انطلاق مسابقة "هندسها بالذكاء الاصطناعي" بمشاركة 25 فريقا
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
الرؤية- فيصل السعدي
رعى سعادة الدكتور ناصر بن راشد المعولي وكيل وزارة الاقتصاد، أمس، مسابقة "هندسها بالذكاء الاصطناعي"، بحضور كل من سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات، وسعادة المهندس خميس بن محمد الشماخي وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للنقل.
وشارك في المسابقة 100 مشترك موزعين على 25 فريقا، إذ تم إطلاق مسابقة "هندسها" بتنظيم من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وبالتعاون مع أكاديمية البرمجة وشركة ساس.
وتهدف المسابقة إلى تحفيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث تستهدف المواهب الواعدة من الطلاب والباحثين عن عمل والمهنيين المهتمين بتطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وبدأت فعاليات المسابقة بحلقة عمل تعريفية بالأهداف الرئيسية للمسابقة، بما في ذلك تعزيز الابتكار وبناء القدرات التقنية ورعاية المواهب المحلية في هذا المجال المتطور.
وتضمنت فعاليات حفل الانطلاق كلمة ترحيبية لوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وشركة أكاديمية البرمجة؛ وعرضا تقديميا حول الذكاء الاصطناعي التوليدي وتطبيقاته المتنوعة في مختلف القطاعات؛ وجلسات تعريفية توضح دور الموجهين في المسابقة، إلى جانب شرح منصة التعلم الإلكتروني (LMS)، بالإضافة إلى أنشطة تهدف لتعزيز التواصل بين المتسابقين.
وستبدأ المسابقة بمعسكر تدريبي مكثف يعقبه تطوير الحلول التقنية باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ثم التقييم النهائي وختام المسابقة.
وقالت طوعة بنت عبد الله آل داوود رئيسة قسم التطوير والدراسات بالمركز الوطني للفضاء والتقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، إن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يتطور إلا من خلال بناء القدرات ودعم المواهب في هذا المجال الواعد، وذلك عبر توفير بيئة محفزة، وتقديم الدعم اللازم للمبتكرين والمطورين، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لضمان تحقيق الفائدة القصوى من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات، مشيرةً إلى أن هذه المسابقة تأتي في وقت يشهد فيه العالم تطورات متسارعة في هذا المجال.
وبين الدكتور سلطان بن سالم اليحيائي مدير التدريب والاتصال الخارجي بأكادمية البرمجة، أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات أولت اهتمامًا كبيرًا لتحفيز المشاركين في المسابقة من خلال بناء قدراتهم في المعسكرات التدريبية وتحفيزهم بجوائز تنافسية، حيث تم تخصيص جوائز نقدية للمراكز الأولى بقيمة 4 آلاف ريال للمركز الأول، وللمركز الثاني 3 آلاف ريال، على أن يحصل المركز الثالث على جائزة 2000 ريال، بالإضافة إلى تخصيص 6 جوائز أخرى متنوعة توزع بحسب مقدار الابتكار بالحلول المطروحة ومدى التعاون بين المشاركين.
يشار إلى أن وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات تولي أهمية كبيرة بمجال الذكاء الاصطناعي من خلال إطلاق برنامج تنفيذي مخصص للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، وذلك بهدف وضع السلطنة ضمن أفضل 50 دولة في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات والشركات الناشئة في هذا المجال.
ويتشمل البرنامج على العديد من المبادرات والمشاريع التي تركز على تمكين القطاعات الأساسية والتنموية باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات وتعزيز الشركات الناشئة مع التركيز على حوكمة الذكاء الاصطناعي برؤية محورها الإنسان.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.
jebadr@