لجريدة عمان:
2025-04-16@01:54:50 GMT

آفاق السلام تبتعد بعد هجوم إسرائيل على لبنان

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

كان التصعيد المفاجئ والمثير كثيرًا للقلق الذي شهدته نهاية الأسبوع في القتال بين إسرائيل وحزب الله في لبنان هو عين ما تعمل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا بلا كلل من أجل اجتنابه منذ اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية زعيم حركة حماس في طهران قبل شهر تقريبا.

يمثل تجدد العنف ـ الذي سرعان ما خفتت حدته ولكن من الواضح أنه يمكن أن يشتعل مرة أخرى في أي لحظة ـ انتكاسة خطيرة محتملة لجهود السلام الدولية.

وهو ضربة إضافية للرئيس الأمريكي جو بايدن بصفة خاصة، إذ يرجو أن يحقق تسوية كبيرة في الشرق الأوسط قبل أن يترك مكتبه في حالة يرثى لها.

من المرجح أيضا أن يؤثر القتال سلبا على محادثات وقف إطلاق النار وإطلاق سرائح الرهائن بين إسرائيل وحماس، وهي المحادثات غير المباشرة والمترنحة بالفعل والجارية في القاهرة على خلفية استمرار العنف في غزة. فحزب الله في حلف وثيق مع حماس. وكلتا المنظمتين تعملان برعاية من إيران وبتوجيه منه إلى حد ما.

لقد تردد أن الضربات الجوية الإسرائيلية المستمرة لغزة في الأيام الأخيرة أدت إلى مصرع العشرات. وإجمالا بلغ عدد الموتى من الفلسطينيين، وأغلبهم من المدنيين، أربعين ألفا منذ هجمة حماس في السابع من أكتوبر التي أسفرت عن مقتل قرابة ألف ومائتي إسرائيلي. كما أن عنف المستوطنين الإسرائيليين والاستيلاء على الأرض يتسارعان في المناطق المحتلة.

والخوف اليوم، كما في الماضي، هو أن تتحد هذه الصراعات المريرة في حرب إقليمية واحدة ضخمة تجتذب وكلاء إيران الآخرين في اليمن وسوريا والعراق وتفرض بالتبعية ردا عسكريا من الولايات المتحدة وحلفائها وقد عززوا حضورهم العسكري خلال الأسابيع الأخيرة. والكابوس النهائي هو أن تواجه إيران نفسها إسرائيل (أو العكس) مواجهة مباشرة. وقد شهدنا لمحة من ذلك في ابريل حينما أطلقت طهران وابلا غير مسبوق من الصواريخ والمسيرات على إسرائيل، تم اعتراض أغلبها وإسقاطه.

وقد أعلن علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد اغتيال هنية في الحادي والثلاثين من يوليو أن إيران ملزمة بمعاقبة إسرائيل وبدا كمن يهدد بحرب شاملة. وحتى الآن لم يتحقق هذا التهديد. ولعل ما تطلق عليه إسرائيل العمل «الوقائي» من حزب الله كان دافعه جزئيا هو المخاوف من بدء هذا الانتقام الإيراني الموعود.

ولكن هناك شكوك أيضا في أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ربما انتهز الفرصة لتصعيد مواجهة حدودية مع حزب الله كانت مشتعلة منذ السابع من أكتوبر. فالمعارضون والمنتقدون يتهمون نتانياهو، ومعهم بعض الحق، بعرقلة اتفاق غزة في سعي غير واقعي إلى «النصر الكامل» - ولتعمد تأجيج الصراع الموسع لمساعدته على النجاة سياسيا.

لقد أدت استراتيجية نتانياهو العدمية الماضية في طريق مسدود إلى تعميق الانقسامات الاجتماعية والسياسية داخل إسرائيل، وأثارت غضب عائلات رهائن غزة وأزعجت حلفاء إسرائيل. وقادة الأمن والجيش في البلد ثائرون. وعلاقات الحكومة الإسرائيلية مع الولايات المتحدة، وهي حاميتها الرئيسية ومورد أسلحتها، في أدنى مستوياتها على الإطلاق.

فما هي خطة نتانياهو؟ وهل لديه خطة أصلا؟ لأن أغلبيته الحاكمة في الكنيست، ومنصبه كرئيس للوزراء، يعتمدان على دعم حفنة من الوزراء والنواب المتدينين المتطرفين والقوميين اليهود، ولأنه قد يواجه السجن بتهمة الفساد فور خروجه من السلطة، يقول المعارضون إنه ليست لنتانياهو مصلحة في السلام على أي جبهة.

واقع الأمر أن هناك من يزعمون أنه ويحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، يشتركان في مصلحة تتمثل في إبقاء نيران الحرب والكراهية والانقسام مستعرة تنتشر منها ألسنة اللهب. لأنهما في حال الفشل في ذلك، فسوف يكونان هما من تأكله النار.

ولقد عبر إيهود أولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، عن كل هذا في هجوم غير عادي على نتانياهو و«مجرمي الإرهاب» ـ على حد وصفه لوزيرين من اليمين المتطرف هما إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش ـ وقد نشرت صحيفة هآرتس هذا الهجوم بالتزامن مع اندلاع القتال الأخير في لبنان. كتب أولمرت أن نتانياهو «محتال نرجسي، غير أخلاقي، ضعيف الشخصية»، يقود دولة إسرائيل إلى الهاوية. وأضاف أن «نتانياهو لا يريد عودة الرهائن وفي غياب اتفاق للإفراج عن جميع الرهائن، لا توجد فرصة حقيقية لوقف التحرك العسكري الأخير في قطاع غزة».

«سيستمر هذا لأيام كثيرة أخرى. وفي الوقت نفسه، سوف يستمر الصراع العنيف في الشمال ... فيطلق حزب الله صواريخ بعيدة المدى، وإسرائيل ترد بمستوى لم نشهده بعد، ويمضي التدهور إلى حرب شاملة». وحذر أولمرت من أن المواجهة المستمرة متعددة الجبهات» هي الخيار الوحيد الذي يخدم أولويات نتانياهو، واحتياجات يحيى السنوار أيضا على ما يبدو». وأضاف أولمرت قائلا إن «السنوار ونتانياهو يرجوان أن تدخل إيران في النهاية في مواجهة مباشرة مع إسرائيل» ـ فمن شأن هذا أن يجبر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على التدخل.

وفي معرض دعوته إلى وقف الحرب فورا، حث أولمرت كلا من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، ورئيس أركان القوات المسلحة هيرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن الداخلي رونين بار، ورئيس الموساد ديفيد برنياع - الذين انتقدوا نتنياهو علنا - على الاستقالة. ويفترض أن يكون الهدف من هذا هو إسقاط نتانياهو: وهو هدف جدير بالثناء، وتأخر كثيرا.

لم يضع كل شيء. فحتى الآن على الأقل، لم يحدث الانفجار الذي يخشاه الجميع. والقتال الأخير بين إسرائيل وحزب الله، برغم كونه مذهلا، يبقى محدود النطاق. ويبدو أن كلا الجانبين تجنّبا إلى حد كبير استهداف الأهداف المدنية. والخسائر المعلنة في الأرواح طفيفة. ويقول حزب الله: إن «المرحلة الأولى» من هجومه انتهت. فالخصوم إذن يسيرون على حبل رفيع للغاية. ولكن الأمر يحتمل أن يكون أسوأ كثيرا.

عندما يحاول نتانياهو استخدام هذه المواجهة، وهو ما سوف يفعله بالتأكيد، ليثبت للأمريكيين والغرب أن إسرائيل معرضة لتهديد مميت فوري -أو في حال تصعيده مرة أخرى- فسوف يتعين على الحلفاء أن يفكروا مليا قبل أن يهبوا إلى نجدته. فالتهديد الأكبر الذي يواجه وجود إسرائيل ووقف إطلاق النار في غزة ليس خارجيا، ولكنه يأتي من الداخل.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة حزب الله

إقرأ أيضاً:

"بكري" يتقدم بطلب إحاطة حول مخالفة إسرائيل لاتفاقية السلام مع مصر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تقدم النائب مصطفى بكري، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة موجّه إلى وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، بشأن مخالفة الحكومة الإسرائيلية لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل.

إسرائيل تخالف اتفاقية السلام

وقال "بكري" في طلب الإحاطة الذي تقدم به، إن الحكومة الإسرائيلية الحالية، برئاسة بنيامين نتنياهو، دأبت وتحديدًا منذ أحداث عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر 2023، على مخالفة العديد من بنود اتفاقية السلام الموقعة بين حكومتي مصر وإسرائيل في 26 مارس 1979.

وأشار إلى مخالفة الحكومة الإسرائيلية لديباجة الاتفاقية، التي تنص على: «أن حكومتي جمهورية مصر العربية وإسرائيل، امتناعًا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط وفقًا لقراري مجلس الأمن 338، 242، تؤكدان من جديد التزامهما بإطار السلام في الشرق الأوسط المتفق عليه في كامب ديفيد المؤرخ في 17 سبتمبر (أيلول) 1978، وإذ تلاحظان أن الإطار المشار إليه قد قُصد به أن يكون أساسًا للسلام، ليس بين مصر وإسرائيل فحسب، بل أيضًا بين إسرائيل وأي من جيرانها العرب – كلٌ فيما يخصه – ممن يكونون على استعداد للتفاوض من أجل السلام معها على هذا الأساس، ورغبةً منهما في إنهاء حالة الحرب بينهما، وإقامة سلام تستطيع فيه كل دولة في المنطقة أن تعيش في أمن، واقتناعًا منهما بأن عقد معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل يُعد خطوة هامة في طريق السلام الشامل في المنطقة، والتوصل إلى تسوية للنزاع العربي–الإسرائيلي بكافة نواحيه... إلخ».

وقال: يتضح في ضوء ذلك أن إسرائيل خالفت ديباجة الاتفاق، ورفضت الانصياع لعملية السلام والحل القائم على أساس القرارين 338، 242، كما خالفت كافة المبادرات التي طُرحت في هذا الإطار من الأطراف المعنية، وتحديدًا الطرف الفلسطيني، ولجأت إلى استخدام القوة والسيطرة على الأراضي الفلسطينية عبر إقامة المستوطنات، واستولت على العديد من المناطق والمساكن في القدس الشرقية، والتي ينص قرار مجلس الأمن 242 على أنها أراضٍ فلسطينية لا يجب احتلالها.

وتابع: خالفت إسرائيل نص المادة الثانية من معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، والتي تنص على: «إن الحدود الدائمة بين مصر وإسرائيل هي الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، كما هو واضح بالخريطة في الملحق الثاني، وذلك دون المساس بما يتعلق بوضع قطاع غزة، ويقر الطرفان بأن هذه الحدود مصونة لا تُمس، ويتعهد كل منهما باحترام سلامة أراضي الطرف الآخر، بما في ذلك مياهه الإقليمية ومجاله الجوي».

وأردف: يُلاحظ هنا مخالفة إسرائيل لهذه المادة باستيلائها على أجزاء عديدة من قطاع غزة، وإعلان السيطرة الكاملة عليها، واعتبارها جزءًا من "دولة إسرائيل" المحتلة.

وتابع عضو مجلس النواب: كما أن الحكومة الإسرائيلية لم تحترم التزامها بالبروتوكول الأمني الموقع في سبتمبر 2005، وهو ملحق من ملاحق اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية، حيث قامت إسرائيل باحتلال محور صلاح الدين (فيلادلفيا) بطول الحدود المصرية مع غزة (14 كيلومترًا)، وهو أمر يمثل مخالفة صريحة واعتداءً على نصوص اتفاقية السلام وملحقها الأمني، والذي يشترط موافقة الطرفين على أية ترتيبات أمنية جديدة في منطقة المحور.

وأكمل: خالفت الحكومة الإسرائيلية المادة الثالثة من اتفاقية السلام (فقرة 4)، والتي تنص على: «يتعهد الطرفان بالامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها أحدهما ضد الآخر، على نحو مباشر أو غير مباشر، وبحل كافة المنازعات التي تنشأ بينهما بالوسائل السلمية».

وتابع: خالفت إسرائيل كافة نصوص الاتفاقية، بسعيها المتعمد لتهجير الفلسطينيين من أبناء قطاع غزة باتجاه سيناء، وهو ما يُعد اعتداءً على سيادة الدولة المصرية وحدودها المعترف بها دوليًا وفقًا للاتفاقية، مما يُعد عملًا من أعمال العدوان، الذي يوجب على مصر تجميد الاتفاقية أو إلغاءها.

واختتم: لكل ما سبق، أرجو مناقشة طلب الإحاطة في حضور وزير الخارجية، للإجابة عن موقف مصر إزاء هذه الانتهاكات الصارخة، والتي توجب على الحكومة المصرية اتخاذ الإجراءات الفاعلة التي تحول دون استمرار الحكومة الإسرائيلية في مخالفة بنود معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، الموقعة بين الطرفين، وبحضور ومشاركة الطرف الأمريكي، في 26 مارس 1979.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: إسرائيل قتلت 71 مدنيا منذ وقف إطلاق النار في لبنان
  • إسرائيل تتحدث عن اغتيال قيادي بحزب الله بقصف سيارة بجنوب لبنان
  • إسرائيل تعلن قتلها مسؤولا ميدانيا بـ"حزب الله" بغارة جنوب لبنان
  • عن قرار حصر السلاح بيد الدولة والتطبيع مع إسرائيل.. هذا ما أكده الرئيس عون
  • الخارجية الفلسطينية: هجوم نتنياهو ونجله على ماكرون اعتراف صريح بمعاداة السلام
  • الولايات المتحدة تحذر: هجوم عميق وكبير إذا فشلت المحادثات النووية مع إيران
  • مصطفى بكري لـ «الحدث»: إسرائيل تريد محو رفح الفلسطينية من الوجود
  • هجوم صاروخي عنيف من اليمن.. صفارات إنذار تدوي بـ«300 بلدة» في إسرائيل
  • "بكري" يتقدم بطلب إحاطة حول مخالفة إسرائيل لاتفاقية السلام مع مصر
  • الـ The National Interest: حزب الله جوهرة التاج.. هل إيران قادرة على ردع إسرائيل؟