لميس البدوية تتحدث عن قصتها مع شباب التلال اليهودي
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
تعجز الشابة العربية البدوية لميس الجعار عن النوم منذ تعرّضها لهجوم على أيدي مستوطنين هاجموها مع شقيقاتها وأحرقوا سيارتهن في الضفة الغربية المحتلة.
تروي العجار التي تحمل الجنسية الإسرائيلية أنها كلما أغمضت عينيها ترى وجوه مهاجميها وتستيقظ مذعورة.
ففي التاسع من أغسطس/آب الجاري كانت الجعار تقود سيارتها متجهة من مدينة رهط في النقب في جنوب إسرائيل إلى مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، ومعها طفلتها إيلاف (عامان ونصف) وشقيقتاها رغدة ونوفة وابنة نوفة هند.
وعندما ضللن الطريق صادفن سيارة تحمل لوحة إسرائيلية فسألن سائقها باللغة العبرية عمّا إذا كانت الطريق تؤدي إلى نابلس فردّ بالإيجاب، "لكن ما إن تقدّمنا قليلا، أيقننا أنها ليست الطريق، فحاولنا العودة، لكن ذلك السائق سدّ لنا الشارع بسيارته".
تحطيم ورشقوتتابع "فوجئنا بعد ذلك بأن مجموعة مستوطنين يلاحقوننا ويرشقوننا بالحجارة من الخلف، وآخرين من التلال. لا أذكر من شدة الخوف كم كان عددهم. أحاط بنا نحو 10 مستوطنين مسلحين، وبعد أن تحطّمت السيارة وتحطّم زجاجها، رشّونا بالغاز ونحن فيها".
ووصفت الشرطة الإسرائيلية ما حصل بالحادث الخطير الذي استخدمت فيه "الحجارة" و"التهديد بالسلاح" و"إحراق" السيارة، بعد "دخول عن طريق الخطأ" إلى نقطة غفعات رونين الاستيطانية.
واعتقلت الشرطة وجهاز الأمن العام (شين بيت) "4 مشتبه بهم" على خلفية "هذا الاعتداء الخطير". وتقول لميس إن أحد المستوطنين "رشّ الغاز في وجه طفلتي، وقلت له حرام عليك، فوجّه رشّاشه نحو رأسها".
و"غفعات رونين"، جزء من مستوطنة "هار براخا" اليهودية جنوب نابلس، ويسيطر عليها "شباب التلال"، وهو تنظيم يهودي ديني متطرف يطالب بأن تصبح الضفة الغربية أرضا يهودية.
وتضيف رغدة "بدأ الدم يسيل من رأسي من الخلف بعد أن أصيبت بحجر. كنت على اتصال مع الشرطة الإسرائيلية التي طلبت مني تحديد موقعنا وإرساله لهم عبر الهاتف. لكن تطبيق الخرائط كان يظهر كأننا في القاهرة".
وتشير إلى أنها خرجت من السيارة "وقلت للذي يقف أمامي بسلاحه إننا نحمل الجنسية الإسرائيلية. نحن جئنا من بئر السبع وضللنا طريقنا. فطلب مني هاتفي النقال بعد أن عرف أنني اتصلت بالشرطة. رفضت إعطاءه إياه، فألقى حجرا كبيرا على قدمي، مما تسبّب بكسرها".
وتستعين رغدة في بيت والدها "بمشاية" حديدية للسير، بينما قدمها ملفوفة بجبيرة. وتقول إن رجلا هددهن قائلا "لن تخرجن من هنا على قيد الحياة"، مضيفة "قلت لشقيقاتي: سيحرقنا ونحن في السيارة، لنهرب".
وخرجن كلهن من السيارة وركضن هاربات، "فقام المستوطنون على الفور بإشعال النيران بالسيارة"، وفق قول رغدة. وأنقذهن في النهاية جنود وعناصر شرطة إسرائيليون.
غضب وتضامن
وأثارت هذه الحادثة غضبا بين عرب أراضي 1948، وزار العائلة أعضاء عرب في الكنيست الإسرائيلي. كما استنكر إسرائيليون كذلك ما حصل، وتعاطفوا مع العائلة.
واتصلّ الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بالعائلة وعبّر عن تضامنه معها وشجب الحادث، وفق ما جاء في بيان صادر عن مكتبه. وأضاف أنه "مصدوم"، وأن "جميع الإسرائيليين لهم الحقّ في معاملة تقوم على المساواة والاحترام".
ويقول والد النساء عدنان الجعار "زارتنا وفود عربية من كل حدب وصوب، كما زارتنا مجموعات من الإسرائيليين اليهود، وهذا يخفّف مصابنا".
ويعيش في إسرائيل نحو 300 ألف بدوي، بشكل رئيسي في صحراء النقب. وهم جزء من المجتمع العربي الذي يشكّل ما يقرب من خُمس سكان إسرائيل البالغ عددهم 9.3 ملايين. ويشكون من التمييز والتهميش.
وارتفعت نسبة اعتداءات الجنود والمستوطنين الإسرائيليين على سكان الضفة الغربية منذ بدء الحرب على قطاع غزة قبل أكثر من 10 أشهر.
وزار عضو الكنيست ماتان كوهن عائلة الجعار، وقال إنه "حادث تنفطر له القلوب".
كما زارت العائلة الإسرائيلية نوعا ابنستاين تيننهاوس مع عائلتها وقد جلب ابنها الصغير هدية لإيلاف ابنة لميس. وقالت تيننهاوس (41 عاما) "نحن عائلة يهودية إسرائيلية، نشعر بالاشمئزاز".
وأضافت "أنا أم لأربعة أطفال. أصغرهم يبلغ من العمر 3 سنوات، مثل إيلاف. وتخيّلت نفسي في موقف لميس في السيارة وأنا أتعرّض لهجوم من هؤلاء الوحوش".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 25 فلسطينيا من الضفة الغربية
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، منذ مساء أمس الجمعة وحتى صباح اليوم السبت، 25 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية.
وذكر نادي الأسير الفلسطيني في بيان أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية وفا أن من بين المعتقلين طفلين، ومعتقلين سابقين، بالإضافة إلى رهائن للضغط على أبنائهم لتسليم أنفسهم.
وأضاف البيان أن عمليات الاعتقال تركزت في قرية برقة بنابلس، فيما توزعت بقيتها على محافظات جنين، بيت لحم، طولكرم، القدس.. مشيرا إلى أن الاحتلال يواصل تنفيذ عمليات التحقيق الميداني خلال حملات الاعتقال، ويحول منازل المواطنين إلى ثكنات عسكرية، علما بأن عمليات التحقيق الميداني تصاعدت مؤخرا بشكل كبير في المحافظات كافة، وطالت المئات من الشبان.
وتابع أن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ حملات الاعتقال الممنهجة، كإحدى أبرز السياسات الثابتة، التي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة المستمرة.
ومن ناحيه أخرى.. استشهد شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، في قرية فقوعة شرق جنين.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر باستشهاد شاب 24 عاما في فقوعة، جراء إصابته برصاص الاحتلال في الفخذ، وقد جرى نقله إلى مستشفى في مدينة جنين، كما أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة قصرة، جنوب نابلس.
وأفاد الناشط ضد الاستيطان فوائد حسن، بأن قوات الاحتلال اقتحمت الجهة الجنوبية الشرقية من قصرة، وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بالاختناق.
اقرأ أيضاًالاحتلال الإسرائيلي يقتحم عدة مناطق في رام الله
الاحتلال الإسرائيلي يفرض حظر تجوال في قرية خربة أم الخير جنوب الخليل
الاحتلال الإسرائيلي ينسف عدة مبان سكنية في رفح بجنوب قطاع غزة