نجل الرئيس السابق أحمد علي صالح (وكالات)

يشهد حزب المؤتمر الشعبي العام، أحد أبرز الأحزاب السياسية في اليمن، أزمة داخلية حادة تتجلى في صراع على القيادة وتزايد الانقسامات بين أجنحته. وقد تفاقمت هذه الأزمة مع محاولة نجل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح تعزيز نفوذه والعودة إلى الواجهة السياسية، إلا أن هذه المساعي اصطدمت بمعارضة شرسة من قيادات الحزب.

تتجلى أبعاد هذه الأزمة في عدة أحداث متلاحقة، أبرزها منع قناة "اليمن اليوم"، المقربة من نجل صالح، من بث كلمة لقيادات الحزب في ذكرى تأسيسه، وهو ما أثار استياءً واسعًا وفسّر على أنه محاولة لاحتكار القرار وتهميش الآخرين.

اقرأ أيضاً الكشف عن دواء خارق يقلل خطر الإصابة بالسكري بنسبة 94% 26 أغسطس، 2024 لقاء سعودي ـ قطري هام لمناقشة هذا الملف الخطير المتعلق باليمن 26 أغسطس، 2024

وتؤكد هذه الحادثة على عمق الانقسامات داخل الحزب، وتشير إلى أن نجل صالح يواجه صعوبات كبيرة في فرض سيطرته على الحزب، حتى مع الدعم الذي يتلقاه من الخارج. فبالرغم من محاولاته المتكررة للظهور كزعيم لا جدال فيه، إلا أن المعارضة الداخلية تزداد قوة، مما يضعف موقعه ويقلص من نفوذه.

كما تُفسر هذه الأزمة في سياق الصراع السياسي الأوسع في اليمن، حيث تسعى قوى إقليمية ودولية إلى التأثير على المشهد السياسي اليمني، وتحديدًا في الجنوب. وتبدو الإمارات، التي تدعم نجل صالح، أنها تواجه تحديات في تحقيق أهدافها، حيث تزداد المعارضة الداخلية لسياساتها.

هذه الأزمة تعكس هشاشة الوضع السياسي في اليمن، وتؤكد على صعوبة التوصل إلى حلول سياسية مستدامة في ظل وجود انقسامات عميقة داخل الأحزاب السياسية الرئيسية. كما تشير إلى أن الصراع على النفوذ والسلطة سيظل سمة بارزة من سمات المشهد اليمني في الفترة المقبلة.

المصدر: مساحة نت

كلمات دلالية: الإمارات المؤتمر الشعبي العام اليمن صنعاء عدن مارب نجل صالح هذه الأزمة نجل صالح

إقرأ أيضاً:

احتجاجات جرمانا.. جهود متواصلة لتطويق الأزمة ومنع الفتنة بسوريا

دمشقـ في الوقت الذي تجتهد فيه العديد من الأصوات الوطنية داخل محافظة السويداء جنوب العاصمة السورية دمشق لتطويق "فتنة جرمانا" وإنهائها بسلام، تنمو على الطرف المقابل مخاوفُ جادة من خطورة هذه الأزمة التي زحفت داخل توقيت حذر، خاصة مع دخول إسرائيل على خط الأزمة.

وشهدت مدينة جرمانا التي يقطنها الدروز والمسيحيون والسنة والعلويون أحداثا مؤسفة بدأت ظهر الجمعة 28 فبراير/شباط الماضي، وما زالت فصولها تتوالى حتى الآن.

وبحسب لؤي صفا، أحد سكان مدينة جرمانا، وكان شاهدا على تلك الأحداث، فإن المشكلة حدثت في محيط ساحة السيوف وسط جرمانا على خلفية خلاف بين شابين من عائلة قبلان تم نقل أحدهما إلى مستشفى المجتهد بدمشق.

وعقب ذلك حدث تلاسن ما بين أصدقاء الشاب، والكادر الطبي العامل في المستشفى، حيث تدخل عناصر من قوات الأمن العام، واقتادوا الشباب الدروز إلى مخفر الصالحية، وهناك حدث صدام ما بين عناصر المخفر، ودروز مسلحين جاؤوا من جرمانا، لإطلاق سراح الموقوفين.

ويضيف صفا للجزيرة نت: "ومساء الجمعة دخلت عناصر من قوات الأمن العام إلى مدينة جرمانا، ورفض أحدهم تسليم سلاحه، وحدث صدام بينهم وبين شباب دروز كانوا على الحاجز عند مدخل المدينة، باعتبار أن هناك توجيها صادرا عن الهيئة الروحية، وعن مشايخ جرمانا مفاده وجوب تسليم سلاح كل من يدخل جرمانا من دون مهمة رسمية، الأمر الذي أودى بحياة أحد عناصر قوات الأمن العام".

إعلان تطويق الأزمة

وتوجهت فصائل مسلحة وطنية من السويداء إلى مدينة جرمانا أمس السبت لتطويق المشكلة، ورفدها بالحل، ومنعها من الانزلاق نحو مزيد من التصعيد، ويقول زياد أبو طافش المتحدث الإعلامي باسم فصيل لواء الجبل أحد الفصائل المشاركة بعملية التهدئة، للجزيرة نت: "ما حصل في جرمانا كان حدثا عرضيا جرى استثماره لاحقا لأجل بث فتنة وطنية، وتم احتواء المشكلة صباح السبت".

وأضاف أنه "تم التفاهم على خطوات الحل سلميا، لكن فوجئنا بانهيار الاتفاق نتيجة تحريض جهات غير معروفة من خلال بث رواية مخالفة لحقيقة ما حدث، وإعادة إنتاج القصة بشكل يخدم الفتنة ليجعلها مستعصية على الحل".

وكان وجهاء، ومشايخ في مدينة جرمانا قد أصدروا بيانا توضيحيا مساء السبت حصلت الجزيرة نت على نسخة منه، وجاء فيه: "أهالي بلدنا الحبيب وجوارنا الدمشقي، وعموم أهلنا في سوريا الحبيبة، نتشارك وإياكم المصاب الجلل الذي وقع الجمعة في مدينة جرمانا، والذي أودى بحياة أحمد ديب الخطيب، وإصابة شخصين آخرين على يد مجموعة غوغائية غير منضبطة لا تنتمي إلى عرفنا، ولا إلى عاداتنا أو تقاليدنا".

وأكد البيان أنه لن يتم التساهل في كشف ملابسات وفاة الخطيب، وتسليم الفاعلين إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل، حيث إنّ "هذا الحادث الأليم قد آلمنا مثلما آلم أهل الفقيد وذويه، ولن نسمح للتصرفات الفردية في أن تُسيء لانتمائنا، وعلاقاتنا مع جوارنا في الغوطة ودمشق وعموم أهل وطننا السوري".

قرارات عاجلة

واتخذ مشايخ وأعيان ووجهاء مدينة جرمانا العديد من القرارات خلال اجتماع لهم لمناقشة الأزمة وهي:

رفع الغطاء عن جميع المسيئين والخارجين عن القانون، وأن يتم تسليم كل من تثبت مسؤوليته عن هذا الحادث إلى الجهة المختصة حتى ينال جزاءه العادل. العمل على إعادة تفعيل مركز ناحية جرمانا بأسرع وقت، وبكفاءات قادرة على إدارة الواقع بحكمة واقتدار، وتهيئة كافة الظروف المناسبة لضمان حسن سير عمله. أكد المجتمعون على أن جرمانا وعبر تاريخها لم تكن يوما إلا جزءا من غوطة دمشق، ولن يكون لها عمقٌ آخر غير العمق الدمشقي والسوري. الحرص الدائم على هذه العلاقة التاريخية المتجذرة في صون وحسن الجوار هو من الثوابت التي لا يمكن التنازل أو التخلي عنها. محاسبة جميع الأفراد والجهات التي تسعى إلى بثّ الفتنة والتفرقة وتأجيج الخلافات أو الارتهان إلى أجندات معادية، وعدم السماح لأي كان ببث الشقاق بين مكونات الوطن الواحد. فتح تحقيق رسمي بملابسات الحادث الذي وقع في قسم شرطة الصالحية، وما تضمنه من إساءة في التعامل، وإطلاق النار على عدد من الأشخاص المكلفين بالتواصل مع ضباط القسم لحل المشكلة التي وقعت سابقا في مستشفى المجتهد. إعلان شركاء الانتصار

وبدوره، قال المحامي أسامة الهجري المستشار القانوني للشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء، للجزيرة نت، إن "المشكلة قد وجدت طريقها للحل، مضيفا أن قوات الأمن العام تقوم بعملها في جرمانا وأيضا يوجد ممثلون لها في السويداء، وأهالي السويداء يكنّون لهم المحبة، فهم شركاء في الانتصار وإخوة لنا في الوطن".

وأوضح أن هناك عقلاء يسعون لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، ولكن الفتن التي تُبث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تضخّم الأمور وتزيّفها، ونحن نأمل في إظهار الحقيقة على الدوام.

ونفى الهجرى منع قوات الأمن العام من الدخول إلى جرمانا أو السويداء، مشددا على أن هذا تفسير في غير محله لوقائع بسيطة من خلال التعاون والأداء، مشددا على أن قوات الأمن العام "هم إخوتنا وأبناء وطننا، ونحن على تعاون وتنسيق معهم، وأكرر احذروا فتن ومصطلحات الفيسبوك، وإن رؤيتي هذه مأخوذة من أساس متين يعود إلى أيام التحرير الأولى التي بيّنت محبة الشعب السوري لبعضه".

ويرفض الكثير من الوطنيين في الدروز سواء من الفصائل المسلحة، أو من السياسيين أن تسلك تلك الحوادث مسلك الفتنة، ويحاولون ما أمكن تجنبها.

مقالات مشابهة

  • احتجاجات جرمانا.. جهود متواصلة لتطويق الأزمة ومنع الفتنة بسوريا
  • المالية النيابية: الشيعة مختلفون على قانون الحشد الشعبي
  • صراع على زعامة حزب «الأمة» السوداني يهدد بانشقاقه .. الخلاف حول «الحكومة الموازية» فجّر الأزمة وأخرجها إلى السطح
  • موسم التشرذم السياسي في السودان
  • خبير علاقات دولية: المشهد الحالى يعكس انقسامًا غربيًا بشأن دعم أوكرانيا
  • تسلا في مأزق.. تراجع قياسي لمبيعات الشركة في أوروبا على خلفية مواقف ماسك السياسية
  • في الذكرى السادسة للحراك الشعبي.. أية جزائر جديدة؟
  • رئيس المؤتمر الشعبي يهنئ قائد الثورة بحلول شهر رمضان المبارك
  • الخريطة السياسية الألمانية تشهد تحوّلا.. ما تداعيات زلزال الانتخابات الأخيرة؟
  • وكالة "خبر" تهنئ نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام أحمد علي عبدالله صالح وجميع أبناء الشعب اليمني بحلول شهر رمضان المُبارك