هانوي (وام)
تواصل دولة الإمارات وجمهورية فيتنام استكشاف سبل الارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية إلى آفاق جديدة من النمو الاقتصادي المشترك، مع استمرار الزيارات الرسمية المتبادلة بين كبار المسؤولين في الجانبين، واللقاءات مع مجتمعي الأعمال وممثلي القطاعين الحكومي والخاص لبحث فرص بناء الشركات في القطاعات الواعدة ذات الاهتمام المشترك.

أخبار ذات صلة الهاملي: «باريس 2024» نسخة مميزة في تاريخ الألعاب البارالمبية القرين والغرافة في نهائي كأس أكاديمية فاطمة بنت مبارك الخليجية للسلة

وأجرى معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، محادثات مع دولة رئيس وزراء فيتنام فام مينه تشينه، خلال زيارة رسمية قام بها معاليه إلى العاصمة هانوي على رأس وفد إماراتي، لعقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار المسؤولين في القطاعين الحكومي والخاص لاستكشاف فرص تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية الثنائية.
وركزت المحادثات على تعميق التعاون في القطاعات المهمة لأجندات النمو والتنويع الاقتصادي في كل من البلدين، والتي تشمل الطاقة المتجددة والخدمات اللوجستية والتصنيع والتكنولوجيا والزراعة.
كما عقد الزيودي، برفقة الدكتور بدر عبد الله سعيد بن سعيد المطروشي، سفير دولة الإمارات لدى فيتنام، لقاءً مع معالي نجوين هونج دين وزير الصناعة والتجارة الفيتنامي، لمناقشة سبل توسيع التجارة البينية غير النفطية، والتي واصلت انتعاشها في النصف الأول من عام 2024 وصولاً إلى 6.1 مليار دولار، بنمو 9% و34% مقارنة بالفترة المقابلة من عامي 2023 و2022 على التوالي، مؤكداً على مكانة فيتنام كشريك تجاري رئيسي لدولة الإمارات في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان).
واستعرض الجانبان أيضاً التقدّم المحرز في المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين الجانبين والهادفة إلى تحفيز تدفقات التجارة والاستثمار المتبادلة من خلال إزالة الرسوم الجمركية وتبسيط الإجراءات وتحسين وصول مصدّري الخدمات إلى الأسواق.
وناقش معالي الزيودي كذلك الفوائد بعيدة المدى لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حال إنجازها، وذلك خلال محادثاته مع كل من معالي نغوين با هوان نائب وزير العمل، ومعالي تران ثانه نام، نائب وزير الزراعة والتنمية الريفية، حيث بحثوا فرص إقامة مشاريع مشتركة وشراكات ضمن تلك القطاعات الأساسية.
وأعرب معالي ثاني الزيودي عن تفاؤله بمستقبل العلاقات الإماراتية الفيتنامية وفوائد تعزيز التبادل التجاري مع رابطة دول آسيان ككل.
وقال معاليه: «تترجم الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في الإمارات وفيتنام الحرص المتبادل على الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة تعود بالمنفعة المتبادلة على الدولتين الصديقتين، حيث تعتبر دولة الإمارات فيتنام شريكاً طويل الأمد واستراتيجياً في منطقة آسيان متسارعة النمو».
وأضاف معاليه أن هناك إدراكاً مشتركاً لدى البلدين لفوائد التعاون الوثيق والتجارة الأكثر انفتاحاً، وهناك رغبة واضحة في العمل والتعاون في مختلف القطاعات الاقتصادية. ونحن متحمسون بشكل خاص للفرص المتاحة في قطاعات الزراعة والتصنيع والطاقة، وهناك أيضاً آفاق واعدة للتعاون في قطاعات البنية التحتية والخدمات اللوجستية والسياحة والتطوير العقاري.
وضم الوفد الإماراتي المرافق لمعالي الزيودي كلا من محمد عبد الرحمن الهاوي وكيل وزارة الاستثمار، وعبد الله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وأحمد خليفة القبيسي مدير عام غرفة تجارة وصناعة أبوظبي.
كما ضم الوفد مجموعة من كبار المسؤولين من جهاز أبوظبي للاستثمار، وصندوق أبوظبي للتنمية، وشركة مبادلة للاستثمار، وشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، ومجموعة موانئ أبوظبي، وموانئ دبي العالمية، والاتحاد للطيران، وطيران الإمارات، وشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، ومجموعة لولو العالمية، ومجموعة أغذية، وشركة الغرير للأغذية، وشركة غذاء القابضة، ومجموعة الظاهرة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات کبار المسؤولین دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الإمارات والصين.. حقبة ذهبية من الشراكة الاستراتيجية الشاملة

أبوظبي/ وام
تشهد العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية، حقبة ذهبية ومتميزة، في ظل مواصلة توسيع آفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما، بدعم وتوجيه القيادة الرشيدة في البلدين الصديقين.
وترتبط الإمارات والصين بعلاقات صداقة وثيقة، تستند إلى روابط ثقافية واقتصادية وتاريخية، ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1984، بذل البلدان جهوداً حثيثة وملموسة في تعزيز شراكتهما، وهو ما تجلى في توقيع أكثر من 148 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم في شتى المجالات.
وتتميز علاقات البلدين بأنها تاريخية ومتجذرة؛ إذ تعد زيارة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى الصين في مايو 1990 الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس دولة خليجية إلى الصين، والتي جاءت بعد زيارة الرئيس الصيني الراحل يانغ شانغكون إلى دولة الإمارات في ديسمبر 1989.
وأسهمت الزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة البلدين، في ترسيخ العلاقات الثنائية بينهما ودفعها نحو مزيد من التطور، ومنها زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الإمارات في عام 2018، فيما أسست الزيارة التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى جمهورية الصين الشعبية في يوليو 2019 لمرحلة فارقة وجديدة من الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وبدأت العلاقات الدبلوماسية الثنائية بين البلدين في الأول من نوفمبر 1984، وتم افتتاح سفارة الصين في أبوظبي خلال إبريل 1985، فيما تم افتتاح سفارة الدولة في بكين يوم 19 مارس 1987.
وفي دلالة على الأهمية القصوى التي توليها الإمارات لتعزيز علاقتها بالصين، تم افتتاح قنصليات متعددة للدولة في كل من هونغ كونغ في إبريل 2000، وشنغهاي في يوليو 2009، وكوانغ جو في يونيو 2016، وفي المقابل جرى افتتاح قنصلية الصين في دبي خلال نوفمبر 1988.
وتولي كل من الإمارات والصين أهمية كبيرة لتقوية شراكتهما الاقتصادية وتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية بينهما في المجالات كافة؛ إذ بلغ حجم التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مع الصين خلال العام الماضي 296 مليار درهم، أي ما يعادل “81 مليار دولار” بنسبة نمو 4.2% مقارنة بعام 2022، وبذلك حافظت الصين على موقع الشريك التجاري الأول لدولة الإمارات في تجارتها غير النفطية خلال عام 2023؛ إذ استحوذت على ما نسبته 12% من تلك التجارة.
وتتربع الصين على المركز الأول، من حيث واردات دولة الإمارات بنسبة 18%، كما تحتل الصين المرتبة الـ11 في صادرات دولة الإمارات غير النفطية بنسبة مساهمة 2.4% والمرتبة الـ8 في إعادة التصدير بنسبة مساهمة 4%، وفي حال استثناء النفط الخام من تجارة الصين مع الدول العربية خلال 2023 تكون الإمارات الشريك التجاري العربي الأول بنسبة مساهمة 30%.
وبلغ إجمالي التدفقات الاستثمارية الإماراتية إلى الصين نحو 11.9 مليار دولار أمريكي بين عامي 2003 و2023، في حين بلغت التدفقات الاستثمارية الصينية إلى الإمارات 7.7 مليار دولار أمريكي خلال الفترة ذاتها.
وتشمل أهم قطاعات الاستثمارات الإماراتية في الصين، الاتصالات، والطاقة المتجددة، والنقل والتخزين، والفنادق والسياحة، والمطاط، فيما وصل عدد الشركات الإماراتية العاملة في السوق الصيني إلى أكثر من 55 شركة.
وتبرز السياحة كأحد أهم القطاعات الرئيسية في تعزيز العلاقات الاقتصادية المشتركة بين الإمارات والصين؛ حيث وصل إجمالي عدد السياح الصينيين إلى أكثر من مليون زائر في الأشهر العشرة الأولى من عام 2023، كما وصل عدد الصينيين الموجودين في دولة الإمارات نحو 350 ألفاً.
وتعد الإمارات شريكاً استراتيجياً في مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني شي جينبينغ عام 2013، وقد أصبحت بفضل موقعها الاستراتيجي وقدراتها اللوجستية نقطة مهمة وحاسمة في إنجاح المبادرة.
وضخت الإمارات 10 مليارات دولار في صندوق استثمار صيني - إماراتي مشترك لدعم مشروعات المبادرة في شرق إفريقيا، ووقعت 13 مذكرة تفاهم مع الصين عام 2018، للاستثمار في مجالات متعددة داخل الإمارات.
وأظهرت بيانات النصف الأول من عام 2023 ، أن قيمة تجارة الإمارات غير النفطية مع الدول الواقعة ضمن المبادرة بلغت 305 مليارات دولار التي تسهم بنسبة 90 في المئة من تجارة الإمارات غير النفطية خلال تلك الفترة، وحققت نمواً بنسبة تجاوزت 13 في المئة مقارنة بالنصف الأول من 2022.
وتشهد العلاقات الثقافية بين البلدين تطوراً متنامياً وملحوظاً، يتمثل في تبادل الزيارات الطلابية ووفود المسؤولين الثقافيين والإعلاميين والباحثين بينهما، كما وقع البلدان منذ عام 1989، العديد من اتفاقيات التعاون الثقافي والإعلامي.
وأسهم مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، الذي تأسس عام 1990، بجامعة الدراسات الإسلامية في بكين، في نشر الثقافة العربية في الصين، وتعزيز اللغة العربية، كما أسهمت الأسابيع الثقافية والمهرجانات الموسيقية والفعاليات التي يتم تنظيمها بين البلدين، ومعارض الكتب، في تعزيز العلاقات الثقافية بينهما، والدفع بها إلى الأمام عاماً بعد عام.
ويمثل التعليم ركناً أساسياً في العلاقات الثقافية الإماراتية الصينية، ففي عام 2015، وقع البلدان على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التعليم العالي لتشجيع التعاون في مجالات العلوم، وضمان جودة التعليم بين مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي في كلا البلدين، وتبادل المنح الدراسية الجامعية.
وشهد عام 2019 إطلاق «مشروع تدريس اللغة الصينية في 200 مدرسة»، في دولة الإمارات، والذي استقطب أكثر من 71 ألف طالب وطالبة في 171 مدرسة بمختلف إمارات الدولة.

مقالات مشابهة

  • ثاني الزيودي: الشراكة الإماراتية الهندية "حقبة جديدة" من الازدهار
  • الإمارات والصين.. حقبة ذهبية من الشراكة الاستراتيجية الشاملة
  • سفير الإمارات يلتقي وزير الخارجية الكويتي ويستعرضان سبل تعزيز العلاقات
  • الإمارات والصين تبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة
  • مباحثات بين غرفة القاهرة وسفارة الإكوادور لدعم العلاقات التجارية والاستثمارية
  • سفير الإمارات يلتقي وزير الخارجية الكويتي ويبحثان تعزيز العلاقات
  • الإمارات وتونس تبحثان سبل تعزيز التعاون البرلماني
  • وزيرا الصناعة والمالية يؤكدان أهمية تحسين الإيرادات وتعزيز بيئة الأعمال التجارية والاستثمارية
  • ولي عهد أبوظبي: الإمارات حريصة على مواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية مع الهند
  • ولي عهد أبوظبي يختتم زيارة رسمية إلى الهند