قال خبراء سياسيون وعسكريون إن هناك جملة من الأهداف السياسية والعسكرية وراء توسيع جيش الاحتلال الإسرائيلي محور نتساريم -الذي يفصل شمالي قطاع غزة عن وسطه وجنوبه- بعضها مرتبط بخطة اليمين الإسرائيلي.

ووفق الخبير بالشؤون الإسرائيلية محمود يزبك، يعتبر توسيع ممر نتساريم إنجازا يصب في الخطة التي رسمها اليمين الإسرائيلي بتقسيم القطاع والبقاء في محور فيلادلفيا لفصل غزة عن العالم العربي، إلى جانب تقليل عدد السكان في شمالي القطاع لأقل عدد ممكن.

ويضيف يزبك -خلال حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن اليمين الإسرائيلي يسعى لإقامة المستوطنات مجددا شمالي القطاع، ودفع أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين بين محوري نتساريم وفيلادلفيا.

وبناء على ذلك، يريد اليمين الإسرائيلي حربا دائمة من أجل الاستمرار بتطبيق هذه الخطة، فضلا عن أن أسهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تزداد كلما طال أمد الحرب.

ويعتقد أن نتنياهو مرتاح حاليا من وضعه السياسي، بعدما روّج داخل المجتمع الإسرائيلي بأنه الوحيد القادر على مجابهة التحديات، في حين كان الفشل عنوان الجيش الإسرائيلي.

أهداف بالجملة

بدوره، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن توجه القيادة السياسية الإسرائيلية بشأن توسيع نتساريم يأتي لتحقيق مجموعة من الأهداف من بينها المحافظة على الفصل بين شمالي القطاع وجنوبه، فضلا عن التحكم بعودة النازحين.

كما يحرم وجود الاحتلال قطاع غزة من 26 كيلومترا مربعا من الأراضي الزراعية -وفق الدويري- الذي قال إن جزءا كبيرا من سلة غذاء غزة باتت مهددة مع توسيع نتساريم.

ويبرز من ضمن الأهداف، تأمين سلامة القوات الموجودة فيه، إذ ثبت أنه غير آمن تاريخيا وعانت قوات الاحتلال فيه، حيث استحضر الدويري عمليات قصف المقاومة المكثفة للمحور عبر صواريخ رجوم وكاتيوشا وقذائف الهاون.

ووفقا لذلك، كان لا بد من زيادة عرض نتساريم من كيلومترين مربعين إلى 4 لجعل القوات الإسرائيلية في مأمن، وتخفيف عمليات الاحتكاك المباشر والتقليل من معركة المسافات القصيرة، كما يقول الدويري.

وأكد أن ما يحدث ترجمة للإرادة السياسية الإسرائيلية بالبقاء في محوري نتساريم وفيلادلفيا وجل المناطق الزراعية بما يعادل 100 كيلومتر مربع من أصل 360 كيلومترا مربعا هي مساحة القطاع الإجمالية.

وخلص إلى أن الهدف البعيد لتوسيع نتساريم يكمن في إعادة الاستيطان بغزة، لكن عسكريا فإن الهدف الأبرز هو حماية القوات وتخفيض درجة الخطورة، مؤكدا أنه سيبقى منطقة استنزاف ولكن بوطأة أخف.

هدفان مرتبطان بالحرب

من جانبه، يعتقد الباحث في الشأن السياسي والإستراتيجي سعيد زياد أن احتلال نتساريم جاء لتحقيق هدفين اثنين مرتبطين باستمرار المعركة الحالية، وهما منع عودة النازحين من الجنوب للشمال، وتوفير موطئ عملياتي متقدم لتسهيل حركة القطاعات والوصول إلى عمق غزة.

وتساءل زياد عن كيفية تأقلم الاحتلال مع قصف المقاومة المكثف لنتساريم، خاصة أن الأخيرة تملك قدرات أكبر بكثير مما كان لديها قبيل الانسحاب الإسرائيلي عام 2005، حيث تكبد 10 قتلى آنذاك مقابل 28 قتيلا خلال 10 أشهر من الحرب الحالية.

وأشار إلى أن هذه الكلفة غير محتملة للاحتلال، مؤكدا أن أي إجراء دفاعي بتوسيع المحور وبناء تحصينات لن يقلق المقاومة، حيث سينسحب منه طال الزمان أم قصر.

ولم يستبعد زياد أن تشهد عمليات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- في نتساريم تطورا مثل عملية الإغارة الأخيرة، مشيرا إلى أن المقاومة قد تشن هجوما مضادا عبر لواءي الوسطى وغزة لدحر القوات الموجودة هناك.

ويعتقد أن أي تصور لنتنياهو لإعادة احتلال غزة نابع من فشل كافة السيناريوهات السابقة كالنصر المطلق والحسم الكامل واستبدال قوة خائنة بقوة حماس العسكرية والحكومية.

وخلص إلى أن نتنياهو يحاول مغازلة اليمين الإسرائيلي بتسويقه أن البقاء بفيلادلفيا إنجاز إستراتيجي وأيديولوجي، لكنه قال إنها مجرد عقبة لنسف المفاوضات، حيث يتحرك في خطابه وفق مصلحته الشخصية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الیمین الإسرائیلی إلى أن

إقرأ أيضاً:

مختار غباشي: القمة العربية ضرورية واختبار في المقام الأول

قال مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن هناك بعض القادة العرب اعتذروا عن حضور القمة العربية الطارئة، فمنهم من اعترض على الأمور المطروحة، ومنهم من تحدث عن أهمية وجود شكل للقمة مختلف.

مصر تستضيف القمة العربية غير العادية لمناقشة تطورات القضية الفلسطينيةالتعنت الإسرائيلي يهدد هدنة غزة| القمة العربية بارقة أمل لإنقاذ القطاع.. وخبراء يحللون المشهد

وأضاف مختار غباشي، خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج صباح البلد المذاع على قناة صدى، أن القمة العربية ضرورية وهي قمة اختبار في المقام الأول، حيث يجب أن يكون هناك موقف عربي واضح ضد انتهاكات الاحتلال، متابعا: القمة العربية الطارئة واحدة من أخطر القمم التي حدثت في العالم العربي.

وأوضح أن إسرائيل أدركت أن قوة المقاومة مازالت موجودة، بالرغم من الدمار المروع التي قام به الاحتلال داخل القطاع، حيث أدركت أن المقاومة قادرة على إدارة القطاع.

ولفت إلى أن المقاومة الفلسطينية أثبتت وجودها وحضورها من أول يوم لتسليم المحتجزين الإسرائيليين، فهي مازالت قوية ومتواجدة بالرغم من الحرب القاسية التي شنت عليها طوال الفترة الماضية.

مقالات مشابهة

  • 53 شهيداً وجريحاً جراء خروق جديد لكيان الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • الحسيني يزعم وقوف واشنطن وراء اغتيال نصر الله.. وجيش الاحتلال يعلق
  • ثابت : الحرب “الإسرائيلية” دمَّرت قطاع الكهرباء في غزَّة
  • ردود الفعل الإسرائيلية على الخطة المصرية لإعمار غزة
  • عودة “إسرائيل” لعدوانها على غزة… تدوير للفشل أم أهداف سياسية جديدة؟
  • معتمدًا على نص توراتي.. رئيس الأركان الإسرائيلي يتعهد بالقضاء على المقاومة
  • الجيش الإسرائيلي يقر بفشله في حماية مستوطنة كفار عزة
  • مختار غباشي: القمة العربية ضرورية واختبار في المقام الأول
  • حمدان: الاحتلال سعى لإفشال اتفاق غزة والعودة للعدوان
  • أبرز الانتهاكات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار