الجزيرة:
2025-02-23@20:49:37 GMT

لماذا أصبح احتضان الكوالا محظورا في أستراليا؟

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

لماذا أصبح احتضان الكوالا محظورا في أستراليا؟

أصبح احتضان الكوالا -الذي كان يحظى بشعبية كبيرة- محظورا بشكل متزايد في جميع أنحاء أستراليا، بسبب مخاوف تتعلق بالرفق بالحيوان. على الرغم من أن بعض الأماكن لا تزال تقدم هذه الخدمة مقابل رسوم، فإن المدافعين عنه يضغطون من أجل فرض حظر على مستوى البلاد.

يعد حمل حيوان الكوالا، الذي يعتبر أحد رموز أستراليا، بين الذراعين، والشعور بمخالبه على الكتف حلما بالنسبة للعديد من السياح.

لكن قد يتفاجأ المسافرون إلى أستراليا عندما يعلمون أن احتضان الكوالا أصبح محظورا الآن في معظم الولايات.

وقد انضمت الآن مدينة بريسبان عاصمة ولاية كوينزلاند إلى الحظر، مما أثار مناقشات جديدة بشأن القرار.

لسنوات عديدة، كانت محمية "لون باين كوالا" في ولاية كوينزلاند الاستوائية هي المكان الأفضل للقاءات قريبة مع أكلة عشبة الأوكالبتوس. وقد احتفظ زعماء العالم، بمن فيهم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحيوانات الكوالا، وكذلك النجمة الأميركية ​​تايلور سويفت وأسطورة التنس روجر فيدرر.

ويشير البيان الصحفي الصادر عن المحمية إلى تزايد الطلب على "تجارب أكثر كثافة وتعليمية" تتجاوز مجرد احتضان الكوالا. وبدلا من مجرد التقاط الصور، يرغب كثيرون في قضاء المزيد من الوقت بحضور الحيوانات ومقدمي الرعاية لها. وبالنسبة لبعض الأستراليين يعتبر هذا التغيير مخيبا للآمال للغاية.

ونقل موقع نيوز الإخباري عن أحد الزائرين الدائمين للمحمية قوله "لن أذهب إلى هناك بعد الآن إذا لم أتمكن من احتضان الكوالا. شكرا على ذكريات لون باين".

التوتر الصامت

وينام حيوان الكوالا حوالي 20 ساعة في اليوم، ولديه عملية تمثيل غذائي بطيئة للغاية، ويحافظ على الطاقة من خلال نمط حياة مستقر بعد تناول أوراق الكينا التي يصعب هضمها.

"لكن بعض المواجهات القريبة تجبرهم على البقاء مستيقظين ونشطين لساعات طويلة"، كما تشير منظمة رعاية الحيوان العالمية لحماية الحيوان ومقرها لندن.

حيوان الكوالا يتناول عشبة الأوكالبتوس، ولديه عملية تمثيل غذائي بطيئة للغاية (شترستوك)

"إن احتضان أو حمل أو التقاط صورة للكوالا يسبب لهم التوتر الصامت"، ولكن يمكن لمحبي الحيوانات الاستمرار في تجربة مشاهدة الكوالا عن قرب وهي تأكل وتنام وتسترخي داخل مساحتهم الخاصة، ولكن دون الاتصال الجسدي.

تأسست محمية "لون باين كوالا" (Lone Pine Koala) عام 1927، وهي الأقدم والأكبر من نوعها في العالم. عندما كانت الكوالا تُصطاد بكثافة للحصول على فرائها الناعم، بدأ المركز باثنين فقط: جاك وجيل. ويضم المركز -اليوم- حوالي 100 كوالا. وفي معظم الولايات والأقاليم، أصبح من غير القانوني حمل الكوالا بين الذراعين كما لو كانت طفلا، بينما تظل كوينزلاند وجنوب أستراليا الاستثناءين الوحيدين. ومع ذلك، يُسمح غالبا بلمس الكوالا، ولكن وفقا لقواعد صارمة

المسموح والممنوع على السياح

في نيو ساوث ويلز، حيث تقع مدينة سيدني، تم فرض حظر على الاحتفاظ بالكوالا منذ عام 1995.

وكانت المبادئ التوجيهية للحكومة الإقليمية دقيقة: وتنص الإرشادات على أن "التعامل مع الكوالا من قبل الجمهور يجب أن يقتصر على التربيت والمداعبة والاحتضان إلى حد وضع ذراع حول الكوالا بينما يبقى الحيوان على مكان ثابت".

ومع ذلك، فإن بعض المرافق، مثل حديقة حيوان وايلد لايف سيدني في ميناء دارلينج، تحظر تماما أي اتصال جسدي. ولا يزال بإمكان الزوار الاقتراب من الحيوانات والتقاط الصور بجانبها.

وجاء في موقع الحديقة الإلكتروني "نظرا لأن لدينا قواعد صارمة للغاية بشأن عدد مرات عرض حيواناتنا الفردية، يمكن للضيوف التأكد تماما من أن الكوالا لا تشعر بالتوتر بسبب هذه اللقاءات القريبة". "على العكس من ذلك، في بعض الأحيان لا يرف لهم جفن!".

وحتى في كوينزلاند، حيث لا يزال احتضان الكوالا مسموحا به، هناك لوائح صارمة تحكم سياحة الكوالا. يمكن لكل كوالا المشاركة في لقاءات الزوار لمدة تصل إلى 3 أيام متتالية فقط قبل الحصول على يوم كامل من الراحة.

بالإضافة إلى ذلك، قد تتم إزالة الكوالا من بيئتها الطبيعية لمدة لا تزيد على 30 دقيقة يوميا، وإجمالي 180 دقيقة أسبوعيا.

حيوان الكوالا ينام حوالي 20 ساعة في اليوم (شترستوك)

ويُسمح فقط لمقدمي الرعاية المدربين بالتعامل مع الكوالا ووضعها في أحضان الزوار. حيث لا يزال الحضن مسموحا به بالنسبة لأولئك الذين ما زالوا يحلمون بلقاء قريب، يمكنك زيارة حديقة حيوان أستراليا على ساحل صن شاين كوست، والتي تديرها عائلة الراحل "صائد التماسيح" ستيف إيروين، أو محمية كورومبين للحياة البرية جنوب بريسبان. ولكن سيكلفك 124 دولارا أستراليا (88 دولارا).

ومع ذلك، تسلط حملة "إنهاء لقاءات الكوالا القاسية" الضوء على الضغط الكبير والمعاناة التي تتحملها الكوالا خلال هذه التجارب، وتحث الجمهور على الدعوة إلى لوائح أكثر صرامة.

تنص العريضة على أن معظم زوار مراكز الحياة البرية ليس لديهم أي فكرة عن مدى الضغط والمعاناة التي تشعر بها الكوالا عندما يتم احتضانها أو احتجازها لالتقاط صورة لها.

ونقلت صحيفة الغارديان الأسترالية عن رئيس الوزراء الإقليمي ستيفن مايلز قوله إن اللوائح، على سبيل المثال، بشأن فترات الراحة وفترات الراحة للكوالا، صارمة للغاية بالفعل.

ولكن الناشطين في مجال حقوق الحيوان يرغبون في المزيد من اللوائح، إذ تنصح منظمة حماية الحيوان العالمية السياح بالبحث عن الكوالا في البرية ومراقبتها من مسافة بعيدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

سباق الإعمار في ليبيا.. مبهج ولكن!

جيد أن يتحول إشباع رغبة تعظيم النفوذ والوصول للسلطة من استخدام القوة وإشعال الحروب إلى إبهار الناس وكسب المؤيدين عبر مشاريع "الإعمار" والاحتفالات وإطلاق الألعاب النارية ابتهاجا بها، وجميل أن تشهد البلاد تنفيذ مشروعات غربا وشرقا، ويحل البناء والتشييد محل الهدم والدمار، وإني لا أجد غضاضة في أن يكون لبنغازي ملعب حديث أو في طرابلس طريق دائري ثالث طويل، بل هما إضافة، ولكن!

ينبغي أن لا يجرنا الابتهاج بالمشروعات الجديدة بعيدا عن التقدير الصائب للأمور والفهم الصحيح لعملية التنمية الشاملة، وسيكون نوعا من التضليل الإصرار على إطلاق مسمى الإعمار على ما نراه من مشروعات.

ينبغي أن يقوم الإعمار على أرضية صلبة مستقرة، وأن يتأسس وفق منهجية صحيحة، فالإعمار له شروطه ومرتكزاته، ولك أن تكتب أخي القارئ عبارة "مفهوم الإعمار" في محرك البحث "غوغل" لتطلع على بعض ما أعنيه، فالإعمار مقاربة لها أسسها وغاياتها، لا تنفك عن التخطيط السليم المقترن بدراسات معمقة تأخذ في الاعتبار المعطيات الجغرافية والديمغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى التاريخية بمدلولها الواسع والإيجابي.

الإعمار مقاربة لها أسسها وغاياتها، لا تنفك عن التخطيط السليم المقترن بدراسات معمقة تأخذ في الاعتبار المعطيات الجغرافية والديمغرافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى التاريخية بمدلولها الواسع والإيجابي.الاتجاه غير المطمئن في ما نشهده من مشروعات تنموية هو أنه لا يقع ضمن تحول شامل يأخذ في الاعتبار كل الإشكاليات القائمة والتحديات الحاضرة، وأنه يتحرك بدوافع تعلو فيها السياسة على المصلحة العامة، أو يختلطان بشكل لا يحقق المرجو في نهاية المطاف.

هناك قرى وأحياء في بعض مناطق الجنوب، على سبيل المثال، تفتقر إلى أبسط أساسيات العيش وتواجه ظروفا حياتية بائسة، لكنها خارج دائرة الاهتمام، والسبب ليس فقط أمني أو لوجستي، بل أيضا لأنها  تتطلب جهدا ووقتا في مقابل مردود قليل بالحساب السياسي، ذلك أن الجنوب لا يمثل في ميزان التنافس ثقلا كما يمثل الغرب والشرق، والتمييز يظهر حتى بين مدن الغرب والشرق، فما تحظى به المدن الكبرى لا يتوفر لتلك الأقل في عدد السكان والوزن السياسي والاقتصادي.

ويظهر على تنفيذ المشروعات الاستعجال كما تغيب اشتراطات مهمة في التعاقدات الأمر الذي ينتهي بها إلى نتائج غير إيجابية على صعيد التكلفة والجودة، دع عنك الفساد الذي يعشش عندما تتعطل أو تتعثر الدورة الصحيحة للتعاقد والتنفيذ والتقويم.

هناك أيضا مشكلة الاستنساخ الأعمى والانغماس في البهرج على حساب المضون، والاحتفاء بالمظهر أكثر من الغاية والهدف، وهي آفة لن تتسبب في هدر الاموال فحسب، بل تفسد العقول وتجعلها أسيرة ما تراه حولها من تكلف زائد وترف مفسد.

إن من أخطر ما يواجه البلدان التي مرت بفترات تخلف على مستوى الإدارة العامة، وواجهت ازمات سياسية وأمنية كشفت عوار التخلف، أنها تُدفع إلى مسارات بعيدة عن المأسسة والمؤسساتية، وما نراه من توجهات قائمة يؤكد هذا الافتراض، ولو أن مشروعات وبرامج وطنية كبرى من مثل الدستور ونظام الحكم والمؤسسات الفاعلة وسيادة القانون ومجابهة الفساد والإصلاح الاقتصادي القائم على رؤية استراتيجية وتطوير قطاعي التعليم والصحة لقيت احتفاء واهتماما من المسؤولين وكانت مطلبا أساسيا يتحرك لأجله الجموع، لتحقق الإعمار بمفهومه الصحيح، وما يقلقني أننا بالترتيب الخاطئ للمسارات والغفلة عن الأولويات نكون كمن يبني على "شفا جرف هار"، قد يأتي على ما أنجز في أول هزة لا سامح الله.

إننا مجتمع عانى من الحرمان وعايش أوقاتا وظروفا صعبة جدا ومُورس عليه التجهيل وتزييف الوعي فانحرفت عنده المفاهيم، وعندما تضيف إلى ما سبق سلوك طابور المتعاقبين على كرسي السلطة الذين يفسدون ولا يصلحون وياخذون ولا يعطون ينتهي الحال بالمواطن إلى تقديس المسؤول الذي يقدم له خدمة أو يحقق له مصلحة أو تنفذ على يديه بعض المشروعات، وهي من المترض حقوق ملزم من تولى أمرهم بها، لا يقابلها بالضرورة مدح ولا تهليل.

الاتجاه غير المطمئن في ما نشهده من مشروعات تنموية هو أنه لا يقع ضمن تحول شامل يأخذ في الاعتبار كل الإشكاليات القائمة والتحديات الحاضرة، وأنه يتحرك بدوافع تعلو فيها السياسة على المصلحة العامة، أو يختلطان بشكل لا يحقق المرجو في نهاية المطاف.الإعمار الحقيقي يهتم بالإنسان باعتباره مرتكز التغيير وأداة التطوير ومحرك الإصلاح، ويلاحظ المتابع المدقق أن عقول وتفكير المعنيين بمشروعات التنفيذية مرتهنة إلى "الأسمنت والحديد" ومظاهر التجميل المكملة، ولم استمع إلى حديث رصين عن قيمة الإنسان في التنمية والإعمار، وطرح جاد عن سمات وخصائص العنصر البشري الفعال، التي يفتقرها إليها شريحة واسعة من الليبيين، وكيفية غرسها فيهم عبر خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل، وهذا كافي للحكم بأننا مانزال تائهون عن الإعمار.

فلنفرح بملاعب القدم والطرق والكباري وغيرها من مشاريع البناء، لكن لا نتوقف عندها لتكون بالنسبة لنا هي معيار التقدم والازدهار، ولنبتهج بالزينة والأفراح، على أن لا تكون نهاية المطاف عندنا، ولنعي أنه ما لم تستقم القاطرة على سكة البناء المؤسسي بمفهومه الواسع والدقيق، ويكون المواطن الليبي الواعي والمسؤول والمدرب والمبادر هوي الغاية الأولى في مشروعاتنا وبرامجنا فنحن لا نسير في خط مستقيم صوب الاستقرار والإعمار.

مقالات مشابهة

  • الدويري .. أتفق مع النتنياهو.. ولكن!!
  • تنديد وشجب داخلي في كينيا لشروع نيروبي في احتضان مؤتمر تأسيس حكومة سودانية موازية
  • ندوة لمناقشة كتاب "الحيوان في القرآن الكريم".. الثلاثاء
  • روبرتسون: مباراة ليفربول ومانشستر سيتي «صعبة للغاية»
  • سباق الإعمار في ليبيا.. مبهج ولكن!
  • وول ستريت جورنال: احتضان واشنطن لبوتين يهدد بتقسيم الغرب
  • المحجوب: اجتماعات القاهرة مهمة للغاية وقد تسفر عن نتائج غير متوقعة لحل الأزمة
  • إيجوانا بورسعيد.. تفاصيل العثور على حيوان غريب بمدينة بور فؤاد (فيديو)
  • رجل يهاجم "ذكر وحيد القرن" بحديقة حيوان.. والسبب "نفسي"
  • كيف يمكن تقييم رد السودان على احتضان كينيا اجتماع الحكومة الموازية؟