السياسية.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية استطلاع: الإسرائيليون يفضلون ترامب على هاريس في الانتخابات الأمريكية المقبلة هاريس تُحذر: ترامب "فاشي" وغير مؤهل للرئاسة الأمريكية مقابلة شبكة فوكس مع هاريس.. أربعة مواضيع حيوية قبل الانتخابات على شاشة يظهر عليها ترامب كثيرا الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 دونالد ترامب مسار السلام جو بايدن إسرائيل كامالا هاريس اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. مجازر وحصار مطبق على شمال غزة وغارات عنيفة جنوبي لبنان والضاحية ببيروت ولاءات نتنياهو تعطل أي تسوية يعرض الآن Next طائرات مسيرة أوكرانية تستهدف منشآت روسية وسط استمرار الاشتباكات في دونيتسك يعرض الآن Next ارتفاع عدد ضحايا فيضانات إسبانيا إلى 158 قتيلاً في واحدة من أسوأ كوارث العواصف بأوروبا يعرض الآن Next اليونيسف تُطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان: طفل واحد على الأقل يقتل يومياً منذ 4 أكتوبر يعرض الآن Next الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات "ديوالي" المقدّس اعلانالاكثر قراءة عاملات منزليات تركن لقدرهن وأوصدت عليهن الأبواب.. كيف فجرت الحرب في لبنان أبشع أنواع العنصرية؟ السفينة الإسرائيلية "كاثرين".. غضب على وسائل التواصل عقب رسوها في ميناء الإسكندرية وزير الخارجية الروسي: المعاهدة "الشاملة" مع إيران ستشمل الدفاع السّل يزيح كوفيد-19 ويصبح المرض المعدي الأكثر قتلاً للإنسان دور توسيع شبكة السكك الحديدية بالجزائر في تشكيل مستقبلها بالمشاركة مع anepاعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024قطاع غزةإسرائيلالحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيرانروسيادونالد ترامبحزب اللهلبنانفولوديمير زيلينسكيأسلحةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024