لجريدة عمان:
2024-09-13@14:45:35 GMT

ثقافة «الميمز»

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

«الميمز» مفهوم أطلقه العالم الأمريكي ريتشارد دوكينز عام 1976، ويشير إلى أن الثقافة يمكن أن تنتقل وتتطور عبر الأجيال بشكل مشابه لنقل الجينات، ويقترح دوكينز وجود عنصر ثقافي يشابه في وظيفته «الجين» في علم الأحياء، فالجين ينقل الصفات الوراثية بين الأجيال المتعاقبة، بينما ينقل «الميم» الأفكار أوالأساليب أو العادات داخل النظم الثقافية المتوارثة.

أن تملك الثقافة هذه الحتمية والجبرية مثل الحتمية والجبرية الجينية، فهذا يدل على سطوة الثقافات السائدة، وبذا يسهل فهم الآية الكريمة بوضوح: «بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ».

استخدمت مفردة «ميمز Memes» كمصطلح لوصف الصور أو الأفكار أو النصوص أوالفيديوهات التي يتم تداولها ومشاركتها عبر الإنترنت، طريفة أو ذات طابع ساخر، تنتشر بسرعة كبيرة عبر وسائل التواصل والمنصات، وتهدف إلى إيصال رسالة معينة أو إثارة الضحك أو تفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي.

لقد أصبحت «الميمز» جزءًا من ثقافة الإنترنت الضاحكة والساخرة لدى الشباب، وتعكس تفاعلاتهم وتوجهاتهم، فشاعت بسرعة كبيرة في الأوساط الرقمية، لتشكل تيارا من البث الذي يتابعه الشباب بشغف كبير، يتناسب مع السرعة والاختصار والبسمة الساخرة.

حسب المراقبين، إنه صار هناك من يوجه «الميمز» بين الشبيبة والشباب، فلم تعد رسائله الظاهرية والباطنية بريئة، بل موجهة بذكاء لتشكيل ثقافة الشباب حسبما يرغب، وهكذا تنشر الثقافة الموجهة بينهم، وتمارس حتميتها وجبريتها عليهم، وعلى الأجيال اللاحقة، فلا يمثل شكل «الميمز» أحيانًا أهمية بقدر جوهر الأفكار التي تعززها مضامينه، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتسخيف فئات اجتماعية معينة، أو تعزيز لمحتوى عنصري، أو تدمير الثقافات المحلية أوالمأثور الديني، أو القيم والعادات والتقاليد والأعراف والثوابت الإنسانية.

تحد إعلامي جديد يضيف عبئا على الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، والأندية الرياضية والثقافية، لمواجهة هذا الغزو الناعم واللطيف جدا، يأتي في صورة طرفة أو صورة ضاحكة أو ساخرة أو فيديو قصير ينشر الابتسامة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

"فورين بوليسي": الأفكار الروسية حول القيم التقليدية حظيت بدعم في الولايات المتحدة

كتبت مجلة "فورين بوليسي" أن الأفكار الروسية، بما في ذلك ما يتعلق بمسألة الدين والقيم التقليدية، حظيت بدعم بعض المجموعات في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وقالت المجلة في تقريرها: "من خلال تقديم الروس والدولة الروسية أنفسهم على أنهما متدينان بشدة وغارقان في التقاليد، وإدانة المؤسسة الغربية لهجماتها الواضحة على القيم التقليدية، حققت دعاية الكرملين نجاحا كبيرا بين المحافظين الثقافيين والدينيين في الولايات المتحدة ودول أخرى".

ويدعي مؤلفو التقرير في المجلة أن مثل هذه الأفكار ساعدت على تفهم السبب وراء إجراء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا من قبل ممثلي وجهات النظر اليمينية المتطرفة في الولايات المتحدة، الذين يعتبرون أيضا قيادة روسيا "صوتا قويا".

وفي منتصف أغسطس، أصدر الرئيس فلاديمير بوتين مرسوما يمنح الأجانب ممن يشاطرون روسيا قيمها الأخلاقية والروحية التقليدية الإقامة على أراضي روسيا، ويعفيهم من فحوص اللغة الروسية.

ويكلف المرسوم وزارة الخارجية الروسية بتحديد قائمة الدول التي تتبنى ما يسمى بـ "القيم الليبرالية الجديدة" التي تتعارض مع الأخلاقيات التقليدية.

وبموجب المرسوم، سيتاح للأجانب اللاجئين إلى روسيا هربا من سياسات دولهم المنافية للقيم التقليدية للشعوب، الحصول على "الإقامة المؤقتة"، كما ستمنحهم الخارجية الروسية تأشيرات دخول مدتها ثلاثة أشهر

مقالات مشابهة

  • تدريبات الزمالك: تنفيذ فقرات وتقسيمات فنية معينة بفرمان جوميز
  • متخصص في شؤون التكنولوجيا: الإنترنت يصيب الأطفال بالقلق والاكتئاب
  • أنشطة ثقافية لقصور الثقافة بأسوان
  • " ولد الهدى".. أوبريت في احتفالات المولد النبوي بالوادي الجديد
  • حظر قانون أمريكي يمنع الشباب من الوصول إلى مواقع التواصل بحرية
  • حملة ارجع صلي تكتسح منصات التواصل الاجتماعي وتحظى بتفاعل واسع في المغرب
  • رئيس صندوق التنمية الثقافية يبحث جذب الشباب للمشاركة في الأنشطة
  • مفتي البوسنة والهرسك: مصر لها دور في نشر الإسلام الوسطي ومكافحة الأفكار التكفيرية
  • قصور الثقافة تحتفل بالمولد النبوي في الفيوم.. لقاءات وأنشطة متنوعة
  • "فورين بوليسي": الأفكار الروسية حول القيم التقليدية حظيت بدعم في الولايات المتحدة