مساعدة الأخرين أقوى سلاح يتحدي المستحيل
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
د. جملات عبدالرحيم **
مساعدة الآخرين والبحث عن المشاكل التي يشكو منها الناس؛ سواء إن كان فردًا في أسرة أو جماعة، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن مساعدة الآخرين يُمكن أن تُقلل من ارتفاع ضغط الدم، وتساعد على خفض مستوي الاكتئاب النفسي، والتوتر، وتطيل العُمر، وتساعد على النوم بشكل كافٍ.
ومشاكل النوم مثل الأرق قد تؤثر على الحالة النفسية؛ سواءً عند الرجال أو النساء، وعلى مر الزمن، يرتبطُ عدم الحصول على قسط وافر من النوم بإصابة الإنسان بأزمات نفسية وعصبية لدرجة أن أكثر الناس الذين يعلنون الحروب على الدول الفقيرة هم مصابون بأمراض نفسية.
كما إن أكثر دعاة الحروب مُدمنين للمخدارت ويتجهون إلى المحرمات وكل ما يشوه النفس البشرية من داخلها. والعدو عادة يزعزع العلاقات بين أفراد الدول التي يريد محاربتها من خلال عزلهم عن بعضهم بعضًا بهدف الانفراد بالفريسة.
وحسب آليات حل الأزمات قد يُشفى المريض وتنشر روح السعادة والأمل عند من يئسوا من حياتهم.
ومن النصائح التي ننصح بها الحالات التي تعاني من الأمراض النفسية أو انخفاص ضغط الدم أو فقدان الشهية أو عدم التعرض إلى مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكري، فإننا ننصحهم بممارسة الرباضة، من أجل أن يقاوم الجسم الأمراض وكذلك من أجل التخفيف من آلام المفاصل، ومن ثم زوال الأمراض النفسية والصحية. والكثير من الرياضيين لم يصدر منهم أي أفعال عدوانية ضد الآخرين.
وأخيرًا.. أمرنا الله سبحانه وتعالي بصلة الأرحام والقيام بأعمال البر والتقوة وأن يتعاون الناس مع بعضهم بعضًا، مصداقًا لقوله تعالي: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
** أخصائية الصحة النفسية والإرشاد الأسري
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بيان دولة الإمارات بشأن مرور سنتين على اندلاع الصراع في السودان .. تصريحات معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية
بيان دولة الإمارات بشأن مرور سنتين على اندلاع الصراع في السودان
تصريحات معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية :
مع دخول الحرب المدمرة في السودان عامها الثالث، توجّه دولة الإمارات نداء عاجلاً من أجل السلام في هذا البلد الشقيق، حيث تُعد هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة من أشد الأزمات وطأة وقسوة في العالم، إذ يحتاج أكثر من 30 مليون شخص إلى مساعدات إغاثية عاجلة في ظل استفحال المجاعة، والعرقلة المتعمدة لوصول المساعدات إلى مستحقيها.
وفي ظل هذه الحالة الإنسانية الحرجة، يواصل طرفا الصراع: القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ارتكاب الفظائع، حيث تسببت الاعتداءات المتواصلة التي تشنها القوات المسلحة السودانية – باستخدام سياسة التجويع، واستمرار القصف العشوائي للمناطق المأهولة، والاعتداءات على المدنيين، بمن فيهم العاملون في مجال الاستجابة الإنسانية والطوارئ، بالإضافة إلى شن هجمات باستخدام الأسلحة الكيميائية – في معاناة الشعب السوداني الشقيق الذي بات بسبب ويلات الحرب التي يكابدها يقف على حافة الانهيار.
وفي ما يتعلق بهذه المأساة الإنسانية، تدين دولة الإمارات بأشد العبارات الفظائع التي تُرتكب، وتطالب بمُحاسبة المسؤولين عنها.
وتعرب دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين للهجمات الأخيرة التي استهدفت المدنيين في دارفور، بما في ذلك الاعتداءات الوحشية على مخيمي زمزم وأبوشوك قرب مدينة الفاشر والتي أدت إلى مقتل وإصابة المئات. كما تشدد على ضرورة وقف استهداف العاملين في المجال الإنساني، والقصف العشوائي للمدارس والأسواق والمستشفيات من قبل كافة الأطراف.
وفي هذه اللحظة المفصلية والحرجة من المعاناة الإنسانية المتفاقمة، تدعو دولة الإمارات إلى اتخاذ الإجراءات الفورية التالية:
1. وقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية:
تؤكد دولة الإمارات على ضرورة “صمت المدافع”، وتدعو في هذا الصدد كلاً من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، والانضمام إلى طاولة المفاوضات بنوايا حسنة وصادقة، فلا حلّ عسكرياً لهذا الصراع إلاّ عبر التوصل إلى حل سياسي يعكس إرادة الشعب السوداني.
2. عدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية:
إنّ عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية واستخدامها كسلاح في الحرب فِعلٌ مُدان. كما يجب على طرفي النزاع السماح بوصول المنظمات الإنسانية بشكل عاجل وآمن إلى مَن هُم في أمسّ الحاجة إلى المساعدات في كافة أنحاء السودان. كما تدعو دولة الإمارات الأمم المتحدة إلى منع أيّ من الطرفين المتحاربين من استغلال المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية، وتهديد حياة ملايين المدنيين التي باتت على المحك.
3. تكثيف الضغوط الدولية:
يجب أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل مكثف وعاجل لتسهيل الانتقال إلى عملية سياسية، وتكثيف تدفق المساعدات الإنسانية، وزيادة الضغط الدولي المُنسّق على كافة الجهات التي تساهم في تأجيج الصراع. كما ندعو إلى الانتقال إلى عملية سياسية وتشكيل حكومة مستقلة بقيادة مدنية – والتي تعد بلا شك النموذج الوحيد من القيادة الذي يُمثّل الشعب السوداني بشكل شرعي، وبما يُرسي أسس السلام الدائم. إذ لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح للسودان بالانزلاق أكثر نحو الفوضى والتطرف والانقسام.
ومنذ تفجر الصراع، قدمت دولة الإمارات أكثر من 600 مليون دولار من المساعدات الإنسانية للسودان والدول المجاورة، من خلال وكالات الأمم المتحدة، وذلك بشكل حيادي ودون تمييز وفقاً للاحتياجات الإنسانية. وتؤكد دولة الإمارات التزامها الراسخ بدعم الشعب السوداني الشقيق، والعمل مع الشركاء الدوليين لتخفيف المعاناة عنه، مع الدفع نحو السلام.
بلا شك، لقد آن أوان العمل الحاسم والحازم، حيث يجب أن يتوقف القتل. كما يجب أن يُبنى مستقبل السودان على أسس صلبة من السلام والعدالة والقيادة المدنية المستقلة بعيداً عن السيطرة العسكرية، وأولئك الذين يسعون إلى إطالة أمد الحرب على حساب شعبهم.