إصدار جديد يسلط الضوء على سمات المسرح الشعري العماني المعاصر
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
مسقط- العُمانية
يتناول الباحث الدكتور سعيد بن هديب الوهيبي في كتابه "المسرح الشعري العُماني المعاصر" تاريخَ المسرح الشعري العُماني، وموضوعاته، وإرهاصاته التجريبية، مستعرضًا العوامل المؤثرة فيه، مثل: الأحوال الثقافية، ودور المعلمين العرب وغير العرب في إثراء المشهد المسرحي، وأثر المسرح الشعري الغربي فيه.
ويفرد الوهيبي في كتابه الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن فصلاً لأبعاد البناء الفني للمسرحية الشعرية العُمانية من خلال عدد من النماذج. وتكشف فصول الكتاب الذي يمثل دراسة وصفية تحليلية فنية، إلى أي مدى جاء المسرح انعكاسًا للواقع، فوفقًا للباحث: "صوَّر المسرح الشعري العُماني صورة حقيقية للبيئة الاجتماعية العُمانية حينما حمل في جعبته الكثير من الملامح التراثية والمعاصرة".
وسعى الكتاب إلى الكشف عن أهم تطلُّعات المسرح الشعري العُماني، وتأكيد أنه انعكاس لبيئة صانعيه، فهو لا ينفصل عن الأحداث الاجتماعية الدائرة، وهذا ما يؤكده الوهيبي بقوله: "إن توالُدَ المسرح نتيجةٌ للتلاقي والتبادل بين الناس، ذلك أن وظيفة المسرحية الكشف للمشاهد عن طبيعته الإنسانية حتى يستطيع التآلف مع الآخرين".
ويرى الوهيبي أن القيم الجمالية التي يبعثها المشهد المسرحي في نفوس المشاهدين من الممكن أن تتحوَّل بعد التفاعل معها إلى "قوة فاعلة في صفوف المجتمع، أو على أقل تقدير بين أفراد الجماعة".
جاء الكتاب في خمسة فصول، ومقدمة وخاتمة، ويعدّ الفصل الأول دراسة تمهيدية، وتناول الفصل الثاني مفهوم المسرح الشعري وعناصره وأغراضه وأنواعه، أما الفصل الثالث فاستعرض مراحل نشأة المسرح الشعري العُماني وتطوره، وتحدث الفصل الرابع عن العوامل المؤثرة في هذا المسرح، وبحث الفصل الخامس أبعاد البناء الفني للمسرحية الشعرية العُمانية.
ومثَّل المؤلف للظواهر المسرحية بعدد من المسرحيات؛ فدرسَ البناء الفني لمسرحية "أرجمند ملحمة الحب والخلود" لمؤلفها صالح الفهدي، وأورد على لسان مؤلفها: "الموروث الإنساني مُلْك للإنسانية، وأينما يجدُ المرءُ ما يُلفتهُ فيه يُقبل عليه، مُعيدًا النظر أو مقلّبًا الفكر، تعلمًا أو تأملًا".
كما تناول الأبعاد الفنية لبناء مسرحية "كأسك يا سقراط"، ومؤلف هذه المسرحية هو الشاعر والكاتب المسرحي عبدالرزاق الربيعي، ويقول عنها الوهيبي: "تتكوَّن هذه المسرحية الشعرية من خمسة مشاهد، وتستلهم أحداثها من حياة الفيلسوف سقراط وصراعاته مع قوى الظلام والجهل في عصره، ودعوته للتفكير الحر ومعرفة النفس، وتوعية الشباب، وتحرير عقوله".
ويضيف: "في هذه المسرحية، حاولت السلطة إغراء سقراط بالمناصب ليتخلَّى عن أفكاره، لكنه لم يتراجع، فجاءت نهايته التراجيدية بعد فشل محاولات تدجينه، إذ تجرّع كأس السم بعد أن وجّهت إليه محكمة أثينا عددًا من التهم الباطلة، من بينها إفساد عقول الشباب، لكنّ محاميًا من عصرنا يتقدَّم بطلب لإعادة محاكمته وإنصافه، لكنه يلقى المصير نفسه، فمحنة المثقف واحدة في كل الأزمان".
كما تناول الدكتور سعيد الوهيبي البناء الفني في مسرحية "جذيمة والملك" ومؤلفها الشاعر الشيخ عبد الله بن علي الخليلي، ويعدّه الوهيبي رائد الشعر المسرحي في عُمان؛ لأنه سبق غيره بتقديم هذه المسرحية التي استقى أحداثها من عصر ما قبل ظهور الإسلام.
يوضح الوهيبي أن هذه المسرحية تروي لنا قصة "جذيمة الأبرش بن مالك"، ثالث ملوك تنوخ وأول ملك في الحيرة، مع الزباء ملكة تدمر، وهي ابنة عمرو بن الضرب الذي كان ملكًا للشام، وقد قتله جذيمة، فتولَّت الزباء الحكم بعده، وأطمعت جذيمة في الزواج منها، حتى اغترّ بها، وقدِمَ إليها فقتلته وأخذت بثأر أبيها.
ويلفت الباحث إلى أن الشيخ الخليلي استقى أحداث هذه القصة من عصر ما قبل الإسلام مستغلًّا معرفته بالسرد القصصي ليوظفها في هذا النتاج، مشيرًا إلى أن الشاعر يحتفظ في هذه المسرحية بدور الراوي مع المزج بين الحوار والسرد.
يشار إلى أن الباحث الدكتور سعيد بن هديب الوهيبي أستاذ محاضر في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمحافظة مسقط، حصل على الدكتوراة في فلسفة آداب اللغة العربية من الجامعة الإسلامية العالمية الماليزية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: البناء الفنی هذه المسرحیة الع مانیة
إقرأ أيضاً:
اليونيفيل: تمديد سلس نهاية آب أم إدراجها تحت الفصل السابع؟
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": يبقى التجديد الدوري لقوّات (اليونيفيل)، الذي يحصل في مجلس الأمن الدولي بشكل دوري نهاية شهر آب من كلّ عام، "فرصة سانحة" للعدو "الإسرائيلي " لمحاولة تغيير الواقع الأمني والعسكري في المنطقة الجنوبية. وهذه المرة يأمل العدو أن يُحقّق ما عجز عن تحقيقه خلال السنوات السابقة، من إدخال مهام "اليونيفيل" تحت "الفصل السابع" من ميثاق الأمم المتحدة، والذي يتيح لها الدخول إلى مناطق معيّنة واستخدام القوّة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين في المنطقة، ما يعني فرض السلام بالقوّة. ويشمل هذا الأمر توسيع مهامها، ما يمكّنها من اقتحام مستودعات الأسلحة التابعة لحزب الله في منطقة الليطاني، إلى جانب القيام ببعض المهام من دون التعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني.
وتوافق الولايات المتحدة "إسرائيل" على موقفها، ما يجعلها تطالب بخفض عديد هذه القوّات، ما دام لا جدوى من عملها من وجهة نظرها، واستبدالها بقوّات أجنبية أخرى تنضوي تحت جناح آلية الإشراف على وقف النار.
لهذا تعمل الديبلوماسية اللبنانية، على التأكيد على تمسّك لبنان أولاً ببقاء هذه القوّة الدولية في الجنوب لتثبيت الاستقرار فيه، وكون وجودها هو أحد مقتضيات القرار 1701، المطلوب تنفيذه بالكامل من قبل الجانبين.
وإذ تسعى واشنطن لطرح خفض عديد قوّات "اليونيفيل"، على ما تريد "تلّ أبيب" حاليا، أو إنهاء مهامها واستبدالها بقوّات أخرى، تُمنح صلاحيات استخدام القوّة تحت الفصل السابع، وتعمل تحت إشراف واشنطن التي ترأس لجنة وقف إطلاق النار، تقول الأوساط انّ فرنسا بصفتها حاملة القلم، هي حاليا بصدد صياغة مسودة مشروع قرار التمديد لليونيفيل، ترفض هذا الأمر كما لبنان، كونها تجده غير واقعي، لا سيما في ظلّ الظروف الأمنية التي يعاني منها لبنان. الأمر الذي يجعلها ترفض خفض العديد وتطالب بزيادته، لا سيما أنّ القرار 1701 يعطي "اليونيفيل" هامشا أوسع، إذ ينصّ على إمكان وصول عديدها إلى 15 ألف جندي. في حين أنّ عديدها اليوم يبلغ 10,389 جنديا لحفظ السلام من 47 دولة تشارك فيها.
وتلفت الأوساط، انّ خفض العديد من شأنه إضعاف دور "اليونيفيل" في الجنوب، وهو ما لا يريده لبنان حاليا قبل انسحاب "إسرائيل" من التلال الخمس الحدودية، ومن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، وتسلّم الجيش اللبناني بالتالي لهذه المواقع. كما يعلم بأن رفع عديد "اليونيفيل" قد يتسبّب بزيادة أعباء إضافية على ميزانية حكومات الدول المشاركة فيها، والتي تعاني غالبيتها من أزمات إقتصادية، ما يؤثّر في قرارها في حال أرادت أي منها زيادة عديد كتيبتها في "اليونيفيل".
وتتوقّع الأوساط الديبلوماسية ألّا يمرّ قرار التمديد لليونيفيل هذا العام بسلاسة وهدوء، لا سيما مع المطالبات "الإسرائيلية" المتكرّرة بإنهاء دور هذه القوّات. وتشير الاوساط إلى أنها قد تكون مناورة من قبل "إسرائيل" لجعل الدول الأعضاء توافق على بقائها، وتعديل مهامها وطبيعة عملها ورفع عديدها، ومنحها المزيد من الصلاحيات (من الفصلين السادس والسابع)، بحجة المحافظة على الأمن والسلم الدوليين.
مواضيع ذات صلة من دون "الفصل السابع" تبقى"اليونيفيل شاهدًا ما شفش حاجة" Lebanon 24 من دون "الفصل السابع" تبقى"اليونيفيل شاهدًا ما شفش حاجة" 09/07/2025 05:49:33 09/07/2025 05:49:33 Lebanon 24 Lebanon 24 مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: نطالب بإجراءات تنفيذية بموجب الفصل السابع لمحاسبة أميركا وإسرائيل Lebanon 24 مندوب إيران لدى الأمم المتحدة: نطالب بإجراءات تنفيذية بموجب الفصل السابع لمحاسبة أميركا وإسرائيل
09/07/2025 05:49:33 09/07/2025 05:49:33 Lebanon 24 Lebanon 24 مرقص: الموافقة على تمديد العمل لقوات "اليونيفيل" Lebanon 24 مرقص: الموافقة على تمديد العمل لقوات "اليونيفيل"
09/07/2025 05:49:33 09/07/2025 05:49:33 Lebanon 24 Lebanon 24 منسى زار شيخ العقل: نسعى للتمديد لليونيفيل خلال شهر آب Lebanon 24 منسى زار شيخ العقل: نسعى للتمديد لليونيفيل خلال شهر آب
09/07/2025 05:49:33 09/07/2025 05:49:33 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
براك يعود بعد أسبوعين ولبنان في مرحلة انتظار "رده على الردّ"
Lebanon 24 براك يعود بعد أسبوعين ولبنان في مرحلة انتظار "رده على الردّ"
22:04 | 2025-07-08 08/07/2025 10:04:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خلاصة زيارة براك: نافذة الفرصة مفتوحة لـ 3 أشهر فقط
Lebanon 24 خلاصة زيارة براك: نافذة الفرصة مفتوحة لـ 3 أشهر فقط
22:16 | 2025-07-08 08/07/2025 10:16:20 Lebanon 24 Lebanon 24 عون الى قبرص اليوم و"مؤتمر باريس" يتأخر بسبب بطء الإصلاحات
Lebanon 24 عون الى قبرص اليوم و"مؤتمر باريس" يتأخر بسبب بطء الإصلاحات
22:17 | 2025-07-08 08/07/2025 10:17:02 Lebanon 24 Lebanon 24 هكذا يقرأ "حزب الله" مواقف برّاك "البعيدة عن السلبية"
Lebanon 24 هكذا يقرأ "حزب الله" مواقف برّاك "البعيدة عن السلبية"
22:45 | 2025-07-08 08/07/2025 10:45:44 Lebanon 24 Lebanon 24 الحكومة من التعهّد بـ"قانون انتخاب عصري" الى البحث في "تحسينات وتعديلات" على الحالي
Lebanon 24 الحكومة من التعهّد بـ"قانون انتخاب عصري" الى البحث في "تحسينات وتعديلات" على الحالي
22:44 | 2025-07-08 08/07/2025 10:44:42 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
حالات تسمم... وإقفال محلّ حلويات
Lebanon 24 حالات تسمم... وإقفال محلّ حلويات
07:40 | 2025-07-08 08/07/2025 07:40:34 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا سر الإيجابية الأميركية تجاه "حزب الله".. القصة "عسكرية"
Lebanon 24 هذا سر الإيجابية الأميركية تجاه "حزب الله".. القصة "عسكرية"
10:30 | 2025-07-08 08/07/2025 10:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 كلام برّاك الصباحي التفاؤلي محى كلام الليل التشاؤمي
Lebanon 24 كلام برّاك الصباحي التفاؤلي محى كلام الليل التشاؤمي
02:00 | 2025-07-08 08/07/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 خسائر كبيرة... ما سبب إنخفاض الدولار؟
Lebanon 24 خسائر كبيرة... ما سبب إنخفاض الدولار؟
10:00 | 2025-07-08 08/07/2025 10:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 مذيعة الـ"أم تي في": "ما عدت مشاركة بهالعمل لاسباب بخجل احكي فيا"
Lebanon 24 مذيعة الـ"أم تي في": "ما عدت مشاركة بهالعمل لاسباب بخجل احكي فيا"
07:28 | 2025-07-08 08/07/2025 07:28:18 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
22:04 | 2025-07-08 براك يعود بعد أسبوعين ولبنان في مرحلة انتظار "رده على الردّ" 22:16 | 2025-07-08 خلاصة زيارة براك: نافذة الفرصة مفتوحة لـ 3 أشهر فقط 22:17 | 2025-07-08 عون الى قبرص اليوم و"مؤتمر باريس" يتأخر بسبب بطء الإصلاحات 22:45 | 2025-07-08 هكذا يقرأ "حزب الله" مواقف برّاك "البعيدة عن السلبية" 22:44 | 2025-07-08 الحكومة من التعهّد بـ"قانون انتخاب عصري" الى البحث في "تحسينات وتعديلات" على الحالي 22:40 | 2025-07-08 هل يشارك رئيس الجمهورية في القمة الروسية - العربية؟ فيديو "تك تك قلبي".. وائل كفوري يطرح أغنية تروي قصة حب
Lebanon 24 "تك تك قلبي".. وائل كفوري يطرح أغنية تروي قصة حب
02:11 | 2025-07-08 09/07/2025 05:49:33 Lebanon 24 Lebanon 24 ثوران جديد لبركان "لاكي لاكي" في إندونيسيا... رماد في السماء وإجلاء آلاف السكان (فيديو)
Lebanon 24 ثوران جديد لبركان "لاكي لاكي" في إندونيسيا... رماد في السماء وإجلاء آلاف السكان (فيديو)
01:08 | 2025-07-08 09/07/2025 05:49:33 Lebanon 24 Lebanon 24 "كيفك ع فراقي".. مفاجأة فضل شاكر لصيف 2025
Lebanon 24 "كيفك ع فراقي".. مفاجأة فضل شاكر لصيف 2025
00:50 | 2025-07-08 09/07/2025 05:49:33 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24