لجريدة عمان:
2024-11-21@18:00:23 GMT

ثقافة «الميمز»

تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT

«الميمز» مفهوم أطلقه العالم الأمريكي ريتشارد دوكينز عام 1976، ويشير إلى أن الثقافة يمكن أن تنتقل وتتطور عبر الأجيال بشكل مشابه لنقل الجينات، ويقترح دوكينز وجود عنصر ثقافي يشابه في وظيفته «الجين» في علم الأحياء، فالجين ينقل الصفات الوراثية بين الأجيال المتعاقبة، بينما ينقل «الميم» الأفكار أوالأساليب أو العادات داخل النظم الثقافية المتوارثة.

أن تملك الثقافة هذه الحتمية والجبرية مثل الحتمية والجبرية الجينية، فهذا يدل على سطوة الثقافات السائدة، وبذا يسهل فهم الآية الكريمة بوضوح: «بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ».

استخدمت مفردة «ميمز Memes» كمصطلح لوصف الصور أو الأفكار أو النصوص أوالفيديوهات التي يتم تداولها ومشاركتها عبر الإنترنت، طريفة أو ذات طابع ساخر، تنتشر بسرعة كبيرة عبر وسائل التواصل والمنصات، وتهدف إلى إيصال رسالة معينة أو إثارة الضحك أو تفاعل رواد وسائل التواصل الاجتماعي.

لقد أصبحت «الميمز» جزءًا من ثقافة الإنترنت الضاحكة والساخرة لدى الشباب، وتعكس تفاعلاتهم وتوجهاتهم، فشاعت بسرعة كبيرة في الأوساط الرقمية، لتشكل تيارا من البث الذي يتابعه الشباب بشغف كبير، يتناسب مع السرعة والاختصار والبسمة الساخرة.

حسب المراقبين، إنه صار هناك من يوجه «الميمز» بين الشبيبة والشباب، فلم تعد رسائله الظاهرية والباطنية بريئة، بل موجهة بذكاء لتشكيل ثقافة الشباب حسبما يرغب، وهكذا تنشر الثقافة الموجهة بينهم، وتمارس حتميتها وجبريتها عليهم، وعلى الأجيال اللاحقة، فلا يمثل شكل «الميمز» أحيانًا أهمية بقدر جوهر الأفكار التي تعززها مضامينه، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتسخيف فئات اجتماعية معينة، أو تعزيز لمحتوى عنصري، أو تدمير الثقافات المحلية أوالمأثور الديني، أو القيم والعادات والتقاليد والأعراف والثوابت الإنسانية.

تحد إعلامي جديد يضيف عبئا على الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، والأندية الرياضية والثقافية، لمواجهة هذا الغزو الناعم واللطيف جدا، يأتي في صورة طرفة أو صورة ضاحكة أو ساخرة أو فيديو قصير ينشر الابتسامة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بعد النوم .. أكبر “حصة من الحياة” تقضيها البشرية على وسائل التواصل الاجتماعي

ستقضي البشرية ما مجموعه 500 مليون سنة على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2024. وفقا لـ Visual Capitalist . ويوجد الآن أكثر من 5 مليارات “هوية” لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى العالم، ما يعادل 63.8 في المائة. وحسب تقديرات أحدث تحليل لـ “كيبيوس”، يقضي المستخدم العادي حوالي 2.5 ساعة يوميا على منصات التواصل الاجتماعي، أي ما يعادل أكثر من ثلث إجمالي وقته على الإنترنت. في حين تقضي النساء 16 دقيقة يوميا على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الرجال. ويتمتع “تيك توك” بأعلى متوسط وقت لكل مستخدم، بينما يمثل “يوتوب” أكبر حصة إجمالية من إجمالي وقت الوسائط الاجتماعية. ووجدت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا، إيرفين، أن الناس يتفحصون هواتفهم بمعدل 150 مرة في اليوم، مما يؤدي إلى خسارة كبيرة في الإنتاجية. وتكشف منصة أبحاث المستهلك GWI، أن مستخدم الإنترنت العادي يقضي الآن 6 ساعات و 36 دقيقة يوميا. يعني هذا أكثر من 46 ساعة في استخدام الإنترنت كل أسبوع، وهو ما يزيد بنسبة 15 في المائة عن أسبوع العمل “النموذجي” المكون من 40 ساعة.

مقالات مشابهة

  • أستراليا تحظر مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين
  • الثقافة تختتم ملتقى أهل مصر لفتيات المحافظات الحدودية في الوادي الجديد
  • بعد النوم .. أكبر “حصة من الحياة” تقضيها البشرية على وسائل التواصل الاجتماعي
  • قصور ثقافة المنوفية تٌناقش "دور الدولة في حماية الأطفال من العنف".. صور
  • غدًا ختام الدوري الثقافي للمكتبات بقصر ثقافة دمنهور
  • انطلاق أولى القوافل الثقافية لطلاب المدارس بالقليوبية احتفالا بأعياد الطفولة
  • المملكة المتحدة تدرس حظر وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن الـ16
  • غدًا.. الثقافة تطلق عروض المسرح المتنقل بمدينة 15 مايو
  • بيل غيتس : الاستثمار في الأجيال القادمة هو السبيل لتحقيق التغيير الإيجابي
  • التسامح والتعايش السلمي في نقاشات قصور الثقافة بالإسماعيلية