التغيّر المناخي يهدد مدناً تاريخيّة في اليمن
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
توقعت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» زيادة كبيرة في كمية الأمطار التي ستهطل على اليمن خلال الأيام المقبلة، فيما أكدت مصادر محلية تأثر 100 منزل تاريخي في مدينة صنعاء القديمة وكذلك الأمر في مدينة زبيد، المدرجتين على قائمة التراث الإنساني، مع تضرر مبانٍ أخرى في مدن تاريخيّة مثل ثلا في محافظة المحويت وجبلة في محافظة إب.
وتوقعت نشرة الإنذار المبكر للأرصاد الجوية الزراعية والصادرة عن «الفاو» حدوث زيادة كبيرة ومستمرة في هطول الأمطار في عدة محافظات يمنية، وأن تتلقى المرتفعات الوسطى ومناطق ساحل البحر الأحمر وأجزاء من المرتفعات الجنوبية مستويات هطول غير مسبوقة تتجاوز 300 ملم.
وحسب النشرة، فإن أجزاء من الهضبة الشرقية، بما في ذلك محافظات مأرب وحضرموت والمهرة، التي تتميز عادة بانخفاض هطول الأمطار، من المتوقع أن تتراوح كمية الأمطار التراكمية فيها بين 100 و150 ملم في الأيام المقبلة.
ونبهت «الفاو» إلى أن استمرار هطول الأمطار الغزيرة من شأنه أن يتسبب بحدوث فيضانات شديدة على مستوى اليمن، خاصة في مناطق تجمع المياه المتمثلة بالأودية في المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية ومناطق الهضبة الشرقية التي تواجه مخاطر متفاوتة للفيضانات.
وبينت النشرة أن الأودية المصنفة في خانة «المخاطر العالية للفيضانات»، تشمل: وديان حرض ومور وسردود وسهام وزبيد في محافظة الحديدة، ونخلة ورسيان في الأجزاء الغربية والشمالية الغربية من اليمن، التي من المتوقع أن تشهد فيضانات شديدة وجارفة.
نداء استغاثة
مع تسجيل الأمم المتحدة تضرر 260 ألف يمني من الأمطار، أطلق فرع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في صنعاء نداء استغاثة عاجلاً لإنقاذ المدن التاريخية، وفي مقدمتها المسجلة على قائمة التراث العالمي في صنعاء القديمة وزبيد. وقالت الهيئة إن البلاغات المسجلة في صنعاء القديمة وحدها تشمل 100 بلاغ لمبانٍ تاريخية معرضة للسقوط، وقد سقط بالفعل أحد قصور المدينة القديمة قبل يومين في حارة بستان السلطان.
وأكد فرع الهيئة في ندائه أن الظروف المناخية التي يمر بها اليمن أثرت على المدن التاريخية، وأن الأمر يتطلب تدخل كل الجهات ذات العلاقة لتقديم المساعدات الطارئة للفرق الميدانية لتدعيم وتأمين المباني في مدن صنعاء وزبيد وثلا وجبلة وبقية المدن التاريخية المتأثرة بالأمطار.
وناشد البيان المنظمات المحلية والدولية المعنية بحماية التراث الثقافي تقديم الدعم العاجل لمواجهة هذه التغيرات المناخية، وكذلك دعم أعمال التأمين المؤقت ومشاريع الترميم الدائم.
أضرار في إب
وفي محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) التي تشهد أعلى معدلات هطول للأمطار الموسمية، أكد سكان تهدم 4 منازل في الحي القديم من عاصمة المحافظة، كما تهدم منزلان في مديرية يريم نتيجة الأمطار التي شهدتها المحافظة، لكن دون تسجيل خسائر في الأرواح؛ إذ غادر السكان المنزلين قبل انهيارهما، فيما سجلت بقية مناطق المحافظة انهيار أكثر من 10 منازل منذ الأسبوع الماضي.
أما في مديرية العدين، غرب المحافظة، فقد أدت الانهيارات الصخرية وانزلاق التربة إلى ردم مشروع للمياه يستفيد منه سكان عدد من القرى في عزلتي خباز والجبلين، وهو ما دفع السكان إلى مناشدة الجهات المعنية في المحافظة الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى التحرك العاجل وفتح الطرقات وترميم مشروع المياه وإصلاح الخزان لإعادة الخدمة للسكان.
وفي مديرية النادرة في المحافظة ذاتها اشتكى سكان من قطع الطرق بين قراهم نتيجة الانهيارات الصخرية ومن بينها طريق منطقة البريق بمدخل عزلة الفجر؛ حيث أثر الانزلاق الصخري على الطريق الذي يربط قرى وادي «اللحاء»، كما أنه يهدد جسر «بيت النديش»، وهو واحد من أهم الجسور في المديرية ويربط العديد من المناطق بعضها ببعض، بالإضافة إلى أنه يربط قرى في المديرية بأخرى في مديرية دمت المجاورة التابعة لمحافظة الضالع.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: المدن التاریخیة فی محافظة فی مدیریة
إقرأ أيضاً:
اليمن.. صوت الموقف حين خَرِسَت الأبواق!
• في زمن الصمت العربي الرهيب، حيث استكانت العواصم العربية، وغرقت الأنظمة في مستنقعات الخنوع السياسي، خرج اليمن، الجريح المحاصر، ليكسر هذا الصمت المهين، ويعلن موقفًا صارخًا ضد الغطرسة الأمريكية، في مشهد لا يزال يُربك حسابات القوى الكبرى.
• ومن المفارقات الصادمة أن الدول التي تنفق المليارات على التسليح، وتغرق في تحالفات الحماية الغربية، لم تجرؤ حتى على إصدار بيان خجول يُدين المجازر التي ترتكبها أمريكا بشكل مباشر أو عبر وكلائها في المنطقة، بينما اليمن، الذي أنهكته الحرب، ولم يُمهَل فرصة لالتقاط أنفاسه، رفض الصمت، وخرج بموقف لم يصدر من أية دولة عربية أخرى.
تصريحات حديدية توثق الموقف
• “نحن جزء من هذه المعركة… وموقفنا هو موقف عملي وميداني، لن نتخلى عن غزة ولا عن محور المقاومة، وسنواجه العدوان الأمريكي أينما كان، “كلمةٌ قالها السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، 30 نوفمبر 2023.
• بهذا التصريح، لم يكتفِ اليمن بالبيانات والتغريدات، بل انتقل مباشرة إلى الفعل الميداني، مستهدفًا السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي في البحر الأحمر، في موقفٍ غير مسبوق على مستوى العالم العربي.
• وتحركت القوات اليمنية في البحر الأحمر، لتفرض معادلة استراتيجية واضحة: “لا عبور آمن للسفن المتجهة إلى إسرائيل حتى يتوقف العدوان على غزة.
• ومع كل ضربة يمنية ضد سفينة داعمة للعدوان، كانت تتساقط أوراق التوت عن دول التطبيع، وتزداد عُزلة أمريكا السياسية في المنطقة.
• وبقراءة استراتيجية للموقف اليمني، على الصعيد السياسي أولاً: أرسلت صنعاء رسالة واضحة بأن سيادتها حقيقية وغير مرهونة للخارج، وأنها حاضرة في القضايا المصيرية للأمة.
وعلى الصعيد العسكري ثانياً: أثبتت القوات اليمنية قدرتها على التأثير في معادلات الأمن البحري والاقتصاد العالمي، وفرضت تحديًا عسكريًا مباشرًا على أمريكا وبريطانيا.
أما على الصعيد الشعبي والإقليمي ثالثاً: فإن الموقف اليمني أحرج أنظمة عربية طالما تباهت بقوتها، لكنه كشف هشاشتها أمام الإرادة الأمريكية.
اليمن.. من المتفرج إلى صانع القرار
• لم تعد صنعاء تتلقى الأحداث، بل تصنعها، لم تعد تلعب دور الضحية، بل تحوّلت إلى لاعب فاعل في ساحة المواجهة الإقليمية.
ففي الوقتِ الذي تباهت فيه بعض الأنظمة بعقود التطبيع وصفقات الحماية، فضّل اليمن أن يتمسك بعزّته، رافعًا راية: “الموت لأمريكا… الموت لإسرائيل… اللعنة على اليهود… النصر للإسلام.”
وختاماً : اليمن أولًا في الكرامة
• من وسط الحصار، وسط الدم، ومن تحت الركام، خرج صوت اليمن عالياً، ليقول: “نحن هنا… وسنقف مع فلسطين مهما كلفنا ذلك”.
لقد علّمت صنعاءُ الجميعَ أن السيادةَ لا تُشترى، وأن المواقفَ لا تُصنع في غرف الفنادق، بل تُولد من رحم المعاناة والكرامة.
وسيذكر التاريخ أن اليمن كان أول من قال (لا)… حين خَرِسَ الجميع.